أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري. / حبيب عبدالرب سروري - أرشيف التعليقات - موقف توينبي من الحضارة العربية الإسلامية - قاسم المحبشي










موقف توينبي من الحضارة العربية الإسلامية - قاسم المحبشي

- موقف توينبي من الحضارة العربية الإسلامية
العدد: 584278
قاسم المحبشي 2014 / 11 / 17 - 22:48
التحكم: الكاتب-ة

يتناقض موقف توينبي من الحضارة العربية الإسلامية في العصر الحديث والمعاصر، فهو
إذ يعدها من حضارات الجيل الثالث القائمة اليوم( )، يعود ليؤكد أنها من الحضارات المنهارة بقوله: -أما بحث تاريخ الحضارة الإسلامية (الإيرانية – العربية) فقد أثبت بالدليل القاطع أن هذين المجتمعين قد انهارا-( ). ويرى أنه من بين كل الحضارات القائمة اليوم تبقى الحضارة الغربية في أوربا وأمريكا هي الحضارات التي لا تزال حية وقادرة على تجاوز محنتها.
وفي بحثه عن طبيعة الصدام بين الإسلام والغرب، ذهب توينبي إلى أن الإسلام قد شكل منذ ظهوره تحدياً جدياً للحضارة المسيحية الشرقية والغربية، وقد ظل التفاعل بين الإسلام والغرب يكتسب أشكالاً مختلفة من التحديات والاستجابات العنيفة والمعتدلة والصدام المستمر. حدث الصدام الأول يوم كان المجتمع الغربي طفلاً، وكان الإسلام في عهد فتوته وبطولاته، إذ اجتاح المسلمون نصف مواطن الحضارة الغربية الأصلية تقريباً، وكادوا أن ينجحوا في ابتلاعها كلها إذ استولوا على إفريقيا الشمالية الغربية، وعلى شبه الجزيرة الإيبيرية، وعلى بلاد القوط الغالية واحتفظوا بها، وأوشكوا أن يحتلوا إيطاليا، ولكن بعد ذلك قلب التاريخ ظهر المجن للمسلمين وتغلبت المدنية الغربية على الأخطار التي كانت تهدد بزوالها، وراحت تنمو نمواً قوياً، وكانت دولة الإسلام العالمية تميل نحو الأفول، منذ ذلك الحين انتقل الغربيون إلى الهجوم على طول جبهة تمتد بين طرفي المتوسط من شبه الجزيرة الإيبيرية، مروراً بصقلية، إلى الأرض السورية ما وراء البحر.
-أما الإسلام وقد هاجمه، في آن واحد، الصليبيون من جهة وبدو آسيا الوسطى (المغول) من جهة أخرى، فقد تقلص إلى أبعد حد-( ).
على هذا النحو يمكن القول أن توينبي هو أول من وضع مفهوم صدام الحضارات قبل هنتجتون بأكثر من نصف قرن، وتحت عنوان (مأساة التلاقي بين المتصادمين) يرصد توينبي مظاهر الصدام بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية منذ ظهور الإسلام حتى اليوم، ويهمنا هنا أن نعرض لرأي توينبي في مشكلة الصدام بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية في العصر الحديث والمعاصر، إذ يرى توينبي أنه عند بداية العصر الحديث من التاريخ الغربي، كان هناك مجتمعان إسلاميان شقيقان وقد انتصبا ظهراً لظهر، يسدان جميع مسالك الاتصال بين ممتلكات المجتمعين الغربي والروسي، وبين سائر بقاع العالم القديم، إذ كانت الحضارة العربية الإسلامية ما تزال عند نهاية القرن الخامس عشر تهيمن على الشاطئ الإفريقي المطل على المحيط الأطلسي والممتد من بوغاز جبل طارق حتى السنغال، وكانت الحضارة الإيرانية الإسلامية تشغل في الوقت نفسه مركزا استراتيجياً، بد أقوى من ذلك الذي تمتعت به الحضارة العربية. فلقد احتل بناة الإمبراطورية (العثمانيون) القسطنطينية والمورة وقرمان وطرابيزون وحولوا البحر الأسود إلى بحيرة عثمانية باستيلائهم على مستعمرات (جنوا) في شبه جزيرة القرم. وامتد سلطان الإسلام إلى شمال غرب الصين والهند والبنغال والدكن( ).
يرى توينبي أن هذه الكتلة الإسلامية الضخمة الحاجزة شكلت تحدياً استثار رد فعل قوي بين الجماعات الدائرة في المجتمعين المسيحيين المتعاصرين، ففي العالم المسيحي الغربي، ابتكرت الشعوب الساكنة على شاطئ الأطلسي طرازاً جديداً من السفن العابرة للمحيطات، وهكذا في لمح البصر اختطف البرتغاليون من أيدي العرب السيادة البحرية على المحيط الهندي، وكان ملاحو الأنهار من القوزاق يتجهون شرقاً ويوسعون حدود العالم الروسي بالسرعة نفسها والاكتساح، وذلك باحداقهم بالعالم الإيراني الإسلامي في الشمال. ولقد فتح الطريق أمام القوزاق القيصر المسكوفي (إيفان الرابع) حين استولى على قازان عام 1553. إذ كانت قازان قلعة العالم الإيراني الإسلامي عند حدوده الشمالية الشرقية. وهكذا؛ وفي غضون مدة تقل عن القرن لم يقتصر الأمر على الإحداق بالعالم الإسلامي ولكن أمكن تطويقه تماماً. ففي أواخر القرنين السادس عشر وأوائل السابع عشر، وضع الطوق حول رقبة الفريسة( ).
على هذا النحو تعاظمت أهمية العالم الإسلامي في نظر الغرب الصاعد منذ اختراع محرك الاحتراق الداخلي، إذ يرى توينبي أن للعالم الإسلامي أهميته القصوى لمصدر للسلع الأساس، ومعبر للمواصلات الرئيسة ووارثاً لثلاثة مواطن للحضارات الأربع الرئيسة في العالم القديم، والثروات الزراعية في النيل الأدنى، ودجلة والفرات، والسند.. الخ. على أن أهم إضافة لموارد العالم الإسلامي الاقتصادية؛ جاءت نتيجة الاكتشاف والانتفاع بمستودعات النفط الكامنة في باطن أرضه. وقد أسفرت النتائج التي تلت التدافع نحو النفط عن وضع سياسي متوتر، طالما كان من نصيب روسيا من تلك الغنيمة في القوقاز وأنصبة الدول الغربية الكبرى في إيران والبلاد العربية، تقع في نطاق سلسلة متصلة الحلقات( ).
ولقد زاد من حدة هذا التوتر تجدد أهمية العالم الإسلامي نقطة التقاء للمواصلات العالمية. -فإن أقصر الطرق بين روسيا والعالم الغربي على طرفي المحيط الأطلسي، من ناحية، والهند وجنوب شرق آسيا واليابان من ناحية أخرى. إن أقصر هذه الطرق يخترق أرضاً ومياهاً وأجواءً إسلامية، وبرح الاتحاد السوفيتي والغرب على خارطة المواصلات وعلى خارطة النفط يقفان موقف الخطر متجاورين وجهاً لوجه-( ).
بهذه الكلمات القليلة المعبرة الخطيرة يلخص توينبي موقف الحضارة الغربية الروسية من الحضارة الإسلامية الفريسة الضعيفة العاجزة، ولكن السؤال هنا هو كيف جابهت الحضارة الإسلامية ذلك التحدي الداهم؟ يقول تيونبي -لقد انقضى وقت طويل قبل أن ينتبه المسلمون أنفسهم على ما يجب عليهم عمله لمجابهة الموقف. وتبلور هذا العمل بالنسبة للجانبين الغربي والروسي في الانقضاض على فريسة عاجزة عجزاً واضحاً-( ).
ويرى توينبي أن سبب تأخر استجابة المسلمين على ذلك التحدي الخطير الذي أخذ يجابههم من الحضارة الغربية الروسية، يكمن في رضاء المسلمين عن أنفسهم وانتصاراتهم العسكرية القديمة الذي بلغ من عمق تأصله في نفوسهم، حد أن الدرس الذي تضمنه تحول المد الحربي ضدهم عقب إخفاقهم أمام فيينا عام 1683،


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري. / حبيب عبدالرب سروري




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - : احذروا الخطر والكارثة المحدقة على شعبنا العراقي / نجم الدليمي
- في ذكرى وفاة القائد الفلسطيني التاريخي الدكتور وديع حداد 192 ... / ابراهيم خليل العلاف
- لعبة العقوبات الأميركية مع عصابات خامنئي وميليشياتها!؟ / محمد علي حسين
- تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن / اسعد عبدالله عبدعلي
- 27 اذار... القمه العربيه بدمشق - 3 - / شكري شيخاني
- لُعْبَةُ الْوُجُودِ... / فاطمة شاوتي


المزيد..... - هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري. / حبيب عبدالرب سروري - أرشيف التعليقات - موقف توينبي من الحضارة العربية الإسلامية - قاسم المحبشي