أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - يوسف الاشيقر - أزمة المياه في العراق: مقترحات وحلول جديدة















المزيد.....

أزمة المياه في العراق: مقترحات وحلول جديدة


يوسف الاشيقر

الحوار المتمدن-العدد: 5997 - 2018 / 9 / 17 - 01:07
المحور: الصناعة والزراعة
    


لا شك ان واحدة من اهم مشاكلنا المزمنة في العراق هي نقص المياه. ولم تفلح كل الحكومات منذ عقود في حل هذه الازمة بعد تجريب كل الطرق التقليدية المكررة. لهذا نحتاج للتفكير خارج الصندوق وخارج المألوف لنجد حلا طويل الامد ومستداما. وقد حضرت بالسنوات الاخيرة عددا من المؤتمرات والنقاشات المعمقة بين خبراء اكاديميين وحكوميين بارعين في طرح وتحليل المشكلة ولكنهم للاسف كانوا عاجزبن عن حلها, والدليل هو تفاقم المشكلة سنة بعد اخرى, حتى وصلنا لانتفاضة وثورة البصرة الاخيرة والتي استطاعت لحسن الحظ الاطاحة برؤوس كبيرة واعادة ملف المياه الى الواجهة. وهذه مجموعة من الملاحظات والاقتراحات والحلول التي تجمعت وتخمرت لدي مع الوقت.

بالمختصر, ان ما يصلنا كعراق من مياه دجلة والفرات سطحيا هو 20 مليار متر مكعب بالسنة بينما حاجتنا الفعلية التنموية حاليا تصل الى ضعف هذه الكمية اي 40 مليار متر مكعب, وستزداد مع الزمن مع النمو السكاني والعمراني والزراعي. لو ضاعفنا واردنا او حصادنا المائي من 20 الى 40 نستطيع المحافظة على الاهوار التي بدات بالتآكل والانحسار واعادة الحياة لبحيرات الثرثار والحبانية والرزازة بما تمثله هذه المسطحات المائية من فرص للتنمية السياحية والاقتصادية والتوظيفية والبيئية ولكننا الان لا نستطيع ضخ اي مياه لهذه المسطحات نظرا لشحتها ووجود اولويات اخرى. لندرس الان اول 20 مليار, اي مياه الرافدين دجلة والفرات وكيف نتعامل معها حاليا:

مياه الفرات منذ لحظة دخولها الاراضي العراقية بمدينة القائم هي ملوثة وغير كافية. فالفرات الان فقد عذوبته وينتهي بالاهوار او حتى قبلها ولا تصل قطرة منه الى شط العرب. كل التلوث واقتطاع حصتنا الطبيعية يحصل بالاراضي السورية. فهناك اتفاق ثلاثي بين دول الفرات يحدد الكمية التي تطلقها تركيا على حدودها مع سوريا (500 متر مكعب بالثانية) ولكن ليس بين العراق وسوريا اي اتفاق رسمي حول الكميات ولا النوعية. بينما دجلة يصلنا حتى اطراف بغداد الشمالية بدرجة عذوبة مقبولة وصحية وان كان بكميات قليلة ومتناقصة, ليتم تلويثه بمختلف الملوثات كمياه المجاري والصرف الصحي والازبال وحتى مخلفات مدينة الطب وباقي المستشفيات والمعامل, ليخرج جنوب بغداد كامل التلوث وغير صالح. اما حين وصوله الى البصرة عبر شط العرب فالتلوث اكثر بكثير ومياه الخليج العربي فوق ذلك تندفع نحوه باتجاه معاكس لتلوثه اكثر او ليلوثها هو نظرا لعدم وجود سد امام مياه الخليج المالحة. هذا هو كل وارد الماء (العذب) الذي يصلنا حاليا.

الحل المقترح لنهر الفرات هو تخصيص مليار دولار سنويا من ميزانية العراق تحت مسمى اعادة اعمار سوريا او غيره من المسميات تصرف فقط على تطوير الري والمبازل والمجاري في حوض الفرات بالبادية السورية, فنحصل مقابلها على مياه اكثر ونوعية احسن ونساهم في دفع عجلة نمو الاقتصاد السوري الافقر منا كثيرا. وليس امامنا من طريق اخر لاجبار الحكومة السورية على تنفيذ ما نريده منهم بموضوع الفرات الا اذا دفعنا لهم تكاليفه. اي اننا ندفع المليار مقابل مياه انظف وانقى تصل الينا وبكميات اكثر نستفاد منها على طول حوض الفرات في العراق لكي نعيد الانتعاش للاهوار.

الحل المقترح لدجلة يتكون من شقين: اولا وقف التلوث غير المبرر وغير الاخلاقي وغير القانوني في بغداد فورا وذلك بتفعيل وتطبيق قوانينا البيئية والبلدية النافذة التي يتم كسرها نهارا جهارا. اما الشق الثاني فهو في ضرورة بناء السد بين ما يتبقى من نهر دجلة في البصرة وبين مياه الخليج. فتركيا وكل دول العالم يتهمونا جزافا او محقين باننا نهدر مياه دجلة بالخليج كاغبياء ولن يتعاطف احد معنا بكل الدنيا ما لم نبن هذا السد. موضوع السد جنوب البصرة بمنطقة الفاو تقريبا ينقسم حوله الخبراء العراقيون انقساما جذريا وعميقا بين مؤيد له بالمطلق وبين معارض بالمطلق. انا اضم صوتي الان للمعارضين لاسباب غير فنية وانما لاسباب استراتيجية ومستقبلية. وادعو بدل ذلك لبناء سد شمال البصرة وليس جنوبها, وبعيدا عن الحدود الايرانية. فايران قطعت وللابد نهري الكارون والكرخة الذين كانا يصبان تاريخيا في شط العرب. واذا قمنا كعراقيين بايصال الماء العذب من دجلة الى الشط في البصرة فاننا نفتح على انفسنا بابا جديدا لاستغلال مياهنا وسرقتها لانهم بشاطئوننا بهذه المنطقة وسيطمعون بمياهنا اجلا او عاجلا. اما السد شمال البصرة فسيجعلنا بمأمن على مياهنا, على ان نوسع قناة البدعة ونرفع كمية ونوعية المياه الواصلة خلالها للبصرة, كما هو حاصل من عقود.

واذا اردنا مضاعفة مواردنا المائية وتوليد 20 مليار متر مكعب سنويا اضافيا فيمكن ضمان نصفه واكثر من الحصاد المائي السليم للامطار والنصف الاخر من مياهنا الجوفية. اذ يسقط علينا سنويا من الامطار مع حرارة الجو ومناخنا الاجرد الصحراوي بمعظمه اكثر من 80 مليار متر مكعب من المياه كاملة العذوبة لا نستغل حتى 10% منها, والباقي يتبخر معظمه او ينزل للمياه الجوفية. ومن خلال سلسة من السدود الترابية قليلة التكلفة وباقي المعالجات البسيطة يمكن بسهولة حصد 10 مليار متر مكعب سنويا كما تفعل السعودية والاردن وباقي الدول عديمة الانهار. اما مخزوننا المؤكد من المياه الجوفية العذبة فبتعدى 400 مليار متر مكعب. ويمكننا ضخ 10 مليارات منها كل سنة بدون فقدان المخزون لانها ستتجدد طبيعيا. وبذلك نحقق اكتفاءا ذاتيا بالمياه يكفي كل حاجاتنا الحالية والمستقبلية.

لو تناقشت مع اي مسؤول حكومي عن المياه بالعراق حول امكانية توليد هذه الكميات من حصاد المطر ومن باطن الارض فهو لن ينفي هذه الامكانية بل وسيؤكد لك انها مذكورة بالاستراتيجية العراقية للمياه طويلة الامد (السرية) ولكنه سيبدي مخاوفه غير المبررة من اننا سنتعرض لحرمان اكثر من المياه من قبل ايران وتركيا اذا كشفنا عن مصادرنا المائية الداخلية والذاتية وبدأنا باستغلالها. وكأن الاتراك والايرانيين اغبياء ولا يعرفون بامكاناتنا الذاتية وليس عندهم خبراء مياه قادرين على تقدير وحساب مياهنا السرية! بل وكانهم لهم يحصلوا من خلال اتباعهم على نسخ فوتو كوبي من الاستراتيجية التي قامت بكتابتها لنا شركة ايطالية مقابل 50 مليون دولار لتظل بالادراج ويحرم منها الباحث العراقي بينما الاخرون مطلعون عليها. اذ بتقدير الجميع ان تركيا وايران لا تستطيعان ولا تسمح سدودهما والاعراف والقوانين الدولية من حرماننا اكثر مما يقومومان به الان, وعلينا البناء والحساب وفقا لامكاناتنا وبما هو متوفر الان وكما تقوم به كل دول العالم.

هذا الاستغلال المطلوب لمياه الامطار والجوف يجب ان يصاحبه مشروعان مهمان؛ الاول هو الحزام الاخضر الاستراتيجي بعرض كيلومترين على الاقل وبطول 1000 كيلومتر على يمين نهر الفرات من ادنى نقطة بالجنوب الى الحدود السورية وعلىى يمين دجلة شمال بغداد الى حدود تركيا لمنع زحف التصحر والاتربة والعواصف الغبارية التي تلوث المياه وتزيد التبخير كما توفر بيئة انقى واجمل. كما نحتاج الى مشروع عملاق لتحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء جنوب البصرة بكلفة 5 مليار دولار على الاقل وهي اقل من حصتها المتوقعة والقانونية والشرعية من البترودولار لعام 2019 وحده. لا يوفر ذلك فقط فرص عمل للالاف من العاطلين وانما يساهم بحل ازمة الكهرباء ويقلل من الاعتماد على مياه النهرين ليتسنى لنا تحويله للزراعة والصناعة وتربية الثروة الحيوانية والسمكية واعادة احياء بحيراتنا الجميلة.



#يوسف_الاشيقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تطوير القطاع الصحي في العراق : تحديات ورؤى
- باي باي احزاب ، ، نهاية عصر الأحزاب بالعالم
- كيف اوقعنا الفأر بالحفرة؟ في 9 نيسان 2003
- العلاقات العراقية السعودية نموذجا,, نحو سياسة خارجية ليبرالي ...
- باي باي اوباما .. سيرة وتراث خاذل البشرية!
- الليبرالية هي سر نجاح وتقدم الامم.. وليس الديمقراطية
- الحياة كظاهرة فيزيائية كونية .. صراع الماء والكاربون
- ما هو عدد اللادينين والملحدين في العراق؟
- كلا... لتنفيذ أحكام الأعدام في العراق
- التصور العلمي للخلود والحياة بعد الموت


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - يوسف الاشيقر - أزمة المياه في العراق: مقترحات وحلول جديدة