أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: شوكت خزندار - غازي الصوراني










رد الى: شوكت خزندار - غازي الصوراني

- رد الى: شوكت خزندار
العدد: 446131
غازي الصوراني 2013 / 1 / 26 - 22:46
التحكم: الكاتب-ة

العزيز شوكت ..تحياتي
ادرك أن مشوار تحرر المرأة ومساواتها مازال طويلاً في مجتمعاتنا ،وعليها ان تتحمل العبء الاكبر مع الرجل ، حيث نلاحظ استمرار العلاقات الأسرية القائمة على الخضوع أو مبدأ الطاعة والامتثال، وهو مبدأ منتشر في كل المجتمعات العربية بدرجات متفاوتة وليست متباعدة ، خاصة وأن الصورة المشتركة للتراث الشعبي (القديم والحديث والمعاصر) على المستوى العربي تتعاطى مع المرأة كخادمة للرجل ولشهواته الجنسية ، أو كإنسان ناقص أو من الدرجة الثالثة ، فهي - ناقصة عقل ودين - أو هي مصدراً للهموم حسب المثل الشائع - هم البنات للممات - أو - كيدهن عظيم - أو - أمن للشيطان ولا تأمن للنسوان - و كذلك الأمثال الشعبية المتداولة من قبيل -طاعة النساء تورث الندم - و -البنت لا تأمنها من بيتها لبيت خالها - و -الفرس من خيالها والمرأة من رجالها - -ما خلا رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما-، ويقال أيضا: -المرأة فتنة-، -العين تزنى-، -صوت المرأة عورة-. و أخيراً وليس أخراً -ظل راجل ولا ظل حيط - و هو المثل الذي يتضمن صراحة على أن الرجل هو الذي يعطي المكانة الاجتماعية للمرأة وليس الدور المميز للمرأة في العمل أو في السياسية أو في المجتمع أو في الانتاج الأدبي .. إلخ .فعندما يمتزج الديني بالاجتماعي يبرز شكلا واضحا للتمييز بين المرأة والرجل مثلما يقال في بلادنا -المرأة مرأة والرجل رجلا-، -ربّة بيت ممتازة-، -بنت عائلة-، -مطيعة ولا ترفع صوتها ولو بكلمة في وجه زوجها-، إن كلّ هذه الأقوال حول المرأة تتلفظ بها الألسن يوميا هنا وهناك. ويتفنّن الرجال اليوم في التعبير عن صورة المرأة صاحبة الأخلاق العالية بإضفائهم -بعدا أخلاقويا- آخر لصورة -المرأة العصرية- التي لابدّ لها من أن تخرج من البيت إلى ميدان العمل كي -تساعد- زوجها على مجابهة تكاليف الحياة لتصبح في الآن ذاته ربّة بيت ممتازة وعاملة ممتازة أيضا....وهذه الصورة الاخيرة لا تنتمي للتقدم بل هي عندي اعادة تجديد و تكريس للتخلف ولكن بمنطلق انتهازي .
أما عن نظرة الماركسية الي قضية تحرير المرأة ، فقد قامت على الارتباط الوثيق مع تحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والديني، وكما هو معلوم، فان اول بحث رائد في الماركسية حول قضية المرأة هو الذي قدمه انجلز في مؤلفه( اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، والذي نشر لأول مرة عام 1884م ، كما أشار ماركس في مؤلفات متفرقة الي قضية المرأة - كما يوردها الرفيق تاج الدين عثمان -علي النحو التالي :
1- ان تطور المجتمع يقاس بتقدم المرأة.
2- خروج المرأة للعمل مع الرجل، لابد أن يصبح بالضرورة مصدرا للتقدم الانساني، ويخلق أساس اقتصاديا جديدا لشكل أعلي من الأسرة وللعلاقات بين الجنسين ، مكان العمل يقتح أمام النساء أوسع الفرص للنضال والتنظيم.
3- النضال ضد اضطهاد المرأة مهمة الرجال والنساء في الحزب ، وليس مهمة النساء وحدهن، لأن تحسين احوال العاملات تفيد المجتمع وكل العاملين ( رياض الاطفال، المساواة في الأجر، الاجازة مدفوعة الاجر في حالة الولادة، الحضانات المجانية، .. الخ).
4- وكان من رأي ماركس وانجلز أن تحرير المرأة يتطلب ليس فقط دخولها الي مجال الانتاج الاجتماعي ، انما كذلك احالة الخدمات من امثال العناية بالاطفال والمسنين والعجزة الي المجتمع. كما يمثل ازالة الفوارق الطبقية وتقسيم العمل بين الجنسين شرطا مسبقا لبلوغ النساء المساواة التامة. علي أنه من الخطأ - كما يضيف الرفيق تاج الدين عثمان -التصور ان الماركسية نظرت الي تحرر المرأة في مستوي العلاقات الاقتصادية والانتاجية فقط ، ولكن للمسألة شقها الثقافي الذي يتعلق بالبنية الفوقية للمجتمع ،فبمجرد تحرير المجتمع كله من الاضطهاد الطبقي ومساواة المرأة مع الرجل في الأجر وبقية الحقوق ، لايعني ذلك أن قضية المرأة قد تم حلها. ذلك أن لقضية المرأة شقها الثقافي والذي يتعلق بالصراع ضد الايديولوجية التي تكرس اضطهاد المرأة ودونيتها ، والتي هي نتاج قرون طويلة من قمع واضطهاد المرأة ، وبالتالي لابد من مواصلة الصراع في الجبهة الثقافية أو البنية الفوقية للمجتمع، ضد الافكار والمعتقدات التي تكرس دونية المراة والتي كرستها مجتمعات الرق والاقطاع وحتي الرأسمالية التي تعيد انتاج عدم المساواة في توزيع الثروة وبين البلدان المتخلفة والرأسمالية، وتعيد انتاج عدم المساواة بين المرأة والرجل وتجعل منها سلعة واداة للمتعة الدعارة واداة للاعلان الدعاية، اضافة للقهر الطبقي والثقافي والاثني والجنسي.
فلا يكفي فقط التحرر الاقتصادي وزوال المجتمع الطبقي ، بل لابد من خوض صراع فكري وثقافي طويل النفس ضد البنية العلوية التي تكرس اضطهاد ودونية المرأة.
اذن قضية المرأة ننظر لها نظرة شاملة وفي ابعادها المتعددة ومن زاوية: تحررها كجنس ومن الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والنفسي والأبوي، وفي مستوي البنية الثقافية للمجتمع التي تكرس اضطهاد المراة والتي هي نتاج قرون من مجتمعات الرق والاقطاع ولاتزول بين يوم وليلة، بل تحتاج الي نضال ثقافي وفكري شاق ، وهنا من المفيد التذكير بموقف الثورة البلشفية تجاه قضية المرأة ومساواتها بالرجل وفق الرؤية الاشتراكية .. فق كانت الثورة الروسية نقطة تحول حرجة في حقوق المرأة حيث اعطت الثورة المرأة الحقوق التالية، علي سبيل المثال لاالحصر:-
1- الحق الكامل في الاقتراع.
2- حق الطلاق وطوعية علاقة الزواج. .. بدون الاشارة الى حقها - او حق الرجل - في ممارسة الجنس بطريقة منفلتة بل وفق ضوابط محترمة تتناقض تماما مع ضوابط الحرية الليبرالية في المجتمعات الرأسمالية.
3- المساواة في الاجور وحقوق النساء والرجال في العمل.
4- المساواة الكاملة في الحقوق بين الزوج والزوجة.
5- الغاء التمييز بين الاطفال الشرعيين وغير الشرعيين.
6- حق الاجهاض
7- الحق في اختيار اسم الزوج أو الزوجة.
9- التعليم المختلط.
10- منع الدعارة ..الخ
لكن القرارات شىء والواقع المعاش بكل جوانبه التراثية واوضاع تطوره شىء آخر ، مما يشكل الكثير من العقبات والتحديات في وجه تطبيق القرارات او الانظمة والقوانين التي تؤكد على حقوق المرأة وحريتها ومساواتها ، وبالتالي فان التحديات التي تواجه مختلف المدارس النسوية لاتعفي الفلسفة الماركسية واحزابها من اعادة السؤال حول تلقائية الحل لكل أنواع اضطهاد المرأة بمجرد تطبيق البرنامج الاقتصادي الذي يؤدي الي زوال الأساس المادي لعدم (المساواة الاجتماعية) لان القضية مرهونة بمدى تطور حالة التطابق او التقاطع الواسع بين البنية الثقافية الفوقية للمجتمع وبنيته التحتية...وفي هذا السياق نتفق على ان الفجوة ما زالت كبيرة جدا في مجتمعاتنا بين البنيتين علاوة على تخلفهما وبالتالي اعادة انتاج الرؤى والمواقف الدونية المعادية تماما لحرية المرأة بذريعة الدين والتراث الديني والعادات والتقاليد المتخلفة الراسخة حتى اللحظة.وفي كل الاحوال ، فانه( وفق الرؤية الماركسية ) ليس من الممكن تغيير وضع المرأة تغييرا جذريا إلا إذا تم تغيير جميع الشروط الاجتماعية والعائلة والحياة المنزلية، وبالتالي لن تتحرر النساء إلا عندما يتحرر الرجال، أي عندما تبدأ الإنسانية في العيش حياة إنسانية حقا، فإذا سلمنا بأن التحرر الاقتصادي في النظام الاشتراكي- كما يقول المفكر الراحل بوعلي ياسين - يرسي الأساس لتحرر الإنسان من العوز والفاقة والفقر والاستغلال والذل ، إلا أن هذا التحرر ، يحتاج إلى أساس مكين يقوم عليه. هذا الأساس، عند بوعلي ياسين ، هو الحرية. فالحرية هنا هي شرط التحرر من الاستعمار وشرط التحرر من الإقطاع وشرط التحرر من الهيمنة الإمبريالية وشرط تحرر المرأة، الحرية شارطة وغير مشروطة. المقدمة الأولى لاستبدال الحرية بـ (التحرر من) هي وعي القانون على أنه حرية موضوعية وعلى أنه روح الشعب وماهية الدولة. عندئذ لا يمكن أن تكون الدولة سوى دولة علمانية تصون حرية الدين في رحاب المجتمع المدني، مثلما تصون حرية الفرد وحقوق الإنسان والمواطن. الدولة هنا ليست أداة قهر طبقية، بل هي الحياة الأخلاقية للشعب.وبالتالي فإن مهمة المثقف الجدير بهذا الاسم، هي العمل من أجل تغيير النظام الشمولي الاستبدادي الذي يَدَّعي انتاج الحقيقة، وتكريس مفهوم الحرية، ويعممها ويذود عنها، و يدعو إلى إنشاء نظام جديد للفكر، ومضمون جديد للثقافة، وسياسة جديدة للمعرفة تنفتح على منجزات الفكر الإنساني وفتوحاته في مختلف الحقول انفتاحها على تطور الواقع ونمو الخبرة الإنسانية ونمو العمل الإنساني. هنا قد يكون طرح السؤال الممنوع أو المحرم، على نحو ما فعل بوعلي ياسين، بداية ضرورية.
وهنا بالضبط تتجلى قضية التنوير باعتبارها مقدمةً ضروريةً لعلمنة السياسة وعقلنتها والمضي بها نحو أفق ديمقراطي إنساني؛ بمنظور سياسي اجتماعي أو اقتصادي اجتماعي ...- هذا التحديد غاية في الأهمية، لأنه غاية في الجذرية، وليس من شيء جذري، في عالم الإنسان، أي في المجتمع والدولة، سوى الإنسان ذاته، بتعبير ماركس. على هذا الصعيد لا يزال بوعلي ياسين راهناً ولا يزال استئناف المشروع التنويري راهناً وملحاً.اما بالنسبة للكوتا في الاحزاب والبرلمانات العربية...اعتقد انها مفيدة في ظل اوضاعنا العربية المأزومة والمتخلفة ...لكن بدون القفز عن الرؤى الموضوعية والذاتية المرتبطة بدور المرأة وتطورها ووعيها الديمقراطي والثقافي والعلمي ، وهنا اورد قول لينين: -اننا نستمد افكارنا التنظيمية من مفاهيمنا الايديولوجية، نحن لانريد تنظيمات منفصلة للنساء الشيوعيات، ان المرأة الشيوعية تنتمي كعضو في الحزب على قدم المساواة مع الرجل الشيوعي، لها نفس الحقوق والواجبات، لايمكن ان يكون هناك خلاف في الرأي حول هذه القضية.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - قصائد غزة ستالينغراد: من يضبط إيقاع أغاني التحرير / احمد صالح سلوم
- قصائد غزة ضفة ستالينغراد: بعيدا عن عبادة اوثان وول ستريت / احمد صالح سلوم
- -عرب ويهود- و-سقوط الجولان-: عن كتابين من ماض يمضي ولا يمضي / ياسين الحاج صالح
- أعظم نجاح لترامب : عبادة شخصيته / محمد ناجي
- يوم الأرض (30 مارس)، بل أيام الأرض.. / حسن أحراث
- طهران من الفعل إلى المحاكاة / ماجد ع محمد


المزيد..... - طهران جاهزة لتقوية الخبرة التخصصية الاقتصادية في أفغانستان
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- تحلية مياه البحر .. الحل السحري لشح المياه؟
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: شوكت خزندار - غازي الصوراني