أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - كي لا ننسى - دروس من انتفاضة البصرة-














المزيد.....

كي لا ننسى - دروس من انتفاضة البصرة-


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5996 - 2018 / 9 / 16 - 23:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد اعطت انتفاضة البصرة دروس عديدة للتعلم منها. واول هذه الدروس هي حاجة الناس المحتجة، الشباب المتظاهر، الى الادراك والثقة بقدرتهم على احداث تغيير حقيقي، ثقتهم بقدرتهم على ادارة وتنظيم شؤونهم بنفسهم، بان بامكانهم ليس فقط السيطرة على شوارع المدينة، بل ان يمسكوا زمام وامور المدينة بايديهم، ولن تنقصهم القوة لفعل ذلك ان امنوا بضرورة القيام بهذه المهمة.
ان الطبقة المتحاصصة على حساب راحة الجماهير، والتي وصلت فيها درجة الحرمان الى حد فقدان الماء، وليس الكهرباء وفرص العمل، اثبتت المرة تلو الالف، بان ليس لديها ما تقدمه للاستجابة لمطالب الناس. فلا يكفيها حجم اطماعها وسعيها للنهب كبرجوازية محلية، بل ويساعدها في ذلك الرأسمالية العالمية حيث يدفعها صندوق النقد الدولي الى ان تخلي مسؤوليتها تجاه المواطن. بحجة تقوية الاقتصاد الرأسمالي الحر عبر تبني نظام الخصخصة واخلاء الدولة لمسؤولياتها في توفير فرص العمل وفي توفير الخدمات، وفي توفير الصحة وفي توفير التعليم. فهذه الحكومة والحكومة القادمة، سائرة وبشكل حثيث ومنظم على طريق "اخلاء مسؤولية الدولة". لتبقى موارد النفط لها وللشركات الاجنبية لتنعم بها. والمواطن ان احتج سيقمع!! لانهم تكرموا عليه بتوفير فرصة التعبير عن الرأي بالتصويت في الانتخابات لاحد مرشحيهم. هذا هو برنامجهم.
ولا يمكن ان يختلف اثنان على ان الطبقة السياسية التي حكمت العراق منذ عام 2003 ولحد جدال هذه الايام حول انتخاب رئيس البرلمان ونوابه، عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية، فكيف سيكون بمقدورها حل مشاكل المجتمع ومطالب وحاجات الملايين من الناس في توفير مستلزمات العيش؟.
اذا كان النمط السائد هو ان رجالات وربما نساء الحكومة يشترون المواقع الحكومية "بزودهم" ولم يحصلوا عليها لا مجانا ولا بسعر رخيص ولا بانتخاب ناخبين، لا تغيير حقيقي يمكن ان ياتي على ايديهم. فشخوص هذه السلطة لا يروا الدولة سوى شركة كبيرة، يستثمروا الاموال فيها، لتدر عليهم المزيد من الاموال. فالموقع الحكومي بالنسبة لهم لايشكل لهم مكانا للخدمة بل هو مكانا للاستثمار. وبالنتيجة لا يعّدوا انفسهم مسؤوولين عن الاجابة على مطالب الناس، الامر الذي يفسر شراسة التنافس والصراع على توزيع المناصب الحكومية. لذا، هذه الطبقة المتسلطة على رقاب الجماهير، بهذه الوجوه، او بوجوه اخرى، ليس لديها ولن يكون لديها ما تقدمه للجماهير المليونية.
الا ان ما تقوم به الطبقة المتسلطة على رقاب الجماهير، هو جزء واحد في القضية. ان الجماهير هي في الكفة الاخرى، ولديها من القوة ما يمكنها ان تقلب الامور رأسا على عقب. ولكن من اجل ان تقلب الجماهير الامور وبشكل فعلي رأسا على عقب، هنالك عمل هائل وجاد يجب ان ينجز. بحاجة الى عمل هائل جاد وجدي بقدر جدية الطبقة الحاكمة في دفاعها المستميت عن مصالحها. فمن اجل احداث تغيير حقيقي على الارض من قبل الحركات الاحتجاجية الحالية او القادمة هو الاهمية القصوى لادراكها لقيمة واهمية وحجم قواها، ثقتها بنفسها ليس فقط هو ثقة باسقاط حكومات فحسب بل ادارة شؤونها بنفسها، ان تطرح نفسها بنفسها ولنفسها بديلا للسلطة السياسية. ان تغادرالخطاب الدارج مرة واحدة وللابد، الذي يقدس العفوية. ليست هنالك عفوية توصل الى نتائج لصالح الجماهير. ان الطبقة الحاكمة تخوض حربا مسلحة، تقتل وتغتال وتخطف وتسجن وتحرق مقرات بعضها البعض من اجل ان تدافع عن مصالحها وتستميت في الدفاع عنها، انها جادة وبالغة الجدية في عملها، فلا يمكن الارتكان الى العفوية وتقديس اللاتنظيم كانه منجى وسيوصل الى بر الخلاص. ان هذا تلاعب بحياة ومصير الناس. بامنهم وسلامتهم الشخصية وبدون طائل او مبرر. رفض التنظيم، ورفض التحزب، كانها علامات صحة لتلك التظاهرات، يجب ان يقر بانه نقص هائل ويقتل الحركة في قلبها وهو يقدم خدمة هائلة لا تقدر بثمن للطبقة الحاكمة.
السلطة الحاكمة تستعمل كل قواها وبشكل منظم، وكل من مكانه وكل من اجل مصلحته، اي نظمت ميلشياتها، واحزابها، ووسائل اعلامها، ومراجعها الدينية، واعضاءها من اجل ان تدافع عن مصالحها، لا يمكن عبر العفوية واللاتنظيم التوصل لاي شيء. ان هنالك دروس عديدة يمكن تعلمها من انتفاضة البصرة، وهذه الدروس كما يقال، يجب ان تكون ماثلة في اذهان الجماهير وان لا تنسى ابدا. لان الاحتجاجات والانتفاضات تكررت وستكرر حيث الارضية والاسباب التي دفعت الى تظاهرات 2011 و2015 و2018، ستدفع الجماهير ذاتها للانتفاض من جديد ستستمر. لذا، حين تهب الجماهير مرة اخرى، يجب ان نكون قد تعلمنا الدروس من ما قد حدث في البصرة 2018.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحرفوا القضية: مطالب ثورة البصرة.. ماء وكهرباء وفرصة عمل
- على مذبح ثلاثية الحصة- الطائفة- الفساد، تنتفض البصرة!
- مالذي تغيّر في احتجاجات صيف 2018 عن تظاهرات صيف 2015؟
- التظاهرات والتنظيم!
- حول التنظيم العمالي- البطالة، العمالة الهشة (المؤقتة، غير ال ...
- حول التنظيم العمالي- اوضاع الطبقة العاملة في العراق واثارها ...
- احتجاجات العاطلين عن العمل
- حول التنظيم العمالي- توزيع الطبقة العاملة في العراق- الجزء ا ...
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية - الجزء الرابع
- حول التنظيم العمالي -المجالس العمالية- الجزء الثالث
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية- الجزء الثاني
- حول التنظيم العمالي - المجالس العمالية- الجزء الأول
- لا تغيير بعد الانتخابات؟
- هل كل هذا من اجل -خدمة الوطن والشعب-؟
- انتهاء -العرس الانتخابي- وحكومة الاقلية - وليس- الاغلبية الس ...
- الانتخابات والمرجعيات
- حول الانتخابات القادمة ويوم العمال العالمي
- مالذي سيتغير بعد الانتخابات، ومالذي لن يتغير؟
- -صوتوا لمستقبلكم-؟...... مستقبل من.. تعنون؟
- الشباب يتجه نحو الماركسية والشيوعية في العراق


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - كي لا ننسى - دروس من انتفاضة البصرة-