أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أفنان القاسم - اديب ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الأدب العربي لم يرق إلى المعلقات وألف ليلة وليلة / أفنان القاسم - أرشيف التعليقات - رد الى: نبيل عودة - أفنان القاسم










رد الى: نبيل عودة - أفنان القاسم

- رد الى: نبيل عودة
العدد: 430768
أفنان القاسم 2012 / 11 / 10 - 16:05
التحكم: الكاتب-ة

الفكر العربي الشائخ لهو فكر طفل يلعب بالكرة، يضربها على الجدار، فتعود إليه، وهكذا حتى نهاية الأزمان. هل هو ذنب الطفل أم ذنب الكرة؟ الجواب ذنب الجدار. كانت أمي تقول عندما لا تريد الاستجابة لنا، ونحن صغار، -اضربوا رؤوسكم بالجدار-! وعندما أراد جارنا القديم الحيلولة دون اختراقنا، نحن الصغار، عفاريت الحارة، بستان الليمون الذي كان له، بنى من حوله جدارًا حتى اليوم أتخيله أعظم جدار. الجدار تحت كل رموزه، الخمول -كما قلت- والتكرار، والتلقين، والتخاذل، والاعتياد على عدم التسلق، والاعتياد على عدم التفكير، والاعتياد على ضرب الكرة على جدار، جدار هو في نهاية الأمر وهمي، إلى ما لا نهاية. لهذا كان مجيء ما تدعوه -نابليون الإسلامي- من منطق هذا الفكر الشائخ الذي لم يزل فكر طفل يلعب بالكرة، ويضربها على الجدار، وكأنه يضرب رأسه به أو يقف عاجزًا أمامه. أما الفكر الآخر، الفكر الشاب، منذ عصر الأنوار، وهو شاب، ولن يشيخ، طالما بقيت الحريات في العالم ليست لكل العالم، هذا الفكر لم يكن ليكون إلا لأنه استطاع أن يحمي الكرامة الإنسانية، كل الفلاسفة من أفلاطون مرورًا بديكارت وحتى ما بعد سارتر، كان الفكر لحماية الكرامة الإنسانية من الجدار، من الجمود، من اللعب بأوهام الإنسانية، كان الفكر الدائر حول الحقيقة، حول الأنا، حول الوجود، وكان الرأي من حول الحقيقة الأنا الوجود تأسيسًا لحرية الرأي والتفكير، ومن هنا قامت العلاقة بين الرأي الحر والتفكير الحر في عالم حر، الحرية دون حدود. هذا ما تدعوه -ثقافة الحوار-، ثقافة ليست موجودة عندنا، لأن الصغير منا يتحاور مع غيره، وكأنه يضرب رأسه بالجدار، ولأن الكبير منا لا يكبر إلا في جسده، وفي رأسه يظل طفلاً يضرب رأسه بالجدار. ومجتمع كهذا يمارِس الاستبداد على نفسه، من السهل أن يمارَس الاستبداد عليه. لهذا ليست هناك حرية في التفكير، وإن توهمنا ذلك، لأن لا حرية لنا من التفكير السائد، التفكير الذي هو لا تفكير في الواقع، التفكير الجامد جمود الجدار، فتنعكس الآية، يصبح رفض الحوار حالة من حالات الحرية، كرفض عدم ضرب رأسك بالجدار، ويصبح التهجم المجاني حالة من حالات الحرية، أنا أتهجم، فأنا إذن موجود، ويصبح الاستفزاز حالة من حالات الوجد كالغيرة والحسد والظمأ إلى الجنس، ويصبح الاعتداء على الذات، الذات تحت معنى أن لك ولغيرك الفكر نفسه والموقف نفسه، حالة من الحالات النفسية التي لم يتوصل إليها فرويد، حالة شيزوفرينية شاذة، شاذة هذا صحيح، ولكنها عامة، إنها حرية اللاحرية وليس حرية الفوضى، فالنظام هنا كلي، سحري، شيء من العبث المنظم، شيء من اللامعقول المعقول، مزيج من بيكيت وكافكا، شيء من رواقية أخرى لا تقول بأن كل شيء في الطبيعة إنما يقع بالعقل الكلي ولكن باللاعقل الكلي: كل واحد منا يصبح بروتس يقتل قيصرًا، ليس بالخنجر الذي غرسه نافز علوان في ظهري، بخنجر يغرسه الواحد منا في صدر الآخر، إنها الطريقة الطبيعية الوحيدة، حسب ابن خلدون، عندما يتخلص المرء من كل الأفكار الزائفة، وهذه الأفكار الزائفة في وضعنا هي كل الأفكار غير الزائفة، الأفكار الحقيقية، يتخلص من كل الأفكار الحقيقية، فالمنطق، حسب ابن خلدون دومًا، ليس غير وصف فعل التفكير، الذي هو في وضعنا فعل شائه.
نحن نكتب لهؤلاء الناس، يا نبيل، للذين يرفضوننا أساسًا، للذين يشحذون خناجرهم، ويبحثون عمن يطعنونه، إنه الفعل المجاني، حسب كيركغارد، لهذا لا فائدة من أن تنتظر من يفهمك، وما الفائدة بالله عليك طالما أن المقروء يبقى غير مفهوم، كما عبر عن ذلك في مقاله نافز علوان، -اللعب مع أفنان القاسم-، لم يكلف نفسه عناء جرد ما لم يفهم، لم يكلف نفسه عناء إعادة القراءة، لم -يحزر- ما يوجد وراء السطور، كما أفعل أنا عندما أقرأ نيتشه، فهو نيتشه، بينما أنا لست نيتشة، لأنه كغيره لا يريد أن يكلف نفسه أي عناء، من هنا يأتي الدور الغائب للمثقفين العرب، لأنهم، كما تقول محقًا، يخبئون أنفسهم وراء وجهة نظرهم المسبقة، وجهة نظرهم المريحة، لم الحوار إذن، والجمود لم يكن أبدًا لغويًا ولا اقتصاديًا ولا سياسيًا وإنما معرفيًا؟


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أفنان القاسم - اديب ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الأدب العربي لم يرق إلى المعلقات وألف ليلة وليلة / أفنان القاسم




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - فلاحو الهند يُحشّدون ضد حكومة اليمين العنصري / رشيد غويلب
- ما لمْ تخبرْ عنهُ جُهينة (قصيدة) / عبد المنعم أديب
- نبيل أبو صعب كن بخير! / شاهر أحمد نصر
- الاف العلماء والأكاديميين والطياريين تمت تصفيتهم في العراق / كاظم حسن سعيد
- هل يجري التحضير لإعادة بناء اتحاد مغاربي ؟ / سعيد الوجاني
- في ذكرى الشهيد محمد ڭرينة (45).. / حسن أحراث


المزيد..... - الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- اتحاد الشغل بتونس يهدد بإضراب عام بسبب التدفق الكبير للمهاجر ...
- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- “نزلها واستمتع بمشاهدة ممتعة” .. تردد قنوات mbc الجديد مجانً ...
- “من هُنـــا رابط مفعل” .. دفع فاتورة التليفون الأرضي بالخطوا ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أفنان القاسم - اديب ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الأدب العربي لم يرق إلى المعلقات وألف ليلة وليلة / أفنان القاسم - أرشيف التعليقات - رد الى: نبيل عودة - أفنان القاسم