أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: Muhammad Eissa - جواد البشيتي










رد الى: Muhammad Eissa - جواد البشيتي

- رد الى: Muhammad Eissa
العدد: 413067
جواد البشيتي 2012 / 9 / 11 - 10:29
التحكم: الكاتب-ة


Muhammad Eissa
تحية
أوَّلاً، وفي أمْر -النَّظرية- لا بدَّ من وقْفَة.
-النَّظرية- هي في الأصْل، أيْ في أصلها -الواقعي الموضوعي-، -ظاهرة (طبيعية، مثلاً)-، مُدْرَكَة حِسِّيَّاً؛ لكنْ يَسْتَغْلِق على البشر (مِنْ مُدْركيها حِسِّيَّاً) فهمها وتفسيرها وتعليلها، أو الوقوف على أسبابها، فَتَنْشَط فيهم، وتَتَّقِد، -المُخَيِّلة-، التي بمعونتها -يَفْتَرِضون (أو يتصوَّرون)- تفسيراً، أو يتوصَّلون إلى -تفسير افتراضي-، لا بدَّ من اختباره، وَوَضْع نتائج الاختبار، من ثمَّ، في -ميزان الحقيقة (الموضوعية)-؛ فلا ميزان غيره نَزِن به -الحقيقة الموضوعية- في نظريَّاتنا وأفكارنا.
ولنا في -تُفَّاحة نيوتن- الشهيرة خير مثال؛ فلقد شاهَدَ ما شاَهَدَه من قبله ملايين البشر، ألا وهو تُفَّاحة انقطعت صلتها بشجرتها، فسقطت أرضاً؛ لكنَّه انفرد بالسؤال -لماذا تحرَّكت هذه التُّفاحة نزولاً، أيْ إلى أسفل، ولم تتحرَّك، صعوداً، أيْ إلى أعلى؟-.
-الظاهرة- هذه لا ريب فيها؛ فإنَّ أحداً لا يستطيع أنْ يُنْكِر حدوث هذا الحادث؛ لكنَّ -التفسير- اسْتُغْلِق وتَعسَّر؛ فافْتَرَضَ نيوتن، إذ أطلق العنان لمُخَيِّلته، وجود -قوَّة (ما)-، في سطح الأرض، أو في مركزها، هي التي تَشُدُّ إليها، أو إلى أسفل، تلك التُّفاحة.
ولو استأثرت الظاهرة نفسها باهتمام قُدَماء البشر، ومِمَّن يستهويهم -التفسير الرُّوحاني- للظواهر الطبيعية، لأجاب أحدهم عن السؤال نفسه قائلاً إنَّ -قوَّة روحانية (ما)- هي التي تُسْقِط هذه التُّفاحة أرضاً؛ ولسوف يظل هذا -التفسير الرُّوحاني- مهيمِناً وسائداً إلى أنْ يُكْتَشَف (من طريق العِلْم) السبب الطبيعي لهذه الظاهرة الطبيعية.
إنَّ -لماذا (وفي تصاعُدِها على وجه الخصوص)- هي -سؤال العِلْم-؛ لأنَّها تَطْلُب التفسير والتعليل؛ وفي هذا المسعى، لا بدَّ لـ -المُخَيِّلة- من أنْ تكون -نقطة الانطلاق-؛ فـ -المنطق الذي يخالطه كثير من الخيال- هو الذي من رَحْمِه خَرَجَت كبرى النَّظريات العلمية.
-المعرفة- الكاملة المكتمِلة (في أيِّ أمْرٍ) إنَّما هي ضَرْبٌ من المستحيل; فإنَّ أصغر أمْرٍ لا يُمْكننا أبداً استنفاده معرفياً (أيْ استنفاد معرفته).
لماذا?
لأنَّ كل معرفة جديدة (في أمْرٍ ما) تأتي, حتماً, بجهل جديد (في الأمْر نفسه). وهذا -الجهل الجديد- يمكن تشبيهه بـ -فراغٍ (أو ثُقْبٍ)- تشتمل عليه -المعرفة الجديدة-.
إنَّه -الفراغ (أو النَّقْص) المعرفي-, الذي حيَّرني أمْره, فتساءلْتُ قائلاً: -هل هو وليد السؤال أم وليد الجواب?-; ففَكِّروا معي (مليَّاً) في هذا الأمر, أيْ في إجابة هذا التساؤل.
ولقد توصَّلْتُ إلى الإجابة الآتية: -إنَّ الفراغ (المعرفي) هو دائماً وليد الجواب (لا السؤال). أمَّا السؤال فهو الذي به نملأ هذا الفراغ-.
إنَّكَ ما أنْ تُجيب عن سؤالٍ حتى تَكْتَشِف (أو يَكْتَشِف غيرك) فراغاً (أو ثغرةً, أو نقصاً, أو ثقباً) في إجابتك; ولا بدَّ لهذا الفراغ من أنْ يُمْلأ سريعاً; لأنَّ -الطبيعة- تَكْرَه -الفراغ-, ولو كان في -المعرفة-, أو في -إجابات الأسئلة-.
وفي مسار المعرفة (الصاعِد أبداً, والذي لا نهاية له) نرى دائماً -السؤال- يقود (ولو بعد حين) إلى -جواب-; و-الجواب- يقود إلى -فراغ-; و-الفراغ- يقود إلى -سؤالٍ جديدٍ-; وهذا -السؤال الجديد- هو الذي به يُمْلأ ذاك -الفراغ-.
-النَّظرية-، وبصفة كونها -تفسيراً افتراضياً- يبدو منطقياً أكثر من غيره، تظلُّ في حاجة إلى ما يقيم الدليل (العملي) على صوابها وصدقيتها، أيْ تظلُّ قَيْد الاختبار.
ومع استجماع ما يكفي من الأدلة (العملية والواقعية) على صوابها وصدقيتها، تُتَّخَذ -النَّظرية- أداة تفسير وتعليل لِمَا عداها، فتبدو لنا (أيْ -النَّظرية-) صحيحة.
لكن، ما أنْ نتوسَّع في اختبارها واستعمالها حتى نكتشف الثغرات والنواقِص وأوجه العجز فيها؛ فثمَّة ظواهر نعجز عن تفسيرها بهذه النَّظرية، وكان يُفْتَرَض أنْ نتمكَّن؛ فيتأكَّد لنا، عندئذٍ، أنَّ لكل قاعدة استثناء (ولا يُسْتَثْنى من ذلك حتى قاعدة -لكل قاعدة استثناء-).
وعندئذٍ، نَجِدُ أنفسنا بإزاء تَحَدِّي -شرح وتفسير هذه الاستثناءات-؛ فيتمخَّض الجهد المبذول في سبيل ذلك عن -نظرية جديدة-، تَصْلُح تفسيراً لهذه -الاستثناءات-؛ وهذه -النَّظرية الجديدة- لن تكون -نفياً خالصاً- لـ -النَّظرية القديمة-.
في نفي فكرة لأخرى، يمكن أنْ نقول إنَّ الفكرة الجديدة -دَحَضَت- القديمة، ويمكن أنْ يقول بعض الناس مُسْتَنْتِجاً إنَّ الفكرة القديمة ما كانت لِتُدْحَض لو لم تكن -خاطئة-، أو -زائفة-، وإنَّ الفكرة الجديدة هي، من ثمَّ، -الصائبة- و-الحقيقية-.
و-النفي-، حتى نُحْسِن فهمه، ولا نظلُّ أسرى فهم خاطئ له، لا يعني أبداً -الفناء التام-، أو القضاء على الشيء الذي نُفي -قضاءً مبرماً-، فإنَّ -النفي-، في معناه الحقيقي الجدلي الهيجلي، هو الفعل الذي بفضله -يُغْلَب (يُقْهَر، يُهْزَم)- Over come القديم، أي الشيء الذي تعرَّض للنفي، و-يُحافَظ عليه (يُسْتَبْقى، يُحْتَفَظ به)- Preservedفي الوقت نفسه.
وفي مثال بسيط، أقول إنَّني -أنفي- قطعة اللحم عندما آكُلُها؛ لكن هل فَنِيَت قطعة اللحم إذ أكَلْتُها؟
لا شكَّ في أنَّها -نُفِيَت-، بمعنى ما؛ لكن هذا -النفي- تضمَّن أيضاً معنى -الاستبقاء-، ففي عملية الهضم، أو عملية التمثيل الغذائي، يحتفظ جسمي بكل ما هو ضروري ومفيد من قطعة اللحم التي نُفِيَت.
وفي الطريقة نفسها، يمكننا، وينبغي لنا، فهم -نفي- نظرية ما، أو مدرسة فكرية ما، أو عقيدة ما.
وفي تاريخ العقائد، نرى أنَّ كل عقيدة جديدة لا تنفي -العقيدة القديمة- إلاَّ بهذا -المعنى المزدوج- لـ -النفي-، فـ -الجديدة- تلغي -القديمة-، وتحل مكانها؛ مُحْتَفِظَةً، في الوقت نفسه، بكل ما هو ضروري ومفيد وإيجابي وجدير بالبقاء من عناصر وجوانب وأفكار ومفاهيم -القديمة-، أي تلك العقيدة التي نُفِيَت. إنَّ -العقيدة الجديدة (النافية)- تمتص، وتتشرَّب، وتستوعب، عناصر من -العقيدة القديمة (المنفية)-، جاعلةً تلك العناصر جزءاً لا يتجزأ من بنيتها وتكوينها.
والآن، أسألكَ: هل لكَ في نظرية ما أنْ تُثْبِت، أو تنفي، وجود -الغول-؟
أحسبُ أنَّكَ لن تستطيع؛ ومع ذلك، لكَ الحق في أنْ تُثْبِت لي، وللقرَّاء، أنَّكَ تستطيع؛ إنَّ الكرة في ملعبكَ الآن!
تقول: -.. وحتى مع فرض خطأ ما توصَّل إليه زغلول نجار..-.
مهلاً؛ فثمَّة بَوْن شاسع بين خطأ وخطأ؛ فأنتَ تُخْطئ (مثلاً) إذا قُلْت إنَّ 1 +1 = 3؛ لكن هل يبقى خطؤكَ خطأ إذا ما قُلْت إنَّ 1 + 1 = قِرْد؟!
ومن النوع الثاني كان خطأ نجار!
الآيات القرآنية التي تتحدَّث عن خَلْق السماوات والأرض وما بينهما كثيرةٌ؛ فهل لكَ أنْ تُفسِّر لي ولو آية منها بما يَدُلُّ على أنَّ هذه الآية انطوت على إشارة (قرآنية) إلى -اكتشاف فيزيائي أو كوني حديث-؟
مرَّة أخرى، الكرة الآن في ملعبكَ؛ وإنِّي مع القراء لفي انتظار لجوابكَ؛ فهلاَّ يأتي.
أخيراً، لا أعرف الصِّلة السببية بين انهيار الاتحاد السوفياتي والانهيار (الواجب) للمادية الجدلية.
لقد تسبَّب الشيخ أسامة بن لادن، رحمه الله، بانهيار مبنى مركز التجارة العالمية في نيويورك؛ فهل تَدْعوني إلى أنْ أسْتَنْتِج من انهيار هذا المبنى أنَّ عِلْم الهندسة المعمارية ينبغي له أنْ ينهار مع (وبسبب) انهيار المبنى؟!


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - أَوْرَاقٌ مِنْ أَرْجِيلٍ... / فاطمة شاوتي
- نكشة مخ (10) / عبدالله عطوي الطوالبة
- عصر الجليد، للكاتب الألماني تانكريد دورست / محمد عبد الكريم يوسف
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 ) / آدم الحسن
- كيف نقرأ الأركيولوجيا الاسرائيلية الرافضة لتأريخية التوراة. / علاء اللامي
- علي بابا / طلال حسن عبد الرحمن


المزيد..... - مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: Muhammad Eissa - جواد البشيتي