أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 2 - جواد البشيتي










المادة -المادية- 2 - جواد البشيتي

- المادة -المادية- 2
العدد: 415461
جواد البشيتي 2012 / 9 / 20 - 10:01
التحكم: الكاتب-ة

المادة (أو الجسيم) التي لها -كتلة-، ينبغي لي أنْ أفهمها على أنَّها كل مادة لا يمكنها أبداً أنْ تسير بسرعة الضوء مهما زِدْنا سرعتها؛ وأحسب أنَّ الفيزياء مَدْعٌوَّة إلى -التفسير- و-التعليل-، أيْ إلى أنْ تُفَسِّر لنا، وتُعلِّل، لماذا تملك بعض أنواع المادة (أو الجسيمات) هذه -الخاصية (الجوهرية)-، أيْ خاصية -الكتلة-، ولماذا تَقِفُ -الكتلة- حاجِزاً، أو مانِعاً، لا يمكن تخطيه بين الجسيم الذي يَحْملها وبين سيره بسرعة الضوء.
أمَّا الجسيم -عديم الكتلة-، أيْ -عديم كتلة السكون-، كالفوتون، والذي يسير، ويستطيع السير، بسرعة الضوء، فينبغي لنا فهمه، وتصوُّره، على أنَّه شيء يشبه -البالون (الصغير)-، امتلأ، قليلاً، أو كثيراً، بما يشبه -الهواء-، الذي هو كناية عمَّا يسمَّى -الطاقة-؛ فإنَّه -الحامِل- و-الناقِل- لـ -الطاقة-، التي يتغيَّر منسوبها، ارتفاعاً وانخفاضاً، في داخل هذا الجسيم (البالون).
ونحن يكفي أنْ نتصوَّر الجسيم -عديم الكتلة- على هذا النحو حتى نَسْتَشْعِر أهمية وضرورة أنْ نَعْرِف، أو أنْ نَعْرِف أكثر وأفضل، ماهية هذا -المحمول-، أو -المنقول-، وأنْ نتوسَّع ونتعمَّق أكثر في إجابة سؤال -ما هي الطاقة؟-، أو -ما هي الطاقة الخالصة؟-.
إنَّنا نَعْرِف أنَّ الإلكترون (مثلاً) هو جسيم له -كتلة سكون-؛ فلو توقَّف تماماً عن الحركة (في المكان) يظلُّ على قَيْد الحياة، أيْ يظلُّ موجوداً؛ لأنَّ لديه- كتلة سكون-؛ ونَعْرِف، أيضاً، أنَّ -كتلة السكون- هذه إنَّما هي -طاقة مُجمَّدة-، أو -طاقة رُكِّزت تركيزاً شديداً في حيِّزٍ (أو حجمٍ، أو نقطة) متناهٍ في الصِّغَر-.
ولـ -بَعْثَرِة (وتَفْريق، وتشتيت، وتسييل)- هذه الطاقة المركَّزة في الإلكترون على هيئة -كتلة سكون-، نحتاج إلى جَعْل الإلكترون يصطدم اصطداماً قويَّاً بالجسيم المضاد له، والذي لديه هو، أيضاً، - كتلة سكون-؛ وهذا الجسيم المضاد يُدْعى -البوزيترون-.
إذا اصطدما، تبادلا الفناء، أيْ تحوَّل كلاهما إلى -طاقة خالصة-، محمولة على مَتْن جسيمين عديمي -كتلة السكون-، هما من نوع -الفوتون-؛ وجسيم -الفوتون-، على ما نَعْلَم، هو ضديد نفسه؛ فـ -الفوتون- هو نفسه -الفوتون المضاد-. وإذا اصطدم -فوتونان- اصطداماً قويَّاً، تبادلا الفناء، متحوِّلين إلى جسيمين، لكليهما -كتلة سكون-، أيْ إلى -إلكترون- و-بوزيترون- مثلاً.
و-الضوء-، الذي بفضله نرى الأجسام والأشياء، ونميِّز بعضها من بعض، لوناً وحجماً، وهيئةً، وشكلاً، إنَّما هو سَيْلٌ من تلك -البالونات الصغيرة (أيْ -الفوتونات-) المختلفة لجهة منسوب الطاقة فيها-.
وحتى لا يَسْتَذْرِعون بهذا القول لإفساد وتشويه -مادية- العالَم، أقول إنَّ كل ما نراه (بعيوننا الطبيعية أو الاصطناعية) من أشياء وأجسام (وجسيمات) لا بدَّ له من أنْ يكون -مادة-؛ لكن هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ -كل مادة- يجب أنْ نراها؛ فثمَّة أنواع كثيرة من -المادة- لا نراها، ولا يُمكننا رؤيتها، وربَّما لن نتمكَّن أبداً من رؤيتها، وإنْ استطعنا (بوسائل وطرائق وأساليب أخرى) الاستدلال على وجودها (وجوداً موضوعياً).
سيادة نظرية (أو فرضية) تمدُّد الفضاء (بين -مجموعات المجرَّات-) وتسارُع هذا التمدُّد الآن، قادت إلى نظرية (أو فرضية) أخرى، مؤدَّها أنَّ نوعاً من الطاقة، أسْمُوه -الطاقة الداكنة-، هو سبب، وعِلَّة، -تمدُّد (وتسارُع تمدُّد) الفضاء-؛ فإذا كانت -الجاذبية- سبب، وعِلَّة، استجماع، وتركيز، وتكثيف، -المادة-، في الكون، على هيئة كواكب ونجوم ومجرَّات..، فإنَّ -الطاقة الداكنة- هي -ضديدها-؛ هي التي تتسبَّب في تمدُّد (وتسارُع تمدُّد) واتِّساع الفضاء بين -جُزُر الكون-، أيْ بين -مجموعات المجرَّات-؛ هي ما يشبه -الثابت الكوزمولوجي- الذي افترضه آينشتاين في سعيه (النَّظري) إلى إثبات وتأكيد قوله بـ -الكون المتوازِن-، الذي لا ينهار على نفسه بسبب -الجاذبية-.
ما هي هذه -الطاقة الداكنة-؟ من أين تأتي؟ ما هو مَصْدَرها ومنبعها؟ ولماذا نقول إنَّ الفضاء (بين -مجموعات المجرَّات-) كلَّما تمدَّد ازدادت سرعة تمدُّده؟ وهل هذا يعني أنَّ -الطاقة الداكنة- تنمو، كونياً، مع استمرار الفضاء (بين -مجموعات المجرَّات-) في التمدُّد والاتِّساع؟ وما هو مصير الكون إذا ما كان كل تمدُّد للفضاء (بين -مجموعات المجرَّات-) يتسبَّب في -تمدُّد جديد أكبر-؟ أليس لهذا التمدُّد المستمر والمتسارِع مِنْ -درجة عليا-، إنْ تخطَّاها وتجاوزها تحوَّل، حتماً، إلى -نقيضه-، أيْ إلى تقلُّص مستمر ومتسارِع؟ وبأيِّ نوعٍ من الطاقة نُفسِّر، عندئذٍ، هذا الانتقال (الحتمي) من تمدُّد (فضائيٍّ) متزايد ومتسارِع إلى تقلُّص (فضائيٍّ) متزايد ومتسارِع؟
لكنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ -خيوط المادة- و-خيوط الفضاء- هما شيئان يمكن فَصْل أحدهما عن الآخر؛ فـ -خيوط المادة (الجسيمية والجسمية)- هي و-خيوط الفضاء- في تَداخُلٍ وتَشابُكٍ مُطْلَقَيْن؛ فلا وجود للمادة الخالصة من الفضاء، كما لا وجود للفضاء الخالص من المادة.
مفهوم -الحجم (Volume)- كان هو أيضاً من جُمْلِة المفاهيم الفيزيائية التي شَمِلَتْها الثورة الفيزيائية الكبرى التي عَرَفَها القرن العشرين؛ وثمَّة من يرى في ما حلَّ بهذا المفهوم من تغيير عميق وواسع ثمرة من ثمار نظرية -النسبية العامة- لآينشتاين، أو عاقبة نظرية (حتمية) لها؛ لكنَّ هذا التغيير لم يُرَ واضحاً جليِّاً إلاَّ في نظرية -الانفجار الكبير- Big Bang، وفي نظرية -الثقب الأسود- Black Hole.
أمَّا جوهر التغيير الذي اعترى مفهوم -الحجم- فهو -تصفيره-، أي جعله -صِفْراً- في قيمته؛ فانهيار المادة على نفسها (في نجم ضخم الكتلة مثلاً) يمكن أنْ ينتهي إلى نشوء جسمٍ -عديم الحجم-، أو -صِفْرِيِّ الحجم-.
في التعريف الفيزيائي لـ -المادة- Matter، أو في بعضٍ منه، تُعَرَّف -المادة- على أنَّها -كل شيء يَشْغُل حيِّزاً (مكاناً)-، أي كل شيء (أو جسم) يَشْغُل، أو يملأ، فراغاً، أو فضاءً.
ومن هذا التعريف يمكننا وينبغي لنا أنْ نستنتج أنَّ -الفضاء (أو الفراغ)- نفسه غير مشمول بالتعريف الفيزيائي لـ -المادة-؛ فـ -المادة- هي ما يَشْغُل (أو يملأ) الفضاء، الذي لا يمكن، من ثمَّ، أنْ يكون هو نفسه -مادة-، أو من -جنس المادة-؛ وهذا عَيْبٌ من عيوب هذا التعريف، أو وجه من أوجه القصور فيه.
ونحن يكفي أنْ نَكْشِف، أو نكتشف، هذا العيب أو القصور حتى نقول بأهمية وضرورة أنْ تعيد الفيزياء تعريف -المادة- بما يسمح بِضَمِّ -الفضاء (أو الفراغ)- نفسه إلى -المادة-، مفهوماً؛ لأنَّه، واقعياً، جزء (لا يتجزَّأ) من -عالَم المادة-.
ما معنى أنْ يَشْغُل جسم ما فضاءً (أو فراغاً، أو مكاناً، أو حيِّزاً)؟
معناه، الذي لا ريب فيه، ولا لبس، هو أنَّ لهذا الجسم -حجماً-، أي أنَّ له ثلاثة أبعاد مكانية، هي -الطول-، و-العرض-، و-الارتفاع (أو السُّمك، أو العُمْق)-؛ ونحن نعيش في عالَمٍ يتألَّف من ثلاثة أبعاد مكانية، أضاف إليها آينشتاين -الزمن-، بصفة كونه -البُعْد الرابع- للعالَم، أو الكون. وهذه -الإضافة- ليست بالإضافة الميكانيكية؛ فإنَّ -الأبعاد الأربعة (الطول، والعرض، والارتفاع، والزمن)- تتَّحِد اتِّحاداً عضوياً، أي لا انفصام فيه؛ وهذا -الاتِّحاد- هو ما أسماه آينشتاين -الزَّمكان- Spacetime.
إنَّكَ تستطيع الآن، وبفضل بعض المجاهِر، أو الميكروسكوبات، أنْ ترى ذرَّة كبيرة كذرَّة الذَّهب (عددها الذَّري 79).
أُنْظُر إليها، فماذا ترى؟
ترى أنَّ لها -حجماً-، أي أنَّها تَشْغُل، أو تملأ، فضاءً، أو فراغاً.
هذا في النِّصف الأوَّل من المشهد الذي تراه؛ أمَّا في نصفه الآخر فترى، ويجب أنْ ترى، الفضاء، أو الفراغ، الكبير في داخلها، والذي هو مُكوِّنها الأكبر، أو الأضخم؛ وفي هذا الفضاء، أو الفراغ، ترى -نواة الذَّرة-، والتي تشتمل على الجزء الأعظم من كتلتها (أي من كتلة ذرَّة الذَّهب).
وهذه -النواة- تَشْغَل، أو تملأ، جزءاً (صغيراً) من الفضاء، أو الفراغ، الداخلي للذَّرة.
إذا كانت -المادة- هي كل شيء (أو جسم) يَشْغُل فضاءً، أو فراغاً؛ فهل لهذا الشيء (أو الجسم) أنْ يكون غير مشتملٍ، في الوقت نفسه، على فضاء، أو فراغ؟!
وإنِّي لأرى -القاعدة-، لا -الاستثناء-، في هذا المثال (مثال الذَّرة).
إنَّ الفضاء ليس بالشيء الذي تَشْغُلُه -المادة- فحسب؛ بل هو -مُكوِّن جوهري وأساسي من مكوِّناتها الداخلية-، فـ -الجسم (أو الجسيم) الخالص من الفضاء- هو، لجهة استحالة وجوده، كالجسم الذي لا يَشْغُل فضاءً.
وإذا كان كل جسم يَشْغُل، وينبغي له أنْ يَشْغُل، فضاء، أو فراغاً، فإنَّ -حجم- هذا الجسم هو -مقدار الفراغ الذي يِشْغُله (أو يملأه)-.
وللجسم (أو الجسيم) ثلاث خواص أساسية جوهرية هي -الكتلة- Mass، و-الحجم- Volume، و-الكثافة- Density. وأُضيف إليها خاصَّة (أو خاصية) رابعة هي -الزَّمن- Time؛ فإنَّ لكل جسمٍ زمنه الخاص به.
و-المادة-، لجهة خاصية -الكتلة-، على نوعين اثنين: مادة (أو جسيمات) لها -كتلة-، كالبروتون والنيوترون والإلكترون، ومادة (أو جسيمات) ليس لها -كتلة-، أو -عديمة الكتلة- Massless، كجسيم -الفوتون-.
و-كتلة- الجسم، أو الجسيم، ليست بالقيمة (أو المقدار) الثابتة المُطْلَقَة؛ فإنَّ كل زيادة في سرعة الجسم تَزيد كتلته؛ فكلَّما زادت سرعة مركبة فضائية (على سبيل المثال) زادت كتلتها.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - : احذروا الخطر والكارثة المحدقة على شعبنا العراقي / نجم الدليمي
- في ذكرى وفاة القائد الفلسطيني التاريخي الدكتور وديع حداد 192 ... / ابراهيم خليل العلاف
- لعبة العقوبات الأميركية مع عصابات خامنئي وميليشياتها!؟ / محمد علي حسين
- تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن / اسعد عبدالله عبدعلي
- 27 اذار... القمه العربيه بدمشق - 3 - / شكري شيخاني
- لُعْبَةُ الْوُجُودِ... / فاطمة شاوتي


المزيد..... - رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- دعاء ثالث جمعة من رمضان 1445 - 2024
- 5 أفكار لطيفة لملابس عيد الفصح للفتيات
- دعاء بداية شهر جديد أبريل
- حظك اليوم مع توقعات الأبراج اليوم الجمعة 29 مارس/آذار 2024‎‎ ...
- الملكة رانيا تخطف الأنظار بإطلالة سبق وأن أطلت بها في 2015


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 2 - جواد البشيتي