أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الحلي - قصة قصيرة / الغجر يسرقون الماعون















المزيد.....

قصة قصيرة / الغجر يسرقون الماعون


رحيم الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 6077 - 2018 / 12 / 8 - 18:44
المحور: الادب والفن
    


الغجر يسرقون الماعون كتابة رحيم الحلي

عاش ابو ذر الشاب الصغير في بيت طيني صغير لا تدخل الشمس غرفه الثلاث الصغيرة المتداخلة والتي اعتاد اهله تسمية الغرفة الوسطى بالليوان وان يتخذوها غرفة معيشة . لم تكن هناك فسحة سماوية في البيت بل مدخلاً ضيقاً في وسطه حوض صغير وصنبور ماء نحاسي صغير ، تلك الغرف الصغيرة ربما اجبرته الى الخروج والتحرر من جدرانها المتهاوية وهواءها الذي افسده دخان السكائر ورائحة النفط و الدخان من الموقد الخشبي او النفطي في احدى زوايا تلك الغرف ، خرج من تلك البيوت المزدحمة والحارات التي تنطلق منها رائحة المياه الاسنة التي ترميها النسوة في الازقة ، وبما انه لم يتعلم الشراسة حيث كان والده الحمال في السوق رجلاً طيباً هادئ الطباع قليل الاختلاط لذلك لم يتعلم ابو ذر القسوة التي طبعت سلوك الصبيان والشبان في تلك الحارة.
ربما كانت قراءاته المبكرة و فقر والده الحمال في سوق الحلة وبيته الطيني المتداعي في تلك الحارة الشعبية التي امتازت بغلاظة سكانها وخشونة الفاظهم وطباعهم الحادة الشرسة السبب الذي دفعه للبحث عن اسباب الفقر والى الابتعاد عن الحارة ، فلم يمر يوم في حياة حارة الكَرعين دون شجار بين الاطفال لينتقل الى النسوة التي ربما كن يجلسن قبل لحظات في مكان واحد لكن ما ان يتشاجر الاطفال حتى تبدأ النسوة بتبادل اقبح الالفاظ بحق بعضهن .
في البدء هرب من حارته الى المسجد القريب الذي عاد ترميمه احد الاقطاعيين الكبار في المنطقة ليكسب رضا الرب ووكلاءه من رجال الدين المجتهدين الذين يؤكدون ان من يبني المساجد والجوامع سيحصل على قصر كبير في الجنة مع بساتين كبيرة تمتلئ بالأشجار ذات القطوف الدانية وانهار من الخمر واللبن والحليب واعداد غفيرة من الحسناوات بعيون حوراء مع غلمان حلوين في عالم يخلو من الممنوعات ، في الدار الاخرى كما يدعي وكلاء الله يمكنك ان تفعل ما تحب وترغب ، وان تشبع غرائزك كما تحب وتريد دون حساب ، فلا رقباء متخفين يجلسون على اكتافك يسجلون حركاتك وسكناتك ويحاسبونك حتى على النوايا ، هناك تنتهي الحسبة فلا دار أخرى بعد تلك الدار ولا امتحانات ولا اختبارات جديدة .
في ذلك المسجد قرأ ابو ذر كل تلك الكتب في الخزانة الصغيرة التي وضعها الشيخ الشاب القادم من ارياف الجنوب والذي امتاز بروح الدعابة والنكتة التي لم ترق ابو ذر والتي كانت احد اسباب هروبه من الحارة ومن شبانها وصبيانها المشاكسين ، لم يقتنع ابو ذر بإجابات ذلك الشيخ لكثير من اسئلته حول الفقر والفقراء ولماذا لا توجد عدالة في الارض ؟!
لم يقتنع ابو ذر في اجابات الشيخ على اسئلته خاصة بعد ان لاحظ اهتمام الشيخ بالأغنياء من المصلين ، فقد عرف لاحقاً ان هؤلاء الاغنياء هم من يقدمون اموال الخمس والزكاة ، فماذا يستطيع ان يقدم اولئك الفقراء المساكين ؟!
ازدادت خيبة ابو ذر وهو يرى الاغنياء يحجزون الصف الاول عند الصلاة بينما كان والده الحمال وبقية الفقراء يقفون في الصف الاخير يتخللهم بعض الاطفال الذين هربوا مثله من الحارة ومشاكلها ، اما هو فقرر ان يذهب الى المكتبة المركزية في الصوب الصغير بين البساتين المطلة على الطريق الواصل بين العاصمة بغداد ومدينته الفراتية في تلك المكتبة اجتذبته القصص والروايات العربية والاجنبية والمجلات العربية وبدأ قراءة الكثير منها حيث اعتاد ان ينهي قصة او رواية خلال يوم او اكثر بقليل وكان يأتي بالكتاب الى البيت ليكمل قراءته في المساء .
في المقهى القريب الذي اشتراه المالك الجديد ابو اسيا من صاحبه القديم حياوي ، كان يذهب ابو ذر في بعض الاماسي الصيفية لمشاهدة اغنيات مطرب الحارة سعدي الحلي الذي ربطته به صلة قرابة ربما كانت سبباً في اهتمامه الشديد بمشاهدة العرض الاول لأغنياته الجديدة على التلفاز الذي لم يكن متوفراً في بيته ، ادرك ابو ذر الاختلاف الكبير بين المالك القديم للمقهى الذي كان رجلاً عصبياً شرساً وبين المالك الجديد ابو اسيا الذي كان رجلاً طيباً حنوناً والذي كان يتعامل مع الزبائن بكثير من الود والاحترام ، ولم يميز بين الكبار والصغار في تعامله الطيب المهذب .
وضع ابو اسيا في احدى زوايا المقهى خزانة خشبية صغيرة فيها بعض منشورات وزارة الثقافة والاعلام ، وأبدى اهتماما كبيراً بأبي ذر ، فقد وجده مختلفاً عن بقية صبيان الحارة حيث لاحظ هدوءه وتفوقه الدراسي ، فناوله سراً كتباً غير تلك المتوفرة في الخزانة اغرته تلك الكتب والمعاملة الانسانية من صاحب المقهى الجديد ابو اسيا للتردد على المقهى والتقرب من صاحبها الذي زوده ببعض الكراريس الشيوعية التي دفعته الى الانتماء الى تنظيمات الحزب الشيوعي الذي كان يتحالف مع سلطة البعث آنذاك ، حدثت انعطافه حادة في حياته وحياة معظم العراقيين حين تسلق الى هرم السلطة صدام وهو الشاب الطموح والقاسي والذي يدل اسمه الى بعض مكنوناته الشخصية صدام وهو الذي ازاح رفاقه البعثيين المعارضين بقوة السلاح و بالتعذيب والقتل وثم حدث انقلابه السريع والمفاجئ على حلفاءه الشيوعيين والبدء بحملة اعتقالات لتدمير تنظيماتهم .
بعد تعرض ابو ذر لاستدعاءات اجهزة السلطة ومعاملتها الفظة العدوانية قرر حينذاك مغادرة الوطن وقرر مع نفسه ان يزور ضريح الحسين ، لم يكن يعرف لماذا اختار الحسين دون غيره ؟! كان يفترض ان يذهب لزيارة ضريح الامام علي والد الحسين واحد الخلفاء الاربع وابن عم النبي ! لماذا كان يحب ابا ذر الحسين لهذه الدرجة ؟! ربما لأنه يساري الهوى يعارض الظلم والحكام الظالمين الذين يمارسون الاستبداد ويحكمون بالموت على معارضيهم كما كان يفعل الحجاج ، كان ابو ذر ينظر الى صدام الرئيس الجديد الذي جاء مع عصابته فوق ظهر الدبابة التي رفعت شعارات القومية العربية بدعم خارجي متعدد ومختلف ، كان يرى في صدام صورة الحجاج الثقفي فهو مستعد ان يقتل اقرب الناس من اجل السلطة ولا يحتمل اي صوت معارض لغروره ونرجسيته الحادة ، اتخذ البساتين دروباً في مسيرته صوب الحسين في تلك السنة الصعبة من حياته .
ابو ذر يساري تتابعه منظمة القمع في مدينته التي يسمونها جزافاً بمديرية الامن ، اضافة الى عيون المخبرين والمخبرات اللواتي كن يجلسن في الحارة وهن يراقبن الاجتماعات الحزبية في بيته الطيني الفقير، لقد استدلت عليه سلطات الامن من خلال تلك النساء الفقيرات اللواتي تطوعن لمتابعة نشاطاته ، بعضهن وقع في هوى المفوض الشاب الوسيم سلام والذي كان يدعوه شقيقهن والذي يسمونه في الحارة جبار ابن الخبازة والذي انتمى الى صفوف البعث منذ فترة حيث بدأ هذا الحزب بإغراء الشبان للانتماء عبر تقديم المكاسب الشخصية لهم فهذا الحزب الذي وصل الى السلطة حديثاً ابتكر طرق الغواية تلك لاختراق الناس والتلصص على روازين حياتهم .
لم يعد يخشى جبار ابن الخبازة من ضعف درجاته في النتائج النهائية فبفضل الانتماء للحزب سيتخطى حواجز الدرجات التي تؤهل الطلاب حسب كفاءتهم او مقدرتهم الذهنية فقد خصص الحزب للبعثيين بعض الكليات الخاصة وسوف يضمن جبار دخوله الى احدى تلك الكليات وبفضل الحزب سيجد فرصة للتعيين في دوائر الدولة ، المهم اقنع جبار ابن الخبازة شقيقاته بضرورة متابعة الاشخاص الغرباء الذين يأتون الى بيت ابو ذر ، لقد نجحوا في معرفة معظم الاشخاص الذين كانوا يأتون للاجتماع في الخلية الحزبية التي اصبح ابو ذر عضواً فيها ، فالمدينة صغيرة يعرف الناس بعضهم وكان جبار يتابع الاشخاص الى بيوتهم كي يستطيع رجال الامن معرفتهم حين يعجز جبار وشقيقاته من تشخيصهم .
في الطريق الى الحسين كانت سيارات الامن البعثية تراقب الزائرين وتنظر اليهم وكأنهم خطراً يهدد مستقبل السلطة ، كانت تلك السيارات تتوقف بشكل لا ينم عن ذوق واخلاق واحترام لتفتش المارين وتعتقل بعضهم ، اما ابو ذر الذي اتخذ طريقاً موازياً للطريق العام بين النخيل التي لم تستطع رغم كثافة اشجاره ان تحميه من عيون المراقبين فقد اخبره احدهم انه راه يمشي مع الزائرين الى الحسين حيث قال له يبدوا انك غيرت افكارك يا ابو ذر ولم تختر الا الطرق المعادية للثورة وسوف تتعرض للاعتقال فقد كثرت التقارير التي تكشف انك لا تحب الثورة وتناصبها العداء مع ان الثورة عينت والدك في شركة توزيع الزيوت النباتية في المدينة وهي احدى منجزات ثورتنا المباركة ، بعد سماعه تلك المفردات القاسية ادرك انه سيتعرض لاستدعاء اجهزة الامن السياسي من جديد .
حينذاك قرر ابو ذر مغادرة العراق ومغادرة هذا التوحش في التعامل فهو ليس عنده ما يخسره سوى بيته الطيني وحارته الفقيرة والبشر الغلاظ والذين اكسبهم الفقر والجهل شراسة الطباع ، لم تعد لديه احلام او غواية بل احزان وفقر وخوف وهواجس تقف على حافات السجن والاهانة والاذى ، غابت النخيل عن حارته التي لم تحتفل تلك البيوت بطلتها وقامتها العالية ، مثلما غابت النخيل عن السيدة زينب الحي الدمشقي الفقير الذي استأجر غرفة في احد بيوت المواطنين المشردين النازحين من الجولان المحتل .
عاشوراء في الغربة له طعم مختلف ، في الضاحية الدمشقية السيدة زينب لم يكن هناك سوى المهجرون العراقيون وبعض المهاجرين الشبان والفتيات اللبنانيات الجميلات اللواتي كن يرتدين بنطال الجينز وقمصان موردة تتهدل فوقها غابات من الشعر السارح مع نسمات الهواء الدمشقية ، هذا الاعداد من الزائرين جذبته للذهاب الى مقام السيدة زينب بقببه ومناراته الذهبية التي اعادت له صورة تلك المقامات الدينية التي اعتاد زيارتها ، كانت فرصة لتجديد الذكريات ، دعاه صديقه ابا عوف بإلحاح للذهاب الى احد المواكب لتناول القيمة حيث تمنَّع ابو ذر من الذهاب فهو لا يحب التدافع من اجل صحن من الطعام الذي لا يجد فيه شيئاً مختلفاً سوى مذاقه الطيب فهو لا يحب المزاحمة هكذا تعود في حياته ، قال له ابا العوف اخي ابا ذر انا سأتدافع واتي لك بصحنك يا صديقي ، فقط تعال معي .
في الموكب الصغير تزاحم الناس هناك على الشباك الصغير عند احدى الغرف المبنية في قبو البناء ، حيث وقف احد الرجال الذي اعتمر السواد ووضع وشاحاً اسوداً يحمل اسم الموكب على دشداشته السوداء التي تناثرت عليها بقع المرقة مثل نقاط كبيرة من الزهر على لوحة مظلمة ، حاول ابو ذر الانسحاب لكن اصرار صديقه ابا العوف الذي يعرف تعففه عن تلك المشاهد التي يتزاحم فيها الكثير من الناس حيث تتداخل المشاعر والذرائع والاسباب ، انتبه ابا ذر الى الغجر الذين تصدروا المتدافعين والذين كانوا يخطفون الصحون بطريقة همجية وقحة ، اصاب ابو ذر الحزن الشديد حيث سيبقى في الصف الاخير ولن يزاحم الاخرين وسيبقى الاول عند المحن والمصائب ، ادرك ان الغجر سيخطفون الكبة من الماعون ولن يكون هناك ما يمنعهم من الوصول الى المال والطعام سيتصدرون المشهد في كل مكان وزمان ، اما ابو ذر فستبقى الصحراء والمنافي قدره الازلي ..




#رحيم_الحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصار قصة كتبها رحيم الحلي
- صياد الجوائز / قصة قصيرة كتابة رحيم الحلي
- الحصان
- قصة العربة
- ناظم الغزالي السفير الاول للاغنية العراقية / رحيم الحلي
- الفنان جعفر حسن .. ستون عام من العطاء
- رحيل السيد عزيز محمد السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي العراقي
- الصبح آتٍ
- قصة قصيرة بعنوان الوتد
- اعتذار الى الشاعر الراحل غالب ليلو
- زيارة غير خائبة
- عربة الاغاني
- حطب الايام
- جبار الغزي الشاعر المتشرد
- قصة قصيرة بعنوان فارس من الكوفة
- هل ستعود البلابل الى بساتينها ؟
- المطرب ستار جبار بلبلُ في بستانٍ محترق
- الشاعرالغائب ذياب كزار ابو سرحان‏
- في الذكرى السادسة لرحيل الأديب والمناضل عبد الغني الخليلي
- كمال السيد .. ذكرى وتأريخ حياة


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الحلي - قصة قصيرة / الغجر يسرقون الماعون