أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - نشأة الإنسان وما له وما عليه من حقوق وواجبات















المزيد.....

نشأة الإنسان وما له وما عليه من حقوق وواجبات


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6268 - 2019 / 6 / 22 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول أهل العلم والمعرفة : أن الكون وجد قبل الأرض والأرض قبل الإنسان وحينما وجد الإنسان كان يعيش مع الحيوانات ويطلق نبرات تشبه أصوات الحيوان ... إلا أن الإنسان دفعته حاجاته ورغباته بالتقرب والتعارف على أخيه الإنسان ومن ثم تكونت القبائل البشرية وأصبحت تعيش في مغارات كبيرة وأصبح (مخ الإنسان) يتحول ويتكون من تلافيف بعد أن كان من خطوط مستقيمة (وقد علق العلماء على تلك الظاهرة بأن الإنسان كان يعيش مثل الحيوانات على الفطرة وكانت خطوط مخه مستقيمة والآن أصبح الخط المستقيم في الحياة لا يلائمه ويعيش معها فأصبحت خطوط مخه ملتوية وحلزونية تنسجم مع حياته التي يعيشها مع أخيه الإنسان).
دفعت الحاجة أبناء القبيلة من أجل البقاء في الحياة بالبحث عن غذاء يتناولونه فظهر تقسيم العمل بينهم فكان الرجال والنساء كبار السن والعجزة يكونون ما يشبه المجلس لإدارة ورعاية القبيلة وأبنائها وكان الشباب يقومون بقنص وقتل الحيوانات وآخرين لجني الأثمار من أشجار الغابات وكانت السلطة للأم باعتبارها تقوم برعاية وإدارة المولود الذي تولده وكانت ممارسة الجنس محرمة مع أبناء القبيلة بعضهم مع بعض إلا أنها كانت تمارس بين أبناء القبائل الأخرى وقد ظهرت هذه القبائل في غابات أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا وكان يطلق عليها (المرحلة المشاعية) لأن وسائل الإنتاج كانت بسيطة مثل الحجارة والعصي والحياة مشتركة بين أفراد القبيلة وكان الغذاء يجلب إلى أعضاء المجلس ويقوم بتوزيعه بين أبناء القبيلة وقد استمرت هذه المرحلة آلاف السنين ومن ثم تحولت إلى مرحلة أخرى هي الرق والعبودية والإقطاع حينما كان الرجل القوي والشجاع يصطاد عدد يفيض عن حاجة القبيلة يحتفظ بها لنفسه وحينما كثر عدد هذه الحيوانات أصبح يحتاج إلى مكان يعيشون فيه فكان يحتاج إلى إنسان آخر يساعده في رعاية الحيوانات فأخذ يفتش عن الإنسان الخامل والعاجز عن الصيد وجني الأثمار يعمل لديه في رعاية الحيوانات لقاء طعامه فقط ومع مرور الوقت أصبح مالك الحيوانات يحتاج إلى طعام إلى حيواناته فاضطر الإنسان إلى زراعتها فوجدت ظاهرة الزراعة وفي تلك المرحلة أصبحت السلطة للأب حينما أصبحت للرجل زوجة وأبناء يسكنون في دار واحدة ...
في مرحلة الرق والعبودية ظهر رجال أقوياء أشداء يمتلكون البشر من العبيد والرق مع الحيوانات والأراضي الواسعة وكان الإنسان يصبح مملوكاً كالحيوانات يعمل ليلاً ونهاراً مقابل الطعام الذي يغذيه وقسم منهم بدون طعام يشاركون الحيوانات في طعامهم وظهر رجال يمتلكون أعداد كبيرة من الرجال ومن العبيد والأرقاء يجندون للغزو والحروب والسيطرة والاستحواذ على أراضي القبائل الأخرى وإخضاع رجالها إلى سلطة ذلك الرجل فأصبح يمتلك السلطة والأراضي الواسعة وكان يعتبر المالك والسلطان على الأراضي ومن يسكن بها إلى أن ظهر مرحلة النظام الإقطاعي وقد اختار الرجل المالك والمستحوذ على تلك الأراضي والمقاطعات أن يختار رجل من أبناء العشيرة أو القبيلة حاكم على أولئك الرجال التي تسكن تلك المقاطعة من الأرض وفي تلك المرحلة تحولت الفأس من الحجارة إلى فأس من النحاس أو الحديد وكذلك المنجل والسكين والمسحاة وكانت بداية لمرحلة الصناعة الحرفية وكان يقوم بهذه الصناعة رجال من الأسرى الذين ينتمون إلى قبائل أخرى وليس يعمل بها أبناء القبيلة وكان يطلق عليهم (القرغول) وقد أدت ظهور الصناعة الحرفية إلى ظهور التبادل البضاعي أي كمية من الحبوب تساوي منجل أو سكين أو فأس وكذلك تبادل الحبوب مع كمية أخرى من الحبوب المختلفة أو أشياء أخرى وقد ظهرت (العملة النحاسية) كنقود في التبادل السلعي والبضاعي وأصبح التاجر يحمل كمية من النقود ويتعامل بها في التبادل بدل أن يحمل كميات كبيرة من الحبوب أو غيرها إلى مناطق بعيدة ليتبادلها بسلع وحاجيات أخرى وأدى ذلك إلى ظهور مرحلة (البورجوازية) أي بداية ظهور مرحلة (الرأسمالية) وثم ظهرت (المانيفكتوريا) أي كان التاجر يجمع عدد من الحرفين تحت سقف واحد لإنجاز عمل السلعة لأنه في تلك الفترة كان كل حرفي يقوم بإنجاز عمله في بيته بمساعدة أفراد عائلته وظهر تقسيم العمل فأصبح كل حرفي يعمل جزء من السكين أو الفأس أو المسحاة وكان الحرفيون والتجار يعيشون في المدن وليس بالريف، وكانت هذه (الطبقة البورجوازية) أكثر ذكاءً وعملاً ونشاطاً من طبقة الملاكين الزراعيين والإقطاعيين الذين كانوا مشغولين بعبثهم وكسلهم وبذخهم فاستطاعت طبقة البورجوازيين تنحية وإجلاء هذه الطبقة (الإقطاعية) والقضاء عليها وذلك بالطرق التالية :
1) كان الإقطاعيون ومالكي الأراضي يحتاجون إلى النقود يقترضونها من أبناء الطبقة البورجوازية.
2) إن ورشات العمل كانت تحتاج إلى أيدي عاملة أو رجال لحماية القوافل التجارية التي تعود إلى التجار بين المقاطعات والأماكن البعيدة، فأصبح الأرقاء والعبيد يهربون من مناطق عملهم الزراعية التي تعود للإقطاعيين ومالكي الأراضي إلى المدن والعمل في ورشات العمل الصناعية أو في حراسة القوافل التجارية مما أدى إلى انخفاض عدد العاملين في الأراضي الزراعية وهربهم من الريف إلى المدينة وهؤلاء هم من الأرقاء والعبيد يباعون ويشترون مع الأراضي الزراعية فيهربون إلى المدينة يتحررون من صفتهم (رق وعبيد).
3) كانت المملكة أو الأراضي التي تعود للحكام آنذاك تتألف من عدة مقاطعات لكل مقاطعة حاكم يخضع للملك أو السلطان. كانت القوافل التجارية التي تعود لأفراد الطبقة الجديدة (البورجوازية) تدفع ضريبة لكل حاكم مقاطعة وكانت القوافل حينما تجتاز عدة مقاطعات تتكبد القافلة ضرائب كثيرة تؤدي إلى خسارة كبيرة للبضاعة ولذلك إن تلك المرحلة ظهرت فيها تكوين الدولة بسبب ظهور مفكرين وفلاسفة وغيرهم في المدن ومن ثم ظهرت السلطة المركزية في الدولة الواحدة.
4) كانت القرون الوسطى ومن ثم قيام الثورة الصناعية في أوربا وآسيا وما بعدها تعتبر مرحلة تحول كبير في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب الاختراعات والاكتشافات وظهور مفكرين وفلاسفة يدعون إلى حرية الإنسان ورعايته واحترامه وتحرره من الاستعباد والظلم والحرمان وكانت الثورة الفرنسية عام / 1789 كحد فاصل بين مرحلتين الإقطاعية والبورجوازية فشهدت نهاية حكم الإقطاع واستعباد الإنسان بسبب انتشار الوعي الفكري بين أبناء الشعب ومن ثم حركة الرئيس الأمريكي (لنكولن) إلى ثورة لتحرير العبيد وتطورت سلطة الحكم من استبدادية إلى ديمقراطية. كان المفكر الانكليزي (هوبز) يقول : (إن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان) لأن هذا المفكر الانكليزي نشأ في انكلترا في ظروف بداية ونشوء المرحلة الصناعية فيها الاستغلال والظلم والتعسف حيث كان الإنسان الذي انعتق من ظلم واستغلال المرحلة السابقة (الرق والعبودية والإقطاعية) أصبح يعيش في حياة أكثر ظلماً وقساوة من المرحلة السابقة ظلم واستغلال البورجوازيين أصحاب الورش الصناعية فكان يستغل العامل سواء كان رجل أو امرأة وحتى الأطفال القاصرين مدة العمل أكثر من اثني عشر ساعة في اليوم في قهر وسوء رعاية وظلم واستغلال ... فقال المفكر الفرنسي (جان جاك روسو) : أن سبب ظلم وتعسف حياة الإنسان ليس الإنسان وإنما ظلم المجتمع) ... ثم قال المفكر مونتسكيو : يجب أن تنظم الدولة وتقسم إلى ثلاثة مؤسسات التنفيذية والقضائية والتشريعية : فأصبحت الدولة تتكون من هذه السلطات الثلاث وأصبح للشعب سلطة تدافع عنه وعن حقوقه أن يعيش حياة حرة كريمة (سلطة نواب الشعب) وتأسست النقابات العمالية والمنظمات والجمعيات التي تدعو إلى احترام الإنسان وكرامته في الحياة وتدافع عن حقوقه في العمل وكافة مجالات الحياة الإنسانية وأصبح للإنسان حقوق وعليه واجبات وكذلك للدولة حقوق وواجبات فحقوقها على الشعب دفع الضرائب واحترام وطاعة القوانين والمراسيم التي تصدرها ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للعقاب أما واجبات الدولة تجاه الشعب أن توفر له الأمان والاستقرار والاطمئنان في حياة حرة وسعيدة وكذلك الخدمات مثل الماء والكهرباء والعمل والوظائف وتبليط الشوارع وإقامة الحدائق والمنتزهات وتوفر له المواد الغذائية وتقوم باستغلال باطن الأرض وظاهرها واستثمارها بتحويل المواد الخام إلى سلع وبضائع في مصانع ومؤسسات وتوفيرها للشعب والمحافظة على ثرواته وعدم استغلالها فقط للشعب وقد تم إنشاء مجلس نواب يدافع عن الشعب ومصالحه أمام تصرف وعمل الحكومة (السلطة التنفيذية) وتم إنشاء سلطة قضائية عادلة في النظر بالمخالفات التي تحدث بين الشعب ونواب الشعب وبين السلطة التنفيذية التي تتولى المسؤولية بتقديم الخدمات وكل ما يفيد الشعب ويحافظ على حقوق الشعب وسعادته ورفاهيته والمحافظة على حياته وممتلكاته وثرواته من العبث والتصرف غير المشروع بها والضرب بقبضة حديدية لكل من يتلاعب ويتجاوز على ثروة الشعب وممتلكاته وتنظيم حياة الشعب وصحته بنشيد المدارس والجامعات والمستوصفات والمستشفيات ومن أجل توفير السلع والحاجيات الصناعية والزراعية والغذائية يكتفي بها الشعب ذاتياَ وتشييد المصانع والمؤسسات والاهتمام ورعاية الزراعة بتوفير الأسمدة والماكنات الزراعية والقضاء على البطالة والفقر.
إن جميع هذه الخدمات التي تقدمها الدولة لقاء أجور (رواتب) تدفع إلى جميع منتسبي الدولة من رئيس الجمهورية إلى أصغر موظف يعمل فيها مقابل ما يقوم به الموظف من جهد أثناء تقديمه تلك الخدمات للشعب.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صديق عزيز
- صورة (5) ...!!
- أمراض خطيرة تصيب الشباب
- صورة (4) ...!!
- صورة ... من تجارب الشعوب
- حصان هارون المتقاعد
- أزمة السودان واحتمال إفرازاتها سلبياً أو إيجابياً
- صورة (3) ..!!
- صورة (2) ..!!
- صورة (1) ...!!
- الكاتب ومعاناته
- الإنسان في الواقع العراقي وظاهرة الانتحار المنتشرة بين الشبا ...
- الاستثمار الأجنبي في العراق
- هل أصاب فايروس (الفساد الإداري) مهنة الطب الإنسانية النبيلة ...
- الصراع الأمريكي – الإيراني وتأثيره على العراق
- الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء
- تدهور التنمية البشرية في العراق
- الظاهرة العراقية وقصص أيام زمان
- وداعاً المربي الكبير المناضل وهاب ناجي البصبوص الجدوعي
- وداعاً المربي الكبير .. ورفيق الدرب الطويل .. الشيوعي المخضر ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - نشأة الإنسان وما له وما عليه من حقوق وواجبات