أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 1 - جواد البشيتي










المادة -المادية- 1 - جواد البشيتي

- المادة -المادية- 1
العدد: 415460
جواد البشيتي 2012 / 9 / 20 - 09:58
التحكم: الكاتب-ة

الكون، ولجهة صلته بعيوننا الطبيعية، المُجرَّدة من أدوات التقوية الاصطناعية للرؤية كمثل الميكروسكوب والتليسكوب، كَوْنان اثنان: كَوْنٌ نستطيع رؤيته، وكَوْنٌ لا نستطيع.
إنَّكَ بعينكَ المُجرَّدة لا تستطيع رؤية الجزيء أو الذرَّة أو نواة الذرَّة أو الإلكترون أو البروتون..
وبعينكَ المُجرَّدة لا تستطيع، أيضاً، رؤية المجرَّات والنجوم والكواكب.. البعيدة، أو البعيدة كثيراً، عن مجرَّتنا (-درب التبَّانة-). لكنَّكَ تستطيع إذا ما سافرتَ في الفضاء، وشَرَعْتَ تقترب منها.
بالتليسكوب، وهو -عَيْن اصطناعية-، يُمْكِنكَ أنْ ترى (مثلاً) نجماً يبعد عن كوكب الأرض مئات الملايين من السنين الضوئية؛ فماذا يعني، فيزيائياً، أنْ ترى جسماً بعيداً جدَّاً بالتليسكوب؟
إنَّكَ تراه -أقْرَب-، و-أكبر حجماً-، و-أوضح (تفاصيلاً)-.
وأنتَ ترى هذا الجسم بفضل -الضوء- الصادِر عنه، والذي -يَصُبُّ- في عينكَ، بعدما قَطَعَ في رحلته الفضائية مسافة طويلة جدَّاً، سار فيها بسرعة 300 ألف كم/ث.
وكلَّما -صَبَّ- في عينكَ مقداراً أكبر من ضوئه (أيْ من جسيمات هذا الضوء) رأيْتَه أكثر وضوحاً؛ والتليسكوب إنَّما هو الأداة التي تَسْتَجْمِع (كما تَسْتَجْمِع قطعة مغناطيس برادة الحديد) من ضوء هذا الجسم أكبر مقدار ممكن، لـ -تَسْكبه- في عينكَ؛ لكنَّ هذه الأداة لن تتمكَّن من أنْ تُريكَ الجسم نفسه إذا لم يكن الضوء الصادِر عنه قد وصلَ إلى عينكَ من قبل؛ فإذا وَصَل، فإنَّ التليسكوب يُريكَ هذا الجسم في هيئة قديمة له، أيْ في الهيئة التي كان عليها عندما انطلق منه هذا الضوء في رحلته الفضائية الطويلة، والتي قد تكون استغرقت مئات الملايين من السنين؛ فأنتَ ترى الجسم، في الهيئة التي كان عليها قبل مئات الملايين من السنين؛ ولن تراه أبداً في الهيئة التي هو عليها -الآن-.
وثمَّة أجسام في الكون تراها الآن مع أنَّها ما عادت موجودة، أو ما عادت موجودة في هيئتها التي تراها الآن؛ وثمَّة أجسام موجودة؛ لكنَّكَ لا تراه الآن (بالتليسكوب) لأنَّ الضوء الصادِر عنها لم يَصِل بَعْد إلى عينكَ، أو لن يصل إليها أبداً.
الجسيم الذي بفضله ترى الأجسام يسمَّى -فوتون-؛ وهذا الجسيم ليس له كتلة، تسمَّى -كتلة السكون-؛ فكتلته إنَّما هي - كتلة حركة-، أيْ متأتية من كَوْنِه يتحرَّك، ينتقل في المكان، ينتقل من نقطة إلى نقطة؛. فإذا توقَّف تماماً عن الحركة في المكان تلاشت كتلته الحركية؛ فإذا تلاشت زال هو نفسه من الوجود.
بفضله ترى جسماً ما؛ لكن، كيف لكَ أنْ تراه هو نفسه؟!
والآن، دَعُونا ننظر في العالَم، أو الكون، دون الذرِّي، عِلْماً أنَّنا بعيوننا المُجرَّدة لا نستيطع رؤية الجزيء أو الذرَّة.
عندئذٍ، ينبغي لنا الاستعانة بـ -عَيْن اصطناعية- هي الميكروسكوب لرؤية ما يُمْكننا رؤيته من هذا العالَم دون الذرِّي.
والعقبة الكبرى التي ينبغي لنا التغلُّب عليها، قبل، ومن أجل، أنْ نرى جسيم -الإلكترون- مثلاً إنَّما هي -الحجم-، أيْ ضىآلة حجم هذا الجسيم؛ والميكروسكوب هو أداة بفضلها نتمكَّن من -تكبير- هذا الحجم الصغير جدَّاً لجسيم -الإلكترون-، فنتمكَّن، من ثمَّ، من رؤيته.
وثمَّة جسيمات أصغر حجماً بكثير من -الإلكترون-؛ ونحن لا نملك من -الأدوات (وربَّما لن نملك أبداً)- ما يفي بالغرض، وهو -تكبير (حجمها)- بما يسمح لنا برؤيتها.
وثمَّة جسيمات تَجْتَمع فيها عقبتين: -ضآلة الحجم- و-سرعة التغيُّر-.
إنَّها جسيمات (ضئيلة الحجم) تتغيَّر أحوالها، أو تنشأ وتزول، في زمنٍ متناهٍ في الضآلة (في جزءٍ في منتهى الضآلة من الثانية الواحدة).
ولرؤيتها نحتاج أوَّلاً إلى -أداة- تُكبِّر (لنا) حجمها؛ ثمَّ نحتاج إلى -أداة أخرى- تُكبِّر (لنا) زمن حدوث الحادث فيها، أيْ تجعله يمرُّ في بطءٍ شديد، وبما يسمح لنا برؤية حدوثه.
لو امتلكنا هذه -الأداة-، وتلك، لرأيْنا -مادية- العالَم دون الذرِّي كما نرى -مادية- العالَم فَوْق الذرِّي!
في العالَم دون الذرِّي، لن ترى إلاَّ -جسيمات-، بحجوم مختلفة؛ بعضها يسير بسرعة الضوء (300 ألف كم/ث) لكنَّه لا يستطيع أبداً السير بسرعة تفوقها؛ وبعضها لا يمكنه أبداً السير بسرعة تَعْدِل سرعة الضوء، التي هي السرعة القصوى في الكون، على ما هو مُثْبَت حتى الآن.
وترى فراغاً، أو فضاءً، بين الجسيمات؛ وإنَّني لأقول، أيضاً، بفراغٍ، أو فضاءٍ، في داخل كل جسيم، كالفراغ، أو الفضاء، في داخل كل ذرَّة.
ولو -حَسَّنْتَ- رؤيتكَ أكثر، لرأيْتَ الفراغ، أو الفضاء، بين الجسيمات مُفْعَماً بجسيمات تسير بسرعة الضوء، وكأنَّها أنهارٌ تجري في مجاري الفضاء، تَنْبُع من جسيمٍ، فتَصُبُّ في آخر. وهذا الأنهار من الجسيمات هي التي تسمَّى -الجسيمات حاملة (ناقلة) القوى (أيْ التأثيرات الفيزيائية)-.
إنَّكَ ترى، مثلاً، جسيماً ما وقد تغيَّر على نحوٍ ما؛ وهذا التغيير إنَّما هو ثمرة -جسيمات حاملة للقوى- صبَّت فيه، أو ضربته، أو أصابته. إنَّ هذا الجسيم، لن يتغيَّر على هذا النحو، قبل أنْ تصل إليه، وتضربه، وتصيبه، -الجسيمات حاملة القوى (أيْ حاملة هذا التأثير الذي رأيْنا)-.
العالَم المادي، أكان دون ذرِّي أم فَوْق ذرِّي، إنَّما هو الوحدة التي لا انفصام فيها أبداً بين -الجسيم- و-الفضاء (أو الفراغ)-؛ بين -بُنْيَتِه الجسيمية- و-بُنْيَتِه الفضائية-؛ جسيماته تتحرَّك في الفضاء، الذي له خاصية جوهرية هي قابليته للتمدُّد والتقلُّص.
إنَّ كوكب الأرض (مثلاً) يتألَّف من جزيئات، تتألَّف من ذرَّات؛ وإنَّ الفراغ (أو الفضاء) هو معظم حجم الذرَّة؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ الفراغ هو، أيضاً، معظم حجم الكوكب الأرضي.
والفراغ (أو الفضاء) هو معظم حجم الكون؛ والفراغ بين كلِّ مجموعتين من المجرَّات هو من الاتّساع بمكان؛ وهو، على اتِّساعة، يزداد اتِّساعاً في استمرار؛ وسرعة اتِّساعه (أو تمدُّده) هي في تزايد مستمر.
وأنتَ، نظرياً، تستطيع أنْ تَجْعَل كتلة الشمس، مثلاً، في حجم يقل عن حجم الذرَّة، جاعلاً كثافتها، من ثمَّ، في منتهى العِظَم والكِبَر؛ لكنَّك لا تستطيع فِعْل ذلك مُحْتَفِظاً، في الوقت نفسه، بنوعية مادتها نفسها.
قُلْنا إنَّ كوكب الأرض (مثلاً) يتألَّف من جزيئات، تتألَّف من ذرَّات؛ وهو إنَّما يشبه بحراً واسعاً، تتخلله جُزُرٌ صغيرة متباعدة، هي كناية عن -نوى الذرَّات-، التي تمثِّل الجزء الأكبر من كتلة الكوكب. وهذا -البحر الواسع- هو كناية عن -فراغٍ (أو فضاء)-، تتحرَّك فيه زوارق صغيرة جدَّاً، هي كناية عن -الإلكترونات-.
إنَّ كل نواة ذرَّة مُحاطة بما يشبه -غيمة من الإلكترونات-؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ كلَّ غيمتين لا يمكنهما أنْ تتقاربا من غير أنْ يشتد تنافرهما؛ فكلَّما تقاربتا اشتد تنافرهما. وهذا -الانفصال (الإلكتروني الحتمي)- بين كل ذرَّتين، أو بين كل جزيئين، يغدو -اتِّصالاً- بفضل -الجسيمات حاملة القوى-.
حتى نواة الذرَّة نفسها هي حالة -انفصال، أو تنافُر، مقهور، ومسيطَرٌ عليه-؛ فالبروتونات تَجْتَمِع على هيئة -نواة ذرَّة- من طريق تقاربها؛ لكنَّها كلَّما ازدادت تقارباً اشتدت تنافراً؛ فإذا بلغَ تقاربها (وتنافرها، من ثمَّ) حده الأقصى نشطت -القوَّة النووية الشديدة-، مُرْغِمةً هذه البروتونات المتنافرة (ومن غير أنْ تلغي تنافرها) على الاندماج، والتكتُّل، والاتِّحاد، في -نواة ذرَّة-. وهذه -القوَّة النووية الشديدة-، هي هذا -الفِعْل-، أو -التأثير-، وقد حُمِل على مَتْن نوعٍ من الجسيمات (عديمة الكتلة) تتبادله البروتونات.
-التغيُّر- في جسم أو جسيم ما إنَّما هو، في العُمْق من معناه الفيزيائي، -النتيجة المترتِّبة على إصابته بجسيمات عديمة الكتلة، تَحْمِل تأثيراً ما-؛ وهذه الجسيمات أصابته بعدما سارت في الفراغ، أو الفضاء، بسرعة الضوء، مُنْطَلِقة من -مَصْدَرٍ ما (من جسم أو جسيم ما)-.
وحتى لا نَقَع في فخِّ -التفسير الميكانيكي- نقول، ويجب أنْ نقول، أيضاً، إنَّ طبيعة (وماهية، ونوعية، وتكوين) الجسم أو الجسيم المتأثِّر هي التي تُحدِّد كيفية (وطريقة ونتائج) تأثُّر هذا الجسم أو الجسيم بالجسيمات حاملة القوى التي أصابته؛ فإنَّ الجسيم حامِل القوَّة نفسها يؤثِّر تأثيراً مختلفاً بالأجسام أو الجسيمات المختلفة، نوعيةً، وماهيةً، وتكويناً، وقابليةً.
الفراغ، أو الفضاء، هو معظم حجم الكون، ومعظم حجم الذرَّة؛ وليس من سبب فيزيائي يَدْعُونا إلى فَهْم الجسيم، ولو كان مِمَّا يسمَّى -جسيمات أوَّلية-، على أنَّه شيء يخلو تماماً من الفراغ، أو الفضاء؛ فلو استطعتَ أنْ ترى بـ -عين اصطناعية- ما الإلكترون (وهو جسيم أوَّلي له كتلة سكون) من الدَّاخل، فهل تراه خالياً تماماً من الفراغ، أو الفضاء؟
كلاَّ، لن تراه كذلك، على ما أحسب وأتوقَّع؛ فالفراغ إنَّما هو جزء لا يتجزَّأ من التكوين الدَّاخلي لأيِّ جسيم مهما تناهى في الصِّغَر؛ وهو، أيضاً، ما يتوسَّط صلته بغيره.
وفي داخل الإلكترون، لن ترى فراغاً فحسب، وإنَّما عناصر وأنواع أخرى من المادة؛ فإنَّ -الأوَّلي- من الجسيمات يجب أنْ يكون -مُرَكَّباً-، بمعنى ما.
حتى فرضية -الخيوط (الأوتار)-، والتي نتصوَّر فيها -الخيط-، لا -الجسيم الأوَّلي-، على أنَّه أصل المادة بجسيماتها جميعاً، لا تعني، ويجب ألاَّ تعني، أنَّ -الخيط- يَشُذُّ عن ذاك التصوُّر الذي بَسَطْناه في مثال -الإلكترون-، فـ -المادة-، ولو كانت على هيئة -إلكترون- أو -كوارك- أو -نيوترينو- أو -فوتون- أو -خيط-..، لا تأتي، ولا يمكنها أنْ تأتي، إلاَّ من -مادة قَبْلِيَّة-، أيْ وُجِدَت قَبْلها؛ فإذا زالت (وينبغي لها أنْ تزول بالهيئة التي هي عليها) فلن تزول إلاَّ لنشوء مادة أخرى.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - مسرح صفحات مطوية من الحركة المسرحي ... / طلال حسن عبد الرحمن
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم / ادهم ابراهيم
- أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (60) منحة أمريكية جديدة ... / محمد حسين الموسوي
- الديناميت والطاعون والاكليروس اخوان في الرضاعة!-2 / مكسيم العراقي
- جيش اسرائيل يهدد لبنان استباقياً .!!! / رائد عمر
- غزة بعيون سليل ناجين من معسكرات الاعتقال النازية / طلعت خيري


المزيد..... - فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- كيف أنهت أسواق النفط تداولات مارس 2024؟
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 1 - جواد البشيتي