الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - تعليق للبروفسور في الفلسفة الدكتور نمير العاني - عادل حبه

تعليق للبروفسور في الفلسفة الدكتور نمير العاني - عادل حبه

- تعليق للبروفسور في الفلسفة الدكتور نمير العاني

العدد: 416191

عادل حبه

2012 / 9 / 22 - 17:57
التحكم: الكاتب-ة

من أجل تعميق النقاش وتقديم الفائدة للقارئ، عرضت آراء السيد جواد البشيتي على البرفسور في الفلسفة والمختص بالعلوم الطبيعية والفلسفة الاستاذ في معاهد بترسبورغ الدكتور نمير العاني للتعليق على المقال، وطياً تلعبق مختصر له.
عادل حبه
نظرة سريعة في مقال -التصور المادي للكون و النظريات الكوزمولوجية الحديثة-

البروفسور د. نمير مهدي العاني

إن كاتب المقال،كما يبدو لي، يحاول إقتحام باب مفتوحة . فليس هنالك بين النظريات و الفرضيات العلمية المعاصرة لنشوء الكون، كما يوحي المقال، ما يتعارض مع التصور المادي للكون. فلا فرضية الحالة المتفردة والإنفجار العظيم،و لا التصورات عن مرحلة التضخم الكوني او عن الكون المبكر و الساخن او عن الكون المتسع و المتسارع في تمدده اللامتناهي، و لا نظرية النسبية العامة ولا النظرية الكواركية او النظرية الخيطية (الوترية) لبنية الهادرونات، و لا التصورات الأولية عن المادة المعتمة و الطاقة الداكنة او عن الثقوب السوداء، و لا اية تصورات علمية (فيزياوية او غير فيزياوية) معاصرة آخرى تتنافى او تتعارض باي حال من الاحوال مع الفهم المادي للكون. و سبب ذلك بسيط ويعود، في راي، الى ان الفهم الفلسفي المادي للكون، ما هو في الحقيقة إلأ تصور يقوم على اساس تعميم ما يقدمه البحث و الدراسة العلمية للكون و ظواهره من نتائج يقينية و حقائق مبرهنة. فهذا التصور لا يمارس و لا يمكن مبدئياً ان يمارس نوع من الإنتقائية، فيختار من بين هذه النتائج و الحقائق ما يناسبه و يرفض البقية. هذا و ان سلمنا بهذا الراي، فلا يمكن عندئذٍ ان نطلق احكاماً قبلية على هذه او تلك من النظريات و التصورات العلمية، تاركين للعلم نفسه ان يحل مشاكله، و لا يهمنا و يشغلنا كمهتمين في الشان الفلسفي إلأ التاويل الفلسفي لهذه النظريات و التصورات. و في الوقت نفسه ينبغي ان الآحظ ايضاً إن معطيات المعاينة (المراقبة) الفلكية لما يجري (او بالأحرى لما جرى منذ زمن بعيد او قريب نسبيياً) في الكون و الحسابات النظرية التي تقوم على اساسهاً غيركافية في الوقت الحاضر لصياغة تصور علمي دقيق و كامل عن عملية نشوء الكون. و هذا يعني بقاء العديد من الأسئلة في علم الكون (الكوزمولوجي) و الفيزياء الفلكية اليوم دون إجابة، الأمر الذي يحمل القائلين بهذا التصور او ذاك في هذين العلمييين على ردم الثغرات التي ينطوي عليها تصورهم بواسطة افكار مستقاة من الفلسفة او الدين او اي مجال غير علمي آخر. و هذا بدوره يحملني ان اقول بان بعض التصورات المطروحة في علم الكون المعاصر تشكل في الحقيقة مزيجاً من الأفكار العلمية و افكار دخيلة على العلم، مستقاة من خارجه. إن هذه الأفكارالدخيلة، اي غير العلمية، التي تجري إضافتها إلى المعطيات العلمية الدقيقة بغية تفسير ما يعجزالعلم المعاصر حالياً عن تفسيره، هي التي ينبغي ان تصبح موضوعَ نقدنا الفلسفي و ليس المعطيات اليقينية للعلم المعاصر بحد ذاتها. فضلاً عن ذلك، اود ان اشير ايضاً إلى الخطأ الأساسي الذي يقع فيه كاتب المقال و كذلك العديد من العلماء المعاصرين سواء في تفسيرعملية نشوء الكون او في فهم طبيعة الثقوب السوداء، و الذي يتلخص، كما يترآى لي، في إسقاط القوانين الفيزياوية لعالمنا الذي نعيش فيه، اي فيزياء المرحلة الحالية لتطور الكون، على مرحلة نشوءِه و المراحل المبكرة لوجوده او إستخدام هذه القوانين لتفسير ما يجري داخل الثقوب السوداء. إن من الصعب الإتفاق مع طريقة كهذه في الفهم و التفسير نظراً لإرجاعيتها. فليس ثمة ما يشير إلى إن كل شئ في الوجود يتبدل، يتغير و يتطور بإستثناء القوانين الفيزياوية. فمن ناحية، نجد إن مبدأ وحدة العام لا ينكر، بل بالعكس، يفترض تنوعه. اما من الناحية الأخرى، فإن مبدأ التطور يحملنا على الإعتراف بتغير كل شئ، بما في ذلك قوانين الطبيعة و ما تنطوي عليه من قوانين فيزياوية. و بناءً على هذا و ذاك، فمن غير المستبعد ( و هذا ما لا اكف عن التاكيد عليه في محاضراتي امام طلبة الدكتوراة و الماجستير) إن الكون في نشوءه و في المرحلة المبكرة جداً لوجوده قد خضع لفيزياء (لقوانين فيزياوية) اخرى تختلف عن فيزياء عالمنا التي عهدناها و نعرفها اليوم. كما و إن فيزياء الثقوب السوداء (و التي على الأغلب هي شبيه بفيزياء الكون المبكر)، هي الأخرى تختلف عن الفيزياء التي نعرفها. و في ضوء كل ذلك ينبغي علينا ان نكون اكثر حذراً و تريثاً في إصدار احكام قطعية في قضايا لم يقل العلم فيها بعد كلمته الفصل. و هنا لا بد لي ان اشير إلى الآمال المعقودة على واحدة من المعجزات التكنولوجبة لعصرنا، و اعني معجل الهادرونات الكبير، في إزاحة جزء من الستارة عن فيزياء الكون المبكر (و فيزياء الثقوب السوداء). إن نتائج التجارب العلمية التي تجرى على هذا الآلة العملاقة و ينتظرها العلماء بصبر فارغ و قلب خافق، ستصبح، دون ادنى شك، شأنها بذلك شأن اي جديد في العلم، مرتعاً للفبركة و التهويش و الدس الرخيص من قبل القوى المتربصة بالعلم و بمسيرته الصاعدة. و خير شاهد على ذلك استطيع ان اسوقه هنا هو ذلك الزعيق الذي اطلقته قوى الظلام المتمظهرة بمظهر علمي إثر تصريح مجموعة من العلماء العاملين في المركز الأوربي للأبحاث النووية و زملأهم العاملين في المختبر الوطني الإيطالي في جران ساسسو في ايلول من العام الماضي بان التجارب التي اجروها تشهد على إن النيترينو يتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء في الفراغ. فلم يلبث ان يكمل الخبر عن هذا التصريح في إنتشاره دورة كاملة حول الكرة الأرضية حتى إنبرت هذه القوى لنظرية النسبية، محاولة تفنيد واحدة من بديهيتين تقوم عليها هذه النظرية، التي تعتبر احد اهم اسس الفيزياء غير الكلاسيكية و العلم المعاصر عموماً. و بالفعل، لم تمضي إلأ ايام قليلة على تناقل وسائل الإعلام لهذا الخبر حتى امتلأت الشبكة العنكبوتية بعبارات مغرضه من قبيل -النيترينو يوصم آينشتاين بالعار- و - النيترينو يدفن آينشتاين- و غيرها من التصريحات الرخيصة. و قد وجدت من الواجب التصدي لهذا الهجوم المقصود على نظرية النسبية في الطبعة الثانية من

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي