أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - عواد احمد صالح - في الذكرى الرابعة للحرب واحتلال العراق -محاولة لتحليل الحرب من وجهة نظر ماركسية















المزيد.....

في الذكرى الرابعة للحرب واحتلال العراق -محاولة لتحليل الحرب من وجهة نظر ماركسية


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 14:56
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


بعد مرور اربع سنوان على اسقاط نظام صدام الفاشي واحتلال العراق من قبل امريكا وحلفاؤها تبدو الامور سيئة الى ابعد الحدود فبدلا من ان تؤدي الحرب الى ادخال العراق في الديمقراطية وتطبيع الاوضاع الاجتماعية والسياسية . افضت الى نتائج معكوسة ، العنف الدموي والحرب الطائفية وتحطيم البنية الأجتماعية والاقتصادية وركائز الحياة المدنية ، وبالمناسبة انا كنت من الذين بعتقدون ان هذه الحرب تحمل طابعا ايجابيا كونها تخلص الشعب العراقي من اعتى نظام ديكتاتوري عرفه في تاريخه الحديث ، النتائج التي افضت اليها الحرب كثيرة جدا وذات اوجه متعددة سوف اتطرق اليها فيما بعد ، لابد اولا من تعريف الحرب وفهم طبيعة القوى المتحاربة لمذا تشن الحرب وماهي الأهداف التي تبغي تحقيقها .
لقد اخذ الماركسيون منذ زمن بعيد مقولة كلاوزفيتز المنظر العسكري البروسي " الحرب استمرار للسياسة بوسائل عنفيفة " واعتبروها اساسا جدليا وصالحا في النظر الى كل حرب وتحليلها .ويمكن القول ان الحروب تخاض دائما لتحقيق أهداف ومصالح طبقية محددة للدول والأنظمة الحاكمة وهي تعبير عن توجهات تلك الدول والطبقات الاجتماعية المسيطرة في مرحلة تاريخية معينة … وقد قسم الاشتراكيون ضمن هذا الإطار الحروب الى قسمين رئيسيين حروب عادلة وحروب غير عادلة ، أما معيار العدالة أو اللاعدالة في الحرب فينطلق من زاوية عدالة أو عدم عدالة الأهداف التي تشن الحرب بقصد تحقيقها ومن طبيعة الطبقة أو الطبقات التي تشن الحرب ولماذا تشنها وما هو الدور التاريخي الذي تلعبه كل من القوى المتحاربة ؟ هل هو دور تاريخي تقدمي يدفع التطور الإنساني إلى الأمام أم هو دور رجعي يعطل التطور الإنساني .
من هذا السياق يمكن النظر الى القوى المتحاربة في حينها ، نظام صدام والولايات المتحدة ، لانريد ان نضع النظامين في سلة واحدة لكن لابد من تحليل طبيعة كل منهما ..
ان نظام صدام وكما هو معروف كان نظاما ديكتاتوريا فاشيا فقد لعب صدام من اول يوم لأرتقائة الحكم دور بونابرت ( البونابرتية تأليه ديكتاتورية الفرد الزعيم ، ومحاولة التحليق فوق الصراعات الأجتماعية والغاء وجودها ) لقد لعب صدام خلال فترة حكمة دوراً مأساوياً في حياة الشعب العراقي فقد دمر الاقتصاد وخرب النسيج الاجتماعي والأخلاقي وأحبط كل أهداف الشعب وطموحاته الحقيقية وكان نظامه يمثل الدكتاتورية والاستبداد الفردي المطلق والألفاظ الثورية والقومية الكاذبة فقد ظل حتى سقوطه يتاجر بالقضية الفلسطينية والقضية القومية عموماً وقدم الهبات والرشاوى لمجموعة كبيرة من الأبواق الإعلامية والانتهازية خارج العراق ومارس البهلوانية السياسية واستعراض العضلات والأغواء بالمال والقتل والإرهاب ومارس الحرب في الداخل (العسكرة الشاملة للشعب العراقي ) والخارج. دخل في حروب كثيرة مع جيران العراق تحت حجج وذرائع مختلفة ولتحقيق امجاد شخصية في المقام الأول ابرز هذه الصراعات هو حول مايسمى اسلحة الدمار الشامل . وفي حقبة الحصار الأقتصادي 1990- 2003 عزل صدام العراق عن مجرى التطور في العالم ودمر اقتصاده بالبذخ والإسراف وانشغل في بناء القصور والجوامع وحطم بنيته الاجتماعية والسياسية لصالح طغمته العسكرية وعشيرته وشلل من المنتفعين والانتهازيين والوصوليين على حساب مصالح الغالبية العظمى من الجماهير العراقية الفقيرة . بحيث لم تسلم جميع الطبقات الاجتماعية من بطشه وقمعه بما فيها الطبقات الغنية .
في الواقع فأن صدام ونظامه قد ادخل البلد في عسكرة شاملة وحالى طواريء دائمة منذ1980 لم تنتهي الا بسقوطه في نيسان 2003 . ان سياسة صدام التي سبقت الحرب كانت سياسة مبنية على القوة والحرب واستعداء الأخرين ولهذا لم يكن صدام يسطيع او يرغب تجنب دخول الحرب مع امريكا .
ويمكن القول اخيرا ان دخول الحرب وخسارتها واحتلال العراق وتدميره واعدام صدام من قبل امريكا وحلفاؤها كان خطأ تاريخيا وتصرفا غير محسوب يتحمل نتائجه صدام شخصيا بالدرجة الأولى .
اما الولايات المتحدة فهي القوة الامبريالية الأعتى والأكبر في العالم بعد انهيار الأتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين وهي تعمل عن طريق الحروب والعسكريتاريا على تسويق نظام العولمة والقطب الواحد وتحقيق مصالحها الإستراتيجية ضمن رؤية انتصار الايديولوجيات والانظمة الأقتصادية الرأسمالية على الأفكار والأنظمة "الأشتراكية " بعد سقوط المعسكر الشرقي ولم تكن فكرة الحرب على الارهاب وصراع الأديان الا احدى الذرائع الكبيرة التي سوقها منظرو الأمبريالية بهدف تحقيق المشروع الأمريكي في الهيمنة .
ان الولايات المتحدة ترى نفسها اليوم بأنها الدولة الوحيدة التي تمتلك ( حق ) التصرف في السياسة الدولية منذ نهاية الحرب الباردة أثر سقوط الاتحاد السوفييتي وبعد انتصارها في حرب الخليج الثانية ، وحرب أفغانستان وتمارس سياسة مليئة بالغطرسة والغرور والأستعلاء سواء في العراق او بقية مناطق العالم وهي تلعب دور الخصم والحكم في الصراعات الدولية .ان سياسة امريكا هي سياسة الحرب والتدخل قي شؤون الاخرين انها سياسة إمبريالية .
من خلال تحليلنا لطبيعة النظامين المتصارعين فأن الحرب كانت غير مبررة وهي بالضد من مصلحة الشعب العراقي بالنظر الى ما افضت اليه من نتائج كارثية . ان الحروب تقاس بنتائجها ، هل ستؤدي الى التقدم ام الى التراجع ؟؟؟ رغم ان الأشتراكيين لبسوا مثاليين في النظر الى طبيعة كل حرب فهي لابد ان تسبب الدمار والخراب وموت كثير من الناس الأبرياء وهي فواتير تدفعها الشعوب من اجل التخلص من الجور والاستبداد وفي سبيل حريتها . لكن الحرب الأمريكية على العراق افضت الى نتائج وخيمة يمكن ايجازها : خلقت حالة من الفوضى العارمة وعدم الأستقرار وفقدان الامن وكرست نظام المحاصصة الطائفية والقومية سياسيا واججت الصراع الطائفي والاثني بين المكونات العراقية ، الحرب المليشياوية والارهابية بين السنة والشيعة ، بعثت من الدهاليز المظلمة اشد الافكار والقوى تخلفا رجعية قوى الأسلام السياسي الموالية والمناهضة للآحتلال فرضت التراجع على المجتمع حجمت مظاهر التطور والمدنية والقيم الحضارية وحرية المرأة النسبية التي كانت موجودة في المجتمع العراقي .
وبدلا من ان تحجم الحرب الأميركية - البريطانية الإرهاب الرجعي في الشرق الأوسط وتدفع بالتطور التاريخي الى الأمام فأنها وفرت فرصة تاريخية لحشد أكبر قوة للإسلام السياسي في المنطقة فقد تحول العراق إلى قبلة للإسلام السياسي. وساحة مفتوحة لصراع امريكا مع التطرف الديني المناؤيء لها وساحة ايضا لتصفية حسابات دول المنطقة مع المخططات الامريكية " فقد حشد الاحتلال الأمريكي قوة للإسلام السياسي لم يكن بإمكان أي تحريض أو دعاية لهذه الحركة جمعها أبداً. إن أمريكا قد قامت من جهة ببعث وأحياء قوة الإسلام السياسي ولجأت من جهة أخرى ولأجل ضمان سيطرتها على العراق إلى ترتيب نموذج ديني-عشائري والذي حول العراق إلى بلد مبتلى بالإسلام السياسي والعنصرية القومية كما لم يكن أبدا." (انظر منشور مؤتمر حرية العراق ) .
ومن النتائج الكارثية الكبرى للحرب والأحتلال مقتل ما لا يقل عن 700 الف عراقي حتى الآن وتدمير بنية البلد العمرانية والخدمية والحضارية وتمزيق النسيج الأجتماعي والنفسي للناس في العراق .

لقد أدان الماركسيون والاشتراكيون على الدوام الحروب بين الشعوب بوصفها مشروعا همجيا وحيوانيا ولكن موقفهم من الحرب ظل مختلفا جوهريا عن موقف السلميين ( أنصار السلام ودعاته ) فهم يتميزون عن هؤلاء بإدراكهم الطابع التاريخي لكل حرب أي هل تؤدي الى التقدم والتطور الإنساني وتحرر الشعوب أم العكس ؟ وما هو الطابع الطبقي للقوى التي تقودها أي ( الأنظمة السياسية والدول ) وماذا يمثل كل نظام من وجهة نظر سياسية وطبقية وأخلاقية .
ان الحرب الأمريكية وما تمخض عنها من نتائج قد فرضت التراجع على المجتمع العراقي بدلا من ان تؤدي الى التقدم ، صارت الحياة في العراق لا تطاق خلال الأربع سنوات المنصرمة تشكلت في العراق اربع حكومات لم تستطع ضمان الأمن والأستقرار والمعيشة اللائقة للمواطن العراقي .
ان سياسة القوة والعنف التي يمارسها الاحتلال منذ اربع سنوات كانت سببا رئيسيا في الخراب والانقسام والتشتت الذي يطال الشعب العراقي ،فتلك السياسة هي التي تغذي التطرف والعنف الديني والذي هو نتيجة وسبب لها فالأحتلال والعنف الطائفي والأرهاب يعتاش احدهما على الاخر ويبرر وجوده امريكا تبرر بقائها في العراق بمحاربة الارهاب السني والشيعي والأرهاب بجميع اشكاله والوانه يبرر وجودة ويوسع نشاطاته ويحرض الناس بمختلف الأساليب لمحاربة الاحتلال بهدف تحقيق اغراض سياسية بالدرجة الاولى ... اما القسم الاعظم من المجتمع العراقي فأنه يدفع ثمن ارهاب الأحتلال وارهاب الاسلام السياسي انه يحترق بين نارين . ولهذا بعد اربع سنوات من الاحتلال والدمار فأن الدعوة الى خروج القوات الأجنبية دعوة واقعية تهدف الى اسقاط اقنعة الأحتلال والأرهاب والطائفية واعادة تشكيل دولة علمانية غير قومية تجعل من هوية المواطنة القاسم المشترك الذي يربط الجميع .



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي دلالات قمة الرياض
- التعايش في مجتمعات الاختلاف ليس ممكنا فقط بل ضروريا
- حتمية فشل استراتيجية بوش الجديدة في العراق
- إشكالية ثقافة التمدن والاختلاف الفكري والسياسي في المجتمعات ...
- هواجس تحت حظر التجوال
- بلاغة الاسم
- الفيدرالية هل هي ضرورة وحاجة واقعية للعراق ؟؟
- مساهمة في النقاش حول وحدة الماركسيين والأحزاب الماركسية
- ملاحظات حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر الثام ...
- احداث 11 سبتمبر ذروة صعود الفكر السياسي الديني المسلح
- محنة الحريات المدنية في -العراق الجديد-
- رؤية ثانية للحرب الفاشية الأسرائيلية على لبنان
- عدوان الفاشية الصهيونية على لبنان بين منطق الغرب ومنطق العرب
- مرثية لآخر غثيانات التاريخ
- الأعلام العربي وصورة الحاضر
- فضاء الشجرة .... أبجدية/ إمرأة
- مرض اسمه العنف الأهوج
- أفق ومستقبل العلمانية في العالم العربي
- التغيرات التي طرأت على وضع الطبقة العاملة ودورها السياسي
- الماركسية والدين - تعقيب على مقال مايكل لوف


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - عواد احمد صالح - في الذكرى الرابعة للحرب واحتلال العراق -محاولة لتحليل الحرب من وجهة نظر ماركسية