أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - رندا قسيس - كاتبة وسياسية معارضة سورية، ومؤسسة ورئيسة حركة المجتمع التعددي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الربيع العربي بين شتاء سيبري وصيف صحراوي / رندا قسيس - أرشيف التعليقات - الصراع الطبقي حول كلمة - محمد الهلالي










الصراع الطبقي حول كلمة - محمد الهلالي

- الصراع الطبقي حول كلمة
العدد: 487435
محمد الهلالي 2013 / 8 / 7 - 04:05
التحكم: الكاتب-ة


من ربيع براغ إلى ربيع العرب

يحيل الربيع العربي شكلا وليس مضمونا لربيع براغ. وربيع براغ هذا يسمى أيضا -ربيع الشعوب-. حدث ربيع براغ هذا من 5 يناير 1968 إلى 21 غشي 1968 في الجمهورية الاشتراكية التشيكوسلوفاكية (سابقا). وكان سببه المباشر برنامج إصلاحي. فلما أدخل الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي الحاكم ما سمي آنذاك بـ-الاشتراكية ذات الوجه الإنساني-، وتبنى نسبة من الليبرالية بزعامة الإصلاحي ألكسندر دوبتشيك (الذي ازداد سنة 1921 وتوفي على إثر حادثة سير سنة 1992) تدخل الاتحاد السوفيتي بدباباته وجنوده عبر حلف وارسو لسحق التجربة الإصلاحية فتمرد التشيكوسلوفاكيون على الروس وتحدوهم بالتظاهرات.
ماذا كان مضمون ربيع براغ؟
لقد تعلق الأمر بالإصلاح وليس بالثورة. وكان لهذا الإصلاح برنامج يتمثل في مجموعة من النقط منها: إقرار حريات وحقوق أساسية مثل حريات الصحافة والتعبير والتجمع والتنقل، ودمقرطة الحياة السياسية باللجوء للتعدد الحزبي، الحد من سلطة شرطة الدولة، الاعتراف بحق الشعبين في المساواة (التشيك والسلوفاك)، وتبني خيار الفيدرالية بين الشعبين، عقد علاقات مع الدول الغربية إلى جانب العلاقات مع الدول الشيوعية، التخلي عن المركزية الإدارية والنزعة التسييرية من الأعلى...
إذن فربيع براغ الذي هو مرجع الصحافيين والكتاب التبسيطيين كان ربيعا إصلاحيا وليس ثوريا، ورغم ذلك كان له برنامج وتميز بول الجماهير إلى الشوارع والمطالبة بالتغيير الإصلاحي.

الثورة في اللغة العربي

لا بد من التأكيد على أن اللغة العربية لا تميز بين التمرد والعصيان والثورة وهذا يعود لتاريخ الناطقين الأوائل بها. بل إن الثورة في اللغة العربية هي الظهور والسطوع والهيج والوثوب، أما التمرد فهو العتو والطغيان ومجاوزة الحد والمتمرد هو الخبيث والشرير، والعصيان هو خلاف الطاعة والمكر. لم يكن العرب شعب ثورات جماعية ولا شعب تمرد جماعي لا شعب عصيان مسلح ولا شعب عصيان مدني... فكل هذه الأشكال من الاحتجاج مرتبطة بالثقافة الحديثة ولا علاقة لها بقطع الطريق والانتقام والغزو والخديعة...

الثورة في اللغة الفرنسية (على سبيل المقارنة)

الثورة هي تغيير هام وعنيف في حياة أمة في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية والعلمية والتقنية. وعلى الصعيد السياسي، الثورة هي إلغاء عنيف وأحيانا إلغاء دموي للنظام القائم واستبداله بنظام آخر.
هناك مستويات عدة من الاحتجاج منها la révolte، وl’insurrection و la rébellion و le soulèvement، la réforme، و le coup d’Etat، وهي كلها لا تعني الثورة ولكنها قد تقود إليها. ولا نجد لها في اللغة العربية مقابلات دقيقة.
لذلك فإن ما يميز الثورة عن جميع أشكال التمرد هو: إقامة نظام جديد لا عودة بعد إقامته للنظام القديم.
وبعيدا عن الخلط الصحفي في استعمال كلمة -ثورة- يمكن لخلخلة هذا الغموض تقديم نماذج تاريخية للثورات التي فرضت نفسها على أنها ثورات ومكنت من الانتقال من نظام قديم إلى نظام جديد مختلف عنه ومنها:
- الثورة الإنجليزية (1642-1649 و1688-1689)
- الثورة الأمريكية المسماة بحرب الاستقلال (1775-1783)
- الثورة الفرنسية (1789-1799)
- الثورة الفرنسية (1848)
- كمونة (عامية) باريس (1871)
- الثورة الروسية (1917)
- الثورة الصينية (1949)

الصراع الطبقي حول كلمة


لماذا كل هذا الجهد في تحقيق التدقيق في كلمة أو مصطلح أو مفهوم؟ يُبذل ذلك الجهد لأن الصراع الطبقي يتم حول كلمة، كما يتم حول أطروحات أيديولوجية، إضافة إلى أن القول بأن -احتجاجات الربيع العربي- هي -ثورة- يدل على عدم فهم لعملية ومعنى الثورة.
إن الأنظمة العربية غيرت رؤوسها وقد تكون هذه الأنظمة مجبرة على تحسين أدائها في خدمة المواطنين في ميادين معينة، لكن عملية تحسين الأداء تتم داخل نفس النظام. عن ما يطالب به العرب من خلال احتجاجات الربيع العربية و دولة وطنية نظيفة غير مستبدة تساهم في النهوض بالتنمية والديمقراطية السياسية.
أما الثورة فهي الانتقال من نظام سياسي واقتصادي واجتماعي إلى نظام سياسي واقتصادي واجتماعي آخر.



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
رندا قسيس - كاتبة وسياسية معارضة سورية، ومؤسسة ورئيسة حركة المجتمع التعددي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الربيع العربي بين شتاء سيبري وصيف صحراوي / رندا قسيس




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - توفيق بكّار:الغائب الحاضر / إبراهيم العثماني
- مطرقة القاضي / خالد خالص
- موسيقى المسدس / خالد بطراوي
- فرانتز أوبنهايمر- والبنى التحتية للاستيطان في فلسطين / بديعة النعيمي
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال / برايز فرنانديز
- مشط لخصلة حُب / كمال جمال بك


المزيد..... - كيف أثر التغير المناخي على شدة أمطار الإمارات وعُمان؟ دراسة ...
- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- بنزيما يوجه صدمة لاتحاد جدة قبل الـ-كلاسيكو- أمام الشباب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - رندا قسيس - كاتبة وسياسية معارضة سورية، ومؤسسة ورئيسة حركة المجتمع التعددي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الربيع العربي بين شتاء سيبري وصيف صحراوي / رندا قسيس - أرشيف التعليقات - الصراع الطبقي حول كلمة - محمد الهلالي