أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الحرب على الأقصى والتقسيم المكاني















المزيد.....

الحرب على الأقصى والتقسيم المكاني


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6002 - 2018 / 9 / 23 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب على الأقصى والتقسيم المكاني
بقلم :- راسم عبيدات
منذ تاريخ ما يسمى بذكرى خراب الهيكل اليهودي في تموز الماضي وحتى هذه اللحظة،نشهد تصعيداً غير مسبوق في العدوان على المسجد الأقصى،عدوان تقوده وتنفذه جمعيات تلمودية وتوراتية متعددة "طلاب من اجل الهيكل" و"نساء من اجل الهيكل" و"حاخامات من اجل الهيكل" و"إئتلاف من اجل الهيكل" وغيرها من الجمعيات التلمودية والتوراتية المتطرفة...والشيء اللافت في الحرب المستمرة والمتواصلة على المسجد الأقصى،ليس زيادة حجم ووتيرة واعداد المقتحمين للمسجد الأقصى بمباركة المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي،ومشاركة اعضاء كنيست ووزراء في عمليات الإقتحام،بل نجد ان عمليات الإقتحام تلك تترافق بإجراءات عقابية غير مسبوقة بحق المصلين والمواطنين الفلسطينيين وحراس وموظفي وسدنة المسجد الأقصى،لجهة تعرضهم للضرب المبرح والقمع والتنكيل،والإستدعاء للتحقيق والإعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس،وفرض القيود عليهم ،ومنع حراس المسجد الأقصى وموظفيه من الدخول،وبالمقابل نجد بان من يقومون بعمليات الإقتحام من المستوطنين والجمعيات التلمودية والتوراتية،يمارسون كل أشكال الإستفزاز والعربدة والبلطجة تحت حماية وحراسة شرطة الإحتلال وقواته الخاصة،مثل الدخول بلباسهم التلمودي والتوراتي وأداء طقوس وصلوات تلمودية وتوراتية في ساحات المسجد الأقصى،شتم وتقريع المصلين بألفاظ نابية،والقيام بالمسيرات الإستفزازية في داخل البلدة القديمة والتعدي على التجار وبالذات في سوق القطانين وإجبارهم على إغلاق محلاتهم التجارية...الخ .
والشيء الخطير والذي يجب التنبه له،بأن اغلب صلواتهم التلمودية والتوراتية تجري في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى،منطقة باب الرحمة،وقد عمد المقتحمون الى اداء طقوس وصلوات تلمودية في مقبرة باب الرحمة،وجرى النفخ في البوق هناك،بما يؤشر الى ان الهدف لمثل هذه الإقتحامات المتواصلة والمستمرة،هو فرض السيطرة على مقبرة باب الرحمة،التي تحول جزء منها الى حديقة تلمودية توراتية وممرات ومسارات توراتية بعد الإستيلاء عليه،ولذلك نرى بأن الهدف من هذا التصعيد في عمليات الإقتحامات،هو التمهيد لتغيير الواقع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى،المرحلة الثانية من المشروع والمخطط الصهيوني لفرض التقسيم المكاني على المسجد الأقصى،كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف،وكذلك تحويل الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى لمجرد وصاية شكلية،ليس أكثر،واخراج الأوقاف الإسلامية من دائرة المسؤولية الإدارية عنه.
عندما يصل الأمر الى درجة قيام احد رجال شرطة الإحتلال الذين يوفرون الحماية للمستوطنين المقتحمين إدخال زجاجة خمر الى ساحات الأقصى،فهذا مؤشر على مدى العنجهية والإستهتار بمشاعر المصلين المسلمين ومشاعر مليار ونصف مسلم وعدم الإحترام لقدسية المكان .
المعركة القادمة والحرب الدائرة على المسجد الأقصى المتواصلة والمستمرة،سيكون عنوانها الصراع على هوية المكان،هوية القسم الشرقي من المسجد الأقصى،باب الرحمة الذي يدعي المتطرفون الصهاينة بانه الباب القديم والجديد للهيكل المزعوم، وهذا يعني بالملموس الجزء الشرقي من صحن الأقصى والممتد من باب الرحمة الى مدخل التسوية الشرقية " المصلى المرواني"،وبما يشمل كذلك مقبرة باب الرحمة.
ما يجري من تصعيد و"بروفات" تمهد للتقسيم المكاني للأقصى،بعد ان تم إنجاز التقسيم الزماني،بتحديد ساعات في الفترتين الصباحية وما بعد الظهر يقوم بها المتطرفون الصهاينة بإقتحام المسجد الأقصى، حيث عمد الاحتلال الى اغلاق المسجد الأقصى مرتين لفترات قصيرة خلال شهر واحد في تموز وآب الماضيين،تحت حجج وذرائع مضايقة المصلين الصهاينة والإدعاء بقيام شاب فلسطيني بمحاولة طعن بالقرب من احد بوابات الأقصى وانه خرج من المسجد الأقصى،والإحتلال في عمليات الإغلاق يقوم بعمليات قياس وجس نبض لردود فعل المقدسيين اولاً،بإعتبارهم الحلقة المركزية في الدفاع عن المسجد الأقصى،فالمحتلون لديهم أوهام بان الحرب التي يشنوها على المقدسيين في كل الإتجاهات وعلى كل الصعد،ستضعف من عزيمتهم وإرادتهم وتشتت جهدهم،فالمحتل يعتقد بان معركة كمعركة الدفاع عن الخان الأحمر،المستهدف سكانه من التجمعات البدوية بالطرد والتهجير القسري، وكذلك محاولات الإستيلاء على عدة قطع أراضي وبيوت في منطقة الشيخ جراح وكبانية ام هارون لإقامة مشاريع استيطانية جديدة،على انقاض أراضي وبيوت المقدسيين،وإقامة مئات الوحدات الإستيطانية،و"طحن" المقدسيين في كل تفاصيل ومناحي حياتهم الاقتصادية والإجتماعية،وحالة الشرذمة والإنقسام الفلسطيني،والإنهيار العربي غير المسبوق والذي وصل حد تعفن النظام الرسمي العربي،ولم يعد يجيد أكثر من لغة الشجب والإستنكار بلغة خجولة ،او التباكي على بوابات المؤسسات الدولية والبيت الأبيض الأمريكي.
اخشى ان تكون العوامل التي أستطاعت ان توفر تحقيق نصر مستحق في معركة البوابات الألكترونية في تموز من العام الماضي،لم تعد قائمة ومتماسكة كما يجب،فالمحتل بات "يتوحش" و" يتغول" بشكل غير مسبوق على شعبنا ومقدساتنا،فهو يريد أن يستثمر إنتقال الإدارة الأمريكية الحالية لمرحلة المشاركة الفعلية والمباشرة في العدوان على شعبنا الى جانب دولته عبر الإعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس ،ومحاولة تصفية وكالة الغوث واللاجئين الفلسطينية " الأونروا" في القدس ،وتقليل المساعدات المالية الأمريكية للمشافي العربية في القدس،بما لا يقل عن عشرين مليون دولار،بما يمكنه من تجريد المقدسيين من ممتلكاتهم ومقدساتهم، ولذلك نرى بان الحرب على الأقصى تتصاعد وتائرها بشكل غير مسبوق،في إطار حرب شاملة،يسعى المحتل الى صبغها بالطابع الديني لكي يتمكن من فرض وقائع التغيير القانوني والتاريخي لوضع المسجد الأقصى عبر تقسيمه مكانياً .
على ضوء الحرب المستمرة على المسجد الأقصى اقتحاماً وحفريات وإقامة أبنية تلمودية وكنس ملاصقة للأقصى،وأنفاق تحفر أسفله تمتد الى خارج جدران البلدة القديمة،وبالتحديد الى منطقة عين اللوزة في سلوان،والتوسيعات الجارية على ساحة البراق، والتصدعات في الأساسات الغربية للمسجد الأقصى،فإن المسجد الأقصى يقترب من ذروة الخطر الجدي والحقيقي،والذي يتطلب مجابهة ومواجهة المخطط الإسرائيلي،عبر رسم استراتيجية شمولية لكيفية الدفاع عنه وحمايته من مخاطر التقسيم المكاني،قبل الإنتقال الى مرحلة هدم المسجد القبلي وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم مكانه،إستراتيجية رأس حربتها المقدسيون،ولكن بالضرورة ان يُسند المقدسيون في مواجهتم واشتباكهم الشعبي الجماهيري السلمي مع المحتل،بخطوات عملية فلسطينية وعربية وإسلامية تصلب من موقفهم وتدعم وتعزز صمودهم،ليس فقط عل صعيد الموقف السياسي والنضال الدبلوماسي والقانوني والحقوقي،بل يجب أن يردف ذلك بضغوط جدية وحقيقة على دولة الإحتلال والدول الداعمة له،بما يشمل استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية والمالية ضد الدول التي تقف الى جانب دولة الاحتلال،وتوفر لها الدعم والغطاء في إجراءاتها وممارساتها وقراراتها وتشريعاتها وقوانينها المستهدفة تجريد المقدسيين من أرضهم ومقدساتهم.
المرحلة القادمة في الحرب على الأقصى،سيكون عنوانها الصراع على الهوية للقسم الشرقي من المسجد الأقصى، باب الرحمة ومقبرة باب الرحمة،وهذه الحرب ربما تدفع الأمور نحو قيام هبة شعبية جماهيرية واسعة على غرار هبة باب الإسباط في تموز/ 2017 ،وهذا كله يحتاج الى توحد ميداني لكل المكونات والمركبات السياسية والدينية والمجتمعية والشعبية في القدس،على ان يتناغم ذلك ويتكامل مع موقف وإرادة رسميتين ترتقيان الى مستوى الخطورة التي يتعرض لها الأقصى.

فلسطين – القدس المحتلة
24/9/2018
0525528876
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستكون تركيا قادرة على تحقيق مضمون التفاهمات ..؟؟؟
- المشهد الإقليمي ذاهب نحو التصعيد
- حول المشاركة في الإنتخابات لبلدية - القدس-
- حرب إسرائيلية - أمريكية على شعبنا في كل الإتجاهات
- جرائم قتل ...فوضى وفلتان مستمرين وحلول غائبة
- وتستمر المأساة العربية والفلسطينية في العيد
- لإغلاقات المتكررة للأقصى ....بروفات للتقسيم المكاني
- اجتماع للمركزي ...ام اجتماع لحركة فتح
- اجتماع للمركزي .....أم اجتماع لحركة فتح..؟؟
- مع بدء سريان العقوبات الأمريكية على ايران ...المنطقة على صفي ...
- سوريا على اعتاب نصر نهائي على الإرهاب
- الأقصى سقط الحجر .....وتعاظم الخطر
- لسنا هنود حُمر يا قادة اسرائيل ولن نختفي أو نتبخر
- غزة تصعيد فتهدئة ...وتهدئة فتصعيد
- في الإنتخابات لبلدية - القدس- ...المقدسيون بين جدلية الوطني ...
- لماذا لا تحتفل الشعوب الأخرى بهذا الشكل - المفجوع-...؟ ؟؟؟
- صمود نساء الخان الأحمر تعرية للنظام الرسمي العربي
- هل تكون هناك مصالحة وفق المقاسات الأمريكية....؟؟؟
- هل تنجح دبلوماسية - كأس العالم- التي يقودها بوتين..؟؟؟
- حتفال روسيا باليوم الوطني في -الإمبسادور- لماذا كل هذا التحر ...


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الحرب على الأقصى والتقسيم المكاني