أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي أحماد - من أوراق معلم بالأرياف المغربية














المزيد.....

من أوراق معلم بالأرياف المغربية


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 05:47
المحور: سيرة ذاتية
    


هيأت وجبة غذاء متواضعة من بيض وطماطم ، ومثل هذه الوجبة السريعة تغنيك عن صحن مرق من لحم وخضر يكلفك مشقة الإعداد وعناء طول الإنتظار . ظلت وستظل هذه الوجبة رديفة المعلم بالقرى والأرياف المغربية ، وكانت سببا في نسج نكات دسمة حول بخله والعيش على بيض العجائز كما يردد دائما احد أعمامي ويقول : " أينما مررت بقرية ووجدت قشور بيض وطماطم فثمة يسكن معلم " .. بعد الأكل احتسيت كأس شاي ب " الشيبا " فضل عن فطور الصباح ، وعلى رأي كاتب مصري ( إننا نحتسي الشاي لننسى مرارة ما أكلناه ) . مرارة لقمة العيش نستلها من الصخر بعريق الجبين . أنا معجب بهذه القولة لأن كل طعام البسطاء طعمه في مرارة الحنظل ... غسلت شعر رأسي وحلقت ذقني ثم اندسست في الفراش وقد وجدته دافئا لأني عرضته لأشعة الشمس فوق حائط قصير من التراب المدكوك قرب سكناي. نمت ليس طلبا للراحة ، فأنا بطبعي أكره وأبغض النوم نهارا ، ولكن أفعل ذلك مرغما لتجزية الوقت ، فأمامي عشية تطول والوقت يزحف بطيئا كسير السلحفاة . وليس ببيتي جهاز تلفاز أو مذياع . لا أبرح سكناي والبرد صقيع وكل الأماكن تهربني . لا مؤنس ..القرية صغيرة يرعاها جبل العياشي الذي ارتدى حلة بيضاء ومنظره يسر الناظرين ويدخل البهجة الى قلوب الفلاحين عربون موسم جيد . أزقتها متربة وأغلب بيوتها طينية لم يخالطها بعد الإسمنت ولكنها فخمة من الداخل فهي مزينة بالفسيفساء والجبص تشي بثراء بعض الأهالي الفاحش استحقت عليه بعض القرى لقب "الكويت".... ( إنها ثمرة / فاكهة التفاح التي أغوت آدم وأخرجته من الجنة ستُدخِل بعضكم جهنم ) هذا قول رجل من الريف يشتري غلة ضيعات التفاح وهو يخاطب الأهالي ...نهضت من النوم و عقارب الساعة تشير الى الثانية بعد الزوال . أججت نارا في مدفأة من صنع محلي من القصدير ولا شك أن منه متحت إسمها في بعض قرى الجنوب الشرقي من الوطن ( أقزدير ) ووضعت فوقها مرجلا صغيرا ( غلاي / مقراج ) من الألمنيوم بهت لونه الأصلي مما علق به من اوساخ ترسبت عبر سنوات العزوبة / تازوفريت ، والحق أن نساء المنزل المجاور – جزاهن الله خيرا – يلمعن الأواني عندما أنقل أمتعتي اليه خوفا عليها من السرقة . أعددت كأس قهوة سوداء لعلها تنعش جسمي وتبعد عني الخمول . خرجت من الغرفة ووقفت أستند الى الحائط أرقب المارة وأكرر العملية في سيزيفية ورتابة . هيأت بعض الحطب للتدفئة ليلا بفأس طلبتها من الجيران . عند المساء جاء شابان وبدأنا نلعب الأوراق ونأكل الفول السوداني وهو دأبنا وعادتنا ، ولعب الأوراق ( الرامي ) خير وسيلة للتسلي وهو قاتل للوقت بامتياز ويلهيك عن أمور تأبى أن تحشر أنفك فيها. يغادرني الشابان عند العِشاء للعَشاء وهو موعد يحترمانه، لأن من تخلف عنه لا تقبل منه شكاية . جاء شاب بعد ان خلت الغرفة ليدخن سيجارة وسألني : " هل سمعت الضجة في الخارج ؟ " قلت : " لا " .
كنا جلوسا ب " أخربيش " نتسامر ونصطلي وفجأة بدأ (... ) في مزاح خارج يعيب على (... ) أنه يشتري السجائر لوالد عشيقته ، بل وينفق على الأسرة بكاملها . ثارت ثائرة الشاب وفقد صوابه فصفع غريمه . ولأن الغريم يتيم لا يملك من الأمر شيئا ويخشى العواقب و تكفله جدته فقد فضل أن يرفع اليها شكواه . التقت الأسرتان تختصمان مما دفع الناس للخروج من بيوتهم فالفضول ينخر العقول . تراشق الطرفان بكلمات بديئة وفاحش القول دون حياء . اقترب الخال من (...) وأوسعه ضربا مبرحا وبدأ يصرخ بصوت جهوري وبشكل هستيري ( أحبها...أحبها ...لست أدري كيف ملكوا على جوارحي ...إنه السحر ... ) . صرخ في وجهه الخال ( لقد احببنا فتيات ووطئنا نساء محصنات وأرامل ومطلقات دون ضجة ، أما أنت أيها الطائش فقد مرغت وجوهنا في الوحل ) . تفرقت الجموع وآوى كل الى منزله وتناقلت الألسن الحكاية وربما زادت عليها من فرط الخيال الجامح . أعرف الخال زير نساء ( دون جوان زمانه ) أوقع في غرامه ثلة من إناث القرية ولقب من وقتها ب (....) لوسامته وجمال طلعته في زمان كان الزنا سمة الفحولة ، وتقاس قيمة المرأة / المحصنة بعدد عشاقها وتغيير أزواجها في بعض القرى المغربية وتفاخر بذلك غيرها من نساء الدوار . أكد لي رجل من القرية أنه كان الرجل منهم إذا ضاجع محصنة / زوجة غيره حافظ على ثيابه ، لا يغيرها أطول مدة لتلازمه ريح ضجيعته ويتباهى ويزهو بذلك أمام أترابه . زمن ولى وبقيت مغامرات الرجال والنساء حديث المساء وحسرة على ما فات . يرى ( .... ) أن أطرد بعض الذين يجتمعون عندنا بالغرفة ويعجب كيف نسمح لهم بذلك وهم من الرعاع والغوغاء وحديثهم ضجيج بليد جله حول النساء ومغامرات مواخير بومية ...ولكني لا أرى رأيه وأومن بقول فيكتور هيجو [ ليس لأحد الشرف أن يعيش حياته بمعزل عن الآخرين ] . إنهم يسعون وتبتغون صداقتنا وينشدون القرب منا ولنا فيهم مآرب ولهم علينا آلاء فمنذ عرفناهم لم نعد ينقصنا ماء للشرب أو خبز او حطب تدفئة وإذا أردنا مشاهدة برنامج تلفزي وجدنا لديهم الترحاب دون تأفف مع كرم الضيافة . كيف لنا ان نمنعهم دخول بيت هو أهون من بيت العنكبوت ، ولو رأوا منا فظاظة لا نفضوا من حولنا وتركونا في عزلة ....
عشيقة الشاب في عمر الزهور بيضاء البشرة ، ممشوقة القوام ، مكتنزة الأرداف ، نحيلة الخصر ، عاجية الأسنان ، فارعة الطول ، عيونها واسعة عسلية وشعرها كستنائي حريري طويل . ورثت الجمال عن الأم و العمات . ذات ليلة ضربا موعدا عند الواذي . فطنت الأم الى غيابها وتربصت بها عند الباب ، وعند رجوعها عنفتها فأغمي عليها وبدأت تتمرغ متشنجة وتهذب بكلام غير مفهوم ....فجلبوا لها فقيها يصرع الجن . ولسان أبيها ( عندما تكتنز أنثى الديك الحبشي تبيت خارج الخم )....



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السحور...دقات الطبل والوجل من - بغلة القبور - / فصل من ذكريا ...
- من أوراق معلم / 1987 | السلسلة والخاتم
- وداعا صديقنا ( ميمون ألهموس ) من أشاوس أيت مرغاد
- في حضرة عرافة
- طقس الشاي وقدسيته
- الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد
- تسبيح وحصى ..أمداح وقرآن يتلى
- من ذكريات التتلمذة / قصعة الكسكس
- من ذكريات التتلمذة بمدرسة تاشويت / التلاميذ وقصعة الطعام
- هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف
- جرادة....أنشودة الرغيف الأسود
- من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي / أريج القهوة ولواعج العذرية
- من ذكرى أبي / ديك - تاحمدجوت -
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي ( المغرب )
- الخطوة الأولى نحو المدرسة
- اللقاء الأخير
- الجمرة الخبيثة عراب موسم الخطوبة بإملشيل
- من ذكرى أبي الدراجة الهوائية
- من مذكرات معلم / وريث حمل ثقيل


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي أحماد - من أوراق معلم بالأرياف المغربية