أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص - أرشيف التعليقات - رد الى: علاء الصفار - فراس قصاص










رد الى: علاء الصفار - فراس قصاص

- رد الى: علاء الصفار
العدد: 498915
فراس قصاص 2013 / 10 / 8 - 18:55
التحكم: الكاتب-ة

الاستاذ علاء الصفار
تحية طيبة
اتفق معك على افكار عديدة وردت في تعقيبك الا أنني اختلف معك في مواقف و قراءات اخرى
- فالثورة كما اعيها ، حدث تاريخي راديكالي يمثل نقطة تحول و تجاوز بل قطيعة سياسية ثقافية قيمية مع ما قبلها ، لا اعتقد أن تعيين هذا المفهوم يمكن أن يتحدد بالقياس إلى نوع الفاعل الاجتماعي الحاسم فيها ، نخبة عسكرية ، حزبية/سياسية ، قطاعات شعبية واسعة . و إن كان لنوع هذا الفاعل دلالات مهمة ، تفيد بمدى أصالة الثورة الاجتماعية و عمقها . وعلى العكس تبدو لي الثورة الشعبية ، كتلك التي تشهدها المنطقة و سورية ثورة ذات منشأ عميق و شامل ، حركة تاريخ مدوية . هي ليست ثورة مفروضة من فوق ، بل ثورة له استحقاقاتها التاريخية و مستدعياتها الاجتماعية و السياسية العميقة و الجذرية .
يمكن قراءة ثورات الربيع العربي ماركسيا بالنظر إلى التغير الكبير الذي اصاب البنى التحتية ( أنماط الانتاج بما تتضمنه من وسائل الاتصال ، وانترنت ..الخ ) و استدعى تغييرا قسريا للبنى الفوقية ( علاقات الانتاج ،قشرتها هي السلطة و السياسة و عمقها يطال القيم و الثقافة ) . مثاليا و هيغليا بما هي ثورة كرامة و صراع من أجل الاستعراف لا يحل الا مع انهاء التناقض و الصراع بتحقيق الاعتراف بذات الجميع في دولة ديمقراطية و عقد اجتماعي يعلي من الارادة العامة و يحفظ الحرية الفردية في ان معا ، وحيث مكر التاريخ الهيغلي يتبدى في ركون الانظمة لاستبدادها و استمرارها في الاستبداد منعا لحركة التاريخ في حين ذلك هو الذي يدفع و بشدة في الاتجاه المعاكس . من وجهة نظر الماركسية المحدثة ( ماركيوز ) ، التطور التقني الذي يتراكم ليحدث تغييرا في الانسان ، في وعيه بنفسه و حاجاته و امكاناته و احداثياته ، الامر الذي يستحيل معه بقاء الانظمة على استبدادها و اشكالها القديمة و نمط علاقتها بالمجتمع . بنيويا حيث تظهر لحظة البوعزيزي بمثابة رمية النرد المزلزلة و الشرارة التي تشعل الاحتجاجات و حركة التاريخ في المنطقة .
- يبدو لي أن مرجعيتك السياسية/ الايديولوجية التي تفرض عليك قراءة ساكنة و حدية و مغلقة ، تميز بين الخير و الشر على النحو الذي تجعل من الناتو شرا دائما و امريكا امبريالية متوحشة ، و دول الخليج رجعيات ناجزة و نهائية و حسب ، تلك المرجعية تمنعك أيضا من تعاطي السياسة كما يجب ، بالمعنى العلمي للكلمة . و لا عجب و الحال هذه أن ترى مرسي عميلا سعوديا و ترى الشر كامن كله في معسكر الناتو و الولايات المتحدة و دول الخليج . و ان تكون أمريكا هي من دمرت سورية و ليس النظام المجرم المستبد . السياسة تتحدد بالمصالح و توازن القوى ، و المصالح بدورها لا تتعين بالاستناد إلى فهم أيديولوجي ( يساري تقليدي / قومي ) لحامليها ،الولايات المتحدة الامبريالية الرأسمالية و دول الخليج الرجعية المتخلفة بصفتهم أشرارا ، و روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي و ايران المقاومة الممانعة أخيارا .هذا بالنسبة لي خطأ يطال البنيوي في الفكر و الوعي بالسياسي لدى القائلين به .
- نعم دعمت دول الخليج الثورة السورية لأن النظام المجرم السوري ينتمي إلى المحور الإيراني ، و نعم دعمته لأن الغالبية الساحقة التي ثارت ضده تنتمي إلى الأغلبية السوسيولوجية السنية التي لم ترفع طوال أشهر من عمر الثورة إلا شعارات الكرامة و الحرية ووحدة الشعب السوري ،لكن بالنسبة لي لا يمنع ذلك من وجود جانب إنساني ،أيا تكن مساحته ، في موقف دول الخليج اثر وصول قمع النظام السوري مستويات قياسية ، و اثر تعنته و رفضه تقديم تنازلات جادة للشعب الثائر . لعلك لن تنسى أن هذه الدول وقفت أشهر طويلة قبل أن تحسم أمرها و تقف ضد النظام السوري ،.لكن السؤال المهم هو هل بمجرد وقوف السعودية أو الولايات المتحدة إلى جانب الشعب السوري نتناسى كعلمانيين و يساريين أن من يقمع و يقتل الإنسان السوري هو نظام بشار الأسد و أنه هو العدو الرئيسي للحرية في سورية ؟ . هل من الممكن أن نقرع السعودية و الولايات المتحدة على دورهما و نذهب في الجهة الأخرى لنخطئ ثورة اشتعلت ضد نظام يقتل شعبه بالكيماوي و صواريخ سكود و البراميل المتفجرة و الطائرات ...؟!
- بخلاف كبير معك أقول بالنسبة لي هناك مسؤولية دولية إزاء ما يحصل في سورية ، تتطلب التدخل لحماية المدنيين السوريين و ضرب النظام السوري المجرم ، عطل التدخل الدولي كل من روسيا و الصين ( قوى الخير )، فمن الطبيعي و الحال هذه ان نطالب الدول العظمى الاخرى التدخل من أجل تنفيذ هذه المهمة . هذه هي ارادة الشعب السوري الذي ثار على النظام سلميا أول الامر ثم اضطر لحمل السلاح تاليا دفاعا عن نفسه . هناك من يقول و أنت منهم أستاذ علاء ، ان استدعاء الاجنبي ليس من الوطنية في شيء ، ربما خيانة للوطن ما بعدها خيانة ، أما مثلي فيقول : إن الوطنية بالمعنى الذي يتطلب من المرء الوقوف ضد تدخل عسكري يقوض قدرة نظام يقتل شعبه على هذه الشاكلة الاجرامية الشاملة ،هي اقرب الى العصبية منها الى اي معناً اخر . خلاصته تتحدد كيفما يقولون باللهجة الدارجة : أنا و اخي على ابن عمي و انا و ابن عمي على الغريب . حيث لا حق للغريب و الحالة هذه بالتدخل لحمايتي من اخي او ابن عمي الذي يريد ان يقتلني .
اي فهم للوطن و اي علاقة معه ، لا يكون جوهرها الانسان و حقوقه هي علاقة بدائية مهددة بالانحراف الدائم و بهدم ما هو إنساني لمصلحة ما هو صنمي و متعالي عن ثقافة الحياة . مثل هذا الوعي الآن لا تجده سائدا الا في الدول المستبدة و الاقل ديمقراطية ، فقد هزم حين اصبحت قيم حقوق الانسان و الديمقراطية بالمعنى الذي ساد ( لا كما تجسد سياسيا المعنى الاقتصادي الاجتماعي الماركسي) اقرب الى القيم الكونية . أما لماذا لم يتدخل الغرب و الولايات المتحدة ، فالمنظور الذي احلل منه مختلف عن منظورك ، أمريكا لم تتقهقر كقطب دولي و كقوة عالمية أولى ( اقول هذا كتحليل و ليس من زاوية الحب و الكره فأنا لا أحب و لا أكره ) ، و هي لم تهزم بالمعايير العلمية للحروب و المعارك في العراق و افغانستان ، بل بالمعايير الامريكية و الغربية ،في المادة الافتتاحية شرح موجز لماذا لم يتدخل الغرب و ما الذي حصل ، أساسه أن الدول الديمقراطية الحديثة كالدول الغربية ليست كائنات احادية صلدة ، بل كل منها يتشكل من منظومة مؤسسات معقدة وينقسم إلى مستويات متعددة ،من مفاضلتها و تفاعلها ، تتحصل المواقف و السياسات لا سيما الاستراتيجي و ليس على النحو الذي يستقر لدينا.

اخيرا أشكرك و يسعدني ،رغم الاختلاف ، الحوار معك .
تحية الاختلاف و الغنى مرة اخرى .


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - أتَوشَّحُ حَنينَكَ / سلوى فرح
- القدس؛ صورة اخرى للحنين ... / مهند طلال الاخرس
- الجاموس الأبيض والاسناد والتوثيق / أحمد صبحى منصور
- كذبة قد تاتيك بدين جديد / ابراهيم خليل
- تحويل الرأسمالية بالاقتصاد اليساري الجديد / حسن العاصي
- : رسالة مفتوحة من غينادي زوغانوف للرئيس الروسي فلاديمير بوتي ... / نجم الدليمي


المزيد..... - مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- تغير مستمر في سعر الذهب .. كم أسعار الذهب اليوم في مصر عيار ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص - أرشيف التعليقات - رد الى: علاء الصفار - فراس قصاص