|
العقيدة و التشريع - عامر احمد درادكة
- العقيدة و التشريع
|
العدد: 210302
|
عامر احمد درادكة
|
2011 / 1 / 24 - 13:32 التحكم: الكاتب-ة
|
نشات العلمانية في البيئة الاوروبية نتيجة ظروف سياسية و اقتصادية و اجتماعية محددة نابعة من سيطرة الكنيسة و رجال الدين سيطرة متحكمة و متحجرة على مجريات الحياة في تلك البلاد, فجاء المثقفون و اصحاب دعوات التنوير بالعلمانية لانهاء سيطرة الكنيسة على الحياة المدنية و لكن ليس انهاء دورها اي الكنيسة و الدين في المجتمع و تعزيز القيم الروحية في نفوس الناس. و بذلك فان العلمانية بمفهومها المعتدل البعيد عن صور التشنج و التطرف تدعو الى اشاعة مناخ الحرية و تفعيل دور العقل البشري في كل جوانب الوافعي الفعلي الانساني و الطبيعي لذا اقترح محمد عابد الجابري باستبدال مفهوم العلمانية لما يحدثه في ذهن العربي المسلم من اشكاليات بمفهوم العقلانية و الديموقراطية, و الكاتب جمال البنا يستبدله بالمدنية. و من المؤكد فيه ان الدين الاسلامي دين داع في الكثير من المواقع الى الحرية و العقلانية. ان الدين الاسلامي الحنيف وضع قواعدا عامة و اساسيات شمولية تنظم الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها و فتح باب الاجتهاد لكي يتمكن المجتهدون الاكفياء من استنباط قواعد و تشريعات جديدة ذات اصول اسلامية خالصة و متناسبة تماما مع روح العصر الحاضر و ملبية لمتطلباته ممل يجعلها متزاوجة بين الاصالة و المعاصرة فتتحقق بذلك صلاحية الدين الاسلامي لكل زمان و مكان. بشكل اخر, ان الدين مكون من عقيدة و تشريع, فالعقيدة اساس لايجوز الخوض فيه و لا يستطيع العقل ان يصل الى نتيجة يقينية به لذا يتوجب اخذها من الوحي عن طريق الخبر و الايمان بها دون التفكير في كيفية اثباتها كمثل الايمان بالله الواحد الاحد الفاعل المطلق في هذا الكون و الايمان بالاخرة و الحساب و العقاب و غيرها, اما التشريع فله قواعد و اصول عامة ذات اهداف غائية تتلخص في مصلحة الانسان و تحقيق العدالة و بذلك فان اي تشريع او قانون يضعه الانسان يلتزم بحفظ المصلحة للمسلم و يضمن تحقيق العدالة يكون من صلب الدين الاسلامي. اذ ان الدين خير و هدفه اسعاد البشرية فما وافق هذه القاعدة من تشريع فهو منه و ما حاد عنه فهو ليس منه ابدا. و من هنا فلابد ان يعود العلماء و المجتهدون المتشبعون بافكار الحداثة و ما بعدها باعادة قراءة التراث العربي الاسلامي قراءة متانية ملتزمة بفقه الواقع و بذلك تتم القطيعة المعرفية التي ستشكل المحرك لتحقيق التنمية الشاملة للامة الاسلامية. و من المعلوم, انه ضطرت في الفترة القريبة الماضية عدد من النظريات و التوجهات اللغووية و الفلسفية في كيفية قراءة النص و تحليل الخطاب الشفوي و المكتوب, و قد ظهر عدد من المفكرون العرب و المسلمون الذين طبقوا و دعوا الى تطبيق هذه المدارس في قراءة النصوص الاسلامية و الكتب التراثية في الفكر اللاسلامي كمثل محمد اركون و الجابري و محمد اقبال و ابو زيد و حسن حنفي و غيرهم, و انني اتبنى فكرة امكانية تطبيق هذه المدارس الحديثة من البنيوية و التفكيكية او التقويضية و فلسفة موت المولف و الفيللولوجيا و مدارس الانثروبولوجيا و غيرها على نصوص التراث الفكري العربي و الاسلامي و لكن من عدم الممكن تطبيقها على القران الكريم و السنة النبوية الصحيحة لانها مقدسان و مصدرهما الله المتصف بالكمال , و هذه المدارس تتطلب نزع القداسة عن النصوص. و اخيرا, ان المراة نصف المجتمع و بتعطيل دورها يعني تجميد قوة هائلة من الممكن ان تسهم بصورة كبيرة في مسيرة الانتاج و البناء و لذا من الضروري حث المراة على العمل بما يتناسب مع امكاناتها و سيكولوجيتها, اما لباسها فان الاكتفاء بكشف الوجه و الكفين مناسب للمراة و يضمن الحشمة.ختاما, اشكر الحوار المتمدن التي اتاحت لنا القراءة و الحوار و ارجو ان اقرا تعليق
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جمال البنا في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التنوير والعلمانية، وحقوق المرأة والعمال في الإسلام. / جمال البنا
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الجانب الأخر من التاريخ....
/ عباس علي العلي
-
قانون المثليه الجنسيه امام البرلمان العراقى
/ على عجيل منهل
-
غزة بين الإفلاس الكبير وغياب التنازلات!
/ يحيى الصباح
-
هواجس في الثقافة مقتطفات 134
/ آرام كربيت
-
للذئبِ حكمتهُ
/ ماجد مطرود
-
جنتان
/ نصيف الشمري
المزيد.....
-
“لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي
...
-
القنوات الناقلة لمباراة مازيمبي والأهلي في دوري أبطال أفريقي
...
-
“القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد
...
-
جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس
...
-
العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ
...
-
إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع
...
المزيد.....
|