أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الرحمن خالد الجبور - غازي الصوراني










رد الى: عبد الرحمن خالد الجبور - غازي الصوراني

- رد الى: عبد الرحمن خالد الجبور
العدد: 443277
غازي الصوراني 2013 / 1 / 14 - 12:12
التحكم: الكاتب-ة

رفيقي العزيز عبد الرحمن ... لاشك أن الانتفاضات الشعبية العربية العفوية التي استطاعت اسقاط أنظمة الاستبداد والاستغلال في تونس ومصر واليمن وليبيا شكلت ما أسميه حالة ثورية متميزة، إلا أنها لم تستطع -حتى اللحظة- تحقيق الثورة الشاملة في تغيير بنية النظام ، الطبقية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب غياب القوى اليسارية وعجزها عن توفر البديل الثوري الديمقراطي المعبر عن مصالح وأهداف الجماهير .
وبالتالي كان من الطبقي ان تقطف الجماعات الإسلامية ثمار الانتفاضة ، وتتمكن بفعل قوتها التنظيمية وانتشارها من الفوز في الانتخابات والعودة كما نشاهد حالياً في مصر وتونس واليمن إلى الارتماء في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية والموافقة على اتفاقات كامب ديفيد والاعتراف بدولة العدو الصهيوني واستمرار التوافق السياسي مع الأنظمة الرجعية في السعودية والخليج ، ما يعني عندي إعادة إنتاج التبعية والتخلف من جديد ... فهل هذه ثورة ؟ وهل هو ربيع عربي أم ربيع أمريكي إسرائيلي ؟ .. على أي حال .. إن هذا كله لا يعني توقف الحالة الثورية ، لان الانتفاضات العربية خلقت نوعاً من الحراك والتواصل الثوري في اوساط الجماهير الشعبية الفقيرة ، سيظل فاعلاً ومؤثراً ومشتعلاً دون توقف طالما ظلت الاهداف التي انطلقت الجماهير من أجلها لم تتحقق .
الأمر الذي يفرض علينا الوقوف أمام نوع من المفارقة التي تعبر عن حالة الانفصام السياسي والفكري والاجتماعي بين الشباب وجماهير الفقراء الذين قاموا بالانتفاضة الثورية، وبين التيارات الدينية، الإخوان المسلمين والسلفيين، الذين سارعوا إلى الالتحاق بالحالة الثورية ونجحوا في قطف ثمارها، حيث يبدو أن الضعف التنظيمي والجماهيري وغياب الرؤية الثورية الواضحة لدى الأحزاب والقوى اليسارية والائتلافات الشبابية التي مهدت للحالة الثورية أو الانتفاضة ، ادى إلى تكريس هذا الانفصام بين شباب الثورة وبين قوى الإسلام السياسي، التي نجحت في استخدام بساطة وعفوية الجماهير الفقيرة-عبر الجوامع وعبر تنظيماتها ومؤسساتها وجمعياتها الواسعة الانتشار – في العملية الانتخابية.
وبناء على ما تقدم ، فإن الانفصام السياسي الاقتصادي الاجتماعي، سيظل سمة رئيسية من سمات المرحلة الحالية، أو مرحلة -الإسلام السياسي- وهي مرحلة قد تطول ، لكن الجماهير الشعبية ستتكشف تدريجياً حقيقة التيارات الدينية وسياساتها وممارساتها التي لن تختلف -في جوهرها- عن سياسات النظام المخلوع، ما يفرض على الأحزاب ، والقوى اليسارية أن تكرس كل جهودها من أجل مراكمة توسعها ونضالها في أوساط الجماهير، بما يمكنها من أن تتخطى حالة الانفصام المذكور ، وذلك من خلال امتلاكها لرؤية سياسية مجتمعية اقتصادية ، تنطلق من استمرار النضال لاستكمال مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية، عبر التوسع في صفوف العمال والفلاحين والشباب وكافة الأطر والجمعيات المهنية والنقابات ، لكي تدخل معترك الانتخابات القادمة واثقة من انتصارها، خاصة وأن أسباب الانتفاضة الثورية لن تتلاشى أو تزول، بل ستتراكم مجدداً لتنتج حالة ثورية نوعية، تقودها القوى الديمقراطية، المدنية ، العلمانية واليسارية لكي تحقق الأهداف التي انطلقت الانتفاضات الشعبية من أجلها.

بالنسبة للشق الثاني من سؤالك حول اليسار العربي ، أعتقد إن جذور أزمة الماركسية في الوطن العربي تكمن في هذا التراجع الفكري والضعف النظري والتنظيمي لدى أحزاب وفصائل اليسار، إلى جانب حالة الاغتراب عن الواقع، والعزلة عن الجماهير الفقيرة .
فبينما تتوفر الهمم في أوساط الجماهير الشعبية واستعدادها دوما للمشاركة في النضال بكل اشكاله ضد العدو الامبريالي والصهيوني ، وضد العدو الطبقي المتمثل في انظمة التبعية والتخلف والاستغلال والاستبداد والقمع ، الا ان احزاب وفصائل اليسار لم تستثمر كل ذلك كما ينبغي ولا في حدوده الدنيا ، لأنها عجزت – بسبب ازماتها وتفككهاورخاوتها الفكرية والتنظيمية - عن إنجاز القضايا الأهم في نضالها الثوري ، وهي على سبيل المثال وليس الحصر: اولا – عجزت عن بلورة وتفعيل الافكار المركزية التوحيدية لاعضاءها وكوادرها وقياداتها واقصد بذلك الفكر الماركسي وصيرورته المتطورة المتجددة.ثانيا-عجزت بالتالي عن تشخيص واقع بلدانها (الاقتصادي السياسي الاجتماعي الثقافي ) ومن ثم عجزت عن ايجاد الحلول اوصياغة البديل الوطني والقومي في الصراع مع العدو الامبريالي الصهيوني من ناحية وعن صياغة البديل الديمقراطي الاشتراكي التوحيدي الجامع لجماهير الفقراء وكل المضطهدين من ناحية ثانية .ثالثا - عجزت عن بناء ومراكمة عملية الوعي الثوري في صفوف اعضاءها وكوادرها وقياداتها ليس بهويتهم الفكرية الماركسية ومنهجها المادي الجدلي فحسب بل ايضا عجزت عن توعيتهم بتفاصيل واقعهم الطبقي ( الاقتصاد، الصناعة ، الزراعة ، المياه ، البترودولار ، الفقر والبطالة والقوى العاملة، الكومبرادور وبقية الشرائح الراسمالية الرثة والطفيلية ، قضايا المرأة والشباب ، قضايا ومفاهيم الصراع الطبقي والتنوير والحداثة والديمقراطية والتخلف والتبعية والتقدم والثورة ...الخ )
ولهذا أرى أن من واجب قوى اليسار الماركسي العربي، ان تكون معنية بتحديد الموضوعات الأساسية التي يشكل وعيها، مدخلاً أساسياً لوعي حركة وتناقضات النظام الرأسمالي من جهة، وحركة واقع بلدانها بكل مكوناته وآفاق صيرورته التطورية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من جهة ثانية، انطلاقاً من إدراكها الموضوعي، بان التعاطي مع الماركسية ومنهجها بعيداً عن كل أشكال الجمود وتقديس النصوص ، كفيل بتجاوز أزمتها الراهنة ، ومن امتلاكها لمقومات القوة التنظيمية والجماهيرية الكفيلة بإسقاط أنظمة العمالة ومقاومة وطرد الوجود الامبريالي الصهيوني إذا ما أدركت بوعي عميق طبيعة ومتطلبات واقع ومستقبل بلدانها .


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - نضال تروتسكي من أجل تجديد شباب الحزب البلشفي / نيكلاس ألبين
- محطات جورج - 4 - / شكري شيخاني
- توصيف مضادات الأكسدة للعسل الكوبي أحادي الزهرة الأصلي / محمود سلامة محمود الهايشة
- استقبال الرئيس أردوغان من قبل الرئيس مسعود بارزاني في أربيل / شفان شيخ علو
- نعم .. إقترب أجلنا .. و إليكم الدليل!؟ / عزيز الخزرجي
- توسع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الملالي بسبب من إثارته للحرو ... / سعاد عزيز


المزيد..... - ما هي فوائد الزعفران وأبرز خصائصه العلاجية؟
- -ركلها من الخلف-.. لاعب -MMA- من أصول إيرانية يعتدي على فتاة ...
- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- البنك الدولي يحذر من تخلف الأداء الاقتصادي لمنطقة الشرق الأو ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الرحمن خالد الجبور - غازي الصوراني