أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: عبدالغني زيدان - جواد البشيتي










رد الى: عبدالغني زيدان - جواد البشيتي

- رد الى: عبدالغني زيدان
العدد: 413137
جواد البشيتي 2012 / 9 / 11 - 19:16
التحكم: الكاتب-ة


السيد عبد الغني زيدان
تحية
إنَّني وبدحضي لِمَا انطوت عليه نظرية -الانفجار الكبير- من مفاهيم لا يَسْتَصْلِحها التصوُّر المادي (الجدلي) للكون أكون قد ساهمتُ في الدِّفاع عن هذا التصوُّر، وفي إثبات قوَّته وحيويته (وضرورته).
وما وجه الخطأ في قولي -لا جاذبية بلا فضاء، ولا فضاء خالصاً من المادة-؟!
أليست -الجاذبية-، بحسب نظرية -النسبية العامة- لآينشتاين، هي -ما يَنْتُج من انحناء الفضاء (أو من انحناء المكان ـ الزمان)-؟!
و-انحناء الفضاء- إنَّما هو نفسه -الفضاء المنحني-؛ و-الفضاء المنحني إنَّما هو فضاء-؛ فكيف للجاذبية إذاً أنْ تُوْجَد إذا لم يُوْجَد الفضاء؟!
إذا انبسط الفضاء واستوى تَضْعُف الجاذبية كثيراً؛ لكنها مهما ضَعُفَت لا تنعدم.
الفضاء الخالص من المادة (أيْ من الأجسام والجسيمات، من الكتلة والطاقة) إنَّما هو كائن خرافي؛ والمادة الخالصة من الفضاء هي أيضاً كائن خرافي، فثمَّة اتِّحاد لا انفصام فيه أبداً بين المادة والفضاء.
أنتَ تؤمِن بخلق المادة من العدم؛ فهل أتى القرآن بما يُعزِّز لديك هذا الإيمان؟
يشتمل القرآن على كثيرٍ من الأفكار والتصوُّرات الكونية، فـ -خَلْقُ السَّماوات والأرض وما بينهما- شُرِحَ وفُصِّلَ في كثيرٍ من آياته، التي يُمْكِن أن نتصوَّرها، من ثمَّ، على أنَّها -كوزمولوجيا قرآنية-، وإنْ لَمْ نَعْثُرَ في القرآن على كثيرٍ من المفردات الكوزمولوجيَّة، كمفردات -الكون-، و-الطبيعة-، و-الوجود-، و-الفضاء-، و-العَدَم-. وفي سورة -فُصِّلَت-، على وجه الخصوص، نرى من -الآيات الكونية- ما يَصْلُح لاتِّخاذه أساساً أو قاعدة لـ -الكوزمولوجيا القرآنية-.
وبَعْدَ قراءة متأنِّية ومختلفة لـ -الآيات الكوزمولوجية (أو الكونية)- في القرآن، أستطيع القول إنَّ خَلْقَ الله لـ -الكون- لَمْ يَكُنْ -خَلْقاً للمادة من العَدَم-، مهما حاوَل -المؤوِّلون العلميون المعاصِرون-، المتأثِّرون بنظرية -الانفجار الكبير- Big Bang وغيرها من النظريات الكوزمولوجيَّة الحديثة، إظْهار وتصوير -الخَلْق القرآني للكون- على أنَّه خَلْقٌ للمادة Matter من العدم Nothingness.
ولَسْتُ بمُسْتَغْرِبٍ أن تبوء محاولاتهم بالفشل، فكيف لهم أن يُوفَّقوا وينجحوا وقد أخْفَقَ مؤسِّسو وأنصار نظرية -الانفجار الكبير- مِمَّن توفَّروا على غَرْس اللاهوت في صُلْب هذه النظرية في الإتيان بأيِّ دليل فيزيائي يُعْتَدُّ به على أنَّ -المادة- يُمْكن أن تأتي من -العَدَم-، مِثْلما أخفقوا في محاولتهم تصوير ذلك -الشيء (Singularity)- الذي منه جاء الكون على أنَّه -العَدَم-، أو ما يَعْدِله معنى؟!
إنَّ -فكرة الله-، الخالِق للكون، تَضْرِب -جذورها المعرفية- عميقاً في -صورة المادة- التي غُرِسَت في أذهاننا، فَلَقَد فَهِمْنا -المادة-، بمعونة تلك الصورة، فَهْماً فيه من -الذاتية-، أو من -الافتقار إلى الموضوعية-، ما حَمَلَنا، ويَحْمِلنا، على الاعتقاد بوجود، وبوجوب وجود، خالِق ميتافيزيقي للكون، وإنْ اختلفنا، دينياً وفلسفياً وعِلْميَّاً، في فَهْم طبيعته، وخواصِّه، وصفاته، وفي طريقة، أو أسلوب، خَلْقِهِ للكون.
وهذا الفَهْم -الذاتي-، أو -قليل الموضوعية-، لـ -المادة- إنَّما يشبه لجهة -عاقبته المعرفية- أنْ تتصوَّر طَيْراً لا يملك، بطبيعته، من القوى والقدرات والخواص (المادية والطبيعية) ما يُمَكِّنه من الطيران، فإذا رأيته يطير تقول، عندئذٍ، وبتأثير تلك -الصورة المعرفية الذاتية-، بوجود،
فكرة الخالِق الميتافيزيقي للكون تطوَّرت، تاريخياً، حتى غدا (هذا الخالِق) في كثير من العقائد (الدينية والفلسفية) شبيها بـ -الخالِص- من -الفكر (العقل، الوعي، الشعور، -الروح-). أقول -شبيهاً-؛ لأنَّ فكرة -خالِق الكون-، في الأديان، ظلَّت، على ما بلغته من -تجريد (فكري)-، محتفظةً بشيء من -التجسيم-، وكأنَّ هذا الخالِق لا يُمْكِن فَهْمه وتصوُّره إلاَّ على أنَّه -كائن روحي لَمْ يتحلَّلَ بما يكفي مِمَّا ينتمي إلى عالَم المادة-، فقد ظلَّ شيءٌ من المادة، ومن -الجُسْمانية-، راسِبٌ في قَعْر وسفل هذا -الفنجان- الممتلئ -روحاً-.
وفي الأديان السماوية الثلاثة، بَلَغَت فكرة -خالِق الكون- الدرجة العليا من -التجريد- في الإسلام، وفي الآية القرآنية -فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ والأرض جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأنعام أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ- على وجه الخصوص، فالله -ليس كمثله شيء-. هنا، -الكاف- زائدة؛ لأنَّ الله -لا مِثْلَ له-، فهو لا يُشْبِهُ أيَّ شيء (أيَّ مخلوق أكان عاقلاً أم غير عاقل) وليس من شيء يُشْبِهُ الله. على أنَّ هذا الإفراط القرآني في تجريد فكرة -الخالِق- قد اقْتَرَن بما يُمْكِن أن يفهمه كثير من الناس على أنَّه -شيء من الجُسْمانية-، فالله من صفاته أنَّه -سميعٌ- و-بصيرٌ- و-عليمٌ-..؛ فإذا كان الإنسان -يَسْمَع-، فالله -سميع-، وإذا كان الإنسان -يُبْصِر-، فالله -بصير-، وإذا كان الإنسان -يَعْلَم-، فالله -عليم-. وهذه الصفات الإلهية هي جميعا صفات على وزن -فَعيل-، وهو من صِيَغ المبالغة. والتنزيه القرآني لـ -الذات الإلهية-، والذي نراه على وجه الخصوص في نَبْذِ ورَفْض كل ما من شأنه أنْ يُفسَّر ويُفْهَم على أنَّه -شِرْكٌ بالله-، بدا في العبارة القرآنية -فَتَبَارَكَ اللَّه أَحْسَن الْخَالِقِينَ- أقل قوَّةً ووضوحاً؛ لأنَّ -أحْسَن الخالقين- عبارةٌ قد تُفْهَم على أنَّها إقرارٌ من -الواحِد الأحد- بوجود غيره من الخالقين، وإنْ كان هو -أحْسَنَهُم-. وعليه، قال مُفَسِّرون إنَّ عيسى ابن مريم كان يَخْلُق، فأخبر الله عن نفسه أنَّه يَخْلُق أحْسَن مِمَّا كان يَخْلُق عيسى. وقال غيرهم إنَّ المعنى هو أنَّ الله -خير الصانعين-، فالبشر -يَصْنَعون (ولا يَخْلُقون)-؛ والله -يَصْنَع- أفْضَل وأحْسَن من البشر جميعا. وكانت العرب تُسمِّي كل صانع خالِقاً. وبدا كذلك في الآية -بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ..-؛ أي كيف يكون له وَلَد ولم تَكُن له صاحبة أو زوجة؟!
في التوراة، ظَهَرَ -خالِق الكون- على أنَّه من الصِّغَرِ بمكان، فهو إله بني إسرائيل فحسب، فضَّلَهم على سائر البشر، واتَّخَذَهم شَعْبَاً له، ومنحهم أرضاً ليست لهم، فَلَمْ أرَ إلهاً يَصْغُر بما قال، وبما عمل، كـ -إلههم-، فَهُمْ خلقوه على مثالهم الاجتماعي والتاريخي؛ ثمَّ جاء رَجُلٌ من بني إسرائيل يُدْعى -يسوع المسيح-، فَبَلَغَ به -التجسيد-، و-التجَسيم- و-التَمَثُّل- درجته العليا، فالله، -خَالِقُ الكون- انتقلَ ليستقر، على هيئة جنين بشري ذَكَر، في رَحْم امرأة (غير متزوِّجة) هي -مريم العذراء-، فنما هذا الجنين حتى وَلِدَتْهُ -أُمُّه- على هيئة ابن الله؛ وليس من فَرْق في النوع أو الماهيَّة بين الله وابنه. جاء -يسوع المسيح- إلى شعبه، أي إلى بني إسرائيل؛ لكنَّه لَمْ يَجئ ليؤكِّد أنَّهم -شعب الله المختار-، وإنَّما ليؤكِّد أنَّ الله ذاته قد -تَهَوَّد-، أي أصبح يهودياً، وإلاَّ ما معنى أن يكون -ابن الله-، الذي ليس من فَرْق في النوع أو الماهيَّة بينه وبين -الله-، -أبيه-، -يهودياً-؟!
ولقد ظَهَرَ -يسوع المسيح-، حتى في القرآن، على أنَّه يقوم بأعمال هي من اختصاص الله وحده، فهو كاد أن يَخْلُق كما خَلَقَ الله آدم من طين.. -وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ-. وقيل في تفسيرها -أَنِّي (أي المسيح) أَخْلُق لَكُمْ مِنْ الطِّين كَهَيْئَةِ الطَّيْر، فَأَنْفُخ فِيهِ، فَيَكُون طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّه. وَكَذَلِكَ كَانَ يَفْعَل يُصَوِّر مِنْ الطِّين شَكْل طَيْر، ثُمَّ يَنْفُخ فِيهِ، فَيَطِير عِيَانًا بِإِذْنِ اللَّه الَّذِي جَعَلَ هَذَا مُعْجِزَة لَهُ تَدُل عَلَى أَنَّهُ أَرْسَلَهُ-. وهنا، نرى فِعْلَ -النَفْخ- في معناه الحقيقي غير المجازي، فالمسيح كان يقف أمام الناس، يَصْنَع من -الطين (الحقيقي لا المجازي)- كائناً على هيئة طير، ثمَّ يَنْفُخَ فيه نَفْخَاً حقيقيا لا مجازيا، فـ -يطير عياناً-. وكان يَفْعَل كل ذلك -بإذن الله-، أي أنَّ الله أكسبه هذه القدرة التي هي له من دون سواه حتى يُقْنِع قومه بأنَّه مُرْسَلٌ من عند الله.
القرآن، وفي كثير من آياته، تَضَمَّن ما يمكن تسميته -كوزمولوجيا قرآنية-، فلنَقِفَ عليها، على أن نَنْبُذَ -التأويل العِلْمي المعاصر- الذي يبتنيه أصحابه من خلال إساءتهم إلى اللغة، والدين، والعِلْم، معاً.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - قنابل مغلفة بورق الديمقراطية / كاظم فنجان الحمامي
- العيد القومي الآشوري.. رأس السنة الأشورية (اكيتو).. من ميثول ... / فواد الكنجي
- لخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الأول) / أحمد رباص
- حول الخلافات الأميركية الاسرائيلية تجاه الحرب / نهاد ابو غوش
- حكومة خدمات ام بروباگندا ‼️ / حسين علي محمود
- محمد ابن المليح يفكك إيقاع الومضة بين التكثيف والمفارقة والإ ... / عزيز باكوش


المزيد..... - الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- مركز روسي يجري اختبارا ناريا ناجحا لمحرك البلازما المستخدم ف ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- كشف أولى علامات سرطان الكلى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: عبدالغني زيدان - جواد البشيتي