أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - (حسين الحكومة) و..حسين الناس














المزيد.....

(حسين الحكومة) و..حسين الناس


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5997 - 2018 / 9 / 17 - 13:25
المحور: المجتمع المدني
    


(حسين الحكومة) و..حسين الناس
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
في العراق لدينا (حسينان) يظهران بتناقض حاد في كل عاشوراء..(حسين) يظهر من المنطقة الخضراء وحسين تغص الشوارع براياته السود.(حسين) الحكومة..غني مترف تمد له صحون (ابو العراوي) و(المفطح) و(القوزي) والقيمة المطعمة بنومي بصرة وهيل ودارسين وبهارات قيمة..يتفقدها معمم حكومي من احفاده يلطم صدره بخفه و(نزاكه)،خرج من قصره في (الخضراء ) بحمايات وهمرات ورباعيا وسيارات مضلله، يصحبه وزير او نائبه وكبار المسؤولين في الوزارة التي تعود لعائلته!. وحسين الناس..فقير..مظاوم..يقطعون المسافات قاصدينه مشيا على الاقدام،يباتون الليل في العراء..ويكتفون بلفة فلافل..ينوحون ويلطمون ويبكون..ويشكون له ضياع عمر وبؤس حياة وقسوة ضيم ما شهدوه من يوم استشهاده.
ذلك هو المشهد الذي عشناه من خمسة عشر عاما،غير ان عاشوارء هذا العام لن يكون كسابقاته..فصعود احزاب الاسلام السياسي الشيعي في 2005 هبط في 2018،والأقسى على قادته أن الذين هتفوا بصعودهم واوصلوهم الى السلطة هتفوا الآن بسقوطهم وأحرقوا مقرات أحزابهم.
الذي حصل،وتلك خطيئتهم التاريخية، انهم حين استلموا السلطة (او سلّمت لهم )،دفعتهم سيكولوجيا الضحية الى ان يعتبروا العراق غنيمة لهم..فتقاسموه،ولم يخطر على بالهم شعب اضطهده النظام السابق وادخله في حروب كارثية وحصار لثلاثة عشر عاما..فاهملوه تماما،لأن من (قوانين )الضحية انها تفكر في نفسها فقط وتبالغ في تعويض حرمانها.
لم ينتبه قادة أحزاب الاسلام السياسي الشيعي تحديدا الى ان الحاكم الذي يستهين بشعبه يتحول الى مستبد،وكانت بدايات استبدادهم انهم بعثوا بأحد (مناضليهم) الى سطح العمارة المطلة على ىساحة التحرير ليعطي الأوامر بضرب المتظاهرين في شباط 2011..وتابعوا استخفافهم وسخريتهم من تظاهرات شعبهم سبع سنوات عجاف لسببين آخرين:يقينهم بانهم محميون في منطقة محصنة وكل (قائد) منهم لديه فوج حماية،وأنهم جيران السفارة الآمريكية التي يخافها الجميع. وتجاهلوا ادراك جماهيرهم لحقيقتهم أنهم طلاّب سلطة ومال ولا يعنيهم أمر الناس وان سجلت مدنهم اعلى درجات الحرارة في تموز دون كهرباء،او شربوا الماء المالح مع انهم في اغنى مدينة في العالم!
وغطرسة حكام الشيعة اوصلتهم الى انهم لم يصدّقوا ان جماهيرهم ادركت انهم استغفلوا،وأن أكثرهم عظّوا اصابعهم البنفسجية ندما على انتخابهم اشخاصا خذلوهم واستفردوا بالسلطة والثروة،ورؤيتهم لمبان مختلسة من الحكومة تخفق عليها رايات عاشوراء،وعقارات في ارقى احياء بغداد..بيعت لمسؤولين وقادة احزاب بثمن بخس،وتهم فساد مخجلة صار يكيلها معممون حسينيون لمعممين حسينيين!.
كنا اشرنا سابقا الى ان التحليل الدقيق لمقولات الامام الحسين يجعلنا نستنتج انها تضمنت،وقبل اربعة عشر قرنا!، نفس القيم التي تبنتها حديثا منظمات حقوق الانسان المتمثلة بـ(العدل - والاخلاق - والحريات - والحقوق – والواجبات)..ونفس التحذير الذي وجهته الامم المتحدة حديثا بان انتهاك حرية الانسان وكرامته يجر الى مآس واحتراب يلحق الخراب بالوطن ويشيع الكراهية والعنف بين مكونات المجتمع.ونفس الهدف الذي تبنته الدول المتحررة في دعواته الإصلاحية إلى صيانة الكرامة الإنسانية،ورفض العبودية،وتحديه الذلة التي يريدها الطغاة للأحرار.وتوعية الناس بدورهم الاخلاقي والاجتماعي والديني في اصلاح شؤون الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،وتنبيههم بأن مواصفات الحاكم العادل هو ذلك يحكم بالحق ويحترم آراء الناس ومعتقداتهم ويجعل القانون معيارا لهيبة الدولة ومشروعية حكمه،باعتماد مقولته:(ولعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب،القائم بالقسط، الداين بدين الحق،الحابس نفسه على ذات الله).وتوكيده على الحاكم ان يعمل بتعاليم الاسلام التي تؤكد على قيم العدالة بين الناس في امورهم المعيشية والخدمية وعدم معاقبتهم في ارزاقهم،وان لا يفرّق بين احد من الرعية على اساس القرابة او الطائفة او العشيرة.
والذي حصل ان الجماهير التي كانت قيمها راكدة،مستكينة لغاية 2015..اخذت تقارن بين قيم حسين الناس وقيم (حسين)السياسيين،اوصلتهم الى اكتشاف انهم كانوا مخدوعين وعلى (نياتهم)،وكانت هي المرة الأولى بعد 2005 التي يشعر فيها حكام الشيعة بالخوف من حسين الناس بعد ان كانوا يعيشون الزهو والتباهي بأنهم حسينيون..فيما اوصلتهم تظاهرات 2018 الى حالة الرعب..التي ستضعهم امام بديلين: اصلاح انفسهم والتصالح مع جماهيرهم..وهو الأضعف،او استخدام كل الوسائل (العنف،الأغراء،شراء الذمم..) للقضاء على التظاهرات..وهو المرجح..دون ان يدركوا انهم سيتحولون الى (يزيد) في نهاية قد تكون اقبح من نهاية صدام.
ومفارقة تراجيدية سيسجلها الترايخ:ان عطاشى كربلاء في مشهد قتل الحسين بعاشوراء (63) يقابله الآن مشهد عطاشى البصرة بعاشوارء (1440)،باستثناء غريب..ان حاكما فاسدا من سلالة معاوية هو الذي حرمهم فيما الذين حرموا اهل البصرة حكّام من احفاد الحسين!..وان هؤلاء العطاشى ومعهم الملايين صاروا على يقين من مقولة سيدهم الحسين (اني لا ارى الحياة مع الظالمين الا برما وما الموت الا سعادة).
16 ايلول 2018
6 محرّم 1440



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة تجمع عقول عن تظاهرات العراق في النجف
- الشخصية العراقية في زمن الطائفية - دراسة علمية
- رؤية (تجمع عقول) في تظاهرات العراق
- البيان الختامي لندوة تجمع عقول
- شخصية السياسي الفاسد،سوية أم مريضة نفسيا؟(2-2)
- شخصية السياسي الفاسد،سوية أم مريضة نفسيا؟(1-2)
- النكتة..وسيلة المكبوتين لقهر القهر!(4-4)- تحليل سيكوسوسيولوج ...
- صعود احزاب الأسلام السياسي الشيعي وهبوطها
- بيان تجمع عقول عن تظاهرات العراق
- انتفاضة تموز 2018،العراقيون..الى أين ذاهبون؟
- مونديال روسيا 2018 بعدسة سيكولوجست
- النكتة..وسيلة المكبوتين لقهر القهر!(3-4)- تحليل سيكوسوسيولوج ...
- النكتة..وسيلة المكبوتين لقهر القهر!(2-4)- تحليل سيكوسوسيولوج ...
- النكتة..وسيلة المكبوتين لقهر القهر!(1-4)- تحليل سيكوسوسيولوج ...
- سيكولوجيا المقالب التلفزيونية - رامز تحت الصفر انموذجا
- الصوم بمنظور علم النفس الغربي..أصدق تحليلا
- تجمع عقول يدين الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي العراقي
- من حكومات الصراع الشيعي السنّي لحكومات الصراع الشيعي الشيعي ...
- العزوف عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية- تحليل سيكوبولتك
- استطلاعات الرأي بالمرشحين للأنتخابات البرلمانية-الحلقة الأخي ...


المزيد.....




- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - (حسين الحكومة) و..حسين الناس