أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري - أرشيف التعليقات - رد الى: Mervat Ibrahim - عادل العمري










رد الى: Mervat Ibrahim - عادل العمري

- رد الى: Mervat Ibrahim
العدد: 694761
عادل العمري 2016 / 9 / 13 - 12:26
التحكم: الكاتب-ة

لا يوجد شيء معلن عن مشروع الفوضى الخلاقة، وكل ما كُتب وأعلن مجرد تكهنات، أو اقتراحات، أو توقعات.
حسب تصوري ترى المؤسسات الغربية أن منطقة الشرق الأوسط والشعوب الإسلامية تحديدا هيَ مصدر للاضطرابات في العالم: عنف باسم الدين، صراعات طائفية وعرقية لا تنتهى، أنظمة قمعية شديدة الفساد، وجودها يهدد باشتعال انتفاضات شعبية عنيفة وتفكك المجتمع، مثلما حدث في الصومال؛ وهجرات غير شرعية، وتأثير على مسلمي الغرب، وتحويل بعضهم إلى متشددين وإرهابيين، ومناخ لا يصلح للاستثمار والتجارة العالمية، شعوب غير مندمجة في النظام العالمي الجديد، فقر شديد رغم وجود ثروات تؤهل المنطقة لتصبح ذات قوة شرائية كبيرة، تهديد مستمر لدولة إسرائيل، التى تعد جزءا من الغرب المتقدم.
لهذا كله ظهر مشروع الشرق الأوسط الكبير، أو الجديد، الذي يبدأ بديباجة تنص على: -يمثل -الشرق الأوسط الكبير- تحديا وفرصة فريدة للمجتمع الدولي. وساهمت -النواقص- الثلاثة التي حددها الكُتاب العرب لتقريري الأمم المتحدة حول التنمية البشرية العربية للعامين 2002 و2003 - الحرية، المعرفة، وتمكين النساء- في خلق الظروف التي تهدد المصالح الوطنية لكل أعضاء مجموعة الـ8. وطالما تزايد عدد الأفراد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية في المنطقة، سنشهد زيادة في التطرف والإرهاب والجريمة الدولية والهجرة غير المشروعة-.
من هنا راحت البلدان الغربية الكبرى تشجع إعادة ترتيب هذه المنطقة، وقد تبنى اليمين الأمريكي مشروع -الفوضى الخلاقة- لوصف الآلية التي سيتم من خلالها تغيير المنطقة، بينما تسعى توجهات أخرى لآليات أقل حدة وعنفا. إلا أن الواضح أن الفوضى الخلاقة هيَ التي تجري في الواقع.
وحسب ما أتصور أن المقصود منها تكسير الأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط، لخلق حالة سيولة سياسية، بإطلاق طاقات وحفز الصراعات والتوافقات بين مختلف القوى المحلية، للوصول في النهاية إلى حالة اتزان، أو استقرار يقبله عموم السكان، يكون متوافقا مع مصالح الغرب، وينتهي الأمر باندماج الشرق الأوسط في النظام العالمي. وهذا ما يفسر لنا ما حدث في العراق كمثال؛ إسقاط نظام البعث بالقوة، وإطلاق الصراع الداخلي، مع تشجيع الوصول إلى وضع مستقر لم يتم بعد، وقد يكون تقسيم العراق حلا معقولا، إذا كان مُرضيا للسكان. وفي سوريا يؤيد الغرب قوى معارضة يعتبرها معتدلة ويستخدم غيرها في تفكيك الحكم، ويتحفظ على إسقاط نظام البعث فورا، غالبا انتظارا لنضج فصيل يصلح لاستلام الحكم، أو بهدف إنضاج عملية تقسيم سوريا. وفي حالة مصر أيد الأمريكيون بقوة إعلان نجاح مرشح الإخوان المسلمين في مصرـ فقد طالبوا العسكر بصراحة بإعلان نجاح المرشح الفائز، وأبدوا عدم انزعاجهم من حكم الإخوان، ليس حبا فيهم، وليس لوجود اتفاق مزعوم بينهما، بل لأنهم القوة التي كانت أكثر شعبية وتنظيما، بعد أن فشل -الشباب- في البرهنة على قدرتهم على تشكيل اتحاد أو وضع مشروع واضح، بل رفض بعضهم لقاء هيلاري كلينتون بالقاهرة. وفي النهاية يدرك الأمريكيون والغرب ككل أن مصر تحت السيطرة سواء حكمها الإخوان أو الجيش أو حتى الناصريون، وقد فشل الإخوان وتم طردهم من الحكم، والآن يُترك السيسي تحت الاختبار والضغط، ومن الممكن أن يأتي للسلطة فصيل آخر غير الجيش.
هذا الكلام لا علاقة له بنظرية مؤامرة إطلاقا. ففي الشرق الأوسط توجد عوامل انفجار، ومن الممكن أن تنفجر ثورات دموية، وكان -الربيع العربي- نتاجا للقمع والفقر والفساد. إلا أننا لا يمكن أن نغفل مشاريع الغرب في المنطقة ودور أجهزته. فهناك تمويل لعشرات المنظمات الحقوقية، وبرامج تدريب على الديموقراطية، وبرامج تدريب على حرب أو ثورة اللاعنف، وهناك ضغوط بالمعونة على الجيش المصري مثلا، وحدث تهديد بالقصف الجوى (سوريا) ، وحدث تدخل عسكري لتدمير نظام القذافي، وهناك ضغوط المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي، وهناك دور للإعلام الغربي والمحلي الممول أو التابع لرجال الأعمال المتعاونين مع الغرب، ولنتذكر موقفا مثل مطالبة أوباما لحسني مبارك بالرحيل -الآن يعني أمس-، وما لمثل هذا التصريح من تأثير على معنويات نخبته، وعلى الثوار في الميادين وقتها، وعلى الجيش المصري... باختصار يلعب الغرب دورا لا يستهان به في حفز وتقييف وإعادة تقييف القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة، ولا نستطيع تصور أن إمارة قطر أصبحت مناضلا من أجل الديموقراطية أو أنها أصبحت نظاما إسلاميا؛ فهيَ مجرد مخلب قط للأمريكيين، وتلعب دورا في عملية الفوضى الخلاقة الأكبر منها بكثير.
هناك أيضا على البساط احتمال أن يتم -تفتيت الشرق الأوسط-. وهو في رأيي ليس لمجرد السيطرة المباشرة على المنطقة أو تدميرها إلى آخر هذه الادعاءات، بل بهدف تحقيق حالة استقرار مقبول من جانب جل شعوب الشرق؛ فحل القضية الكردية قد يتطلب إقامة دولة كردية موحدة في العراق وسوريا وإيران وتركيا (وهذا تفتيت وتوحيد في نفس الوقت)، أو في قسم من هذه الأقسام أو أكثر، وحل المشكلة التاريخية بين السنة والشيعة في العراق قد يكون بتقسيمه، وكذلك في السعودية، وقد يُستخدم التهديد بتدعيم إقامة دولة مسيحية في جزء من مصر سلاحا في لحظة ما. وربما تنتج شعوب المنطقة حلولا أخرى فريدة، وهذه هيَ وظيفة الفوضى الخلاقة: إطلاق طاقات هذه الشعوب تمهيدا للوصل لنقطة توازن مستقرة. لكن من المؤكد أن إطلاق هذه الطاقات والوصول إلى حالة اتزان اجتماعي وسياسي يتطلب تفكيك النظام السعودي (ذبح السعودية على حد تعبير ترامب)، وبعض أنظمة الخليج، والنظام الشمولي في إيران ومصر. فلابد من هز المنطقة بأسرها لإظهار القوى الكامنة فيها وتصفية أكثرها عداء للنظام العالمي، وإدماجها في العالم هيكليا وثقافيا، بحيث تصبح تحت السيطرة المستقرة والنهائية للشركات متعددة الجنسيات؛ القوى الأهم في النظام العالمي الجديد، وإزالة التهديدات الكامنة لهذه السيطرة. هذه التصفية قد تأخذ شكل ضربات عسكرية مباشرة أو فضح العجز والفشل أمام الشعوب (مثال الإخوان في مصر واضح).
ولابد أن يتضمن المشروع حل المشاكل الحدودية بين دول المنطقة: مصر والسودان، السعودية واليمن، سواء بالتراضي أو بإعادة تقسيم المنطقة.
أما موقع إسرائيل فهيَ جزء مهم من العملية؛ فالشرق الأوسط الجديد يتضمن أيضا إيجاد حل مرض لأطراف القضية الفسلطينية؛ حل الدولتين وحل مشكلة اللاجئين كلاجئين في إطار إعادة تركيب المنطقة؛ دولة فلسطينية أردنية - مثلاـ أو توطين وتجنيس بعضهم في دول أخرى مثل مصر ولبنان والخليج...وربما حلول أخرى قد تأتي بها الفوضى الخلاقة. أما موضوع العروبة والوحدة العربية فستصبح أحلاما ضائعة وستحل محلها مفاهيم الشرق الأوسط والحداثة والتعاون المشترك واندماج الشركات. سيتغير هدف الإنسان الشرق أوسطي من التفاخر بأنسابه وغزو العالم كما فعل أسلافه وفرض الشريعة، ومراقبة سلوك الآخرين وقهرهم، إلى التعلم ورفع مستوى معيشته والاستمتاع بالحياة. باختصار الهدف هو: تحويل الشرق الأوسط إلى قطعة من الغرب من حيث هو عملي؛ براجماتي، وإنهاء ظاهرة الفقر المدقع والشديد والفساد، لتخفيض حدة الصراعات الاجتماعية.
وفي النهاية يأمل الغرب أن يختفي الإسلام السياسي، أو يتم تدجينه، ويتلاشى التعصب الديني وتسود العلمانية، وتتحرر النساء، وتتحقق الحريات الشخصية كما هو الحال في الغرب، وينتهي الغزو الإسلامي الثقافي لأوربا، وتصبح المنطقة مجالا جيدا للشركات متعددة الجنسية.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - صراعات الهيمنة والنهب في الشرق الأوسط / أحمد شيخو
- نداء المقاومة ضد الإمبريالية، الاستعمار والحرب / الحزب الشيوعي الأمازيغي
- ثقافة القراءة في عالمِنا العربيّ / صباح بشير
- التوجه شرقا أو غربا ؟ / خليل قانصوه
- إِنَّهَا تَسْقُطُ وَكَفَى / عبد الله خطوري
- شاعر آخر يفشل ولا ينتحر / وائل باهر شعبو


المزيد..... - أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- توقعات عام 2025 للاقتصادات الأعلى نموًا في الدول العربية
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مشروع الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة. / عادل العمري - أرشيف التعليقات - رد الى: Mervat Ibrahim - عادل العمري