أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - ما معنى أنْ تكون -مادياً- في تفكيركَ؟ 3 - جواد البشيتي










ما معنى أنْ تكون -مادياً- في تفكيركَ؟ 3 - جواد البشيتي

- ما معنى أنْ تكون -مادياً- في تفكيركَ؟ 3
العدد: 415439
جواد البشيتي 2012 / 9 / 20 - 08:52
التحكم: الكاتب-ة

ومع ظهور وتنامي هذا -الفائض- الغذائي أصبح أسير الحرب مُجْدياً اقتصادياً، وأصبحت الحرب نفسها، من ثمَّ، مُجْدية اقتصادياً.

بدايةً، خضع الإنسان خضوعاً تاماً لوسطه الطبيعي، أو بيئته الطبيعية؛ وبفضل -أدوات العمل- تفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية بما أفضى إلى نشوء (وتطوُّر) بيئته الاصطناعية، التي بفضلها أصبح تطوُّر الإنسان نفسه مستقلا (استقلالاً متزايداً) عن بيئته الطبيعية.

إنَّ وسط الإنسان الآن بعضه من الطبيعة، وبعضه مِمَّا أنْتَج وطوَّر من أشياء من طريق تفاعله (بأدوات ووسائل اخترعها وطوَّرها) مع الطبيعة.

الإنسان لا بدَّ له أوَّلاً من أنْ يتأثَّر بالوسط الطبيعي والاجتماعي؛ ولا بدَّ له، من ثمَّ، من أنْ يتوفَّر على تغيير هذا الوسط، فإذا غيَّره تغيَّر هو؛ فالإنسان يشرع يتغيَّر بالوسط الذي غيَّره من قبل.

و-البيئة الاصطناعية- التي يعيش فيها البشر هي التي بتبدُّلها وتطوُّرها نَقِف على عِلَّة التطوُّر الاجتماعي بأوجهه كافة؛ ولا ريب في أنَّ صلة، وخواص صلة، البشر بأدوات ووسائل العمل والإنتاج، وبنتاج العمل، هي التي فيها يكمن السبب التاريخي الأهم لتطورهم الاجتماعي، ولخواصه الجوهرية.

هل فكَّرتَ يوماً في أنْ تسأل نفسك السؤال الآتي: لماذا المرء يفشل في توقُّعه، أو يُصيب؟

لو تَعَمَّقْتَ في إجابتكَ لتوصَّلْت إلى أنْ السبب يكمن في -عدم توافُق- توقُّعكَ، أو في توافُقِه، مع -القوانين الموضوعية-، والتي هي قوانين لا تملكها، لا تخلقها، لا تُغيِّرها، لا تُعَدِّلها، ولا تقضي عليها؛ إنَّها قوانين تتحدَّاك أنْ تعرفها، وتعيها، وتكتشفها، وأنْ -تديرها-، أيْ أنْ تستخدمها بما يلبِّي لك حاجة، أو يُحقِّق لكَ هدفاً؛ وإنَّها قوانين تَدْعوكَ إلى أنْ تهيئ لها من الظروف البيئية ما يؤثِّر في عملها، إيجاباً أو سلباً، إسراعاً أو إبطاءً.

وبفضل وعي القوانين الموضوعية يمكننا التنبؤ (التوقُّع) والعمل (تغيير العالَم).

و-النجاح-، أو -الفشل-، في سعينا، وتوقُّعنا، إنَّما هو بحدِّ ذاته خير دليل على -موضوعية- واقعنا (الاجتماعي، والتاريخي، والطبيعي).

إنَّ -الواقع الموضوعي-، ومن غير أنْ نعي، يؤثِّر فينا، في عقولنا وأذهاننا؛ وهو في هذا إنَّما يشبه -عملية هضم الطعام-؛ فهضم الطعام في الجهاز الهضمي للإنسان هو عملية، لها قوانينها، التي هي، في وجودها وعملها، مستقلة عن وعي المرء لها؛ إنَّها، أي قوانين عملية الهضم، موجود قبل أنْ تعيها وتكتشفها؛ وتعمل في استمرار ولو لم تَعِها، ولم تكتشفها.

وينبغي لك وعيها واكتشافها إذا ما أردت استخدامها بما يعود عليك بالنفع والفائدة.

تأمَّل جيِّداً المعاني الكامنة في مثال -تحضير كوب من الشاي-.

قد تقول إنَّكَ أردتَ تحضير كوبٍ من الشاي، أو رغبتَ في تحضيره، فكان لكَ ما أردتَ، وتحقَّق لكَ ما رغبتَ فيه.

لكن، هل لكَ أنْ تُحَضِّر كوباً من الشاي لو أنَّ مادة الشاي -رفضت- أنْ تتفاعل مع الماء المغلي على النحو المعتاد، أو لو أنَّ الماء نفسه -رفض- أنْ يغلي مهما سُخِّن؟!

إنَّ -قوانين موضوعية- هي التي أنْجحت سعيكَ لتحضير كوبٍ من الشاي إذ تَوافَق معها.

إذا أرَدْنا -النجاح- فلا بدَّ لنا من أنْ -نختار-، و-نقرِّر-، و-نريد-، بما يتَّفِق مع -الواقع الموضوعي-؛ ولن نحصل على أكثر مما يسمح لنا هذا الواقع بالحصول عليه.

وعندما -نفشل- ندرك، أيْ يجب أنْ ندرك، أنَّ السبب يكمن في تَعارُض ما اخترنا، وقرَّرنا، وأردنا، مع -الواقع الموضوعي-.

ولقد عَرَف التاريخ نتائج لعمل البشر (أفراداً وجماعات) مختلفة تماماً عمَّا أرادوه، ورغبوا فيه، وسعوا إليه، وتوقَّعوه؛ وبعض هذه النتائج كان مناقضاً ومضاداً لِمَا أرادوه، ورغبوا فيه، وسعوا إليه، وتوقَّعوه؛ وكأنَّ رياح -الواقع الموضوعي- للمجتمعات تجري بما لا تشتهي سُفُن البشر (أيْ وعيهم، وتوقُّعهم، وإرادتهم).

وهذه النتائج، أو العواقب، إنَّما صنعتها -يد الواقع الموضوعي-، التي إنْ لم يَرَها البشر على حقيقتها قد يُسَمُّونها -يد القضاء والقدر-.

هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟

هذا السؤال لم يأتِ من فراغ، بل ولَّدته حاجة الإنسان إلى معرفة واختبار -حدود الإرادة الحرَّة- لديه، فعجْز الإنسان، المُثْبَت والمؤكَّد، عن أن يكون حرَّاً في كل أفعاله وأعماله، أي عجزه عن أن يفعل كل ما يريد، وكل ما يرغب في فعله، هو الذي حمله على إثارة مسألة -التسيير والتخيير-.

وأحسب أنَّ الفهم الخاطئ لمعنى -الحرِّية-، أو -حرِّية الإرادة الإنسانية-، قد خلق عقبات فكرية عديدة في طريق البحث عن جواب للسؤال، أو عن حل مرضٍ لهذه المشكلة التي ما زالت تؤرِّقنا منذ زمن طويل، والتي ما زالت تؤثِّر تأثيرا قويا وجليِّا حتى في حياتنا اليومية، فنحن ما أن تحل بنا مصيبة، كان ممكناً اجتنابها ودرأها، حتى نعزِّي أنفسنا بقول من قبيل -كانت قضاءً وقدراً-.

-كل شيء مكتوب-، و-لا مهرب من المكتوب-، فسائق السيَّارة، في تهوُّر وطيش ونزق، صدم بسيَّارته طفلاً، فقتله؛ لكنه بدعوى أنَّ -كل شيء مكتوب-، وأنَّ الحادث من صنع -القضاء والقدر-، يفلت من العقوبة التي يستحق.

نحن -أحرار-، ونحن -مقيَّدون-، في الوقت نفسه؛ ولسوف نستمر في هذه الحال المتناقضة إلى الأبد، وليس من معنى للحرية، أي -حرِّية الإرادة الإنسانية-، إلا إذا فهمناها على أنَّها -ثمرة وعي الضرورة (الطبيعية والتاريخية)-.

إنَّني أستطيع أن أفعل ما أريد، أي أن أكون حرَّاً في أفعالي وأعمالي، إذا ما أخذتُ بالأسباب، ووعيتُ -الضرورة (الطبيعية والتاريخية)- الكامنة في الفعل الذي أريد، فالفعل، في حياتنا الاجتماعية والتاريخية، نصفان: نصفه منِّي (من وعيي وإرادتي..) ونصفه من -الواقع وقوانينه الموضوعية-؛ وينبغي للنصف -الذاتي- أن يطابق ويوافق النصف -الموضوعي- وإلا ذَهَبَتْ التطورات بالتوقُّعات، وحبط سعينا.

ويكفي أن نستمسك بهذا الفهم حتى ننتقل إلى -السؤال السليم-.. سؤال -كيف ندرأ عن أنفسنا هذه الكارثة المحدقة بنا؟-، فالتاريخ ليس بالشيء المصنوع سلفاً. إنَّه شيء قيْد الصنع.

لنتخيَّل أنَّ لدينا ذرَّات أُوكسجين -مفكِّرة-، وأنَّ ثلاثاً منها -أرادت- أن تتَّحِد لتؤلِّف، باتِّحادها، -جزيء ماء-، فهل تأتي -نتائج- فعلها متَّفِقة مع ما -أرادت-؟

الجواب هو: ستفشل، حتماً، في -فِعْلِ ما تريد-، فتكوين -جزيء الماء- يحتاج إلى ما هو أهم بكثير من -إرادتها-.

إنَّه يحتاج إلى أن تتَّحِد كل ذرَّة من ذرَّات الأُوكسجين الثلاث مع ذرَّتي هيدروجين. أمَّا لو -أرادت- ذرَّات الأُوكسجين الثلاث أن تتَّحِد لتؤلِّف، باتِّحادها، غاز -الأُوزون- فسوف تأتي -نتائج- فعلها متَّفِقة تماماً مع ما -أرادت-.

على هذا النحو فحسب يمكننا، وينبغي لنا، فهم -إرادة- الإنسان و-نتائج- الفعل الذي أراد، فـ -حرِّية الإرادة الإنسانية- لا تَظْهَر وتتأكَّد، ولا تقوم لها قائمة، إلا عندما تأتي -النتيجة-، أي -نتيجة الفعل الإنساني-، متَّفِقَة مع -التوقُّع-، أي عندما تأتي -نتيجة الفعل الذي أرَدَت- متَّفِقَة مع -ما أرَدَت-.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - هل فعلا الغى بولس الرسول الشريعة كما يدّعي المسلمون؟-الجزء ا ... / نافع شابو
- كتاب العراق / أنشودة ما بعد الانهيار / التوهمية الحداثية الغ ... / فاطمة محمد تقي
- 100 عام من تجربة الدولة الوطنية لم تكن كافية لهضم درس الوطني ... / كامل الدلفي
- الإنسان يولد بالفطرة ملحدا / عزالدين مبارك
- الإمتداد المسرحي في التهجين الثقافي / علي ماجد شبو
- بولندا تعتزم إعادة اللاجئين الأوكرانيين الشباب إلى أوكرانيا / شابا أيوب شابا


المزيد..... - عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في مدينة رفح الفلسطينية ...
- شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت ...
- -روساتوم- تسجل إيرادات قياسية في 2023
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - ما معنى أنْ تكون -مادياً- في تفكيركَ؟ 3 - جواد البشيتي