أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد يوسف عطو - عفيفة اسكندر المطربة وصاحبة الصالون الثقافي














المزيد.....

عفيفة اسكندر المطربة وصاحبة الصالون الثقافي


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 16:38
المحور: الادب والفن
    


عفيفة اسكندر المطربة وصاحبة الصالون الثقافي

ولدت عفيفة اسكندر عام 1921 مع تاسيس الدولة العراقية الملكية,ومع ولادة رواد العراق في العلوم والفنون والشعر والاداب

.مسقط راس عفيفة اسكندر مدينة الموصل لاب عراقي مسيحي وام يونانية ,وغنت قبل بلوغها العاشرة من عمرها واصبحت نجمة المجتمع البغدادي في العقد الثاني من عمرها .

تزوجت باكرا من العازف الارمني اسكندر اصطفيان الذي كان يكبرها باربعة عقود ومنه اخذت لقبها ( اسكندر).مع انفتاح المجتمع البغدادي نحو الحداثة ,كانت عفيفة سكندر تخطو نحو الشهرة وكانت مطلوبة من ملاهي بغداد ونواديها الاجتماعية,حيث لم تكن الملاهي الليلية قد ارتبطت بصورة الابتذال او الرذيلة التي سارت عليها فيما بعد في العهد الجمهوري الذي قام بترييف بغداد ,فانهارت بتاثير قيم الريف القيم المدينية والحداثة القائمة على الانفتاح والاتصال مع روح العصر , حيث كان مكتب ( شركة غولدن ماير )الامريكية للسينما يتوسط اهم شوارع بغداد ,اي شارع الرشيد, وليس بعيدا عنه مكاتب شركات بريطانية والمانية ومحلات ازياء فرنسية .

من هنا لم يكن غريبا ان تتقن عفيفة اسكندر الغناء باللغات التركية والفرنسية والالمانية والانكليزية فضلا عن العربية والارمنية واليونانية.سافرت عفيفة اسكندر في اواخر ثلاثينات القرن العشرين الى القاهرة ( هوليوود الشرق )مغنية وممثلة مع فرقة بديعة مصابني ,ثم مع فرقة تحية كاريوكا .وبرزت في دورها في فيلم (يوم سعيد ) الى جانب محمد عبدالوهاب وفاتن حمامة .وشاركت في افلام في لبنان وسوريا ومصر ومنها فيلم (القاهرة – بغداد)للمخرج احمد بدرخان وعرض في بغداد في سينما روكسي .

حضرت عفيفة اسكندر الصالونات الثقافية في القاهرة منها : صالون المازني وصالون الشاعر ابراهيم ناجي .وعند عودتها الى بغداد اصبح عندها صالون ثقافي في منزل انيق وحديث يطل على نهر دجلة في منطقة المسبح .

وكان يرتاد صالونها الثقافي ابرز رموز الثقافة والسياسة في العراق ومنهم الشاعر حسين مردان ,وكانت تحبهحبا من طرف واحد ,ولم تحبه لشخصه ابدا , بل احبت فيه الشاعر الجريء والمتمرد .التقت عفيفة اسكندر في مصر بكبار الشعراء والفنانين امثال الشاعر ابراهيم ناجي صاحب قصيدة ( الاطلال )ومحمدعبد الوهاب وتحية كاريوكا .

حضر صالونها الثقافي نوري السعيد والامير عبد الاله وفائق السامرائي عضو حزب الاستقلال وعضو مجلس الامة وجعفر الخليلي والمحامي عباس البغدادي والعلامة الدكتور مصطفى جواد وكان مستشارها اللغوي , وعميدالمسرح العراقي حقي الشبلي وعبدالله العزاوي وصادق الازدي والمصور امري سليم والمصور الراحل حازم باك .والدكتور علي الوردي والشيخ جلال الحنفي .

غنت عفيفة اسكندر اكثر من اربعين قصيدة من عيون الشعر العربي منها ( نم . . نم وسادك صدري وطوع امرك امري )و (ياسكري ياعسلي )و ( غبت عني فما الخبر ؟ )وغيرها الكثير ..ومن اعنياتها بالعامية المحكية (بعيونك عتاب ) والتي غنتها في العام 1957 وقام بتلحينها احمد الخليل .

ومع تراجع القيم المدنية لصالح قيم الريف , سادت الغلاظة في السلوك والخشونة في اللسان حيث اهل السلطة والنفوذ ,سادت الخشونة مفردات الريف في اغنيات عفيفة اسكندر مثل( اريد الله يبين حوبتي بيهم )وغيرها ..

كتب الناقدالموسيقي علي عبدالامير في كتابه (رقصة الفستان الاحمر الاخيرة ):
(كانت عفيفة اسكندر تلاحظ انها تندثر تدريجيا , اغنية المدينة ,التي تغيب لمصلحة اغنية ريفية او هجينة غير محددة الملامح , كالفوضى التي راحت تواصل تفاصيل الحياة والحكم في بلادها .وليس غريبا ان حفلتها الاخيرة تزامنت مع دخول العراق مرحلةانحطاطه الفكري والانساني ,مرحلة الحروب والحصارات المتداخلة العام 1980 .وبلغ الامر ان اسمها بالكاد يذكر في التلفزيون الرسمي الوحيد,لتنزوي عفيفةاكثر فاكثر مع ذكرياتها , مراقبة عن بعد مشهد حياتها وهو يضيق .وهكذا – ايضا – انقضى القرن العشرين في العراق ومعه امال الناس في وطن تتضاءل مقدراته ,بل تقارب الاضمحلال ).

اعتقد من وجهة نظري الشخصية , ان عفيفة اسكندر تعرضت الى شائعات كثيرة , مصدرها سلطة البعث وصدام , لانها لم تغني للسلطة ابدا , وتم الترويج عدة مرات لخبر وفاتها ,فيما هي لاتزال على قيد الحياة .
ظهرت عفيفة اسكندر بعد سقوط نظام صدام على قناة الشرقية وهي قد بلغت من العمر عتيا . انتجت لها قناة الشرقية الفضائية مسلسل (فاتنة بغداد )حيث عرض في رمضان عام 2012 . ةرغم الاخطاء الفنية والتاريخيةالتي صاحبت المسلسل , الا انه ظل لمسة وفاء فنية لجهة الاحتفاء باسم الفنانة المثقفة والراقية عفيفة اسكندر .

كتب الناقد الموسيقي الراحل عادل الهاشمي عن الفنانة عفيفة اسكندر مايلي :

( هناك جانب خفي من حياتها الخاصة قد لايعرفه الكثير ,اذ انها كانت كانت وراء الكثير من حملة الشهادات والكفاءات .فقد تابعت دراستهم بالتعضيد المادي المباشر وكانت تطلب منهم عدم ذكر اسمها لان هذا عمل لله وحده).
توفيت عفيفة اسكندر في 22 اكتوبر 2012 , وقدطلبت في وصيتها ان تدفن في مقبرة الارمن ببغداد.

روابط ذات صلة :

عفيفة اسكندر ( نم ..نم وسادك صدري )

https://www.youtube.com/watch?v=CUQLjoFAtHQ



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائد جورج الموسيقار العراقي المهاجر
- حياتي بعد الموت بين العلم والحلم
- حنا بطرس المؤسس الاول للتربية الموسيقية
- منير بشير الموهبة والشخصية المثيرة للجدل
- ناظم الغزالي سفير الاغنيةالعراقية الاول
- نصير شمة استمرار لمسيرة جميل بشير
- جميل بشير وتراثه الموسيقي الخالد
- ظروف الفلاح في زمن المؤسسة الشيخية
- هجرات الفلاحين في العراق
- مائدة نزهت مطربة الغناء الراقي
- كاظم الساهر قيصر الاغنية والانسان
- تطور الموسيقى والاغنية العراقية
- القابلية على الاستعمار الخارجي والداخلي
- مصيدة الفئران السياسية
- كتابات على جدار الفكر والثقافة
- عادل الهاشمي شيخ النقاد الموسيقيين العراقيين
- غزو قيم الرثاثة للمجتمع العراقي
- ذاكرة العراق الفنية ومحاولة طمسها
- كشكوليات على جدار الحرية
- في انثروبولوجية الهوية


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد يوسف عطو - عفيفة اسكندر المطربة وصاحبة الصالون الثقافي