أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - عين إيران على مابعد إدلب!















المزيد.....

عين إيران على مابعد إدلب!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6003 - 2018 / 9 / 24 - 05:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ارتضت ايران لنفسها أن تلعب لعبة الرجل الواقف في الخلف وتترك للرئيس الروسي فلادمير بوتين تنظيم الاتفاقات التي تخص سوريا على غرار الاتفاق الروسي التركي بشان إدلب، الذي أعلنه الكرملين على لسان دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس بوتين؟
في طهران ثمة اعتقاد أن على إيران أن تبقى بالفعل خارج المناكفات الدولية والإقليمية المباشرة حول عموم الملف السوري،وأن تترك لموسكو أن تكون في الواجهة وهو ما تم الاتفاق. عليه خلال زيارة مستشار المرشد علي أكبر ولايتي مبعوثاً عن السيد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني(النظام)، وأن يفعل بوتين مايراه مناسباً للحفاظ على مكتسبات التدخل الروسي الايراني المباشر في سوريا وتحقيق الهدف الأكبر وهو تطهيرها من الاٍرهاب ومنعها من التقسيم.
ومن هنا فان الاتفاق الروسي التركي حول إدلب لا يمكن اعتباره نهائياً. لأنه لايصب في تحقيق ذلك الهدف، وهو أيضاً ليس من مصلحة الرئيسين بوتين وأردوغان، فبقاء مجموعات إرهابية مثل "دولة الخلافة الاسلامية" أو "جبهة النصرة" في شمال سوريا، يهدد تركيا نفسها،حيث يُمكّن المجموعات الإرهابية من التوغل في مناطق نفوذها.
ولهذا تجدالايرانيين يبدون واثقين من أنه بعد إنشاء منطقة معزولة حول إدلب، سيتم القضاء على الإرهابيين من قبل القوات السوريةوالتركية أيضاً بمساعدة روسيا.
واستنادا إلى هذا يمكن اعتبار الاتفاق الروسي- التركي اتفاقاً مرحلياً مؤقتاً، تم وفقه تأجيل هجوم قوات الجيش السوري وحلفائه بما فيهم روسيا وإيران على إدلب لغاية شهر تشرين الثاني نوفمبر موعد فرض العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران.
دور إيران
قضت الخطة التي عملت عليها ايران وحلفاء الرئيس السوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا في 2011 حتى الآن، أن يجري نقل المسلحين الذين يرفضون التصالح مع الدولة السورية من المناطق التي يستعيدها الجيش السوري والحلفاء، الى محافظة "إدلب" الواقعة شمال غرب البلاد، لتتحول تدريجياً الى آخر جبهات القتال للمعارضة السورية والمقاتلين الأجانب. وتعتبر إدلب حالياً أكبر المناطق المتبقية تحت سيطرة معارضي النظام السوري والتي تشكل أكثر من 60 بالمئة من الأراضي التي بقيت تحت سيطرة تنظيم ما يعرف بـ"هيئة تحرير الشام" والذي تشكل من قياديين سابقين في تنظيم "القاعدة".
لقد وضعت الحكومة السورية والحليفان الايراني والروسي، تحرير محافظة إدلب في رأس أولوياتها،لكن بالنظر إلى تأريخ الصراع السوري الذي تجاوز السبع سنوات يمكن القول بأنه من دون الدعم الروسي الإيراني لبشار الأسد لما تحققت كل هذه الإنجازات على أرض الواقع.
فمنذ أن توصلت كل من روسيا وإيران وتركيا للاتفاق الأخير بشأن حل الأزمة السورية في مؤتمر "آستانة"، عاد الهدوء التدريجي الحذر لمحافظة إدلب إلى حد ما.لكن الآن وبعد مرور الوقت وتصاعد حدة الأزمة في المحافظة تسعى الأطراف الثلاثة الى إيجاد صيغة حل سياسي فعال للخروج من الأزمة. وبالرغم من هذه المعطيات الإيجابية التي تجسدت بتفاهمات ميدانية في مناطق مختلفة، إلا أن الاجتماعات التي عقدتها الأطراف الثلاث في كل من آستانه، وسوتشي، وأنقرة وطهران لم تفض إلى أي تسوية نهائية ودائمة لإنهاء الصراع الدائر داخل الأراضي السورية والسبب هو تباين نظرة كل من موسكو، أنقره وطهران للأزمة.
وبغض النظر عن الاتفاقات التي توصلت لها جميع الأطراف إلا أن الدور الإيراني الداعم للأزمة السورية كان واضحاً كونه الأقرب للنظام السوري بتوافق مصالحهما.
ولقد برزت بعض الاختلافات بين روسيا وإيران أثناء قيام الجيش التركي بعملية اجتياح مدينة عفرين شمال غرب سوريا، عندما أظهرت موسكو نفسها طرفاً محايداً في النزاع، حينها قامت الجماعات المسلحة المقربة من طهران ودمشق بدخول الأراضي السورية لدعم الجماعات الكردية المقاتلة في عفرين، إلا أن الموقف الأخير لكل من أنقرة وموسكو ألقى بظلاله على الأزمة السورية بحيث اغلق الأبواب أمام أي إنفراج في المدى المنظر. في الأزمة، الامر الذي جعل الجماعات المسلحة المقربة إيران تبدي استياءها من الأمر وهددت بتوجيه ضربات عسكرية للقوات التركية المتواجدة داخل الأراضي السورية.
ومع إستمرار التطورات في المنطقة والحديث عن ضرورة إتخاذ إجراءات ملموسة وعملية لحل الأزمة في إدلب يمكن القول إن طهران كانت (قبل الاتفاق الروسي التركي) تنسق مع دمشق بمباركة موسكو لتحرير إدلب بالحرب دون إنتظار أي إتفاق جديد بين الأطراف الرئيسة في الأزمة السورية، من اجل استعادة إدلب من المعارضة السورية.
إلا أن الضغوط السياسية والاقتصادية الأخيرة والعقوبات التي وضعتها حكومة "ترامب" قد تدفع إيران لتغيير نهجها حيال سوريا وأن تتحذ الحيطة والحذر أكثر من ذي قبل وأن تكون تحركاتها متوافقة ومتوازية في اطار التفاهمات أولاً قبل كل شيء، ووافقت على الاتفاق حتى قبل أن يلتقي بوتين بأردوغان في إدلب من منطلق تغيير الأولويات ، وأن وقوع نزاع مباشر بين طهران وأنقرة قد يتسبب في أزمة إنسانية جديدة وقد يدفع الكثير من السكان المدنيين في إدلب للنزوح الأمر الذي سينبيء بكارثة إنسانية جديدة.
كما أن هناك بعض العقبات التي تحول دون القيام بعمليات عسكرية في الوقت الحاضر في إدلب، منها طبعاً العدد الكبير للسكان المدنيين وإنتشار التنظيمات المسلحة في مختلف المناطق، ومن هنا فان الاتفاق سينقل التنظيمات المسلحة إلى مناطق أبعد من خط التماس في إدلب .
وتقول التقارير إن عدد المدنيين في المنطقة يقارب الثلاثة ملايين، كما يوجد ثمانون ألف مسلح في المنطقة يشكلون خطراً على أرواح المدنيين إذا ما بدأت أي عملية عسكرية لتحرير إدلب.
تفاهمات
يعتقد الايرانيون ومعهم السوريون أن إتفاق إدلب سيتيح لسوريا النجاح في تطبيق سياسة "القضم التدريجي" للأراضي الخاضعة لسيطرة المسلحين، رغم أن اما الدولة السورية وطهران، والحلفاء(حزب الله والعراقيون) شككوا بموقف تركيا التي يقولون إنها تلعب لعبة مزدوجة لشراء الوقت لإقناع الولايات المتحدة باستئناف دعمها للمتطرفين من أجل زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.ولفتوا الى لقاء جيم جيفري، المبعوث الجديد لوزارة الخارجية الأميركية، والمبعوث الخاص لسوريا جويل رايبورن في جنيف مع المبعوث الأممي في الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وما يسمّى بـ "المجموعة الصغيرة" من الدول المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، بحضور مسؤولين من مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتّحدة،وقالوا إن معركة الحسم في إدلب قادمة لامحالة، فالرئيس الإيراني، حسن روحاني، يوم أعلن الجمعة 7 سبتمبر أيلول ، أن المرحلة القادمة في سوريا بعد إدلب هي شرق الفرات، مشيراً إلى وجود قوات من الولايات المتحدة هناك بشكل غير شرعي.
وفي هذا الواقع تأتي الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على سوريا ماجعل
ياسين أقطاي مُستشار الرئيس التركي يتَّهَم إسرائيل بمُحاوَلة “تخريب الجَو الإيجابيّ الذي ظَهَر بعد اتِّفاق إدلب، وأنّ إسقاط الطائرة الروسيّة يُؤكِّد أنّ إسرائيل تُريد إضعاف سوريا وزَعزَعة استقرارها واستمرار الحَرب والقَتل فيها، سواء كانَ يَحكُمها الرئيس الأسد أو غيره، حتّى لا تكون هُناك دولةٌ قويّةٌ في جِوارِها!
ويضع جمهور ايران وحلفاؤه الاعتداءات الاسرائيلية على اللاذقيّة تحديداً ، في سياق واحد مع الرسائل التي وجّهها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرُلله في أكثر من اتجاه، ولعلّ أعنفها تهديده لإسرائيل من مغبّة شنّ حرب على لبنان "لأنها ستواجه مصيراً لم تتوقّعه في يوم من الأيام"!..
لكنْ كل هذا لم يمنع دون بروز مؤشر عن تأثير اتفاق إدلب على التفاهمات المطلوبة في العراق على تشكيل الحكومة المقبلة، إذ غرد السفير البريطاني في بغداد جون ويلكس، الخميس على تويتر مشيراً من طرف خفي الى تفاهم إيراني أمريكي (بواسطة بريطانيا) حول تشكيل الحكومة المقبلة في العراق قائلاً :
دعوت سعادة السفير الإيراني ايرج مسجدي الى نقاش صريح حول آخر المستجدات في العراق واتفقنا على أن الحكومة القادمة يجب أن تحسن خدماتها المقدمة و توفر الوظائف الى الشعب!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتداء المنصة في الأهواز ...السعودية كانت هناك!
- البصرة..فتنة تلد أخرى!
- قمة طهران الثلاثية حول إدلب: الرسالة وصلت!
- خامنئي يبقي على روحاني... الى حين!
- السياحة الدينية الجنسية في ايران ... النقش على الماء !
- الحكومة المقبلة في العراق بين ماكغورك وسليماني، والباقي ترجم ...
- ايران وتركيا تقاومان العقوبات الأمريكية بالريال والليرة !
- إيران: الخير فيما وقع !
- أنا مع الاحتجاجات من أجل الحقوق ولدي الحل !
- احتجاجات البازار عجلت بسقوط الشاه هل تسقط روحاني ؟!
- ايران في الجنوب السوري .. حكومة معتدلة بيدها بندقية !
- ايران وقمة سنغافورة : الصدمة !
- تغيير النظام في ايران بين الواقع والخيال!
- أهداف ايران في الانتخابات العراقية !
- ايران رابحة في اليمن مالم تخسر في غيره !
- إيران وضرب سوريا : لكل مقام مقال !
- الى إيران : حصونكم مهددة من الداخل !
- أحمدي نجاد أم عودة الاحتجاجات ؟!
- أحمدي نجاد والقوى الخفية معه يخلقون الأزمات في إيران!
- تركيا في عفرين..تجاذبات ماقبل الطوفان!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - عين إيران على مابعد إدلب!