أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟ / سلام عبود - أرشيف التعليقات - رد الى: جميل - سلام عبود










رد الى: جميل - سلام عبود

- رد الى: جميل
العدد: 484962
سلام عبود 2013 / 7 / 25 - 13:37
التحكم: الكاتب-ة

شكرا على سؤالك الجارح

كلماتك تتضمن سؤالين أساسيين. الأول يتعلق بدور وحظ الحزب في البقاء.
والثاني: هل يشبه الحزب الحالي حزب فهد؟
للجواب عن السؤال الأول، أرى أنه يجب أن نفرق بين ثلاث قضايا. الأولى الجانب النظري، والمتعلق بالأسس الفلسفية والعقلية والتصورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشيوعية. وهذا الجانب لم يزل يحتفظ بقوة تماسكه فلسفيا، وسياسيا كمشروع للاصلاح الاجتماعي، رغم وجود نواح لم تعد صالحة، أو أنها تحتاج الى قدر من التوافق مع الواقع.
الجانب الثاني، يتعلق بالحاضنات الاجتماعية، وبوجود معتنقين ومحبذين، ووجود رغبات وحاجات إجتماعية داخل الواقع يمكن الإجابة عن أسئلتها العقلية والاجتماعية وحتى الوجودية والمعيشية من خلال الشيوعية. هذا جانب لا يستطع أحد انكار الحاجة اليه الآن وغدا وبعد غد، رغم الطغيان – المؤقت - للمد الديني والعرقي، الذي غدا جاذبا قويا.
إن المشكلة تكمن في الجانب الثالث، المتعلق بأداة تنظيم الناس حول الفكر والشعارات. وهنا يأتي دور الحزب. باختصار تعرض الحزب الى ثلاث نكسات كبرى: عالمية بسقوط المنظومة الاشتراكية، ومحلية بتضاؤول دوره الوطني، وذاتية باضطرابه التنظيمي والفكري وطول فترة تمارضه أو مرضه السياسي والفكري. كل ذلك يثبت أن الحزب يمر بأزمة عميقة مصيرية، لا يريد التخلص منها. والحزب هنا لا يعني ما يسمى بالحزب الشيوعي العراقي، بل مجمل الحركة الاشتراكية العراقية بتلاوينها كافة.
من دون الاعتراف بهذا، ومن دون البحث عن آليات عمل جديد في الواقع، ومن دون البحث ضمن النظرية نفسها عن ممكنات واقعية فعالة، لا يجوز الحديث عن عملية إحياء وتطوير أو إسعاف حقيقية.
في البلدان المتطورة يوجد غير تنظيم يحمل الاسم نفسه، أو الفكر نفسه ولكن باسماء مختلفة. ولكن عندنا جرت العادة أن يكون الاسم مرتبطا بجماعة واحدة، هي الجماعة التي كانت مزكاة دوليا قبل سقوط المزكـّي. يجب إعادة النظر في هذه العادة السيئة أيضا. هل الاسم أهم من المحتوى؟ لا أظن. ولكن المحتوى المسنود واقعيا بفعالية اجتماعية سيفرض اسمه، سواء أراد الآخرون أم رفضوا. أي أن الموضوع لا يتعلق بالأسماء بل بالمحتوى، وبالترجمة الواقعية للمحتوى الى أفعال.
إن انتقال الحزب الشيوعي العراقي الى العمل ضمن حقبة المحاصصة، كانت وبالا عليه. لأنه لم يحسن معرفة دوره (استخدم كقمّام سياسي)، فاعتقد أنه فاعل ومتحاصص حقيقي. في واقع الأمر كانت حصته مهداة من قبل -آخرين- أردوا به ، ومن خلاله، تمرير مشاريع خطيرة في الثقافة والتقسيم الجغرافي والقومي والسياسة الدولية، من دون أن يستطيع خصوم هؤلاء -الآخرين- الإشارة المباشرة اليهم.
أما حصتهم الحقيقية فقد انحصرت تنظيميا في استقطاب ما عرف بجيش الوشاة، أي أحقر العناصر الممجدة للبعث، التي تم تم توارثها. وقد سعت هي أيضا الى تنظيف نفسها من خلالهم. فحدثت عملية -تناص- وتحاصص، ولكن للجزء الرديء المتساقط من كيس البعث. بينما التقط الآخرون، من دون استثناء، خلاصات مؤثرة من جسم البعث. فقد استحوذ الأميركان على كل شعب الأمن والمخابرات بكامل طواقمها، واستحوذ حزب الدعوة على عسكريين من أعلى المراتب، وكذلك فعل المجلس الأعلى والصدريين، واستحوذ علاوي على قيادات حزبية وكوادر تنظيمية واجتماعية وإدارية، وحصلت التنطيمات الكردية على عناصر من مختلف الأصناف والتنوعات المفيدة الآن وفي وقت الشدة. أما حصة الشيوعيين فكانت حفنة من وشاة ومحتقرين وسقط متاع، ممن خدموا وتملقوا البعث، نراهم يمجدون بصوت عال تراث الشيوعيين!! وعلى مستوى القيادة تم إعادة أسوأ من أنجبتهم المنافي، ووضعوا في مواقع قيادية في الداخل خلال حقبة المحاصصة. لذلك تضاعف ضغط العنصر الفاسد، وتعاضد، ليصنع كتلة قوية مساندة للقيادة الفاشلة، يصعب تغييرها بيسر كما يعتقد البعض.
لماذا لم يلجأ الحزب الى النضال المطلبي خلال السنوات العشرة الماضية، التي يرى فيها الجميع أنها كارثة إجتماعية وسياسية ووجودية (تسميها الناس أمنية، لكنها في نظري تجاوزت حدود الأمن) حقيقية؟ من منعهم من ذلك؟ ومتى يفعلون؟ لماذا يستطيعون تحشيد ثلاثة آلاف محتفل في عيد تأسيس الحزب ولا يستطيعون حشد مئة شخص في مواجهة كارثة البطالة والخدمات وتبديد الثروة؟ هذه أسئلة تتردد على جميع الألسن.
لماذا تحمل الشيوعية تسمية مادية نقدية وهي آخر ممن يمارس النقد؟ لماذا تحمل محاضر الحزب التنظيمية فقرة اسمها النقد والنقد الذاتي، في الوقت الذي يعتبر المنتقد عدوا؟ إذا كان الحزب الشيوعي وهو في أضعف أوضاعة لا يحتمل مجادلية كيف يفعل ذلك وهو قوي، ولا أقصد وهو معافى؟
بعد هذا العرض يكون الجواب ممكنا عن السؤال حول حزب فهد:
لا يمكن إجراء مطابقة بين تنظيمين في حقب زمنية مختلفة.
المهمات اختلفت، الأدوار اختلفت، الظروف العالمية والمحلية اختلفت، الواقع القومي والثقافي اختلف، الحاجات والوسائل تغيرت.
ولكن، يمكن مقارنة دور الحزب في مرحلتين مختلفتين قياسا بالأمور التالية:
الاخلاص للنظرية والمجتمع، سبل فهم الواقع ، أساليب رسم سياسة الحزب في الواقع وطرائق تنفيذها.
هنا نجد أن البون كان شاسعا، بل أكاد أجزم بأنه لا يوجد أدنى سبيل الى إجراء مقارنة.
كان الحزب الشيوعي، من حيث التأثير السياسي والاجتماعي والثقافي، الصوت الأعلى والأكثر خطورة في التاريخ العراقي على مدى عقود. وكان قوة تغيير ريادية، تركت بصماتها على مجالات الحياة كافة، وتحديدا خلال الفترات التي لم يصل أو يشارك أو يتقاسم فيها الحكم. ولم يكن الأمر يتعلق بالعدد، عدا فترة تموز التي كانت واحدة من المراحل الخصبة عدديا والسيئة سياسيا وثقافيا. وهذا خلل في حد ذاته أيضا. إن الأمر يتعلق بمقدرة شعار الحزب على التأثير في المجتمع، والذي يعكس صحة استنباط وصياغة الشعار، وسلامة توجيهه. أي صحة فهم الواقع وسلامة آليات تنفيذه. أما الفارق الحسي فيكمن في أن البريطانيين أعدموا -فهد-، والأميركان قبلوا أوراق اعتماد عزيز محمد وحميد مجيد. هذا اختلاف أيضا، أليس كذلك؟
إن الأمر لا يتعلق بالقيادة، كما نحسب دائما، بل أيضا بالشريحة المثقفة، التي لعبت وتلعب دورا سلبيا في تقوية عناصر الضعف والاحباط والوهن في جسد الحركة الاشتراكية عامة، والتي غدت للأسف مطية بيد كل من هب ودب، من المحتلين والعرقيين والطائفيين، فساهمت في تدمير وقتل الاتجاه الديمقراطي والمستقل في الحركة الوطنية العراقية.
لأجل الإطلاع بشكل أكثر تفصيلية أرجو ترقب صدور كتابيّ: المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال، وكتاب المجتمع العراقي تحت ظلال الاحتلال.
كنت أتمنى أن يقوم أحد مناصري أو أعضاء أو قيادات الحزب الشيوعي بالرد على الجزء الحزبي من السؤال من زاوية الدفاع عن النفس. لكني أظن أنهم لم يعودوا قادرين على ذلك أو وراغبين في ذلك. وتلك هي أزمتهم الحقيقية: الانقطاع التام عن الواقع، والاعتياش على ماض، أصبح تاريخا بعيدا.
وشكرا لك.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟ / سلام عبود




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - أتَوشَّحُ حَنينَكَ / سلوى فرح
- القدس؛ صورة اخرى للحنين ... / مهند طلال الاخرس
- الجاموس الأبيض والاسناد والتوثيق / أحمد صبحى منصور
- كذبة قد تاتيك بدين جديد / ابراهيم خليل
- تحويل الرأسمالية بالاقتصاد اليساري الجديد / حسن العاصي
- : رسالة مفتوحة من غينادي زوغانوف للرئيس الروسي فلاديمير بوتي ... / نجم الدليمي


المزيد..... - مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- تغير مستمر في سعر الذهب .. كم أسعار الذهب اليوم في مصر عيار ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟ / سلام عبود - أرشيف التعليقات - رد الى: جميل - سلام عبود