أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - التطور الطبيعي للفساد














المزيد.....

التطور الطبيعي للفساد


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6003 - 2018 / 9 / 24 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعلمنا عن ثورة يوليو أنها قامت ضد الفساد، وأنها حرصت على ارجاع الحقوق الى أصحابها، وأنها عملت على مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة وجهازها الإداري القادر على متابعة ومراقبة وإدارة أموال الشعب ووضعها في مكانها الصحيح ومحاسبة الفاسد والسارق ومن أجل ذلك تم انشاء العديد من الجهات الرقابية التي تساعد على كشف الفساد في مهده، وهو ما لم يدم طويلا.
فيوم بعد يوم ترهلت هذه المؤسسات وأصبحت التقارير التي تقوم باعدادها لا تجد لها مكانا إلا الأرفف والأدراج حيث اصبح يعلوها التراب ولا يتم استخدامها إلا لعقاب الغير مرضي عليهم والخارجين عن طوع شبكة الفساد.
توغلت الواسطة في الهيئات والمؤسسات الحكومية وغابت الرقابة وأصبحت بمثابة عبيء على الدولة، وزاد نظام تعيين المستشارين من خارج هذه المؤسسات والذين هم في أغلبهم من ضباط الجيش والشرطة المتقاعدين في الأعباء الملقاة على عاتق هذه الهيئات التي أصبحت تأكل الموازنة العامة للدولة ولا ترقي أصحاب المهارات والمبدعين والخبراء ولكن تضع المناصب في يد الأكثر تزلفا والأعلى واسطة.
بل أن الفساد أصبح يطرد كل من يتمتع بالموهبة أو الشرف أو يتميز بالجدية ويحاول أداء عمله على أكمل وجه.
صارت العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة والسفلة في أعلى السلم الوظيفي وانقلب الهرم، ووصل حال البلاد إلى ما هي عليه الأن.
ولم يكتفي الفساد بالتفشي في المؤسسات والهيئات الحكومية ولكنه مثل الفيروس النشط صار يصيب جميع مناحي الحياة حتى صارت الدولة بأكملها مصابة بالعطن من أعلاها إلى أسفلها.
غاب القانون وعلا صوت البلطجة وتمكن الفساد واصبح كل من لديه السلطة أو المال أو كليهما معا قادر على فعل أي شيء بدون أي اعتبار للقانون.
بل أن الجريمة الوحيدة في هذا البلد أصبحت في ان تتمسك بالشرف وأن لا تنافق ولا تمالئ ولا تقبل بفسادهم.
فلم يعد عداءهم منصب على من يعمل على محاسبتهم على فسادهم فهؤلاء تم التخلص منهم والتنكيل بهم ولم تعد لهم القدرة على مواجهة ما يتعرضون له من ضغوط.
ولم يعد عداء هؤلاء مع من يعرض جرائمهم في حق البلاد والعباد على الناس من خلال وسائل الاعلام فكل هؤلاء قد تم اسكاتهم بطرق عديدة واغلقت الصحف والقنوات التلفزيونية وطارد الفساد ليس فقط كل صاحب قلم حر وانما كل صاحب موهبة وكل من يتمتع بشئ من المهنية، فلم يبقى الا الحثالة الذين يتمتعون بدرجة من الجهل لو وزعت على سكان الكوكب باكمله لعادت الارض الى العصر الحجري.
والأن بعد أن تمكن الفساد من كل شئ واصبح يغلق علينا السمع والبصر وتشم رائحته في الهواء والماء والغذاء، اصبح هؤلاء يطاردون وينكلون بكل من يرفض فسادهم بينه وبين نفسه، ومن لا يصفق ويرقص لجرائمهم في التفريط في ثروات البلاد واراضيها ومصانعها ومقدارتها.
صار عداء هؤلاء مع كل من يحمل في نفسه بذور الرفض واثار الثورة على فسادهم وظلمهم وعتيهم، وحتى ولو لم ينطق وحتى ولو حبس نفسه في بيته، فالفساد لا يثير حفيظته مثل الشرفاء والعاهرة تود لو كانت كل النساء عاهرات أو فلتلطخ سمعتهن وتدمر حياتهن وهذا ما يفعله النظام الفاسد في كل إنسان مازال يتمسك بالشرف والأخلاق والوطنية ويرفض الانضمام الى جوقة المزمرين والراقصين على جثة الوطن أو يكون جزء من فسادهم ويمارس ما يمارسون من جرائم.
الفاسد يرفض من ليس على شاكلته في فساده ويطارده في كل شق وكل حفرة فهو يذكره بمدى قذارته ودنائته وفشله.
إن العيش وسط كل هذا القدر من الظلم والفساد لأمر فوق طاقة البقية الباقية من شرفاء هذا البلد الذين عانوا الأمرين تحت حكم مجموعة من حثالة البشر الذين لا يتورعون عن عمل اي شيء أو بيع اي شيء أو نهب أي شيء.
مصر جحيم الشرفاء.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر دولة مش معسكر
- انفراط العقد
- الخوف
- معركة النفس الطويل
- ثمن القهر
- نقاب حلا
- المسرحية
- الحمار مسعود يواجه حرب الشائعات
- معجم السيساوي
- مصر والعراق الى أين ؟
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد
- صمت القبور
- تأثير الفرد
- الخيانة عادة أهل الخيانة
- التنظيف على الطريقة السيساوية
- عندما يحكمك المجرمون والعملاء


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - التطور الطبيعي للفساد