أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: نعيم إيليا - جواد البشيتي










رد الى: نعيم إيليا - جواد البشيتي

- رد الى: نعيم إيليا
العدد: 413458
جواد البشيتي 2012 / 9 / 13 - 10:23
التحكم: الكاتب-ة


سألني الأستاذ العزيز نعيم إيليا -كيف تُفسِّر الوعي؟-؛ وفي الآتي إجابة وجيزة:
تأمَّلْ معي معاني هذا القول العظيم لفيلسوف عظيم: -في رأس الإنسان، لا وجود أبداً لفكرةٍ لا أصل لها في العالَم (أو الواقع) المادي-.
الدماغ البشري (الحي) هو مستودع -الصور الذهنية- جميعاً، وبأنواعها كافَّة. و-الصورة الذهنية-، وبحسب المعنى الكامن في تسميتها، ليست بـ -مادة-.. ليست بشيء يُمكننا لمسه مثلا. إنَّها -فكرة-؛ وليس من فكرة تنتمي، في طبيعتها، وماهيتها، إلى -المادة-، وإنْ كان -مُنْتِجُها-، أي الدماغ البشري الحي، مادة لا ريب في ماديتها. وهو لا يُنْتِجها بمعنى -يُفْرِزها. إنَّه يُنْتِجها بمعنى أنَّها تَظْهَر فيه (وعلى سبيل التشبيه ليس إلاَّ) كما يَظْهَر وجهكَ في مرآة. إنَّ وجهكَ الظاهر في المرأة لا يُوْجَد فعلاً في داخل المرآة. إنَّه يُوْجَد فحسب في خارجها؛ وكلُّ تغيير يطرأ عليه ينعكس فوراً في المرآة؛ وليس من مرآة يمكنها أنْ تريكَ ما لا تُريها إيَّاه.
و-حواس الإنسان الخمس- هي -نوافذ الدماغ-، فشجرة التفاح هذه تؤثِّر (تأثيرا ضوئيا) في عينيَّ، فأراها؛ فإذا ما أغمضتُ عينيَّ، بعد ذلك، فإنَّني أستطيع أن -أرى- صورتها الذهنية (في دماغي).
وهذا -التأثير عن بُعْد- ينبغي لنا أنْ نفهمه فهما مادياً، فثمَّة -مادة- هي الضوء المنبعث من تلك الشجرة، انتقلت (عبر الفراغ) إلى عينيَّ، فدماغي، فأنْتَجت، من ثمَّ، تلك الصورة الذهنية، التي لا يمكنها أن تؤثِّر أقل تأثير في الشجرة نفسها.
إنَّ شجرة التفاح تلك، ولجهة صلتها بوعيي، تُوْجَد في خارج وعيي، وفي استقلال تام عنه؛ وكل تغيير يطرأ عليها لا بدَّ له من أنْ يُتَرْجَم بتغيير في صورتها الذهنية.
إذا أنتَ غَيَّرْتَ (بالخيال) الصورة الذهنية لشجرة التُّفاح، والموجودة في وعيكَ، فإنَّ هذا التغيير لن يؤثِّر أبداً بالشجرة نفسها؛ لكنَّ تَغيُّر الشجرة نفسها يمكن ويجب أنْ يُغيِّر صورتها الذهنية التي في رأسكَ.
وبـ -الخيال- نُنْشئ صوراً ذهنية ليس لها من أصولٍ في العالَم المادي؛ لكنَّ -عناصرها- لها وجود فيه؛ فصورة -نهرٍ من ذهب- ليس لها من أصل في العالَم المادي؛ لأنْ لا وجود فيه لنهرٍ من ذهب؛ لكن يُوْجَد فيه -النهر- و-الذهب-؛ وأنا أستطيع بقوَّة -الخيال- إنشاء صورة -نهرٍ من ذهب-.
أين -الخرافة- في صورة -نهرٍ من ذهب-؟
إنَّها ليست في العناصر والمكوِّنات؛ وإنَّما في -التركيب-؛ فليس من خرافة ليست بـ -واقعية-، و-مادية-، في عناصرها ومكوِّناتها، فهل لكَ أن تعطيني -صورة ذهنية-، فكرة ما، لا تتألَّف، مهما كانت خرافية وغير واقعية، من عناصر واقعية ومادية؟!
إنَّ كل عقائد البشر لا يمكن أن تَظْهَر في رؤوسهم إلاَّ بوصفها -صوراً ذهنية-، لها أصول في العالَم المادي، أو لها عناصر فيه؛ وليس من عقيدة يمكنها أن تشذ عن هذا القانون، ولو كانت دينية سماوية.
إنَّكَ تستطيع بقوَّة -الخيال- أن تتصوَّر كائنا (هو الله، أو -خالِق الكون-) ليس كمثله شيء في الواقع أو العالَم المادي؛ لكن يكفي أن تقوم بتفصيل وتحليل صورته الذهنية حتى ترى أنَّ كل العناصر التي يتألَّف منها هذا الكائن، لها، ويجب أنْ يكون لها، وجود في الواقع أو العالَم المادي.
و-العالَم الميتافيزيقي (أو -الآخرة-)-، أي العالَم الذي يقولون بوجوده في خارج العالَم المادي، وفي استقلال تام عنه، إنَّما يشبه صورة -نهرٍ من ذهب-، أي أنَّ كل مكوِّناته وعناصره تنتمي إلى العالم المادي، فهل من شيء في -الدار الآخرة- لا وجود له، أو لعناصره، في -الحياة الدنيا-، أو -الدار الفانية-؟!
في رؤوسنا أفكار ميتافيزيقية كثيرة؛ لكن هل تأتوني بفكرة منها غير مُرَكَّبة من عناصر لها وجود في العالَم المادي؟!
وهل في مقدور أيِّ إنسان، ومهما بلغت قوَّة خياله، وقدرته على التجريد، أنْ يتصوَّر، أو أنْ يُصوِّر، في وعيه شيئاً، أو كائناً، لا يتركَّب من عناصر لها وجود في العالَم المادي؟!
-المادي- يتحدَّى -المثالي- قائلاً له: أعْطِني ولو صورة ذهنية واحدة (ولو فكرة الله نفسها) تَشُذُّ عن هذا المبدأ المادي العظيم!
هل -الوعي- هو الذي اخترع -اللغة-؟
القائلون بـ -المثالية-، وبـ -حُكْم الوعي للعالَم (حُكْماً أُوتوقراطياً مُطْلَقاً)-، يجيبون عن هذا السؤال، وعلى البديهة، قائلين إنَّ -الوعي- هو مُخْتَرِع -اللغة-.
لكن إجابتهم -المثالية- هذه تتمخَّض، ويجب أنْ تتمخَّض، عن سؤالٍ آخر، هو: -هل للوعي (الإنساني) من وجود قَبْل اختراع اللغة؟-.
كلاَّ، لا وجود له، ولا يُمْكنه أنْ يُوْجَد؛ فلا -وعي- بلا -لغة-.
-مُخْتَرِع- اللغة، التي من دونها لا وجود لـ -الوعي-، إنَّما هو -العمل-، الذي هو -اجتماعي-، لا -فردي (شخصي)-، الطابع؛ فـ -الإنسان- لم يَظْهَر على سطح الأرض إلاَّ بصفة كونه -فَرْداً من جماعة-؛ إنَّه -مجتمعٌ (وكائنٌ اجتماعي)- مُذْ ظَهَر.
-الطبيعة- لم تُنْتِج -وعياً-؛ لكنَّها أنْتَجَت -مادة في مقدورها التفكير-، وهي -الدماغ (البشري الحي)-. وهذه -المادة المخصوصة (الدماغ البشري)- تتفاعَل مع -الطبيعة-، عَبْر -الحواس الخمس-، فتنشأ (وتنمو) المعرفة الحِسِّيَّة لدى الإنسان، وانطلاقاً منها تنشأ (وتنمو) المعرفة العقلية (المنطقية).
إنَّ -الذِّهن- هو -حيِّز معنوي (ذاتي) تَشْغُله الأفكار والأحاسيس-؛ ويمكننا تسميته -الواقع الذاتي-؛ وإنَّ كل ما يُوْجَد في خارج هذا -الحيِّز-، أيْ في خارج -الذِّهن-، يجب أنْ يكون، في الوقت نفسه، مستقلاًّ عنه؛ وهذا الموجود في خارج الذِّهن (وفي استقلال عنه من ثمَّ) هو وحده ما يُمْكِننا إدراكه بالحواس؛ فـ -المادي- من الواقع هو وحده المُدْرك، أو القابل للإدراك، حسِّيَّاً.
و-المادة-، في خاصية جوهرية لها، لا تتأثَّر، ولا يمكنها أنْ تتأثَّر، إلاَّ بـ -جنسها-، أيْ بـ -مادة-؛ فـ -الفكرة-، وغيرها مِمَّا يشتمل عليه الذِّهن، لا تؤثِّر بـ -المادة- إلاَّ بواسطة -مادة-؛ فـ -الذَّات- لا تؤثِّر بـ -الموضوع- إلاَّ بواسطة قوى ووسائل وأدوات مادية. إنَّ أيَّ فكرة في رأسكَ لن تؤثِّر أبداً في العالم المادي إلاَّ بواسطة مادة؛ بواسطة قوى مادية؛ بواسطة -يدكَ- مثلاً.
إنَّ -مادة (شجرة ما مثلاً)- تؤثِّر بـ -مادة (مخصوصة)- هي -الدماغ-، فتَظْهَر في المادة المتأثِّرة أفكار وأحاسيس؛ وهذه الأفكار والأحاسيس لا يمكنها أبداً أنْ تؤثِّر بـ -المادة الأولى (أيْ الشجرة)- إلاَّ من خلال -مادة (اليد مثلاً)-؛ و-المادة الأولى- يمكن أنْ تكون على هيئة -كلمة- نُطِقَت، فسُمِعَت، فأنْتَجَت في سامعها إحساساً ما (إحساس بالغضب مثلاً). وهي، أيْ تلك -الكلمة المسموعة- تُنْتِج تغييراً ما في الواقع المادي الداخلي للسامع، فيَظْهَر، من ثمَّ، الإحساس (بالغضب مثلاً).



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - انا شاعر / عجيل جاسم عذافه
- أَنَاَ الْأَموَاجْ / محمد السوادي
- رسول الله محمد / عبد صبري ابو ربيع
- زيارة اردوغان المتوقعة للعراق ماذا ستناقش؟ / نصار النعيمي
- حقوق المرأةوتشريعة دستور العمال العالمي / عماد الشمري
- هكسوس و غزوهم المصر / ديار الهرمزي


المزيد..... - كاميرا مراقبة تظهر ذئبا مفترسا يطارد امرأة في الشارع.. شاهد ...
- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- مكافحة مرض باركنسون بالملاكمة.. شاهد كيف يسعون لـ-التغلّب- ع ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: نعيم إيليا - جواد البشيتي