أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري. / حبيب عبدالرب سروري - أرشيف التعليقات - رد الى: نادر جميل - حبيب عبدالرب سروري










رد الى: نادر جميل - حبيب عبدالرب سروري

- رد الى: نادر جميل
العدد: 583910
حبيب عبدالرب سروري 2014 / 11 / 16 - 20:37
التحكم: الكاتب-ة



المحللون لأسباب صعود الحضارة الغربية خلال الخمسة قرون الماضية وهيمنتها على العالم، لاسيما نيال فيرجيسون في كتابه القيم « حضارات الغرب وبقية العالم »، يرون هذه الأركان:

1) تطوير العلم وفصله عن الدين
2) ضمان حقوق الملكية والديمقراطية
3) الاكتشافات الطبية
4) الصناعة الاستهلاكية
5) سياسة الشغل
6) التنافس الحر

طبعا، لا يهم ولا يجب حفظ هذه الأركان كما يحفظ المرء أركان الإسلام، لكن من المفيد والضروري جدا نقاشها والحوار معها.

أردت الانطلاق من هذه القضايا في هذا الحوار، وبثّها في فضاء جدلي واسع، لاسيما الركن الأوّل الذي يهمنا بشكل خاص كحضارة عربية كانت في القمة في العصور الوسطى، ثم تجمّدت بسبب عرقلة الدين الإسلامي لهذا الركن بشكل خاص، حتى اليوم.

عزيزي نادر،
دعنا نبدأ هكذا بالسؤال الأول الآن، ونتقدم خلال الأيام القادمة رويدا رويدا…

بالنسبة لبدء التطور الحضاري الغربي، والانحدار الحضاري للحضارة العثمانية التي كانت متقدمة على الغرب في القرن 15 ودور الفقهاء فيه:

لنحاول أن نستحضر على تلفازين افتراضيين متجاورين سيرورة تطوّر الحضارة الأوربية (في التلفاز الغربي)، والحضارة العثمانية (في التلفاز الشرقي). وذلك بمفعولٍ رجعي، منذ نهاية القرن الخامس عشر حتّى اليوم...

سنرى في التلفاز الغربي: عرف الغرب في نهاية هذا القرن مطبعة جوتمبرج (الذي طوّر عبرها المطبعة الصينية). تعمّمت خلال عقود قليلة هذه المطبعة على أهم مدن الغرب. طُبِعت آلاف الكتب ثم عشرات آلاف الكتب الدينية أوّلاً، ثم كتباً معرفيه مختلفة، لاسيّما كتاب -العناصر- لفيثاغورس... ارتفعت حينها بشكلٍ ملحوظ مستوى تنمية وثقافة المدن التي انتشرت فيها المطابع...
ماذا نرى في التلفاز الشرقي في نفس تلك الفترة؟
رفض النظام العثماني المطبعة! منع الصحف المطبوعة بقرار عثماني رسمي في عام 1515. رفض التجديد ومواكبة حركة الزمن تحت شعار غريب: -حبر العالِم أقدس من دم الشهيد-!...
لم تصل المطبعة بيروت إلا في القرن الثامن عشر!...

تعود إلى التلفاز الغربي لترى تطوّراً حضاريّاً كليّاً مع إطلالة القرن السابع عشر وحتّى موعد الثورة الفرنسية تلخِّصه كلمتان قلبتا الكرّة الأرضية رأساً على عقب: الثورة العلمية!
تتابع أكثر من 30 اكتشافاً جوهرياً خلال تلك الفترة ظهرت في حضارة غرب القارة الأوربية لا غير، وقّعها: جاليلو، نيوتن، فيرما، باسكال، لافوازيييه، كوبرنيكس وغيرهم. ترافقها أكاديميات علمية تتأسس. تنافسٌ في الاختراع. تحفيزٌ يوميٌّ على تطوير البحث العلمي...

تنتقل إلى تلفاز الشرق. ماذا ترى؟
خلال كل تلك الفترة لم تترجم الإمبراطورية العثمانية من كتب العلوم الغربية غير كتاب واحد! لم تشيّد صرحاً علميّاً واحداً غير مرصد العالم السوري تقي الدين، لكنها هدّمته بعد سنة من بنائه بحجّة -التدخل في أسرار الله-!
وقف الفقهاء هكذا في وجه التطوّر والدخول في عصر الثورة العلمية.
ظلّ الحاكم العثماني أسير عقلية الجواري ومؤامرات التصفيات السيّاسية بين الورثة سعياً للوصول إلى الحكم. تدهورت الإدارة المدنيّة وإرشيف إحصائيات السكّان...
وفي الغرب؟... حاكمٌ مثل فريديريك الثاني في مقاطعته الألمانية (وغيره) هو العكس النموذجي للسلطان التركي: تنظيم، عمل، توسّع، ثقافة، نشرٌ علمىّ واسع، استخدام للاكتشافات العلمية في اختراع سلاح مدفعية متحرّك فعّال جديد، يصيب بدقّة هائلة مراكز العدو المحصّنة، بفضل استخدام الرياضيات لحساب حركة القذيفة ومقاومة الهواء...
ثمّ بدأ عصر قرن التنوير وفصل السلطة الدينية عن السلطة العلمية. تحرّر إثره البحث العلمي والفكر. خطى الغرب بعد ذلك خطوات عملاقة نحو الديمقراطية والحداثة. ثمّ الثورة الصناعية...

ماذا ترى في تلفاز الشرق؟
تحجّر وتعليم متخّلف يعلم الطالب كيف لا يفكر. إنهارت الإمبراطورية العثمانية بعد ذلك. ظلّ العالم العربي حتّى اليوم منهاراً يحتضر، أسير ثنائي الطغاة وداعش!


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري. / حبيب عبدالرب سروري




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - النملة التي اصبحت فراشة / رحيم الحلي
- احمد عبيده الخلود شعرا ٢ / بهاء الدين الصالحي
- شيخوخة التسعين في رواية عاهراتي الحزينات / كاظم حسن سعيد
- بعض تمظهرات الزيف والحقيقة في الوعي السياسي النخبوي السوري ا ... / نزار فجر بعريني .
- رفح مُجدداً محور تداول غير مسبوق / عصام محمد جميل مروة
- : جحيم الراسمالية:: الدليل والبرهان / نجم الدليمي


المزيد..... - سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تأمل في جذور انحسارنا الحضاري. / حبيب عبدالرب سروري - أرشيف التعليقات - رد الى: نادر جميل - حبيب عبدالرب سروري