أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - أمياي عبد المجيد - أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق














المزيد.....

أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 11:01
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


تحدث ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي في إحدى تصريحاته عن التمرد العراقي واصفا إياه بأنه يعاني من سكرات الموت وسيلفظ أنفاسه قريبا !!
لقد مضت أربع سنوات على احتلال العراق، وما يصفه تشيني " بالتمرد " لا يزال في تعاظم مستمر وخير دليل على فاعلية هذا التمرد الوتيرة التي ترتفع بها العمليات العسكرية ضد الجنود الأمريكيين حتى أصبح موتهم جزء من الحياة اليومية في العراق ووصل عددهم إلى أزيد من 3.000جندي . إن بوش يعلم جيدا أن الحرب لا تسير حسب مصالحه واستراتيجيته، وهذا يظهر في الإجماع الذي تكوّن عند الأمريكيين بمختلف انتماءاتهم السياسية أن استراتيجية الإدارة الأمريكية في العراق هي استراتيجية فاشلة تعتمد على المقاربة الامننية ( العسكرية ) فقط دون الأخذ بالحل السياسي وإستكانة الخصوصيات الحساسة، وبالتالي الدخول في مفاوضات مع الجماعات المسلحة.
نظرية الفقاعات من جديد
لا يمكن تفسير الواقع العراقي اليوم في ظل التدهور الأمني الشديد إلا بان نظرية الفقاعات الأمريكية قد انفجرت ولم تعد لها سيطرة على الوضع الأمني ، بمعنى أخر أن الإدارة الأمريكية التي بنت قرار الحرب على تقارير استخباراتية خاطئة ومزيفة كانت تدرك جيدا أن الشرعية التي ستستمدها من الشعب الأمريكي في حربها الاستباقية تقتضي أولا الكذب والخداع وحشد العطف بأي طريقة ممكنة، وبالتالي فالإدارة الأمريكية ضلت تشحن الواقع العام في أمريكا بنوع من الاستكانة والتفقيع المنمط قصد إيهام الشعب بان الحرب التي تقودها الإدارة هي حرب شريفة تستدعي أكثر من تضافر للجهود والدعم المعنوي جزء من هذه المعادلة .
لكن اليوم مع انكشاف لعبة إدارة بوش بدأت الأوساط الشعبية تعي أن إدراك أي نصر في العراق هو أمر أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة ، وهنا نرى أن إدارة بوش لا تكل من إعادة نفس النظرية ومحاولة إحيائها من جديد في ظروف كل المعطيات تؤشر على فشل الحل العسكري ، وطلبت جنودا إضافيين زجت بهم في العراق وكأن لسان حال بوش يقول : أنا مستمر في هذه الحرب لوحدي وأنا فقط من يعرف نتيجتها وستعرفون أنني سأنتصر فيها !!
في الحقيقة هذه التجربة هي نفسها جربت في فيتنام قبل أن تتكبد أمريكا هزيمتها النكراء ، وكل التخوفات التي يوليها الديمقراطيين للاستراتيجية الأمريكية في العراق ، أعتقد أنها تصب في الرغبة بتفادي السيناريو الفيتنامي خصوصا أن الخطط الأمنية التي أطلقها الجيش في العراق بعباءة الحكومة العراقية أبانت عن فشلها المريب .
الموتى المكرمون
كتب جون ميشام في مجلة نيوزويك (Newsweek ) في عدد 3 أبريل 2007 قصص جنود قتلوا في العراق ووصفهم بالموتى المكرمون الذين تفانوا في أداء واجبهم بكل أمانة ، استقى ميشام بعض الجمل من رسائل هؤلاء الجنود قبل موتهم التي كانوا يبعثون بها لعائلاتهم، وكانت كلماتهم مؤثرة جدا .
استخلصت أن أغلب الجنود يقاتلون بدون هدف فقط لان هناك قرار صادر من الإدارة العليا للجيش حثتهم على ذلك ، والشيء المهم أيضا أن يحافظوا على حياتهم بكل الوسائل المتوفرة وفي وسعنا أن نتصور هذه الوسائل . ولكن هؤلاء الجنود الفاعلية التي يكتسبونها في صياغة التوجه العام للإدارة الأمريكية يتم بعد موتهم أو يتبلور بعد تعاظم نسبة الوفيات في صفوفهم . كيف ذلك ؟
هناك زاوية واحدة يمكن أن نفهم من خلاله الضغط الذي يشكله هؤلاء الجنود وهي الزاوية المتعلقة بعائلاتهم التي تضغط بشكل مستمر على إدارة بوش وهذه العائلات أيضا تتحرك في منظمات شكلتها لذات الغرض في إطار غطاء قانوني يضمن المساءلة للمسئولين العسكريين . وما دمنا نتحدث عن إستراتيجية الخروج من العراق يمكن أن نجزم بأن استمرار عائلات الجنود بالتظاهر بمساندة مجموعة من الفعاليات السياسية والحقوقية النافذة في البلاد يمكن أن يرسموا جزءا مهما من هذه الاستراتيجية التي ستفضي في النهاية إلى انسحاب سريع .
خياران للانسحاب
لابد من الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية حاليا لا تريد التنازل على منطق التفوق والعظمة وفي واقع الأمر هذا عامل أساسي في استمرارية تخبطها في العراق ، وفي اعتقادي أن هذه الإدارة يجب أن تسلك خياران للانسحاب من العراق :
- الأول : أن تعترف هذه الإدارة بالمقاومة كجزء فعال في المعادلة الأمنية، ويجب أن تدخل معها في مفاوضات على أساس إشراكها في العملية السياسية بصيغة غير التي توجد عليها الحكومة الحالية التي أبانت على أنها حكومة طائفية بكل المقاييس ، وبالتالي تضمن إستكانة الهجمات التي ستقتصر على الجماعات التي ترفض إلقاء السلاح التي سيهين التعامل معها .
- الثاني : تحديد جدول زمني وفقا لما طلبه الديمقراطيين يكون الانسحاب من خلاله على شكل تدريجي ومن المهم أيضا أن نعلم بان الكثيرين ممن يعارض الاحتلال الأمريكي للعراق بنوا موقفهم على غياب أي جدول زمني للانسحاب . وبالتالي تضمن استعادة العراقيين للاستقرار وتفعيل المشاركة السياسية في نطاقها الديمقراطي .
* كاتب مغربي





#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكريس مفهوم القوة أساس الحق .
- المثقف والاسئلة المقلقة .
- ورطة المحافظين الجدد.
- الشارع ومهمّة التغيير.
- مستقبل حرية التعبير ؟؟
- الإرهاب كسلوك فكري.
- المثقف وإشكالية التعبير العلمي والمعرفي
- شباب المغرب - المقرقب-
- الاستغلال الجنسي للأطفال أو انهيار منظومة الأخلاق الاجتماعية ...
- بوش : جولة الطاقة من أجل الحرب .
- استعارة المفاهيم : الارهاب نموذجا .
- هل نحن بحاجة إلى رابطة شبابية مغربية ؟
- موجة الأمس
- أهمية العدالة الاجتماعية
- حرية التعبير والالتزام بالمسؤولية
- الواقعية في معالجة الظواهر الآنية.
- إيران : العتاب قبل العقاب
- دولة الحق والقانون
- الفدرالية كمدخل لتقسيم العراق .
- مستقبل العلاقات الخليجية – الإيرانية


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - أمياي عبد المجيد - أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق