أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عميرة هيس - بين الملثمين الجميلين والقبيحين














المزيد.....

بين الملثمين الجميلين والقبيحين


عميرة هيس

الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 00:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


هآرتس- 2/6/2019



* المجهولون الاسرائيليون الذين قاموا بمداهمة قرية جالوت موجودون ضمن الطيف الذي يوجد فيه الكوكلاكس كلان في امريكا. والمتظاهرون الفلسطينيون موجودون في التواصل التاريخي لمن يناضلون من اجل الحرية *



عندما يكون الملثمون من اليهود، مثل الذين قاموا بمداهمة قرية جالوت في 5 حزيران، يكونون قبيحين وحقيرين. وعندما يكون الملثمون فلسطينيون يتظاهرون عند الجدار في غزة أو كفر قدوم أو النبي صالح، يكونون جميلين ومؤثرين. لا يوجد أي شبه بين هاتين المجموعتين رغم التشابه الخارجي والآني بسبب اخفاء الوجه. المجهول الاسرائيلي يعرف أنه لن يصيبه أي ضرر حتى لو كان مكشوف الوجه. ملف التحقيق سيتم اغلاقه بسبب عدم اهتمام الجمهور.

تغطية الوجه هي جزء من فرض الخوف. الفلسطيني الذي يقوم بتغطية وجهه يفعل المفهوم ضمنا: تصعيب اعتقاله على الشرطة والجيش والشباك الانتقاميين حتى بعد عشر سنوات من تظاهره عندما كان فتى.

عندما يقوم شاب من فتيان التلال برشق الحجارة على المزارعين الفلسطينيين والسيارات الفلسطينية فهو يكون مخالف للقانون يسير في اعقاب جرائم الدولة. هذه هي الجرائم التي أقامت الفيلا لوالديه في المستوطنة، وتضمن سلامة البؤرة الاستيطانية التي ستولد من البؤرة التي يعيش فيها بسعادة.

وعندما يقوم شاب فلسطيني برشق الحجارة على الجنود وعلى الشرطة وعلى موقع عسكري محصن وعلى سيارات اسرائيلية فهو يعكس الحق والواجب التاريخي للاحتجاج على كل مخالف للقانون وكل مستبد أينما كان. ايضا اذا كان ما فعله يثير الشفقة ويائس، واحيانا ينبع من نزوة وجاء كتقليد، والآن أصبح غير ناجع لأنه لا يعتبر جزء من انتفاضة شعبية جماهيرية.

عندما داهم الملثمون اليهود جالوت وأحرقوا حقل قرب المدرسة، فقد عبروا بالصورة الوقحة والمميزة بأنهم محميون من أي عقاب. الشرطة والجيش حلفاؤهم، سيحصلون على جوائز على شكل تبييض بؤرتهم الاستيطانية، ودعم لكروم الزيتون التي يزرعونها في اراضي سلبت من الفلسطينيين بطرق الخداع. النار الحقيقية والمجازية التي يقومون بإشعالها كل يوم لا تمس الجمهور الاسرائيلي في الدولة.

هذا الجمهور سيشتري ويثني على النبيذ والزيت الذي يتم صنعه من كروم العنف وحقول الزيتون الذي يزرعونه في اراضي ليست لهم. عندما يطلق الغزيون البالونات الحارقة على البلدات والكيبوتسات التي تقع خلف جدار معسكرات الاعتقال التي يعيشون فيها فهم يعبرون بذلك عن اليأس والخنق وابداعية الضعيف. وهم يعرضون حياتهم للخطر. والنار التي يشعلونها تؤجج المشاعر الحزينة التي دبرتها اسرائيل والتي تتجاهل بشكل عنيد الاسباب.

الملثمون الاسرائيليون من يهودا والسامرة (الضفة) يوجدون في الطيف العنصري، المرضي الذي يوجد فيه الكوكلوكس كلان في امريكا. هؤلاء ايضا عملوا على تعزيز وتشجيع اجهزة القمع الحكومية. اخفاء الوجه والعنف في هذا الطيف يهدف الى زيادة النجاعة المادية التي تنبع من مكانتهم كعرق متفوق. أما الملثمون الفلسطينيون فيوجدون في التواصل التاريخي لمقاتلي الحرية، سواء عملوا بشكل سري أو علني. الانصار في يوغسلافيا وكتاب الكتابات المناوئة للإمبراطورية السوفييتية ومن ينظمون الاضرابات من اجل يوم عمل من ثماني ساعات والذين يناضلون من اجل حق الاقتراع.

مقابل على كل متظاهر فلسطيني ملثم هناك مئات الآلاف الذين يناضلون من اجل عدم قيام الحكومة وممثلوها في الادارة المدنية وفي المستوطنات بسلب قطعة الارض التي ورثوها من الاجداد وأجداد الأجداد. هم ابطال حقيقيون. بطل كهذا كان فوزي ابراهيم الحاج محمد من قرية جالوت، الذي توفي قبل سنتين.

لقد كان مريضا بالقلب، لكن الألم هزمه على ارضه التي سلبها اليهود وطمعوا بها من يهودا والسامرة. لقد هزم قلبه من حقيقة أنه من اجل منع الاحتكاك مع المستوطنين العنيفين، قام الجيش بمنعه من دخول ارضه وفلاحتها في الاعوام 2000 – 2007، وسمح له بالدخول اليها مرتين في السنة فقط، نحو خمسة ايام في السنة. لقد اورث أبناءه البطولة رغم أنفه وأنفهم.

"في كتلة شيلو اعتبروا ابراهيم شخص مستفز وخدم المنظمات اليسارية في محاولاتها الكثيرة من اجل التنكيل بسكان المستوطنات اليهود"، هذا ما كتب عند موته في "الصوت اليهودي". موقع انترنت للقوزاق المسروقين. وذلك بسبب أنه لم يتوقف عن العمل، واحيانا بنجاح، على استرجاع ارضه (بمساعدة مستمرة ومخلصة من المحامية قمر مشرقي اسعد).

في "سروغيم"، موقع قوزاقي آخر، قيل في 6 حزيران الحالي بأن ارهابيين عرب قاموا باشعال النار في موقعين قرب مستوطنة أحيا. حقيقة أن الاغلبية الساحقة من الاضرار حصلت في حقول فلسطينية وأن الحريق اندلع عندما قام ملثمون يهود باقتحام مدرسة في جالوت، لم تذكر في الخبر.

التقرير في "سروغيم" يبين لماذا المصدر المشترك المجهول لموقعهم ولوسائل الاعلام الاخرى يسارع الى نشر المعلومات المشوهة. في الخبر الذي نشر هناك كتب "في مستوطنة احيا قالوا إن الحريق حدث بسبب معرفة مشعلي النار للمنطقة". وحسب اقوال سكان المستوطنة "فقط قبل شهر دخل سكان عرب من جالوت بحماية قوات الامن للحراثة قرب موقع الحريق، والآن يتبين مرة اخرى أن كل دخول كهذا له ثمن".

هذا بسيط جدا. سكان البؤرة الاستيطانية احيا يؤلمهم أنه بقي للفلسطينيين خمسة ايام لفلاحة اراضيهم. وهم يطلبون من الجيش أن يمنع بشكل كامل أبناء فوزي ابراهيم بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام من فلاحة الاراضي التي توجد بملكية العائلة منذ أجيال كثيرة. وبهذا الشكل لا يعودوا يعرفون اراضيهم واليهود في يهودا والسامرة يسيطرون عليها.



#عميرة_هيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الملثمين الجميلين والقبيحين


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عميرة هيس - بين الملثمين الجميلين والقبيحين