أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - بير رستم - المخاض والولادة(بعد 11 سبتمبر)















المزيد.....

المخاض والولادة(بعد 11 سبتمبر)


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 11:12
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


لا شك بأن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها (كل) العالم الأوربي وقوى الحداثة والتغيير في الشرق الأوسط والعالم الثالث إجمالاً قد صدمت بهول الكارثة التي تعرضت لها برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك وأيضاً مقر البنتاغون. وبالتأكيد فإن الصدمة لم تكن ناتجة فقط من انهيار البرجين فوق رؤوس ألاف الأبرياء الذين كانوا يعملون فيهما بقدر ما هو ناتج عن قدرة تنظيم القاعدة والمتطرفين الإسلاميين من اختراق النظام الأمني لأمريكا ومن بعدها للقارة الأوروبية عموماً، وبالتالي ضربهم (أي ضرب المصالح الأمريكية الأوروبية) في عقر دارهم وجعلهم يستشعرون بالخطر الجديد والذي يهدد الحضارة العالمية.
ولكن لم يمض الكثير من الوقت لتستفيق تلك القوى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، من الذهول والصدمة وتحاول أن تعمل وفق استراتيجيات جديدة؛ الحرب الإستباقية وجعلها على أراضي الآخرين بعيداً عن القارتين الأوربية والأمريكية ومن ثم جر القاعدة إلى ارتكاب العديد من العمليات الإرهابية بحق المدنيين ومصالحهم الحيوية وبالتالي محاولة (إفلاسها؛ إفلاس القاعدة) جماهيرياً، مع ممارسة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية وأحياناً الحلول العسكرية (أفغانستان والعراق) على تلك القوى والدول التي تدعم الإرهاب.
هذه هي ملامح السياسة الأمريكية (أو بعضاً منها) في المرحلة الأخيرة وخاصةً بعد (11) سبتمبر 2001 وما عانت إثر ذلك على المستويات الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية. ولربما تكون نجحت هذه الإدارة في بعضٍ منها (أي استراتيجيتها الجديدة) وفشلت في البعض الآخر ولكن التجربة والمحاولة ما زالت في بدايتها رغم مرور السنوات الخمس عليها وهكذا فيمكن اعتبار المرحلة التاريخية الحالية والتي تعيشها شعوب ومجتمعات العالم بأنها مرحلة المخاض والتي تسبق بالعادة حالة الولادة القادمة. وإننا على شبه يقين بأن تلك الولادة لن تتأخر وسوف نجد قريباً – وكما مرت بها بلدان ما كانت تعرف بالمنظومة الاشتراكية – العديد من الدول والأنظمة التي تختار صناديق الاقتراع للوصول إلى السلطة وليس ظهر الدبابة، إن كان ذلك بإرادتها أو نتيجة ضغوط واملاءات خارجية؛ فالعالم أصبح بحق قرية كونية ومسألة العولمة والمصالح الاقتصادية والشركات العابرة للقارات ألغت الكثير من المفاهيم ومنها مفهوم السيادة الوطنية واحتكار السياسة الداخلية والتسلط على رقاب شعوبها والتنكيل بها.
لذلك وفي مراحل الانتقال (المخاض) هذه والتي تعيشها العالم لا بد من بعض الفوضى والأخطاء والتي ترافق أي عملية بناء جديدة، ولكن وبكل تأكيد فهي في اتجاه التغيير والحداثة والديموقراطية؛ حيث أن الحياة والمستقبل للغد وليس للأمس ومهما كان اليوم والآني قوياً في حضوره وعنفه ودمويته وإرهابيه فهو إلى الزوال والتلاشي لتكون من بعده السكينة والهدوء والبناء وما عمليات الجماعات التكفيرية والتي نشاهدها اليوم وبقوة في العراق إلا سكرات الاحتضار والتي تسبق العاصفة (الموت)، مع العلم أن هناك العديد من الأخطاء والعوامل والقوى والمصالح التي تغذي هذه العمليات الدموية (بالحياة) والديمومة.
أما مسألة أن تكون "أحداث 11 سبتمبر" هي حجة ومبرر بيد أمريكا "لفرض سياساتها واستراتيجياتها على العالم؟". فلا نعتقد بأن أمريكا ومعها (كل) قوى التغيير والحداثة إن كان في أوروبا أو في عالمنا الثالث قد توقفت يوماً في (معركتها وصراعها) مع القوى الظلامية السلفية، بل هما كانا وسيبقيان في حالة (صراع) إلا أن تنتصر قوى التقدم والحداثة لتصبح هي نفسها وفي مراحل تاريخية قادمة قوى رجعية ممانعة للتغيير والتقدم وبالتالي تستدعي أفكار وقيم وقوى جديدة للاستنهاض بالحالة الحضارية للمجتمعات البشرية والانتقال بها إلى سويات أكثر سمواً وتقدماً، تماماً كما مرت بها كل الحضارات العالمية ومنها الحضارة الإسلامية. نعم إن مفصل (11) سبتمبر كانت "لحظة تاريخية بيد أمريكا" وكل القوى الديموقراطية في العالم لأن تستعجل في بناء مشروعها الحضاري الإنساني.
وإن هذا "الصراع المحتدم" بين قوى التغيير والحداثة أو ما يعرف بالقوى الليبرالية ومعها العالمين الأوروبي والأمريكي من جهة ومن الجهة الأخرى كل تلك القوى السلفية والممانعة للتغيير، إن كانت إسلامية أو قومية أو يسارية اشتراكية لسوف تستمر لفترات أخرى ومصحوبة بكوارث ومآسي حقيقية على المستويين البشري والاقتصادي؛ حيث يبدو أننا في الشرق عموماً (بحاجة) – وللأسف – إلى ما عرفته أوروبا في مراحل الصراع بين الكنيسة الكاثوليكية برجالاتها وقناعاتهم الدينية والسياسية وهيمنتهم على المجتمع وبين قوى الإصلاح والتجديد و"فصل الدين عن الدولة" وما تبع ذلك من جرائم وحروب ومحاكم التفتيش السيئة الصيت.
ولكن وعلى الرغم من كل هذه الديكتاتوريات المهيمنة على السلطة في البلدان الشرقية والتي على صلات وثيقة مع هذه أو تلك الجماعة السلفية التكفيرية "الجهادية" والقائمة على مفهومية "امتلاك الحقيقة" وبالتالي تستمد (شرعيتها) منها، والأمثلة عديدة وخاصةً في العالمين الإسلامي والعربي كنماذج على تلك الأنظمة.. نعم فعلى الرغم من كل هذه القوى والأنظمة الممانعة والمعطلة للتغيير والتقدم فإن مسائل الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان وحل قضايا الأقليات العرقية والدينية المذهبية و.. غيرها العديد من المسائل والقضايا الأخرى لا بد من إيجاد الحلول التوافقية لها و إلا فإن الكارثة والطوفان ينتظر الجميع، ولسوف يستفيد الشرق في هذه المسائل والقضايا من تجربة الغرب ودعمه وبالتالي يختصر الطريق لتُقيم مجتمعاتها المدنية.
أما بخصوص "تأثيرات سياسة - مكافحة الإرهاب - على الجاليات الأجنبية و العربية في الدول الغربية ومدى تقدم الحركات اليمينية المتطرفة في سياساتها المعادية لتلك الأقليات؟". فالغرب وكما هو الشرق ليس كلاً واحداً متجانساً؛ حيث أن هناك العديد من القوى والفعاليات والتي تعمل في الساحة السياسية والمدنية في الغرب، إن كان على المستوى الشعبي الجماهيري أو على مستوى القيادة والسلطة السياسية؛ (جماعتي الصقور والحمائم أو البنتاغون والخارجية في الإدارة الأمريكية). وبالتالي فهناك التمايز والاختلاف بين خطابات تلك القوى والجماعات، فكما هناك خطاب متسامح ديموقراطي ليبرالي (خطاب محبة) تجاه الجاليات والأقليات العرقية والتي تعيش في الغرب فلسوف نجد بالمقابل خطاباً متشدداً عنيفاً وحاقداً ثأرياً (خطاب كراهية) من الجماعات الأصولية المتشددة وقد رأينا البعض منه في الفترة الأخيرة، ولكن تبقى العبرة والأساس للقوانين التي نعمل بها والحالة الحضارية التي نعيشها، حيث لم نسمع برؤوس تقطع في أوروبا، إن كان على الهوية أو غيرها، إلا بعض حالات القتل والتي تعتبر شاذة ومرفوضة من قبل الأوروبيين أنفسهم ومن جماعات شاذة بينما هي حالة "جهادية" لدى أغلب المسلمين وللأسف.
لذلك ونتيجة لهذه الأعمال الدموية الإرهابية المباشرة (من قبل الأصوليين والمتطرفين الإسلاميين) والمعاكسة أو الناتجة بردة فعل (من جانب الأصولية المسيحية الغربية) – والمحدودة على الرغم من ذلك – كان لا بد من سن قوانين تحد من عمل الإرهابيين وقد تم بموافقة شعوبها؛ حيث لم يجرى مباشرة فرض حالة الطوارئ كما هو معمول ومتعارف عليه في الشرق في هكذا حالات، بل عرضت تلك القوانين على البرلمانات والتي جاءت نتيجة انتخابات جماهيرية حقيقية إلى تلك القبة ولم يتم تعيينها تعييناً وبالتالي جعلها برلمانات كركوزية عيوازية كما هي (كل) برلماناتنا في الشرق عموماً وإن اختلفت في الدرجات.
وأخيراً نود أن نعلق على مسألة "أحداث ما بعد 11 سبتمبر" وتأثيرها "على الحياة الاجتماعية والاقتصادية؟ وما هو تأثيرها على أوضاع المرأة في الشرق الأوسط ؟". بالتأكيد حاول الجميع أن يستفيد من تلك "الأحداث" وكلٌ "يشد اللحاف إلى جهته" و"يرمي بالكرة إلى ملعب الآخر"؛ وهكذا حاولت هذه القوى السلفية الظلامية ومعها الأنظمة المستبدة بشعوبها في شرقنا البائس أن تستفيد وبحرفنة من هذه الكوارث والمآسي التي نعيشها لكي تطيل من عمرها وتكون قوى معطلة ومانعة لكل الحراك الديموقراطي باتجاه الحلول العادلة لكل قضايانا ومشاكلنا العالقة ومنها قضية المرأة وحقوقها (حقها في العمل أولاً) ومساواتها مع الرجل وأيضاً الكثير من المسائل والقضايا الأخرى وعلى رأسها التوزيع العادل للثروة الوطنية بحيث تكون بداية لحل كافة مشاكلنا الاجتماعية من فقر وجهل وأمراض اجتماعية كثيرة نعاني منها بحيث تجعل من مجتمعاتنا بؤر لتفريخ الإرهاب والعنف ونفي الآخر وتكفيره ومن ثم الإفتاء بقتله؛ حيث أن حل هذه المسائل تعني وبشكل تدريجي إلى زوال تلك القوى الظلامية والدخول في عصر التنوير والذي نحن بأمس الحاجة إليه لنخرج من نفق الظلام هذا والذي نحتضر فيه.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوطان أم الأوثان
- الخطاب العربي والقضية الكردية- 7
- حوار مع الكاتب الكردي بير رستم
- قراءة في منهاج البارتي
- إعلان دمشق والمسألة الكوردية
- القيادات الكورية والقراءات السياسية
- المجتمع المدني بين الثقافي والسلطوي
- وطن وقضايا
- قضية وحوار
- تحية حب للأخضر العفيف
- الخطاب العربي والقضية الكوردية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - بير رستم - المخاض والولادة(بعد 11 سبتمبر)