أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - كلمات غضبٍ عن مقارنات الإسلام والمسيحية!














المزيد.....

كلمات غضبٍ عن مقارنات الإسلام والمسيحية!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6384 - 2019 / 10 / 19 - 04:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


التسامح نهاية طريق شاق وطويل من الإنسانية لا يسلكه كل الناس!
عندما يكتب مسلم أو قبطي معاتبا أتباع الدينين الكبيرين، الإسلام والمسيحية، يقفز على السطور طائفي أحمق رافضا المساواة، ومدافعا عن دينه فقط، الإسلام أو المسيحية، ومنتقصا من الرسالة السماوية الأخرى؛ فيقتلني غيظا هذا الاستعلاء.
المثقف العاقل والمتابع والقاريء النهم يستطيع أن يشير بإصبعه على جرائم وأخطاء وتجاوزات ودمويات واستعماريات أتباع الدين الآخر، فإذا كان قد وصل إلى مرحلة التسامح المستنير والإنساني فيمتنع عن طعن الآخرين في صُلب عقيدتهم لأنه يعرف هشاشة التاريخ الذي ورثه عن أسلافٍ لم يرهم أو يسمعهم و.. بينه وبينهم مئات الأعوام.
إن المسلم أو المسيحي الذي تربىَ في أحضان مقارنة الأديان ينتفخ جهالة فيظنها معرفة، ويعتمد في طعناته على ما ينكره الآخرون في أديانهم.
الكِبْر الديني غباء، وقتال في ساحة لم تكن مهيئة لمعركة بين الإسلام والمسيحية، فجاء الذين تعلموا قشرة دين الآخر من فضائيات القردة وظنوا أن قاماتهم طالت الجبال وأن أقدامهم خرقتْ الأرض وأن عقولهم الجافة أضحت آينشتانية.
وماذا بعد؟
تأتيه بمئات التناقضات والهفوات والأخطاء، التي تبدو منطقية في رأيك، ويُسرع ليضع أمامك مثلها في دينك، وتخجل أنت، ويخجل هو عن الإعلان الحقيقي لمعركة الحماقة، فكل واحد منكما مهزوم حتى النخاع.
أنا أحتقر الشخص الذي يقرأ كلمات تسامح، من مسلم أو من مسيحي، فينتفض فزعا ويحكي لك عن جرائم أتباع الدينين في مئات الأعوام المخزية للإنسانية.
تسعة أعشار معلومات المسيحيين والمسلمين عن أديان بعضهم وصلتْ إليهم ديجيتاليا، ونشرها مهووسون بمحاربة طواحين الهواء على النتّ، وخلدوا في المساء إلى نوم الضفادع فالمعركة لم تنته وستكملها كوابيس تهرب منها الملائكة.
أنا لا أنكر مقارنة الأديان وأهميتها ولكن في مساحة الأكاديمية والثقافة والتخصص والتأريخ وشبه الحياد؛ ما عدا ذلك فقذائف مقهية يُصوّبها حشـّاشون وغُرزيون على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنتديات النتّية الرخيصة.
أعرف تماما أن أكل العيش المكدس بالنفاق ليس فقط في الأمور السياسية والحزبية والمذهبية والطائفية، لكنه في تجمعات ذباب مقارنة الأديان، وفي عدم قبول بطن الأم التي سقط منها مسلم أو مسيحي دون أن تستأذنه.
عندما أتابع حمقىَ الطعن في أديان الآخرين لا أرىَ بشرًا؛ إنما كثيرا ما أشاهد حيوانات متوحشة ليست جائعة، ولكنها تفترس بالأجر!
لقد أتى علينا حين من الدهر أصبح فيه التسامح ضعفا، والإخاء نفاقا، والروابط الإنسانية مناهضة لمعارك يتنفس بها الطاووسيون الذي امتلئوا عقولهم بفراغات هوائية ظنوا أنها علوم وحِراب في صدور خصوم الوهم الديني.
خمسون أو ستون أو تسعون عاما قد تكون هي عُمر الإنسان الذي أهداه الله نفخة من روحه؛ فقرر أن يقضي حياته الدنيا في اكتشاف ثغرات في دين أخيه.
أليست كل الحركات والتيارات المتشددة، نازية وفاشية وعنصرية وتمييزية واستعمارية، مشابهة تماما لمقارنة الأديان التي يقودها الغوغاء الديجيتاليون؟
هل يسعدك أن يرتد المسلم عن دينه ويعتنق المسيحية، أو يرتد المسيحي عن دينه ويعتنق الإسلام؛ فينتصر غرورك، ويمتلأ مسجدك أو كنيستك بالمؤمنين الجُدد؟
لقد وصلت المعارك والطعن بين أصحاب الدينين الكبيرين إلى صُلب العفن والغرور والكبرياء والغطرسة، وكل منهم يظن أن الله، عز وجل، يتابع معاركهم في السماوات العلا، ويمنح رضاه ومحبته ورحمته وجنته للأكثر شراسة ودموية وخبثا وكذبا والذي جعل الآخرين يرتابون ويتشككون في دينهم.
أكتب هذه الكلمات وأنا في حالة غضب على كل الذين أهدروا حياتهم في اثبات خطأ عقائد الغير بدلا من تعميق الإيمان بعقائدهم مع لمسات التسامح.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معجزة السيسي بدون منازع!
- الخِطابُ الجنازة!
- أسباب الفشل المؤقت للإطاحة بالسيسي!
- رسالة حُب من مصري مؤيد للسيسي!
- رؤيتي لمحمد علي!
- مصريون وسوريون يشتعلون في الشاورما!
- هل أُراجِع نفسي و.. أعتذر عن كتاباتي؟
- المصريون غاضبون لسبب واحد!
- الرئيس يتحدث إلى مرآته!
- الاستغماية باسم الله، وإخفاء الوجه باسم السماء!
- فيس آب للإسراع بالزمن!
- خرافة كروية الأرض كما أثبت الدراويش!
- كشف الغُمة عن هزيمة الأمة!
- حكايتي مع سفير مصري!
- الأحد عشر شيطانا!
- من القرية إلى المقطم ثم إلى الاتحادية ثم إلى السجن ثم إلى ال ...
- الشعب والسيد و.. الاسم!
- السودانيون والمصريون وتماسيح النيل
- رضا الرئيس!
- عيد الخرس العُمالي!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - كلمات غضبٍ عن مقارنات الإسلام والمسيحية!