أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2















المزيد.....


الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6613 - 2020 / 7 / 8 - 19:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وعندما أطلق ديكارت مقالته المشهورة (أنا أفكر فأنا موجود) صار الفكر مضاداً للوجود وتبعاً لهذا فكلما زاد الفكر قل الوجود، وكلما زاد الوجود قل الفكر، والوجود المعين ينقسم إلى وجود الموضوع- وجود الذات- والوجود ذاته، والذات فهي الأنا المريد (أنا أريد) وعندما يبحث المرء عن ذاته ينشدها في فعل الإرادة لا في الفكر بوصفه فكراً- حالة الفكر حالة لا عملية- وهنا كان الخطأ في مقولة (ديكارت) لأن الفكر لا يمكن أن يؤدي إلى الوجود أو إثبات وجود الذات.. وقلبت مقولة ديكارت (أنا أفكر) إلى (أنا أريد، أنا أفعل، فأنا إذن موجود) وهنا أنا فاعلة وموجودة (صورة علة أو قوة) ويربط الإرادة بالحرية، والشعور بالذات هو شعور بالأنا المريد، والإرادة تقتضي الحرية ولا تقوم إلا بها، ومن هنا فإن الذات والإرادة والحرية معان متشابكة، والحرية تقتضي الإمكانية لأن جوهر الذات هو جوهر الحرية.
وهناك نوعان من الذات: ذات مريدة حرة (الوجود الذاتي الممكن، والوجود الماهوي هو الوجود الذاتي ويمتاز بالحرية المطلقة، ولابد للإشارة ان هذا التفكير بالزمن الوجودي وعلاقته بالوجود الزمن يتلاقى مع فكر الصوفية من مذاهبهم في فهم الروح والنفس كابن عربي مثلا منهم, ولقد كان الشيخ محي الدين بن عربي من أبرز مَن دعا إلى وحدة الوجود الإيمانية في التصوف الإسلامي؛ إذ تُعتبَر بمثابة حجر الزاوية في مذهبه. وغني عن البيان أن وحدة الوجود عنده ليست مادية, كما هي الحال أيضًا عند غيره من الصوفية المسلمين يقرر ابن عربي أن العالم ما هو إلا "ظل الله"، فيقول:المقول عليه سوى الحق أو مسمَّى العالم هو، بالنسبة إلى الحق، كالظل للشخص؛ فهو ظل الله.
وللتوضيح فإن لفظ "السوى" لفظٌ تعارَف عليه الصوفية حتى يميزوا بين الله والعالم في النظر العادي. وحقيقة الأمر أنه لا يوجد هناك "سوى" في نظرهم؛ إذ ليس في الوجود إلا الله وأسماؤه ليس غير. فالإقرار بوجود "سوى" الله معناه الإقرار بوجودين اثنين: وجود الله من جهة، ووجود العالم من جهة ثانية. وإذا تصورنا هذا وقعنا في مشكلة "الإثنينية الوجودية" التي اعتبرها ابن عربي وغيره من الصوفية شِركًا منافيًا للتوحيد الخالص.فعندهم ان الوجود الزمني هو وهم والحقيقة ما هي إلا تطابق الوجود مع الموجد بترك أو تجاوز عامل الزمن خارج الإدراك لكي تتم اتحاد الذات الموجودة للمخلوق بحضرة الوجود الكلي أو ما يسمى بالفناء في حضرة الوجود بناءً على ما سبق، يمكن لنا الاستنتاج أنه "ما ثم إلا وجود واحد، وإنْ ظهر لنا أنهما وجودين.
إذ الوجود الذي هما موجودان به وجود واحد، وهو للقديم بالذات وللحادث بالغير". فيتضح أن وحدة الوجود بهذا المعنى هي وحدة وجود إيمانية روحية بذلك يقع ابن عربي وما تمسك به من إبعاد عامل الزمن يقع في قوة الزمن الذي أراد أن يتخلص منها بإقرار بالقديم بالذات والحادث بالغير وما هما إلا تعبيران يؤكدان دور الزمن وعلاقته كمحدد للوجود كما قلنا ان الوجود له دور في تحقق وجود الزمن,فتبقى إشكالية الزمن وعلاقته بالمكان تحققت للوجود من غير إنكار أو تجاوز.
والذات لها صلة عليا في حال صفائها وبكارتها، وفيها تكون وحيدة مع نفسها ومع مسؤوليتها الهائلة (أنا وحدي مع الله وحده) وترجمته فلسفياً: أنا وحدي مع ذاتي وحدها.. ومن خلالها برزت العلاقة (العلو والسقوط. وللذات وجودان: وجود الذات على (هيئة إمكان) و(هيئة واقع) ويتم الانتقال بينهما يتم عن طريق الحرية(الإرادة) ويسمى حينئذ بالآنية.. أما الزمان فيعرفه أرسطو: مقدار الحركة من جهة المتقدم والمتأخر، أو هو المدة الخاصة بطبيعة الكون، والمحرك الأول هو النفس الكلية ونفس العالم، وهي متحركة بذاتها في ذاتها وعن حركتها تصدر بقية ما في العالم من حركات (حركة باطنة) وهما حركتان لدور واحد وعنهما تصدر بقية الحركات الجزئية في العالم: حركات دورية دائرية للأفلاك وحركات الفساد، والسكون في العالم السفلي. والزمان في نظر الفلاسفة تكون من دورات متعاقبة في الزمان المستمر، وجاءت من النظر في الكائنات الحيوانية والإنسان بوجه خاص، حيث كل منها يعطي مدة معينة بين الميلاد والموت ومن قال بأن للزمان بدءاً هو أفلاطون، وهي لغة الأسطورة حيث يقال: إن الزمان قد جاء إلى الوجود مع السماء، أي أن الواحد لا يوجد دون الآخر، وأزلية الزمان أقل في المعنى من أزلية الله، والزمان له أجزاء وصور، أجزاؤه الأيام والليالي والشهور والأعوام، وتقاس بحركة الشمس والقمر والكواكب السبعة (آلات الزمان).‏
أن الزمن عند أرسطو هو الزمن المدرك بالمعنى الفيزيائي وليس الزمن النسبي الذي يقوم على تغير النتائج بتغير الحدي طاو بتغير الفيماحولية الموضوعية ,فالمرتبط بالزمن بالفهم ألأرسطي ليس حرا كما يدعي لان ارتباطه مشدود إلى حدين ثابتين سابق ولاحق وكلاهما لابد للحركة ان تمر من بينهما لتسجل لنا زمنا,فالوجود لكي يكون شاهدا على الزمن لا بد له من أن يتحرك بين الوجود الأولي والانتهاء الأخروي فأما أن يصل إلى الفناء المطلق, أو يبدأ بحركة جديدة من حيث انتهى إلى هدف قادم لابد أن يكون معلوما ولا يشترط أن يكون موجودا وهو ما يفهم من مصطلح الدورات الزمنية وهي خطل عقلي فلا يمكن ان يعود الوجود إلى لحظة الخلق الوجودي الأولي أبدا إلا بالمعنى المجازي وهو عودة الوجود المحسوس إلى الوجود الكلي بالفناء فيه وهذا محال أو بالعودة إليه بالفناء ألعدمي المطلق لانتهاء الغاية الوجودية(وهنا نثبت عجز الوجود من أن يكون أزلي) فيكون أزل الافتراضي للوجود حقيقي وليس اقل درجة من الأزلية الإلهية كما يقولون فالأول تخيلي وهمي لان الفناء في نهايته أما الثاني فهو الأزل الحقيقي الثابت لان لا ارتباط له بعامل الزمان ولا محتاج لوجوده إلى عامل المكان ,فهو أصلي لان الاثنين من صنعه فما كان محتاج له بالإمكان بالضرورة محتاج له للبقاء ,فان انقطعت العلاقة بين الموجود الأول والزمن والمكان بالفناء تحولت القيمتان إلى قيم عدمية والعدم بذاتيته لا يشير إلى شئ منطقا.
قد يشير سائل إلى قانون حفظ الشيء وعلاقته بالوجود باعتباره قانون فيزيائي غير قابل للنقض فأين يتحول الوجود في نهاية الأمر أو تحقق الغائية الوجودية منه؟ أي كيف يكون شكل الوجود المادي عند لحظة الفناء الوجودي إذا قلنا بعدم أزلية الوجود ؟.
والجواب علينا أن نفهم قانون حفظ الشيء أولا قبل الإجابة على التساؤل فالقانون بمعناه العلمي((ينص على "أن المجموع الجبري لكل من هذه الجسيمات و أضداد هذه الجسيمات لابد وأن يكون عدد ثابت لا يتغير أبداً، فالعدد الكلى للجسيمات الأولية الخفيفة مطروحا منها العدد الكلى للجسيمات الأولية الخفيفة مطروحا منها العدد الكلى للجسيمات الأولية الخفيفة المضادة يعتبر رقم بقاء لا يتغير أبداً، كذلك العدد الكلى للجسيمات الثقيلة مطروحا منها العدد الكلى للجسيمات الثقيلة المضادة يعتبر رقم بقاء لا يتغير ,الحقيقة والتي لابد وأن نعرفها هي إنه مهما تناهى جسيم في الصغر فأنه لا يتلاشى من دون أثر، و لا يمكن أن ينشأ من لاشيء أو عدم، فهو في الحقيقة يتحول من شكل لآخر، دون فقد في أي من خصائصه الأساسية، فأي تلاشى لأي جسيم، لابد و أن يؤدى لظهور جسيم مادي آخر، أو عدد من الجسيمات تساوى كتلتها وطاقتها، و مقادير خواصها المختلفة مجموع كتل وطاقات وخواص الجسيم المتلاشي دون زيادة أو نقصان، وفى جميع عمليات التحول يبقى مجموع صفات الجسيم و خواصه ما قبل التحول مساوية لمجموع الجسيمات ما بعد التحول وخواصها من شحنات و كتل و طاقات .. الخ)).
من منطوق القانون يتضح لنا ان القانون يشير إلى حقيقتين علميتين هما:
1) ان المادة لا تخلق من عدم.
2) ان المادة لا تفنى بل تتحول من شكل لأخر مع الاحتفاظ بالميزان.
ان الحقيقة الأولى تبدو صحيحة بالمطلق بالمفهوم الفيزيائي المحض ولا شبه فيها,ولكن هذا القانون إذا تناولنا الجوهر العلمي فيه نجد أن المنطق النسبي لا يؤيده ولا يصدق به بالضرورة الحتمية الوجودية لأنه يعني أن الأزلية الوجودية متحصله من بين خصائص الوجود الشيئي للمادة, وهذا مناف للعلم لان من له بداية لابد له من نهاية وان كل شيء يحتوي على الزمن والمكان لابد لهما من أن يلحقهما الفناء كما قلنا لان الوجود المحسوس إنما عرفت بدايته بالزمن الوجودي وبالوعاء المكاني الوجودي وتلك المحددات ترتبط به ارتباط ديالكتيكي معه فان قلنا ان الزمن ثابت نكون قد غالطنا العلم وان قلنا ان المكان ثابت أثبتنا العجز من الحركة وذلك يعني الفناء, فلا الزمن ثابت ولا المكان ساكن وكلاهما متحولان والمتحول يجوز عليه الزيادة والنقصان, فتعلق الوجود الشيئي للمادة وارتباط هذا الوجود بالمتحول يدل على ان الوجود في زيادة أو نقصان استنتاجا لا افتراض.
ان وجود الكم الوجودي بدون زيادة ونقصان يعني ان الكون الوجودي محفوظ بلا فناء ولكن السؤال يدور على محور هل ان العدم هو الذي قدر الكمية ولو دون الكيفية وهذا منفي من منطق القانون فالسؤال التالي كيف وجد هذا الكم الكيفي ان لم يكن مخلوق من عدم؟,ان كان الجواب هو ان الوجود كان والعدم لم يكون أي ان الخلق كان قبل العدم فما قبل العدم هو العدم ذاته أي لا عدم إلا بوجود,وهذا يعني تلازم العدم والوجود والملازمة هنا تكوينية لا اعتبارية,والنتيجة أما أن كليهما خلقا معا ويفنيان معا أو ان تؤدي إحداهما إلى الأخرى وهذا مناف للقانون,فلابد إذن ان يكونا مخلوقين لغائية واحدة بسبب واحد من مسبب واحد فيكون بالنتيجة ان الوجود المحسوس المادي الكمي إنما خلق خارج إطار الزمن والمكان ولا ينطبق عليهما القانون لأنه قانون وجودي متعلق بالوجود بعد التكوين ولكونه فرع من أصل والفرع يلحقه من الصفات ما يلحق الأصل منطقا.
أما الشق الثاني من حقيقة القانون وهو عدم فنائية المادة بل تغيرها وتحولها من شكل لأخر فهذا يثبت من جهة أخرى ان الوجود المحسوس بصورة ما كان قبل التشكيل الكيفي له الآن عبارة عن جوهر أخر غير معروف لدينا وان كان معلوم بالفرض كأن يكون عبارة عن طاقة مضغوطة هائلة التكوين تحولت بموجب القانون إلى وجود محسوس بالشكل والكيف الحاضر وهذا لا يناقض العلم لاسيما إذا ضممنا إليه القول الأول في الشق السابق من القانون من عدم ثبوت أزلية المادة فالذي يصلح أن يكون أولا يصلح أن يكون مرة ثانية أو بمفهوم المنطق الممكن بالحدوث ابتداءً ممكن الحدوث عقلا بالتكرار .
فقد تتحول الوجودية المحسوسة بالشكل والكيف كما تولدت وكما صنعت لاسيما لو تأملنا مثلا صناعة السيارة من مواد أولية من الأرض فهي بعد الاستهلاك ترجع مواد أولية وتعود إلى نفس مكان الوجود الأصلي لها بلحاظ عامل الزمن فقط,فالكون كما وجد بالكيفية المجهولة ممكن عقلا ومنطقا أن تعود إلى نفس العناصر التي خلقت منها وهذا هو قانون التحول والتغير {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}طه55, فإذا ربطنا استنتاجنا الثابت بعدم أزلية المادة فنصل إلى عدم سرْمَدِيَتها ,وبالاثنين معا نثبت ان الوجود الكلي إنما هو مخلوق قابل للزيادة والنقصان طالما ان عامل الزمن الوجودي مستمر بالحركة فتوقفه يعني الفناء واستمراره يعني التاريخ فليس الزمن (إنما نزل من السماء على الوجود), ولكن عرف المكان بالزمن كما عرف الزمن بالمكان فهما معا خلقا ومعا ينتفيان وما بين الخلق والانتفاء هو الوجود المحسوس بالكم والكيف.
السؤال الآخر ما ذا لو لم يفنى الزمن الوجودي بل استمر خارج حدود المكان الوجودي هل يبقى هو زمن وجودنا نحن أم زمن وجود أخر؟ وسؤال متعلق به هل يمكن تصور مكان خارج زمننا الوجودي؟.ومن السؤالين نفترض إجابة احتمالية ومن ثم نعرضها على مفاهيم البحث لا على مفاهيم الفيزياء فالوجود نوعان، وجود مطلق ومعين (فيزيائي)، والمطلق يمتاز بخصائص ثلاث، العمومية والكلية والآنية, أي هو بالعمومية فوق كل جنس مهما كانت درجته في النوع، وهذه الصفة نفسها تستلزم عدم قابلية التصور لأن يحد، لأن الحد يتم بالجنس والفصل النوعي، والخاصة الثانية الكلية غير قابل لأن يحد ولتحديد الوجود لأن نقول هو (المعرف بأل) وهذا مرده أن ماهية الوجود غير معروفة، والآنية ظهور الوجود دون بيان الماهية، والوجود.. أظهر من كل ظاهر، وأخفى من كل خفي، بجهة وجهة، أما ظهوره فلأن من يشعر بذاته يشعر بوجوده، وكل من شعر بفعله شعر معه بذاته الفاعلة ووجودها ومشكلة الوجود المطلق موجودة لدى الفلاسفة باستمرار، قسم يريد إلغاءها على أساس الوجود العيني.
وآخر على العكس ويحسب الوجود الكلي المطلق هو الوجود الأسمى من حيث المرتبة الوجودية فالأولى نزعة اسمية والثانية نزعة واقعية. وفكرة الوجود تتلخص بمعنى اكتشاف الكلية بواسطة الذاتية فنحن نعرف أنفسنا أشياء موجودة مستقلة في البدء عن غيرها من الموجودات, ونشعر بأنفسنا أشياء ثابتة تشير إلى ذاتها باستمرار وبغير نهاية، والواقع أن الوجود لذاته هو الأساس لكل التطورات العليا المعروفة باسم الذاتية أو الشخصية. وهناك تداخل بين الفردية والكلية، على أن الكلية باشتمالها على الفردية تكتسب صفة العينية والتقدم في الوجود إلى أقصى درجة، والمزاوجة بينهما تمت على حساب الفردية فالارتفاع إلى الكلية على أساس بلوغ الفردية مقام الكلية من شأنه أن يؤله الفردية الموجد الخالق الكلي (فالموجود المفرد لا يكون إلا بوصفه مجموعاً كلياً من الوحدات المفردة المتوحدة، والوجود المحسوس ما هو إلا مجموع المفردات المتوحدة) ومن ثم فان الوجود الكلي المحسوس ما هو إلا تفاعل لعناصر متداخلة بالتكوين هي الزمن والمكان وبينهما المادة فلا مكان بدون مادة ولا زمن بدون مكان ولا مادة بدون زمن هذا التداخل والجمع ممكن الحدوث في وجود أخر سابق لوجودنا المحسوس ولاحق بعد فناء علمنا الوجودي المحسوس.
في قصة الخليقة أن الله خلق الأشياء بقدرة تكوينية يملكها ويعقلها ومسيطر عليه فابتدع وجود موضوعي ما قبل وجودنا وليس شرطا ان يماثله أو يشبهه ولكنه بالثابت يحوي نفس العناصر المادة(الماء,النار,التراب,الخ) {المادة}ثم المكان(العرش,الجنة,الحضرة القدسية) وأخيرا كان الزمن (ستة أيام) فعناصر الوجود الحسي متوفرة بقصة الخليقة وهي متوفرة أيضا فيما بعد الفناء(الجنة, النار,الحشر ,الصراط,الأعراف) ووجود المكان الحقيقي لا الافتراضي يدل على وجود المادة(الصور ,الأيدي, الأرجل, الشهود, المشهود, وقود, حجارة, الخ) وعنصر الزمان ماثل في تلك الوجودية (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ).
هنا يكون الجواب على التساؤلات السابقة بالإمكان على الخالق الأول الواحد العاقل المدبر أن يستحدث وجود محسوس بالكيفية والكمية والنوعية والآنية التي يرتضيها طالما ان فاعلها من قبل وهذا الجواب يفند قانون حفظيه الشيء ان أريد به الإطلاق الوجوبي المجرد أما في الإطلاق النسبي الوجوبي فهو مطابق بوحدة العوامل الفيماحولية فقط واحتمالي خارج قانون الزمن الوجودي مع عدم ثباتية المعايير الكيفية المحيطة بالمادة ذاتها.
ان تغير عامل الزمن بتغير المكان أو ما يسمى بالزمن النسبي يولد نسبية الوجود الوجودي أي المادة بالنسبة إلى الزمن هذا الكائن التخيلي هو ما يسمى بالوجود النسبي القائم على تعدد الاحتمالات أو الصور الوجودية بتعدد وتغير العوامل الفيماحولية التي هي التي تشخص ذاتية الوجود وليس الوجود هو الذي يشخص ذاتية الزمن والفرق كبير بين المفهومين فمثلا عند ابن العربي الوجود واحد وان كان الظاهر وجودان ولكن ليس تعددية الوجود عنده إلا مسألة توهم والدليل هو إمكانية التوحد بينهما من خلال فناء الوجود بالحضرة أي تجريد الوجود الظاهر من العوامل الفيماحولية والتي هي الحجاب بين الوجود المتخيل مع الوجود الأصلية تسقط الذاتية في الكلية.
فالزمن باعتباره من عوامل ومحددات الفيماحولية لا يكون حاضرا عند الفناء فهو مستبعد ولا يكون له دور في إثبات الوجودية فالوجودية ثابتة عند ابن عربي ليس بحاجة إلى زمن للاستدلال عليها فطالما ان الوجود في الحضرة أو الفناء فيها ممكن إذا تركنا العوامل المحددة والمعوقة له فلا ضرورة لان يستدل هذا الوجود على الزمن فلا يكون إذا الوجود مشخصا للزمن, لان من مستلزمات الشخصية المادية هو الحاجة إلى الإثبات والوجود الكلي ليس بحاجة إلى الغير لإثبات ما هو ثابت له بالأصالة.
وقريب من هذا الفهم موجود في المفاهيم الواردة في علم النفس والطب النفسي الحديث من خلال مفهوم تجاوز الزمن والاستغراق باللاوجود التخيلي لتجاوز مشاكل نفسية أو حتى روحانية أو اجتماعية مهمة ومن تطبيقات هذه الوضعية موجود في الكثير من الممارسات الدينية وحتى في مفهوم السحر بل الثابت علميا ان هذا الافتراض موجود فعلا فيما يسمى بالثقوب السوداء وانعدام عامل الزمن بالكلية فيكون عامل السرعة على المسافة يساوي صفر أي ان إمكانية انعدام الزمن حقيقة لان عامل المكان غير حقيقي بالتأثير وان كان تكوينيا موجود لان الثقوب السوداء ما هي إلا ممرات حقيقية موجود في عالم الوجود الحسي وهذا العالم له حدود مكانية فالضرورة العقلية تؤكد ان الثقوب السوداء وان كان الزمن داخلها معدوم والمكان فيها غير موجود فتكون القيمة المادية من كتلة وحجم غير ضرورية ولا مكان للحدود الفيماحولية داخل الثقوب السوداء وبالتالي فان المادة تفنى فيها وتتحول إلى طاقة عالية السرعة متناهية الصغر في تردداتها الموُجية لا حدود لها ولا مؤثر يكبحها.
الثقوب السوداء علميا هي ثقوب ذات كتلة تقدر بين مئات آلاف وعشرات البلايين من الكتلة الشمسية، ولك أن تتخيل حجم هذا الثقب، فهو كبير بما فيه الكفاية ليحتوي على 1,000 من نظامنا الشمسي تقريبا ويزن حوالي كل النجوم في درب التبانة. والاعتقاد الحالي بأن أكثر المجرات إن لم يكن كلها بما في ذلك درب التبانة، تحتوي على ثقوب سوداء عملاقة في مركز المجرة، وقد بينت الدراسات التي قام بها فلكيون في جامعة دير كسيل وجامعة ودنير Drexel and Widener Universities أن تلك الثقوب العملاقة تتواجد حيث تتناثر المجرات ويقل تفاعلها فيما بينهم، وهذه النتائج تسلّط الضوء على تشكل الثقوب السوداء وعملية تطورها من خلال إثبات أن البيئة تؤثّر على سرعة نمو المجرات خلال دورات تطورهم. هناك عدة طرق لتشكل الثقوب السوداء العملاقة، الطريقة الأكثر وضوحا هي النمو البطيء عن طريق المادة (بدء من الثقب الأسود بالحجم ألنجمي).
الطريقة الأخرى لإنتاج ثقب أسود عملاق يتطلب انهيار غيمة غاز كبيرة داخل نجم قريب، وربما يكون بحجم مائة ألف كتلة شمسنا وما فوق، عندها يصبح النجم غير مستقر نتيجة التغيرات الإشعاعية بسبب زوجي الإلكترون والبيزترون المنتج في قلبه، وقد ينهار مباشرة متحولا إلى ثقب أسود بدون انفجار سوبرنوفا.وطريقة أخرى تستلزم تجمع نجمي كثيف والذي يجتاز الانهيار الرئيسي كطاقة حرارية سلبية للنظام ينقل تشتت السرعة في القلب إلى سرعات نسبية هائلة. وقد يكون من المحتمل أن تشكل الثقوب العملاقة حدث مباشرة وبتأثير الضغط الخارجي في المرحلة الأولى من الانفجار العظيم.
تكمن المشكلة في تشكيل الثقوب العملاقة في الحصول على المادة الكافية في حجم صغير، تحتاج هذه المادة أن يزال تقريبا كل زخمها الزاوي لكي يمكن أن يحدث هذا، تبدو عملية نقل هذا الزخم الزاوي إلى الخارج عامل إعاقة في نمو الثقب العملاق ، وتؤدي إلى تشكيل أقراص النمو.
ملاحظة
يبدو هناك حاليا فجوة في توزيع أعداد الثقوب السوداء في الكون، فهناك ثقوب سوداء بأحجام نجميه تشكلت من تحطم النجوم، والتي ربما يتراوح كتلتها بعشرة كتل شمسية، أما الثقوب العملاقة فهي في حدود مائة ألف كتلة شمسية على الأقل، بين هذه الأنظمة تظهر ندرة تلك الأجسام. على أية حال، توحي بعض النماذج بأن مصادر الأشعة السينية المضيئة جدا (Ultraluminous X-ray) قد تكون هي ثقوب سوداء من هذه المجموعة المفقودة.

إذن حتى الزمن كعامل محدد للمكان والمادة غير صالح لإثبات الوجود في حالات معينة فكيف يكون صالحا لان يكون عامل من عوامل خلق الوجود الكوني وذلك بجميع الاحتمالات التي درسناها في هذا المبحث من زمن فيزيائي وزمن تعاقبي (تاريخ) وزمن وجودي وزمن نسبي وأخيرا حالة اللازمان ممكن ان تعتمد أساس صالح لفرض أن يكون الوجود محكوم بنقطة ثابتة ليتحرك منها إلى نقطة ثابتة أخرى ومن ثم العودة إلى نفس نقطة الانطلاق الأولى أو ما يسمى بدورات الزمن المتتالية كما يصفها بعض الفلاسفة ويشيرون فيها إلى الأزلية والسرمدية وان لم يصرحوا فيها كما هي مثلا في ساعة الرمل عبارة عن دورات غير متناهية للأبد ان لم يوقفها عامل خارجي عنها وهذا هو مفهوم الوجود الزمني المتكون من دورات متعاقبة في الزمان المستمر بلا انقطاع.
ان تأكيد حدوث الفناء وعجز الزمن من أن يكون أزليا بالتكوين يستوجب على الوجود المحسوس ان كان كذلك أن يكون له بداية خارج زماننا هذا وخارج قوانينه تولد عندها من عامل خارجي مختلف بالكيفية الوجودية ومتقدم علية بالتكوين قابض للحركة بيديه يبدئ ويعيد ويخلق ويفني وبيده مقاليد الزمان والمكان والمادة لأنه هو صانعها وهو مقدرها بقدر منضبط واحد موحد كلي وكيفي واني مجرد من الجزئيات على سبيل التكيف الكلي بموجب قوانين كلية عامة مجردة غير معلقة بظرف أو متوقفة على كيف لا يحكمها أين ولا يحدها متى يستدل بها على الخالق ولا يستدل الخالق عليها بها لان المقاليد عنده بمقدار أي الأسرار المحركة للوجود المحسوس في قبضته يدبرها بفعل منه بالمشيئة ولا تأثير للأخير على الموجد الكلي إلا بالاستجابة والتسليم والانقياد لقوانينه آو الفناء {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتي للرب... عبر صندوق بريد السفارة
- النفط وكورونا والنصف الثاني من عام 2020.
- في فهم المعنى أولا
- أين يبدأ الوعي الإيماني وأين ينتهي؟.
- كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية
- فرض السلام بداية تأسيس عالم كوني جديد
- حكاية مع جدتي
- حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته
- دين الفقراء
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح1
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2
- الخلود وسقوط فكرة الزمن
- محاولات فهم الخلود بين الفلسفة والدين
- حتمية الموت وعلاقته بالاستحقاق الحتمي
- نظرية الأنا والأخر _ بحث في معنى التفريق والتميز
- المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية
- المدنية والإسلام السياسي
- يوم كنا واحد.....
- العقل في الإنساني بين التعرية أو السؤال
- مفهوم التداولية الفكرية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2