أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 5 - جواد البشيتي










المادة -المادية- 5 - جواد البشيتي

- المادة -المادية- 5
العدد: 415470
جواد البشيتي 2012 / 9 / 20 - 10:17
التحكم: الكاتب-ة

-المنطق الميتافيزيقي- عاث فساداً أيضاً في مفهوم -السَّطح-، فنشأ في -الذِّهن (وفي الذِّهن فقط)- مفهوم -السَّطح الخالص-، الذي لا وجود له أبداً في -الواقع الموضوعي- للكون؛ لأنْ لا وجود لشيء (لجسم، أو لجسيم) له -طول- و-عرض-؛ لكن ليس له -سُمْك-.
الشيء، ومهما ترقَّق، أي أصبح رقيقاً، لن يَفْقِد أبداً بُعْد -السُّمْك-، ويصبح، من ثمَّ، -سطحاً خالصاً-، له -طول- و-عرض- فحسب.
لو كنتَ على سطح كوكب، أو في أيِّ موضع في الفضاء، فإنَّكَ تستطيع السَّير إلى الأمام، أو إلى الوراء، إلى اليمين، أو إلى اليسار. وهذا -السَّيْر السَّطحي- قد يكون في -خطٍّ مستقيم (أو في سلسلة من الخطوط المستقيمة)-، أو في -خطٍّ مُنْحَنٍ (أو في سلسلة من الخطوط المنحنية)-، أو في -سلسلة، بعضها من الخطوط المستقيمة، وبعضها من الخطوط المنحنية-.
لكنَّك، في الوقت نفسه، يُمْكِنكَ السَّيْر في البُعْد المكاني الثالث، أي في البُعْد المسمَّى -السُّمْك-؛ فأنتَ تستطيع السَّير إلى أعلى وإلى أسفل.
وبحسب نظرية -انحناء الكون-، لا بدَّ لكَ من أنْ تعود (نظرياً) إلى النقطة التي منها ابتدأ سَيْرك.
سِرْ (واسْتَمِرْ في السَّير) في الاتِّجاه نفسه، أي في مسارٍ (أو خطٍّ) مستقيم، إلى الأمام، أو إلى الوراء، إلى اليمين، أو إلى اليسار، إلى أعلى، أو إلى أسفل، تَصِلْ، في نهاية سَيْرِكَ، إلى النقطة التي منها ابتدأ سَيْرك.
مهما سِرْت إلى أعلى (صعوداً) فلن تَخْرُج من الكون؛ لن تَصِلَ إلى -فضاء آخر-؛ لأنْ لا فضاء يُمْكِنك الاتِّصال به إلاَّ فضاء كوننا؛ وللسبب نفسه، لن تَصِل إلى -مركز- الكرة الكونية، أو إلى -الفضاء الافتراضي- في داخل هذه الكرة، إذا ما كانت كرة، مهما سِرْتَ إلى أسفل (أي نزولاً).
-الفضاء- Space يظل سؤالاً إجابته مُسْتَغْلَقة؛ وتظل كل إجابة (فيزيائية وكوزمولوجية) عن سؤال -ما هو الفضاء؟-، تَلِدُ كثيراً من الأسئلة.
وثمَّة مَنْ يَفْهَم -الفضاء- و-الفراغ- Vacuum على أنَّهما شيء واحد؛ لكنَّ هذا الفهم لا يمكن تبريره والدفاع عنه إلاَّ إذا عَرَفْنا -ماهية الفضاء (أي ما هو)-، و-ماهية الفراغ-، وتوصَّلْنا بعد هذه المعرفة، ومن خلال المقارنة بين الشيئين (-الفضاء- و-الفراغ-) إلى أنَّهما شيء واحد؛ و-المقارَنة- إنَّما هي أداة معرفيه، تتوصَّل من خلال استعمالِكَ، وحُسْن استعمالِكَ، لها إلى تَعرُّف أوجه التماثُل (التشابه) وأوجه الاختلاف (التباين) بين شيئين؛ وليس من شيئين في الكون تستحيل المقارَنة بينهما؛ لأنَّ كل شيء يتماثَل في ناحية ما مع كل شيء، ويختلف في ناحية ما مع كل شيء.
إذا تصوَّرنا الكون كله على هيئة بالون يَنْتَفِخ (يتمدَّد، يَكْبُر حجماً) فإنَّنا جميعاً سنسأل، ونتساءل، عندئذٍ، بما يَكْشِف لنا، ويُوضِّح، استعصاء إجابة سؤال -ما هو الفضاء-.
بحسب نظرية كوزمولوجية، الكون هو كل شيء؛ كل شيء نَعْرِف، أو يمكن أنْ نَعْرِف. والكون ليس البالون كله؛ إنَّه فحسب سطح (أو غشاء) البالون. سطح البالون، حيث يَقَع الكون كله، رُسِمَت عليه دوائر صغيرة (كثيرة). وكل دائرة من تلك الدوائر لا تَرْمُز إلى نجم أو مجرَّة؛ وإنَّما إلى مجموعة (أو تكتُّل، أو زُمْرَة) من المجرَّات. و-الفاصِل- بين كل دائرة وسائر الدوائر (على سطح البالون) إنَّما يَرْمُز إلى ما يسمَّى -الفضاء الكوني-، أي الفضاء بين مجموعات المجرَّات.
وكلَّما انْتَفَخ (أو تمدَّد) البالون رأيْنا هذا -الفاصِل- يتَّسِع؛ ومع اتِّساعه نرى مجموعات المجرَّات تتباعد (وكأنَّها تتنافَر).
البالون العادي (أي -غير الكوني-) هو شيء موجود -ضِمْن-، أو -في داخل-، فضاء؛ فإذا تمدَّد، أي إذا نَفَخْته، فإنَّه لا يتمدَّد إلاَّ لكونه موجوداً -ضِمْن- فضاء. والبالون العادي -يَتَضَمَّن- فضاء؛ فالفضاء موجود، ويظل موجوداً، في داخل البالون (العادي) وفي خارجه.
أمَّا البالون الكوني (المتمدِّد في استمرار تمدُّداً متسارِعاً) فلا وجود لفضاءٍ يتمدَّد فيه، أو ضِمْنه؛ كما لا وجود لفضاءٍ ضِمْنه، أي في داخله؛ لأنْ لا وجود لفضاء غير ذاك الفضاء الفاصِل بين -الدوائر- المرسومة، أو الموجودة، على سطح البالون؛ والكون كله، أي كل شيء، لا وجود له إلاَّ في (أو على) هذا السطح.
الكون يتمدَّد؛ لكن ليس -في-، أو -ضِمْن-، الفضاء، أو فضاء؛ لأنَّ الفضاء جزء من الكون؛ وليس من المنطق في شيء أنْ يتمدَّد -الكل (أي الكون)- ضِمْن -الجزء (أي الفضاء)-.
إنَّ عليكَ أنْ تتخيَّل (إذا ما استطعتَ إلى هذا التخيُّل سبيلاً) الكرة الكونية الضخمة (إذا ما كان الكون على هيئة كرة) تتمدَّد، وتَكْبُر حجماً؛ لكن من غير أنْ تكون -ضِمْن- فضاء آخر، ومن غير أنْ تكون (أيضاً) مشتَمِلَة على فضاء.
الكون، وُفْق هذه النظرية الكوزمولوجية، كبالونٍ يتمدَّد ويَكْبُر -ضِمْن شيء هو لا شيء-.
تلك هي الإشكالية الأولى في معرفة ماهية الفضاء، أو في إجابة سؤال -ما هو الفضاء؟-.
الإشكالية الثانية نَقِف عليها في نظرية -الانفجار الكبير- Big Bang؛ فبحسب هذه النظرية، كانت -البيضة الكونية-، التي منها انبثق ووُلِد الكون، بقوَّة انفجار ليس كمثله انفجار، ولم يكن من وجود لهذا الذي نسميه -الفضاء-؛ فإنَّ -الفضاء- مخلوق من مخلوقات -الانفجار الكبير-.
وإذا كان لهذه -البيضة- من -حجم- فإنَّ حجمها من الضآلة بمكان؛ إنَّه يقلُّ عن حجم -الإلكترون- بملايين، أو ببلايين، المرَّات. وعلى ضآلة حجمها هذا اشتملت -البيضة- على كل مادة الكون.
هذه -البيضة- إنَّما هي شيء لا فضاء في خارجه، ولا فضاء في داخله؛ فـ -الفضاء- وُجِدَ، أو خُلِقَ، إذ -انفجرت-، فـ -الانفجار الكبير- هو خالِق الفضاء (وكل شيء).
وفي نظرية -الانسحاق الكبير- Big Crunch، نَقِف على الإشكالية الثالثة.
إذا تصوَّرنا الكون (وإذا ما جاز لنا عِلْمياً أنْ نتصوَّره) على أنَّه شيء يتألَّف من عنصرين هما -المادة- و-الفضاء-، فإنَّ -الفضاء- هو عنصره، أو مُكوِّنه، الأكبر والأعظم.
وإذا قُيِّض للكون (-المُغْلَق- افتراضاً) الذي بلغ تمدُّده منتهاه أنْ يشرع ينكمش ويتقلَّص، منهاراً (بمادته كلها) على نفسه، فإنَّ الفضاء الكوني، أو ذلك -الفاصل- بين -الدوائر-، يظل ينكمش ويتقلَّص، وصولاً إلى -بيضة كونية جديدة- لا وجود فيها للفضاء.
وينبغي لنا أنْ نَفْهَم انكماش أو تقلُّص الكون، أو الفضاء، على أنَّه مسارٌ تتغيَّر فيه نوعياً، وفي استمرار، مادة الكون؛ ففي طورٍ من الانكماش الكوني قد نرى مجرات ونجوماً؛ لكن في الطور الذي يليه، أو في الأطوار التي تليه، رُبَّما لا نرى من مادة الكون إلاَّ أنواع بسيطة متناهية في الصِّغَر.
الفضاء، في تمدُّده وتقلُّصه، إنَّما يشبه مادة من المطَّاط؛ لكنَّ هذا التشبيه، الذي يفيدنا في فَهْم تمدُّد أو تقلُّص الفضاء، لا يجيبنا عن سؤال -ما هو الفضاء؟-، أي ما هو هذا الشيء القابل للتمدُّد والتقلُّص.
حتى نظرية، أو فرضية، -الطاقة الداكنة (المُظْلِمة)- Dark Energy لا تحل هذه المشكلة، ولا تجيب عن ذاك السؤال؛ فإنَّ وجود هذا النوع الغريب من الطاقة يفسِّر لنا فحسب سبب تمدُّد الفضاء، وتسارُع تمدده.
بحسب هذه النظرية، يُنْظَر إلى الفضاء بين مجموعات المجرَّات على أنَّه مجالٌ، أو حيِّزٌ، مُفْعَم بـ -الطاقة الداكنة-، والتي هي، لجهة تأثيرها، مضادة للجاذبية الكونية؛ ذلك لأنَّها تتسبَّب في دَفْع مجموعات المجرَّات بعيداً عن بعضها بعضاً؛ وكلَّما اتَّسَع الفضاء بين هذه المجموعات اشتدَّ وعَظُم تأثير هذه الطاقة (والمعاكِس لتأثير الجاذبية الكونية).


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - كيف نحافظ على التحولات الايجابية في الرأي العام العالمي / إبراهيم ابراش
- مناقشة السؤال السابع : الزمن بين المفهوم الفلسفي الغامض ، وب ... / حسين عجيب
- إريك دينيكيه: : لسنا على دراية كافية بضبط النفس الروسية / شابا أيوب شابا
- هواجس في الثقافة 143 / آرام كربيت
- طبقا للقوانين والاعراف المختلفة يجب معاقبة نظام الملالي / سعاد عزيز
- مقامة العقاب . / صباح حزمي الزهيري


المزيد..... - مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- الموناليزا تغنّي الراب.. -مايكروسوفت- تعرض قدرات أداتها الجد ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 5 - جواد البشيتي