أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - آداب عبد الهادي - فرعون رغماً عن أنفك















المزيد.....

فرعون رغماً عن أنفك


آداب عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:18
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


خاص بملف الحوار المتمدن بمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاقه
فرعون رغماً عن أنفك
عندما سئل فرعون السؤال التالي: يا فرعون مين فرعنك
أجاب: لم أجد من يردني.
هذا السؤال وهذا الجواب يعطي فكرة ولو مختصرة عن تاريخ المواجهة بين الشعوب والمجتمعات العربية وبين السلطات الديكتاتورية المتعاقبة عليها على مر العصور، فلو كانت هذه المجتمعات أعلنت العصيان أو المواجهة بأي شكل كان لكانت فعلا قد حصدت نتيجة إيجابية لعصيانها ،لكن ما نراه وما رأيناه هو أن بعض الأفراد في هذه المجتمعات وبشكل فوضوي وغير منظم وبدون أي دستور تثور وتموج فجأة ثم يأتي الحاكم ويقضي عليها إما بقتلها أو بزجها في سجونه لتنتهي الحكاية.
المجتمع هو من يمنح السلطات شرعية دكتاتوريتها واستبدادها وذلك عندما يخاف ويرتجف من ذكر اسم الدكتاتور،وإذا أتينا وتحدثنا من وجهة نظر إنسانية نرى أن هذه المجتمعات فعلاً مغلوب على أمرها،لماذا ؟لأن المجتمع عبارة عن خلايا من الأسر وهذه الأسر تريد أن تعيش فعندما يرهبها الحاكم ويهدد أبناءها بالموت والقتل فلابد لها من الخنوع والقبول بالاستبداد حفاظاً على أرواح أبنائها وهنا تكمن المشكلة العويصة،إذا قبلت المجتمعات -ونعني المجتمعات العربية حصراً –بهذه الحكومات وهذه السلطات الدكتاتورية من سينقذها ومن سيرفع الحيف والجور الذي يقع عليها.
في العقد الأخير نشأت بعض جماعات المعارضة (الجديدة) في بعض البلاد العربية لكن للحق لم تكن على مستوى المسؤولية ولم تكن على مستوى المواجهة الحقيقية مع الأنظمة الفاسدة،فهي إلى الآن لم تحقق أي مكسب يذكر فالحكام ما يزالون متربعين على عروشهم كالفراعنة والكراسي ما تزال تورث وسياسة التجويع ما تزال قائمة بل بالعكس لقد أفرزت العقود الأخيرة ما هو اخطر من ذلك ألا وهو إتباع الأنظمة العربية أسلوب المراوغة واحتضان المعارضة وضمها إلى كنفها لامتصاص غضبها ولإثبات مدى فشلها وسوئها أمام الشارع العربي كما حدث مع بعض الأحزاب التي كانت فيما مضى معارضة وملاحقة ويقتل المنتسبون إليها،أين هذه الأحزاب اليوم؟إنها في كنف الأنظمة تنعم بما لذا وطاب من خيراتها ناسية مشروعها الإصلاحي بل تاركة إياه خلفها ضاربة به عرض الحائط مقابل حفنات من الأموال وزوايا في بعض الكراسي،هذه الأحزاب التي أصبحت نسخة طبق الأصل عن الحزب الحاكم وهنا أرى أنه من الأجدر لهذه الأحزاب أن تحل نفسها وتعلن انضمامها إلى الحزب الحاكم لأنها في حقيقة أمرها أصبحت صورة مشوهة عنه.........بعض العناصر القيادية وغير القيادية في تلك الأحزاب تنكر وجودها تحت لواء النظام (أو ألوية الأنظمة ) وتعلن أن لها خطابها السياسي المنفرد والمستقل وبعضها فعلاً انشق عن نفسه وحدث لها كما قال دريد لحام في مسرحيته كاسك يا وطن (اليمن يا أبي صار اتنين) وبعض هذه الأحزاب يا حسرة صار أربعة ،وتاهت في تخبط سياسي وأخلاقي لا أول له ولا آخر،وبدلاً من يعلى صوتها أصبح مبحوحاً وعلى كل حال فهي معذورة لأنها نشأت في ظل نظام مستبد لاحولة لها ولا قوة فأي هفوة أو همسة تلغى على الفور بحجة أنها المنشقة عن الحزب الأساسي الوطني التقدمي وهي الرجعية المخربة.
المشكلة عويصة جدا ولا تحل لا بحزب ولا بمعارضة،ولا بتقريب وجهات النظر بين هؤلاء وبين الأنظمة ،لأن هذا الأمر لن يحدث أبداً بل إنه ضرب من الخيال ،فأي نظام عاقل يفتح الباب لمعارضيه ويدعوهم للحوار،وهم منذ عقود وصلت في بعض الدول تقريباً إلى نصف قرن وهم يبنون صروحهم من العظام والجماجم ويشيدونها ويحصنونها ضد الأعداء -المواطنون الرعاع- المسألة أصبحت بحاجة إلى ثورة حقيقية،ثورة تعمل على تغيير الواقع تغيير جذري حتى لو تحول النظام الملكي إلى جمهوري والجمهوري إلى ملكي،وإن لم تحدث هذه الثورة فسنبقى كما نحن نضيع الوقت في المطالبة بحرية المرأة ونتسلى بهذه القصة التي كثيراً ما تضحكني كلما تذكرتها(المطالبة بحرية المرأة)أي حرية وأي إمرأة .
إذا كان النظام فاسد ومستبد والمجتمع برمته مقهور ومضطهد والرجل بجلالة قدره مسلوب الرأي والحرية فممن ستطلب المرأة حريتها،هل تطلبها بكتاب رسمي من أصحاب المعالي والفخامة والسمو،أكيد في هذه الحالة سيقولون لها ألم تري فلانة مستشارة وفلانة وزيرة وفلانة سفيرة وفلانة راقصة وأختها الفلانية عضوة في البرلمان، (ياجماعة لا تنفخوا في قربة مقطوعة)فلا حل إلا في الثورة الشاملة،ويا أيتها المرأة المضطهدة في كل بقاع عالمنا العربي تذكري دائماً أن (فاقد الشيء لا يعطيه) فلا تأملي خيراً من رجل قَبِل العيش في ظل نظام فاسد وصمت عنه فإن لم يثور فثوري أنت وخذي حريتك بيديك ،شدي من أزر زوج خاف وأب هرب وشقيق تراجع وكوني لهم الدافع والحافز والمحرك وبغير هذا لن تنالي شيئاً من الحقوق التي تبغينها.
صحيح أن الموقع الكتروني (الحوار المتمدن) وعلى مدى سنواته الخمس منذ انطلاقه إلى الآن عمل ويعمل على شد أزر المرأة فلم تخلُ مناسبة إلا وللمرأة حيز وذكر بل ومكان واسع ،بل إن كاتبات الحوار المتمدن يمتزن عن غيره من المواقع الأخرى بمصداقيتهن وثقافتهن وجرأتهن و جديتهن كما أنني أرى أن هذا الموقع من المشجعين والمستقبلين للمواد التي ترسلها الكاتبات أكثر من المواقع الأخرى ،لقد أثبت هذا الموقع العلماني الديمقراطي جدارته ونجاحه في سياسته الإعلامية الرائعة والمناصرة للمرأة أية مناصرة ،ويكفي هذا الموقع فخراً أنه منع وحجب عن بعض الدول العربية وهذا الحجب ليس إلا وساما يعلقه القائمون على الموقع على صدورهم،وشهادة تقدير واعتراف بالدور العظيم الذي لعبه الحوار المتمدن خلال سنواته الخمس من كونه مؤسسة إعلامية مستقلة قادرة على الخلق والإبداع والتأثير في المجتمع والشرائح المختلفة التي يضمها بل إنه عمل على جذب القوى المختلفة والمتباينة فكرياً وسياسياً ووضعها على طاولته لينطلق الحوار منها وهذا أكبر دليل على أن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها تملك سحر الطبيب الذي ينوم مرضاه تنويماً مغناطيسيا ومن ثم يحركه كما يشاء وهذه هي وسائل الإعلام التي تنشر الثقافة التي تريدها متبعة الأسلوب الجذاب الذي تراه مناسباً ومع الأسف الشديد فقد عمدت بعض المواقع الدينية والمتطرفة سياسياً على الترويج لأفكار وعقائد جهات معينة فروجت لها وكانت صوتها الناطق فعملت على تعزيز الروح الطائفية والقبلية،بل منها ماخلق جماعات تتناحر وتتهاتر أمام المتلقين فلا الجماعات حققت مبتغاها ولا المتلقي رسي على بر بل أصبح حاله حال القائل (بين حانا ومانا ضاعت لحانا).
الإعلام بكل وسائله حالة إغراء (إغراء بالشكل وبالمضمون) فلا بد من يكون عنصر الجاذبية متوفر في الصورة وفي الديكور وفي كل ما يخص المادة الإعلامية المراد تقديمها، فإن أغرت هذه الوسيلة المتلقي فهي ناحجة بلا شك،وإن تركها وذهب إلى غيرها لن نقول فاشلة بل ماتزال متواضعة، وبكل صدق شكل الحوار المتمدن خلال السنوات الخمس الماضية حالة إغراء غير مسبوقة لمعظم الكتاب والكاتبات والصحفيين والباحثين والقراء وكل مهتم.
أما بالنسبة إلى الأنظمة الفاسدة التي حجبت هذا الموقع عن أبنائها ومنعتهم من ممارسة حقهم الطبيعي بل أبسط حق يطلبه إنسان في طلب المعرفة والإطلاع نقول لها:(إن الشمس لا تخفى باليد)وعيب عيب جداً.
هنيئا لهذا الموقع استمراره وتحديه ونأمل أن يكون أول ركن من أركان الثورة القادمة. ودمتم.

كاتبة وصحفية سورية



#آداب_عبد_الهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبله يوبخ خزعلانة
- لحظة ألم
- وكان سراباً
- صرخة من الطلاب في سوريا
- أنا الدولة والدولة أنا !!
- ضرورة الرؤية المستقبلية للعرب


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - آداب عبد الهادي - فرعون رغماً عن أنفك