أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - إدريس لكريني - التحولات العالمية بعد أحداث 11 شتنبر















المزيد.....

التحولات العالمية بعد أحداث 11 شتنبر


إدريس لكريني
كاتب وباحث جامعي

(Driss Lagrini)


الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:55
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


حوار أجراه المصطفى صفر عن جريدة الصباح المغربية مع الباحث إدريس لكريني
س- ماهي التطورات التي عرفتها العلاقات الدولية بعد أحداث 11 شتنبر؟
ج- من المعلوم أن الأحداث الدولية الكبرى من قبيل الحربين العالميتين: الأولى والثانية والثورة البلشفية وتأسيس الأمم المتحدة وانهيار الاتحاد السوفييتي واندلاع حرب الخليج الثانية.. كان لها الأثر البالغ في تبديل وتطوير مسار العلاقات الدولية وخلق مناخ دولي جديد تتحكم فيه قوى ومعطيات دولية جديدة..
وبالنظر إلى خطورة أحداث 11 شتنبر وتداعياتها الآنية واللاحقة وإلى الجهة المستهدفة باعتبارها "رائدة" ما يسمى "بالنظام الدولي الجديد", فقد أفرزت مجموعة من المعطيات والنتائج وأسهمت في إعادة النظر في العديد من القضايا وجسدت منطلقا لحقبة متميزة ومنعطفا جديدا في حقل العلاقات الدولية. ويكفي أن نشير هنا إلى اختزال الأولويات الأمريكية و"الدولية" في مكافحة "الإرهاب" ورصد مختلف الإمكانيات من أجل ذلك.
والحقيقة أن هذه الأحداث - ورغم آثارها المدمرة على مختلف الواجهات - مكنت الولايات المتحدة الأمريكية – وتحت ذريعة مكافحة "الإرهاب" وحماية أمنها القومي- من التموقع عسكريا واقتصاديا في مناطق استراتيجية, ومن تدبير مختلف القضايا والأزمات الدولية بشكل منفرد, بالشكل الذي يكرس هيمنتها العسكرية والاقتصادية والديبلوماسية دوليا, ونذكر في هذا السياق: غزو أفغانستان والتخلص من نظام طالبان, احتلال العراق وإسقاط نظام صدام أيضا, تجريم حركات التحرر وبخاصة في كل من فلسطين ولبنان, فرض إصلاحات "ديموقراطية" في الأقطار العربية.. واستصدار قرارات من مجلس الأمن خدمة لهذه الأهداف.
س- شكل سقوط الاتحاد السوفييتي وانهيار جدار برلين حدا فاصلا بين مرحلتين دوليتين متباينتين, فهل أصبح نظام الأحادية القطبية لاغيا بعد هذه الأحداث؟
ج- بداية ينبغي الإشارة إلى أن الوضع الدولي الذي تمخض عن انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الدولية لم يكن جليا ويعبر عن أحادية قطبية نهائية وواضحة, طالما لم تقر معظم دول العالم بهذه الأحادية أو "بالنظام الدولي الجديد" الذي بشر به جورج بوش الأب, خصوصا وأن معظم القوى الدولية الكبرى والصاعدة لم تعلن أو تفرض قطبيتها بشكل علني ولم تقبل بعد بالقطبية الأمريكية المزعومة من جانب واحد, والتي حاولت أمريكا تأكيدها دوليا تارة بالترهيب وتارة بالترغيب.
فإذا كانت هذه الدولة تملك المقومات الأساسية لتلعب دور المدبر الأول للقضايا والأزمات الدولية ديبلوماسيا, فعلى المستوى العسكري نجد هناك قوى تنافسها كروسيا, أو من المنتظر أن تنافسها في الأمد القصير كاليابان وألمانيا والصين والهند.. وعلى المستوى الاقتصادي هناك اليابان والاتحاد الأوربي الملتف حول ألمانيا الموحدة.
أما القول بأن نظام القطبية - الذي أعلنته وفرضته الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقها ومن جانب واحد - قد أصبح لاغيا, فهو يحمل بين طياته قدرا كبيرا من المبالغة, بحيث نجد أن الولايات المتحدة - وكما ذكرنا - عززت من احتكارها لتدبير مختلف الشؤون والقضايا الدولية وإعمال تدخلاتها في الشؤون الداخلية للعديد من الدول.
ومع ذلك, يمكن القول أيضا أن هذه الأحداث أثبتت نسبية مقولة القوة الأمريكية التي لا تهزم, الأمر الذي يمكن أن يشجع القوى الدولية الكبرى والصاعدة(الصين, روسيا, ألمانيا, اليابان..) على فرض قطبيتها والخروج من حالة الانتظار قريبا..
س- إلى أي حد نجح المنتظم الدولي في بلورة آليات قانونية لمكافحة الإرهاب؟
ج- لقد زادت مخاطر "الإرهاب" في العقود الأخيرة بشكل ملحوظ بعدما طال مختلف الدول والمناطق التي كانت تعد حتى وقت قريب في مأمن منه, وتطورت وتنوعت وسائله واستفاد أصحابه من الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيا المتطورة, سواء في الاتصال أو الدقة والفعالية في العمليات. الأمر الذي فرض ضرورة التعامل معه بنوع من الجدية والصرامة وبلورة آليات وضوابط قانونية دولية فعالة لمكافحته, وهو ما حملته العديد من المواثيق والاتفاقيات الدولية التي نذكر من بينها: اتفاقية طوكيو لسنة 1967 واتفاقية لاهاي لسنة 1970 واتفاقية مونتريال لعام 1971 المتعلقة بحماية الملاحة الجوية وبروتوكول 24 فبراير 1988 المكمل لها والاتفاقية الدولية لمناهضة خطف الرهائن الموقعة في نيويورك بتاريخ 17 دجنبر 1989 ثم الاتفاقية الخاصة بقمع الأعمال غير المشروعة ضد الملاحة البحرية والموقعة في روما بتاريخ 10 مارس 1988.
هذا بالإضافة – طبعا - إلى العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية التي اهتمت بهذا الشأن، ونذكر في هذا الخصوص قمة "صانعي السلام" المنعقدة بشرم الشيخ بمصر بتاريخ 13 مارس 1997 ومؤتمر قمة مجموعة الدول الصناعية السبعة المنعقدة في ليون بفرنسا بتاريخ 28 يونيو 1997، وكذا الإعلان الصادر بمناسبة الذكرى الخمسينية لإنشاء هيئة الأمم المتحدة في أكتوبر 1995، وهو الإعلان الذي أكد على أهمية التعاون الدولي في القضاء على الإرهاب. بل نجد أن مجلس الأمن وفي مناسبات عديدة (قضية لوكربي, أحداث 11 شتنبر..) اعتبر ظاهرة "الإرهاب" بمثابة شكل جديد من أشكال تهديد السلم والأمن الدوليين التي تتطلب تدخلات زجرية لمواجهتها, ونذكر في هذا الصدد قرارات المجلس: 1373 بتاريخ 28 شتنبر 2001 الذي أكد على ضرورة مواجهة الإرهاب الدولي بكل الوسائل السياسية والعقابية بما فيها تجميد أموال المشتبه في علاقتهم بالإرهاب ثم القرار1624 بتاريخ 14 شتنبر 2005 الذي صدر في أعقاب القمة العالمية للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الستين لإنشائها والذي يحظر فيه كل أنواع التحريض على الإرهاب.
والملاحظ على أنه الرغم من هذه الجهود التي لا تخلو من أهمية, إلا أن الواقع والممارسة الدوليين يؤكدان أن الظاهرة في تزايد مستمر, فبالموازاة مع هذه الجهود القانونية الدولية، هناك جهود انفرادية تذكي وتؤجج تنامي العمليات "الإرهابية", فاحتلال العراق الذي تم بذرائع مختلفة من بينها مكافحة "الإرهاب" واستئصال جذوره أسهم بشكل كبير في تنامي هذه الظاهرة ومنح الضالعين مبررات إضافية أخرى لأعمالهم وهو ما أظهرته العمليات التي عرفتها كل من إسبانيا وبريطانيا والعراق..
وأعتقد أن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب ابتداع سبل أكثر حزما وفعالية من قبل المجتمع الدولي برمته تتجاوز المقاربات القانونية والانفرادية الأمنية إلى مقاربات اجتماعية واقتصادية تروم باتجاه فض المنازعات الدولية بشكل عادل وتفعيل المؤسسات الدولية الكفيلة بذلك(الأمم المتحدة, المنظمات الإقليمية, المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية.. ) والحد من الآثار الوخيمة للعولمة..
س- صدر مؤخرا مؤلف للكاتب الطاهر بنجلون ربط فيه مكافحة الإرهاب بمكافحة الفقر, وأنت صدر لك حديثا كتاب تحت عنوان التداعيات الدولية الكبرى لأحداث 11 شتنبر, ترى هل تلتقي مع الطاهر بنجلون في هذا الطرح؟
ج- إن مكافحة الفقر بمفرده لن تكون مدخلا كافيا لمكافحة "الإرهاب", سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الدولي, ذلك أن ظاهرة "الإرهاب" تنطوي على أسباب عدة وتتحكم فيها عوامل مختلفة, منها ما هو اقتصادي واجتماعي بالطبع وما هو تربوي وسياسي.. ولقد تبين في عدة حالات أن الضالعين في عمليات "إرهابية" ينحدرون من أسر ميسورة وذوو مستويات علمية عالية.
ولذلك فالقضاء على هذه الظاهرة يتطلب بلورة سبل تقف على المسببات الحقيقية لهذه الظاهرة, وبالتالي المزاوجة بين المقاربة الأمنية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية.. بدل التركيز على عامل بمفرده.
س- لوحظ في الآونة الأخيرة أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بدأتا تتبعان استراتيجية التقارب والحوار مع الإسلاميين, ونذكر في هذا الصدد إقدام بريطانيا على تعيين طارق رمضان مستشارا لدى حكومتها في قضايا محاربة قضايا التطرف, ما قراءتك لهذا النزوح؟ وهل يمكن اعتباره تداركا من هاتين الدولتين لمسار تشويه صورة الإسلام؟
ج- بخصوص الجانب الأول من السؤال: ينبغي الإشارة إلى أن الولايات المتحدة التي ترفع الآن شعار مكافحة الحركات المتطرفة والمحرضة على ما تسميه إرهابا, هي التي كان لها السبق والدور الكبير في إنعاش العديد من هذه الحركات لأسباب مصلحية سياسية آنية واستراتيجية إبان فترة الحرب الباردة, كما أن بريطانيا التي اكتوت مؤخرا بنار هذه العمليات, احتضنت منذ عقود العديد من هذه الحركات باسم الديموقراطية ولحسابات مصلحية في مواجهة بعض الأنظمة.
ولذلك فالأمر ليس غريبا أو جديدا في أن تنخرط هاتين الدولتين في حوار مع بعض هذه الحركات الإسلامية الذين كانت تعتبرها قبيل ذلك "إرهابية", طالما اقتضت مصالحها مرة أخرى ذلك. خصوصا وقد فشلت مقاربتها الزجرية في الحد من تصاعد هذه الحركات, وبعدما تصاعدت عملياتها وطالت مختلف دول أوربا ومصالح الدول الغربية في مختلف أرجاء العالم.
أما الجانب الثاني من السؤال, فالصورة النمطية للإسلام في الأوساط الغربية والتي ازدادت قتامة بعد أحداث 11 شتنبر لا يمكن تحميل المسؤولية فيها لبعض الجهات في الدول الغربية كأمريكا وبريطانيا وهولندا.. فقط, بل إننا نجد أصواتا تنحدر من دول عربية وإسلامية تروج لأفكار وترتكب سلوكات باسم الإسلام تسيء لسمعة هذا الأخير, مع أن ذلك لا صلة له مطلقا بالإسلام وتعاليمه السامية, وتقوم بسلوكات تذكي هذه التصورات في أذهان الغربيين.
أما الحوار الذي دخلت فيه هذه الدولتين مع القوى الإسلامية في علاقته بتصحيح صورة الإسلام في الغرب، فيمكن أن يظل دون جدوى إذا لم يكن مصحوبا بإجراءات أكثر أهمية من قبيل إعداد الأجواء لفتح حوارات مستمرة بين مختلف المثقفين والمفكرين في الدول العربية والإسلامية ونظرائهم في الدول الغربية وتشجيع التبادل الثقافي واحترام خصوصية الجاليات العربية والمسلمة المقيمة في الغرب والكف عن ربط الإرهاب بالإسلام أو المسلمين..



#إدريس_لكريني (هاشتاغ)       Driss_Lagrini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث 11 شتنبر: قراءات في إشكالية الضلوع
- أحداث 11 شتنبر ومعادلات الربح والخسارة في المجتمع الدولي
- تقرير حول ندوة دولية في موضوع: الحركات الإسلامية المشاركة في ...
- التدخل في الممارسات الدولية: بين الحظر القانوني واتلواقع الد ...
- إدارة الأزمات الدولية في عالم متحول: مقاربة للنموذج الأمريكي ...
- الصراع الهندي- الباكستاني في ضوء الحملة الأمريكية لمكافحة ال ...
- إدارة مجلس الأمن للأزمات العربية في التسعينيات: أزمة لوكربي ...
- بعد هزيمة الأقطاب الدولية الكبرى في معركة العراق, هل سيكون م ...
- تطور السياسة الخارجية المغربية إزاء قضية الصحراء
- الإسلام والغرب: بين نظريات الصدام وواقع الفهم الملتبس
- القضية الفلسطينية والمحيط الدولي المتغير
- الهاجس البيئي: من العلم إلى السياسة
- حقوق الإنسان في أعقاب الحملة الأمريكية لمكافحة -الإرهاب-
- الزعامة الأمريكية في عالم يتغير: مقومات الريادة وإكراهات الت ...
- مكافحة -الإرهاب- الدولي: بين تحديات المخاطر الجماعية وواقع ا ...
- في ذكرى أحداث 16 مايو: الحاجة إلى مجتمع مدني فاعل
- الإصلاحات المغيبة ضمن المشاريع الأمريكية لمكافحة الإرهاب
- الجامعة العربية في زمن التحديات
- الأمم المتحدة في مفترق الطرق
- العالم بين واقع الفوضى ووهم النظام


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - إدريس لكريني - التحولات العالمية بعد أحداث 11 شتنبر