أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل كل الثورات تاكل مبادئها؟














المزيد.....

هل كل الثورات تاكل مبادئها؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 12 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند مراجعة الثورات التاريخية الكثيرة التي اندلعت في العالم شرقا و غربا سواء الغابرة منها او الحديثة، فاننا نرى ما حصلت فيها و لها نتائج مختلفة وفق الارضية التي حدثت فيها و الفاعلين الذين كانوا في طليعة العملية او الثقافة الاجتماعية للمجتمع الذي حصلت فيه الثورة او حتى الانتفاضات الكبيرة التي غيرت الواقع، عدا الظروف الموضوعية و الذاتية التي احاطت بالثورة و الاهداف العامة و المباديء الاساسية التي رفعتها الطلائع الثورية، فان النتائج التي برزت كانت منها غيرت العالم كالثورة الفرنسية و ثورة اكتوبر و متلاحقاتهما، فغيرت هذه الثورات العظيمة وجه البقعة التي حدثت فيها ثقافيا سياسيا و اجتماعيا و من ثم شملت العالم باجمع.
فالثورات الاوربية بعد الحروب الدامية الطويلة الامد استقرت على خير الخطوات في نهاية المطاف و دفعت بالشعوب هناك على الاتزام يالمباديء التي بنيت عليها نسبيا، اما الشرقية منها فكانت مختلفة كثيرا، نتيجة عدم الاخذ بالاعتبار الخصوصيات و الثقافات، فكان السير على تقليد ما حدث هناك غربا دون الاخذ بالصفات والثقافة العامة و تاريخ و ما ورثوه من السلبيات التي افرزتها الميتافيزقيا اكثر من الاستناد على العلمية في العمل هنا شرقا.
فلا نريد ان نكثف التوجه و نركز هنا القول عما جرى في الثورات العديدة التي حصدت ارواح دون نتائج منتظرة منها و اخرى نجحت نسبيا بالتفصيل، بل كا ما يهمنا ان نتطرق اليه في كلامنا هو نتيجة النهائية للثورة و هل بقيت الثورة على ما هي عليه من كافة النواحي و مها الاهداف و التوجهات و العاملين على قيادتها، و هل من اصبح في طليعتها كان مصرا على الوعود و الشعارات ام مرحلة مابعد الثورة اصبحت مختلفة تماما عما كان المنتظر منها.
فهنا يجب ان نعيد الى االذهان ما حدثت اخيرا من ما سميت بثورات الربيع العربي و اخيرا ما نراه في لبنان و العراق من الانتفاضة المستدامة منذ اكثر من شهرين و المتغيرات و الموانع و الاهداف المعلنة و ما يريده الشعب منها و من يقف ورائها، و لكل منهما خصوصياتها و ان كانتا متشابتان في اساسا الى حد كبير، فالمكشوف ان الاطراف التي تقف سرا امام البعض متشابهة في الثورتين بينما الطرف الاخر المضحي الثائر هو الشعبان المظلومان.
الجيل الجديد له تطلعات و توجهات و حتى عقلية حديثة نابعة من افرازات و ارضية العولمة و المعادلات التي برزت نفسها بعد التواصل الاجتماعي و خلط الثقافات في وسط الاطماع و الموانع الراسمالية العالمية التي تعمل على ترسيخ و ضمان مستقبلها اينما اعتقدت تهمها وما يهمها هو بقاءها من اجل البقاء فقط، فان الربح المادي الدائم في اي ظرف و طريقة كانت، اقتصاديا اولا و من ثم تسييس القانون و ضمان الارضية لاستدامة مصالحها الذاتية المعينة فقط. اي ان الثورات المندلعة اصبحت لها الوان و روائح مختلفة ايضا نتيجة المستجدات و التغييرات العالمية المؤثرة عليها في كافة بقاع الارض. المحاور كثرت و بعض الاقطاب اختفت ومن ثم برزت اخرى و الصراعات على اشدها بطرق مختلفة و امفرح لازالت سلمية و السياسة و الحيل و الخداعات هي التي تحكم، و مع ذلك يريد كل طرف اعلاء شانه و القاء شروطه على الاخر من اجل بقاء تعاليه و السيطرة على الاخر باسماء و مفاهيم و ادعاءات مختلفة واكثرها مزيفة على ارض الواقع.
المتغيرات فرضت نفسها و عليه فان الطليعة بيد العقل الحديث و يجب ان تكون الطليعة من الجيل الجديد لقيادة الثورات مهما حاولت الاجيال التي اكل منها الزمن و شرب من محاولة مقاومتها للحديث و الجديد من اجل البقاء على القيادة و اعتلاء المنصات. فالجيل المتفهم للمتغيرت هو من يتمكن من انجاح ما يمكن ان نسميها الثورة العصرية او انتفاضة، و بطرقه و عقليته و ادواته. فالثورة كانت ام الانتفاضة التي يديرها الجيل الجديد الملائم اكثر احتمالا للنجاح، و هي الثورة التي يديرها اعقل العصري المائم هي التي يمكن ان لا نتوقع ان تاكل القيادت فيها نفسها او تلغي مبادئها كما حصل من الثورات الكثيرة في العالم من قبل على ايدي الاجيال المستهلكة المبتذلة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تريده تركيا من الكورد؟
- هل يحقق اردوغان خارطة (العهد القومي)
- اثبت ترامب الشكوك التي حامت حول انتخابه
- ان لم تضمن انسانيتك لن ترسخ يساريتك
- استمعوا اليه فقط لتتاكدوا بانه ارهابي حقا
- اول رئيس امريكي من دون قيم
- هل يقرأ اردوغان التاريخ جيدا ؟
- لكي لا يسرقوا في السلام ما لم يتمكنوا منه في الحرب
- لماذا يصر اردوغان على فعلته
- هل يخرج اردوغان من المستنقع كما اوقع نفسه فيه
- لا يؤسسون دولة و لا يرضون بالتقسيم !!
- غياب النساء عن التظاهرات في العراق !!
- انها ضد الفساد أم جُهّزت من المطبخ السري ؟
- عاد الى انقرة خالي الوفاض
- هل كان على الساعدي ان يطيع الامر ؟
- ما اجبر اردوغان على التراجع عن تهديداته
- هل بقي من يترفع عن المصالح الضيقة ؟
- هل بدا اردوغان من نيويورك بحفر قبره بيده ؟
- تكاثر عدد الجزر المنتشرة في كوردستان
- هل ياتمر العبادي بامرة بريطانيا؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل كل الثورات تاكل مبادئها؟