أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق اليسار الفلسطيني والعربي / نايف حواتمة - أرشيف التعليقات - رد الى: كريم عباس زامل - نايف حواتمة










رد الى: كريم عباس زامل - نايف حواتمة

- رد الى: كريم عباس زامل
العدد: 160048
نايف حواتمة 2010 / 9 / 6 - 12:00
التحكم: الكاتب-ة

أتوجه بالتحية الطيبة لكم وعبركم إلى غابة نخيل المثقفين والمبدعين العراقيين ... للقامات السامقة التنويرية الحداثية المجددة على مر تاريخ الثقافة العراقية ...
كما أنتهز الفرصة لأحييكم في البصرة -التي تأبى الخراب-، فيما هو مغاير للمثل العربي الدارج، وأحيي تراثها الثقافي ... بدر شاكر السياب ... وأحيي النهر الثالث في الثقافة العراقية والعربية محمد مهدي الجواهري ...
سبق وأن عالجت أسئلتكم التي شكلت خلفية مرتكزات كتابي الأخير -اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات- آمل أن يكون قد وصلك ...، وفي ردي على أسئلة -الحوار المتمدن-؛ مبرزاً معالجات هذه الهموم ...
لقد عانى العراق الأمرين على مرِّ عقود تاريخه الحديث، ومنذ سبع سنوات تكابدون أشد المرارات الإنسانية، واستبداد المحاصصات الطائفية البغيضة، وجرائم القتل الطائفي، المذهبي الإثني، على الهوية، والتهجير والإقصاء والسلب والنهب، والفساد الإداري والمالي والسطو المسلح، والذي شمل مؤسسات الدولة والبنوك.
مترافقاً مع غياب الخدمات، مياه الشرب النظيفة، الكهرباء الطاقة وجميع المحروقات، وفي بلد يعد غنياً بموارده وخاصة في أنواع الطاقة المختلفة، وهذا كله يترافق راهناً مع عمق المأزق السياسي الذي يلفُّ العراق، وأكثر من أي وقت مضى، وقد عيث في أرض العراق خراباً وفساداً، بما فيه اغتيال الشخصيات الحداثية والتنويرية والعلمية والأكاديمية.
عمق الأزمة ليس أوله أنه بعد أن تجري انتخابات نيابية، تدخل البلاد في حالة طوارئ، بعد أن فشلت العملية السياسية وصولاً إلى انهيارها.
لقد شكلت جماهير البصرة حالة طليعية تجاه المطالب الإنسانية الأساسية مؤخراً، وشكلت حركتها المطلبية إعادة تعمير ما تهدم بعد سنوات، التدمير الذي أحدثته القوات العسكرية الغازية، وتعزيز الحماية الأمنية للمواطنين، بتعزيز قدرات الجيش العراقي وتمكينه من حماية الحدود ووحدة التراب الوطني العراقي، بما يدفع لاحقاً إلى إعادة النظر في جميع القوانين والمعاهدات والإجراءات والأنظمة الصادرة بعد 9 نيسان/ إبريل 2003، والدخول على الخط القانوني لتعديل اللوائح -القانونية- التي تشرعن ذلك، وتمهيداً لجدول زمني يهدف إلى إجلاء القوات الأمريكية وحتى آخر جندي أجنبي عن التراب الوطني العراقي.
إن هذا يتطلب مجدداً إشاعة الحياة السياسية عبر الديمقراطية، بما فيها حرية التظاهر والتعبير والنشر، بما فيه فتح ملفات الفساد الإداري والمالي وجميع أشكال النهب غير المشروع، وترسيخ مبادئ احترام الرأي الآخر في مناخات ديمقراطية حقيقية وبحرية تامة، وفتح الملف الأمني على مصراعيه، بما فيه ملف العنف الأعمى العبثي، وملف الإرهاب الفكري وقتل المعرفة، العلم والعلماء، وكشف نشاطات الأجهزة الغربية التي عاثت فساداً -بلاك ووتر- وشقيقاتها، وفي مثل هذا وما يشتق منه على أرض الواقع، هو تهيئة المناخات والتربة لديمقراطية حقيقية سليمة نابعة من تراب العراق الوطني.
فالمشروع الديمقراطي بما يمثل من متغير كيفي، هو عبارة عن مجموعة من القيم التي تنتقل بالواقع من ظاهرة القهر والاستلاب والإقصاء، إلى تنظيم العلاقات بين المؤسسات والمرجعيات، بين المجتمع؛ وبين أفراد المجتمع والسلطة، بين الشعب والحكومة.
على الرغم من المرارات والدماء البريئة، فإن العراق وبحكم خزينه المعرفي والحضاري والإنساني، وقد استهدف على يد الاحتلال، وبحكم تنوير نخبه السياسية؛ هو الأقدر على تعزيز مفهوم الدولة المدنية، وعلى سيادة القانون والمؤسسات وتداول السلطة، عبر مبدأ الانتخابات بعيداً عن صيغ القسر والقوة، فالقرارات ينبغي أن تصدر عبر تمثيل شعبي حقيقي وفعلي، وبتجسيد لفكرة الحرية بعيداً عن الولاءات التحتية والانحطاطية، فكرة الحرية في إطار القوانين والفلسفات الإنسانية، منعاً لاستثمارها بالإقصاء والفوضى، هنا تبتعد الناس عن الولاءات العشائرية والطائفية والإثنية، ونحو من يمثل حلولاً فعلية لها، وبغض النظر عن هذا كله ... وعلى أرض الواقع أنتم أدرى بالتأكيد بالحيثيات والتفاصيل، نحو قدرة المجتمع على الإيمان بالديمقراطية وتمثلها في تجذر معانيها وسياقاتها وتقاليدها، وآليات تطورها ونموها، في تنظيم بنية الدولة والمجتمع ... ونحو تجربة ديمقراطية حقيقية بعيداً عن الممارسة الشكلية ... (ادعوكم إلى قراءة كتاب بول بريمر -عام قضيته في العراق-، ترجمة عمر الأيوبي/ دار الكتاب العربي 2006، بيروت ـ لبنان).
عانى العراق بحكم التراكم التاريخي غياب للدولة المدنية وللدستور، ما تسميه الفلسفة الصهيونية عندنا بنظرية -كيّ الوعي-، وما سماه الاحتلال على يد المخططين من المحافظين الجدد -الصدمة والرعب-، فرضية تفتقر إلى الديمقراطية، وتفترض -ديمقراطية الرعب-، وذلك للولوج إلى واقع سياسي يتضح الآن أنه مغلق، فهي مصنوعة باستباق قسري، وإيماناً بـ -الرعب- أيضاً، وقد كانت بالبدايات أشبه بالوصفة -السحرية- ...
إن جمال وبهاء حضارة الرافدين القديمة، لا بد وأن تتشكل عبرها في قادم الأيام -الديمقراطية- في أجواء صحية فسيحة ناضجة وصحية، والعراق حضارياً هو أول شرعة حقوق اجتماعية؛ عبر مسلّة حمورابي، نحو -تقديس- القانون، وبمعناه الحداثي الذي تعود صناعته إلى ممثلي الشعب، السلطة الإنسانية المدنية العامة، لا إلى سلطة العشيرة والقبيلة والطائفة والحزب، التي تفرز نخباً سلطوية لا يمكن لها أن تمثل الشعب، بقدر ما تفرز منظومات سياسية سلطوية لا تستطيع توطيد استقلالها الوطني، حين تنشئ لنفسها قاعدة اجتماعية منسلخة عن هموم الشعب، كل الشعب وتطلعاته، وهذه ستنشغل بمكاسب فئوية احتكارية بدلاً من تنمية ثقافة وطنية جامعة إنسانية معاصرة ومنفتحة ... بل لا تستطيع أن تقوم بتنمية اقتصادية ـ اجتماعية مستقلة.
اليسار العالمي في العالم الثالث يشق طريقه في أمريكا اللاتينية، إفريقيا السمراء، آسيا البوذية، الهندوسية، الكونفوشيوسية، وتحت رايات -تحرير العقل، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية-، وفق معادلة -اشتراكية الديمقراطية وديمقراطية الاشتراكية-، إنها تطورات وتحولات من نوع جديد على طريق اشتراكية القرن الواحد والعشرين.
في بلدان المركز الرأسمالي: التطور نحو اليسار يتخذ عنوان -العولمة الشعبية البديلة، إشاعة الديمقراطية في عالم الشعوب، بين الشمال والجنوب- تطور واعد ...
الإشكالية في الحالة العربية، والمسلمة، إنه صراع -ثلاثي الأبعاد- منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين، وانشطار الكتلة التاريخية صاحبة المصلحة في التغيير والتطور إلى أمام (تحت فعل وتواطؤ ثلاثي النيوليبرالية الرأسمالية المتوحشة، الانظمة السلطوية العربية، حركات تسييس الدين وتديين السياسة)، المعركة مركبة، الدرب طال ويطول ...
تختلف الأسباب الظاهرة والمباشرة للمشكلات والأزمات التي تعاني منها الدول العربية ـ هنا أو هناك ـ، لكنها على وجه العموم وعبر نصف قرن عربي رسمي أخير، الشرائح الطبقية الاستبدادية، منظومات سياسية سلطوية حجبت توطيد الاستقلال الوطني والديمقراطية عن الاستبداد والانسداد التاريخي، بتوفير الولاء الجامع لمكوناتها وكياناتها وفق المصطلح العراقي، في عجز فاضح لمنظوماتها السياسية الحاكمة ...
التشخيص يطول، وقد لخصت مرتكزاته في الإجابة على الأسئلة، وفي كتابي الأخير الذي ذكرت ... بما يفتح كما طلبتم على جدل واسع، علني لإشراك المجتمعات، الكتلة التاريخية الطبقية حول أزمة اليسار، وهذا هو هدفنا أن نساهم جميعاً في جدل جماعي حول الموضوع وصلبه ... فأهلاً وسهلاً على الدوام بأشقائنا ورفاقنا ...
-تحرير العقل، الديمقراطية، الاشتراكية- حلم البشرية النبيل، إنه المستقبل أمامنا وليس خلفنا، الدرب طويل ...
مرة أخرى تحياتي لكم وعبركم لشعب العراق ... شعب المعاناة والنهوض القادم، فآخر الليل الطويل نهار ...


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق اليسار الفلسطيني والعربي / نايف حواتمة




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 ) / آدم الحسن
- كيف نقرأ الأركيولوجيا الاسرائيلية الرافضة لتأريخية التوراة. / علاء اللامي
- علي بابا / طلال حسن عبد الرحمن
- قناع بِلَون السماء / رشيد عبد الرحمن النجاب
- هواجس في الثقافة مقتطفات 133 / آرام كربيت
- ماذا يعني لنا الجلاء؟ / محمود عباس


المزيد..... - إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- ارتفاع أسعار النفط بعد أنباء عن هجوم إسرائيلي على إيران
- “لولو الشطورة مافي مني”تردد قناة وناسة بيبي كيدز الجديد 2024 ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق اليسار الفلسطيني والعربي / نايف حواتمة - أرشيف التعليقات - رد الى: كريم عباس زامل - نايف حواتمة