أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : اليسار والإسلام و... اليمين / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد القادر أنيس - ياسين الحاج صالح










رد الى: عبد القادر أنيس - ياسين الحاج صالح

- رد الى: عبد القادر أنيس
العدد: 160575
ياسين الحاج صالح 2010 / 9 / 7 - 19:55
التحكم: الكاتب-ة

لست غافلا عن أقوال بلحاج وإسلاميين آخرين، بعضهم أكثر منه تشددا. يصدر نمط التفكير هذا عن افتراض أن الأمة إسلامية، وينبغي تاليا أن تكون السيادة للإسلام. والحال أن الأمة ليست إسلامية في أي من بلداننا إلا بمعنى وصفي يفيد أن أكثر سكان بلداننا مسلمون سوسيولوجيا. ولا تترتب على هذا المعنى أية أوضاع ماهوية ثابتة على نحو ما توحي تقريرات بلحاج، وعلى ما يفترض عموم الإسلاميين، بمن فيهم من يستخدمون لغة أكثر اعتدالا بكثير. وأتكلم على مسلمين بالمعنى السوسيولوجي للقول إن كثيرين من سكان بلداننا -الإسلامية- ليسوا مسلمين بالمعنى المعياري للكلمة، وتاليا هم خصوم مرجحون لفكرة الدولة الإسلامية. وكذلك للقول إن مجتمعاتنا جميعا، بما فيها السعودية وبما فيها إيران، هي مجتمعات متعددة دينيا ومذهبيا. وهو ما يجعل أي تصور ماهوي للأمة وللدولة، بما في ذلك التصور القومي العربي بالمناسبة، غير صالح، ومؤسس للاستبداد. وبمجرد أن نتكلم على أكثرية أو أكثريات، فإننا نقول أيضا أقلية وأقليات، وتاليا ندخل فضاء السياسة التعاقدية والنسبية. وأفترض أن ما نرفضه في سياسة لا تعاقدية ليس مرجعيتها الدينية المحتملة بل إنكارها المساواة السياسية المبدئية بين السكان. وهذا محقق اليوم في سورية التي لا يحكمها إسلاميون، وأظنه محقق في الجزائر. افترض أيضا أن الديمقراطيين العلمانيين لن يسوغوا نمطا من الحكم التسلطي كمتراس ضد آخر.
هذا ليس للقول إن الاستبداد الديني والاستبداد -العلماني- متكافئان. أظن أولهما يتطاول على الحريات الاجتماعية وليس على الحريات السياسية وحدها على ما هو محقق في غزة والسعودية وإيران والسودان (اسمح لي أن أحيل إلى مقالتي: ماذا يعني مفهوم الحريات الاجتماعية؟)، فيما الاستبداد -العلماني- ينتهك الحريات السياسية ويحمي الحريات الاجتماعية ويكتسب من هذه الحماية قدرا كبيرا من الشرعية في أوساط اجتماعية واسعة بمن فيها في اعتقادي مسلمون مؤمنون.
واستنادا إلى اعتبارات كهذه تحوز قضية الإصلاح الإسلامي و-الصراع مع الإسلام- أهمية كبيرة، أظن أن عملي أفسح لها ما تستحق من اهتمام. وأرجو ألا أكون مجاملا لنفسي إن قلت إني مارست نقدا للمجمل الإسلامي أشمل وقد يكون أكثر جذرية من أكثر ممن وضعوه نصب أعينهم، ولما يعودوا يرون شيئا آخر غيره.
لدي مشكلة في نوعية من التعاطي الحداثوي مع الظاهرة الإسلامية تتمثل في طابعه المطلق والتجريمي، وفي شحنات الكراهية الهائلة المميزة لدعاته. وأجد أصحاب هذا النوع من التعاطي نسقيا في صف الحكومات الاستبدادية لدينا وفي صف الأقوياء عالميا. ولا أعرف أحدا منهم وضع الاعتراض على الإسلاميين والتفكير الإسلامي في سياق ديمقراطي وتحرري. من معاداة الإسلامية انزلقوا بسهولة إلى معاداة الإسلام، ومن هذا إلى معاداة الجمهور المتدين واحتقار العامة. في هذا فرق هائل بينهم وبين الاعتراض الشيوعي على الدين في جيل سبق. وضع الشيوعيون موقفهم من الدين في سياق اشتراكي وتحرري، ودفاعا عن الشعب، وليس في سياق نخبوي تمييزي متعال على الجمهور العام أو معاد له صراحة. من ليسوا فاشيين صرحاء في هذه البيئة هم من أنصار للدكتاتوريات أو لا يجدون ما يأخذونه عليها. هؤلاء هم الوجه الآخر لعلي بلحاج وأضرابه.
لست شريكا في هذا الضرب من إعلان حالة طوارئ ضد الدين الذي تقترحه، ولا في عقيدة -لا صوت يعلو فوق صوت المعركة- ضد القوى الدينية، ولست مستعدا لوضع يدي في أيدي الطغاة ووكلائهم في جهاد مقدس ضد الإسلاميين.
ليس لي شركاء في هذه البيئة التي أعرفها جيدا. وإذا كان مفهوم التقدم يجمع بين العدد الأكبر من الناس وبين مزيد من المساواة والحرية وبين الجديد والمستقبلي، فلا أرى في كل داعية حداثي تقدميا.
ختاما، لماذا علي أن اصدق أن الشعب أحمق وان أفرادا معجبين بأنفسهم هم العقل؟ بخاصة حين أجدهم في صف حنرالات قتلة وفاسدين؟


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ياسين الحاج صالح في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : اليسار والإسلام و... اليمين / ياسين الحاج صالح




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الفيتو الأمريكي ضد الفلسطينيين -من 5 حزيران/يونيو 1967 حتى ا ... / محمود سعيد كعوش
- ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟ / فلورنس غزلان
- الحركة النسوية والتغيير السياسي / ا لجزء الثاني - الحركة الن ... / نادية محمود
- اليهودية بين افران الالمان وسلام ايران / عدنان الصباح
- الهجرة كموضوع تراجيدي / محمد بلمزيان
- الالهة المدوّرة / ماجد مطرود


المزيد..... - هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : اليسار والإسلام و... اليمين / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد القادر أنيس - ياسين الحاج صالح