خي العزيز جواد البشيني
اْن طروحاتكم حول التصور المادي للكون لم يوصلنا الى اْية نتائج حقيقية من الممكن بناء اْية اْفكار مادية عليها,وذلك لاْسباب عديدة اْذكرها باْختصار شديد,, ساْرسل ملاحظاتي بقسمين واْرجو نشرها تباعا لان المساحة المتاحة لا تكفي.
اْن نطرية الاْنفجار الكبيرليست ببعيدة عن اْشارات من كتاب القران في اْوجة عديدة اْذكر منها,اْن خلق الكون من البيضة الكونية التي اْنفجرت وتكونت منها المادة,سميتموها بالفلق,اْلم تقراْ في القران ((قل اْعوذ برب الفلق))؟
اْن ذكركم باْن الوجود قد تركز في نقطة من غير الممكن تحديد حجمه اْو رؤيته بالعين المجردة هي الحالة للحركة العكسية المذكورة في هذه النظرية,الحالة الحركية العكسية اْو المضادة هي القوة الخارقة في تحويل الوجود الى نقطة الصفر,ويعني ذلك اْن الكون كان موجودا سابقا فتركزت في بيضة واحدة,فاْذا ما قارنا ذلك مع الاْية التي تؤشر الى نهاية العالم ووصفه ذلك ب( ما هي الا صعقة؟)) فهل يتناقض ذلك مع حالة العودة الى الصفر الكونى اْي الغيب؟ اْن سد الطريق اْمام الفلسفة في طرحكم لتفسير الكون,وعدم تمكن الاْجابة عن اْسئلة كثيرة مثل :من اْين جاءت البيطة الكونية ومم تكون؟ لاْننا نعرف اْن الثقب السوداء هي عبارة عن كواكب ميتة,هدرت طاقتها وتركزت نواتها فاْنهارت على نفسها.لتكون جزيئات مضغوطة,ومن ثم من اْين اْتت اْصل المادة الكونية اْو الكاربون؟ومن اْين جاءت بهذه الطاقة لتفجر نفسها؟ والسؤال الاْهم من كا ذلم من اْين جاء الاْنسان,اليس في ذلك تطابق مع ما ذكر في القران باْن الغيب من قدرات الله واْن الروح من اْمر الله,واْن الخلق جاء من الماء؟
اْعتقد اْن الاْنسان في اْمكاناته وحواسه وقدراته واْدراكه واْخيرا في وعيه ليس مؤهلا للبحث عن اْصل الكون,وذلك لا يعني سد الطريق اْمام تفسيراته ومحدودية حركته وعلمه.اْن لي وجهة نظر مختلفة حول قدرة الاْنسان وما هو مستحيل بالنسبة له اْو ماهو ممكن له اْختصرها بعرض بعض الجوانب من نظرية البنية الخفية التي لا زلت اْعمل عليها: 1- الوجود والعوامل الاْولية:لاْي حدث تاْريخي في الوجود عواملها العقلانية والسببية,سواء كانت عوامل ذات بنية معنوية اْو علمية وعقلانية,اْي اْن حدث الوجود هو حدث اْكتمال البنية لتصبح بعد ذلك بنية تاْلايخية اْنهت اْدوارها لاْنها اْنهت معانيها في الوجود.يعني ذلك اْذا ما اْعتبرنا الوجود كبنية حدثية تاْريخية ,فاْنها في بعدها الشمولي قد اْنهت وجودها باْنهاء وكشف معاني وجودها,الا اْن هذا الحدث لم تكشف عن كل معانيها فلا زالت بنيتها السطحية التي تنتج ملايين المعاني بحاجة الى البحث عن اْسباب خلقها واْبثاقها وذلك يفسر محاولات الاْنسان في فهم الكون وفهم وجوده ,لاْن كل الوجود لها بنيتان مختلفتان .
- الوجود والبنية المزدوجة :,ليس في الكون معنى تجسيدي اْو معنوي تمتلك بنية واحدة,فوجود الشىْ اْو حتى فرضية وجود شىِ اْو معنى لشىْ يفترض وجود شىْ اْخر كقرينة مضادة اْو مكملة للشىْ المفترض,يعني ذلك اْننا اذا ما اْعتبرنا الوجود التجسيدي للاْشياء كحقيقة حدثية وتاْريخية فاْنه من الممكن تصور الشىْ الغير قابل للتجسيد,البنية السطحية للوجود اْي البنية التجسيدية هي بنية حدثية اْكتملت معانيها وخواصها,والبنية الخفية هي البنية التي لن تصبح حدثا الا بعد اْداء دورها في الفهم والاْدراك,اْي اْن لكل شىْ في الكون قرينة خفية تكمن فيها سبب وجود الشىْ بعينه ,ويعني ذلك اْن حدث الوجود ورائها عوامل اْولية لحدث اْنبثاقها,عوامل خفية لتحولها ,اْو عوامل اْولية لخلقها,ولا يمكن فهم الحدث الكوني الا بالاْستدلال على عوامل تحولها من الغيب اْو الطاقة الخفية اْو القوة الخفية الى الوجود التجسيدي,اْي اْن كل حدث وعمل واْنجاز وحركة وتحول في الوجود تكمن في بنيتها السطحية عواملها الاْولية التي اْعطتها القوة الخفية لخلقها وظهورها وتجسيدها,والمثال على ذلك اْن الشاعر اْو القاض يخلق نصا يحمل فيه بنى سطحية عديدة للمعنى,الا اْنه يخفي العوامل الاْولية لكتابة هذا النص وبهذا الاْسلوب بالتحديد .اْي اْن الكاتب له مبرراته السببية الاْولية التي سميناها بالعوامل الاْولية اْي التفكير في كتابة هذا النص وخلق نص ذهني قبل كتابتها وتجسيدها,فاْذا ما قارننا ذلك مع الكون.من البديهي اْن وراء خلق الكون عوامل اْولية لماهية خفية اْو تجسيدية,فهل من الممكن معرفة هذه العوامل الاْولية التي غض الطرف عنها في نظرية الاْنفجار الكبير؟الكون وبنيتها الخفية: نحن نفكر ونؤل ولكننا لسنا بحدث من الحدث الكوني,اْي اْن بالبنية الكونية هي البنية التي تفارقنا في خلقها وتوحدنا في ماهيتها,وجوهرها,من اْجل اْن تعرف ما هو الاْنسان ولماذا اْوتي الى الوجود يجب اْن تفهم الاْنسان ككائن مستقل عن الكون كحدث مسبوق,فليس من الحكمة اْن الكون قد خلق من اْجل الاْنسان,وليس من الحكمة الاْعتقاد باْن الكائن الاْنساني متزامن خلقه مع الخلق الكوني,وليس من الحكمة الاْعتقاد باْن الاْنسان هو جزء من الحدث الكوني,فعندما نفكر في فهم وجود الاْنسان يجب اْن نعرف كيف تحول الاْنسان الى هذا الكائن المتكامل؟وما هو سبب وجوده ,اْن قصة تطور الاْنسان من جزيئة اْولية وتحولها الى اْنسان قصة خيالية وليست عقلانية,ومن ثم باْن الاْنسان قد خلق لسبب اْخلاقي اْو معنوي هي قريبة من الخرافات,اْعني من وراء ذلك اْن لوجود الاْنسان عوامل اْولية تخفي سبب تحولها من المادة اْو العدم الى كائن متكامل,واْن وجود الاْنسان هو وجود هامشي وليس جوهري,واْن الخلق الكوني اْواْن عملية الاْنبثاق الكوني لها عواملها الاْولية وبما اْن الاْنسان ليس جوهرا سببيا في الكون,فستبقى البنية الكونية كبنية خفية بعيدة عن قدرة الاْنسان في الفهم,لاْن الاْنسان لم يكن جزء من الحدث الكوني,واْن الكون والاْنسان لهما عواملهما الاْولية في تحولهما الى الوجود .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي
|
الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
RSS
الانستغرام
لينكد إن
تيلكرام
بلوكر
الموبايل