أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: عادل حبه - جواد البشيتي










رد الى: عادل حبه - جواد البشيتي

- رد الى: عادل حبه
العدد: 416748
جواد البشيتي 2012 / 9 / 23 - 20:55
التحكم: الكاتب-ة

الأستاذ نمير العاني المحترم
تحية، مع جزيل الشكر لكَ وللأستاذ عادل حبه
أَزْعُم أنَّني لم أُحاوِل اقتحام باب مفتوح؛ وأَزْعُم، أيضاً، أنَّكم تَناولتم بالانتقاد مقالتي كمثل من يحاوِل اقتحام بابٍ مفتوح.
خلاصة أو قصارى قولكم هو الآتي: مقالتي (أو بحثي) هي من نافلة القول؛ وكأنَّني أُصارِع فيها ما يشبه طواحين الهواء؛ ذلكَ لأنَّ النظريات والفرضيات الكوزمولوجية الحديثة (أو ما ثَبُتَ منها، وتأكَّد) تنزل برداً وسلاماً على التصوُّر المادي (الجدلي) للكون؛ وليس مُمْكِناً إلاَّ أنْ تكون له سَنَداً ونصيراً.
أنتم تقولون ما معناه -ليس بين هذه النظريات والفرضيات ما يتعارَض مع التصوُّر المادي للكون-؛ حتى نظرية، أو فرضية، -البيضة الكونية- لا تنال من قوَّة هذا التصوُّر، وكأنَّها تُصادِقه، ولا تُعاديه.
حَسَناً؛ فهل لكَ أنْ تأتيني ولو بسمةٍ واحدة من سمات -ذلك الشيء- الذي منه جاء الكون (والذي يمكن تسميته -البيضة الكونية-) يَشْتِرِك فيها مع -المادة-؟
هل لكَ أنْ تقيم الدليل على أنَّ لهذه -البيضة (Singularity)- من السمات والخواص ما يجعلها من جِنْس -المادة-؟
أعْلَمُ أنَّكَ مَدْعُوٌّ أوَّلاً، أيْ قبل أنْ تجيب، ومن أجل أنْ تجيب، إلى أنْ تُعرِّفَ -المادة-؛ فكيف لكَ أنْ تُقارِن بين -المادة- و-البيضة- إذا لم تُعرِّف أوَّلاً -المادة-؛ فالمقارنة، في هذا الصدد، إنَّما هي البحث، توصُّلاً إلى الوقوف على أوجه -التماثُل- و-الاختلاف- بين -البيضة- و-المادة (على وجه العموم)-.
تأمَّل معي هذا القول الفيزيائي الرَّصين لأرباب نظرية -الانفجار العظيم-، وللقائلين بها: -لقد انبثق (وُلِد، جاء) الكون من تلك البيضة، وبقوَّة الانفجار العظيم؛ والكون إنَّما هو كل شيء نَعْرِف الآن، أو قد نَعْرِف مستقبلاً-.
الكون هو -كل شيء-؛ هو الأجسام والجسيمات جميعاً، هو الزمان والمكان والفضاء، هو القوى جميعاً، هو الكتلة والطاقة، هو الحجم وأبعاد المكان الثلاثة، هو الحركة في المكان، هو التَّغَيُّر بكل صوره وأشكاله.
كل هذه الأشياء والسمات والخصائص.. وُلِدَت مع الكون؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ -البيضة- هي حتماً -الشيء- الخالص من كل ذلك؛ هي -الشيء- الذي لا وجود فيه للزمان والمكان والفضاء والحركة والتغيُّر والقوى..
وسؤالي الآن هو: هل لهذه -البيضة- أنْ تَخْلو تماماً من كل تلك الأشياء والسمات والخصائص..، وأنْ تَظلَّ، في الوقت نفسه، -مادة-، أو من جِنْس -المادة-؟
وسؤالي المشتق من هذا السؤال هو: هل لكَ أنْ تُعرِّف ليَ -العدم- بما يجعله مختلفاً (ولو أقلَّ اختلاف) عن تلك -البيضة-؟
إنَّها أسئلة تتحدَّاك أنْ تجيب عنها!
إذا أجَبْتَ بما يُثْبِت ويؤكِّد أنْ لا فَرْق يُذْكَر بين -البيضة- و-العدم-، وإذا ما آمَنْتَ، من ثمَّ، بأنَّ تماثُل شيئين تماثُلاً تاماً يجعلهما شيئاً واحداً، فَمَنْ ذا الذي في مقدوره خَلْق -المادة- من -العدم-، خَلْق شيءٍ من لا شيء، خَلْق الكون من العدم، أو من لا شيء؟
أليس -الله-؟
وكيف لنظرية كوزمولوجية تقودكَ حتماً إلى -المبتدأ الإلهي للكون- أنْ تكون صديقة ونصيرة للتصوُّر المادي للكون؟
بالله عليكَ أجِبْني!
اسْمَعْ ـ يا عزيزي ـ ما سأقوله لكَ في خُلاصة الخلاصة من التصوُّر المادي للكون: المادة لا تأتي إلاَّ من جنسها، أيْ من مادة؛ فكل شيء، كل جسمٍ أو جسيمٍ، كل مادة على هيئة شيء، على هيئة جسم أو جسيم، له (ولا بدَّ من أنْ يكون له) لحظة نشوء، ثمَّ لحظة زوال؛ وأنتَ يكفي أنْ تُمْعِن النَّظر في لحظة نشوئه لتتوصَّل، حتماً، إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ هذه اللحظة هي لحظة تَحَوُّلٍ، أيْ لحظة تَحَوُّل شيء (أو أشياء) إلى شيء آخر (أو أشياء أخرى). إنَّها، بلغة الجدل، لحظة تَحَوُّل شيءٍ إلى نقيضه. أمَّا لحظة زواله فهي نفسها لحظة نشوء شيء آخر، أو أشياء أخرى، أيْ أنَّها لحظة تَحَوُّل.
إنَّ المادة (مهما كانت هيئتها، ونوعها، وحجمها) لا تأتي إلاَّ من مادة، فإذا ذهبت (ولا بدَّ لها من أنْ تذهب) فلا تذهب إلاَّ على هيئة نشوء وولادة لمادة أخرى.
و-المكان ـ الزمان (الزَّمكان)- Spacetime هو خاصية جوهرية للمادة، أيْ لكل مادة؛ فالمادة التي جُرِّدَت (نظرياً) من الزمان والمكان، على وجه الخصوص، إنَّما هي شيء لا يمكن تمييزه من -العدم-.
لا تَقُلْ لي دَعْ أمْر -البيضة الكونية-، ولجهة ماهيتها وخصائصها، لـ -العِلْم-، أيْ لِمَا سيُدْلي به العِلْم من قول فَصْل في أمْرها مستقبلاً؛ فلقد قرَّر مؤسِّسو (ومُطوِّرو) هذه النَّظرية، وهُمْ من الفيزيائيين الرَّصينين، أنَّ كُنْه شبيه هذه -البيضة-، والكائن في مركز -الثقب الأسود-، يستحيل إدراكه، والوقوف عليه؛ لأنْ لا ناقِل، أو حامِل، لمعلومة يمكنه الإفلات منه؛ فسبحان من أحْيا عِظام -الكانطية (المعرفية)- وهي رميم!
هل من -المادية- في شيء أنْ يأخذ الماديون بنظرية فيزيائية -رصينة- يقول فيها أصحابها إنَّ ثمَّة جسماً (هو -الثقب الأسود-، ونواته على وجه الخصوص) لا يمكن أبداً إدراكه؟!
من قبل، قال ماركس بضرورة نَبْذ كل فلسفة تتعالى على العِلْم؛ لكنَّ بعض النَّظريات الكوزمولوجية الحديثة خالطته وأفْسَدته مفاهيم هي أقرب إلى الميتافيزياء (والدِّين) منها إلى الفيزياء (الرَّصينة). وأحسبُ أنَّكَ سمعتَ صرخة نيوتن -أيَّتها الفيزياء حذار من الميتافيزياء!-.
أمَّا كيف تستطيع الفلسفة أنْ تَجْعَل لها جذوراً في العمق من تربة العلم، فهذا ما يمكن بسطه وشرحه في المثال البسيط الآتي:
لقد ثَبُت وتأكَّد في تجارب فيزيائية عدة أنَّ جسيم الإلكترون تشتد صعوبة تسريعه مع كل زيادة في سرعته؛ فكلَّما زِدتَّ سرعته اشتدت صعوبة تسريعه.
وإنِّي لأرى في هذا المثال ما من شأنه أنْ يقوِّض -اللانهائية- في كل نُمُوٍّ؛ فـ -النمو- يأتي دائماً بما يُقاوِمه ويكبحه، ويُوْقِفه (عند حدٍّ معيَّن) في آخر المطاف.
وليس من شذوذ عن هذا القانون الفيزيائي (الموضوعي) في ظاهرة انهيار المادة (مادة نجم ضخم مثلاً) على نفسها؛ فهذا الانهيار لا يمكنه أنْ يستمر ويزداد ويتسارع من غير أنْ يَلْقى مقاوَمةً متعاظمة، تمنعه، في آخر المطاف، من أنْ يَصِل بالمادة المنهارة على نفسها إلى -النقطة عديمة الحجم، لا نهائية الكثافة-.
إنَّ انهيار المادة على نفسها، وتركُّزها في حيِّز صغير، أو متناهٍ في الصِّغَر، هو أمْرٌ لا ريب في علميته؛ أمَّا أنْ يتمخَّض هذا الانهيار عن تلك -النقطة- فهو أمْرٌ ليس من العِلْم في شيء؛ فإنَّ -اللانهائية- في -النمو- هي ما يَنْقُل القائل بها، وسريعاً، من -الفيزياء- إلى -الميتافيزياء-؛ ولقد حان للعلميين جميعاً نَبْذ -اللانهائية- من كل نظرية (أو تصوُّر) كوزمولوجية.
أمَّا في شأنْ -تغيُّر (وتَبَدُّل) القوانين الفيزيائية-، فأقول إنَّ القانون الفيزيائي (أيْ كل قانون فيزيائي) يجب فهمه على أنَّه -قانون موضوعي-، لا يخلقه، ولا يفنيه، عقل. -العقل-، أيْ عقل الإنسان، إنَّما يكتشفه، ويدركه، ويعيه؛ ويَعَمْل، ويُغيِّر، من ثمَّ، بما يوافقه؛ وإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نَعْرِف أين، ومتى، وكيف، يعمل هذا القانون الفيزيائي، أو ذاك.
وفي أمْر -السرعة القصوى- في الكون، أقول إنَّها سرعة الضوء (300 ألف كم/ث، في الفراغ، على أنْ يقيسها مراقب غير متسارِع).
لكن هذا لا يَمْنَع من افتراض أنَّ هذه السرعة الكونية القصوى تختلف باختلاف الظروف والأزمنة الكونية؛ وليس ثمَّة ما يمنع من أنْ أفْتَرِض أنَّ سرعة الضوء، وبصفة كونها السرعة الكونية القصوى، تتضاءل مع تقلُّص الكون، وتَعْظُم مع تمدُّده.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي / سري القدوة
- في ذِكرى وفاتِكَ . في البال دائما أنتَ يا أَبي / محمد علي بن عامر الطوزي
- المثقف والمؤسسة / بهاء الدين الصالحي
- التناقض بين العلمانية ومفهوم الطاعة للمقدس... الحرية معيار / عباس علي العلي
- مجالات السلطة/ بقلم بيير بورديو - ت: من الفرنسية أكد الجبوري / أكد الجبوري
- زيارة رئيس الوزراء العراقي الى واشنطن من زاوية ثقافية / اسماعيل شاكر الرفاعي


المزيد..... - بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: عادل حبه - جواد البشيتي