|
الحكومة العتيدة
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 20:24
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لم أرد الكتابة من جديد وكنت شبه عازف عنها أو مطلقها ، لكن حياة العراقيين دفعتني دفعاً لكي أبين رأيي فيما جرى ويجري وماهو آت ، ليس من شك إن وثبة العراقيين وحماستهم وحلمهم ليكون لهم بلد مثل باقي بلاد الله ، كبيرة ولكنها تصطدم دائماً هذه الرغبة وهذا الحلم ، بأشباه الرجال الذين يضيعون الحق قطعة قطعة ، حتى صار نهباً لمن هب ودب ، وأنتفت عندهم قيم القانون وحفظ النظام ، ومالوا حيث مال الشرير للحريق والسلب وكأنهم يطالبون بالحق في لغة أهل الباطل . وكنا كما شعبنا صبورين ومحتملين لعل هناك في بلدنا رجل رشيد ، يحافظ على بعض هويته وبعض كرامته وبعض من تبقى له من عظام ولحم ، وكنا نناشد الخيرين وهم كثير ليهبوا هبةً وطنية خالصة بعيدين عن عجرفة وخسة الطوائف والاحزاب والشعبوية الضيقة ، ولم نألوا جهداً في مناصرة طالبي الحق والقانون ، ولازلنا ولازال أملنا باق مادام هناك نفس عراقي حر أصيل . ونحن نعيش ذكرى أيام الإمام الحسين ودعوته (ع) للإصلاح وبناء الإنسان البعيد عن القبلية والفئوية ، يحدونا أمل أن يراجع كل فينا نفسه وعمله وتوجهاته ، ويضع نصب عينيه تلك الأرامل والثكالى وأولئك المعذبين الطالبين للقمة عيشهم بعز وكرامة ، ونحن نعيش الذكرى لابد أن لا ننسى أبداً أننا ببركة هذه الذكرى أصبحت لدينا دولة وحكم ، ولهذا يجب أن نفكر بعين الرضا والوحدة وننسى أننا أجزاء متفرقات ليس ببننا وبين وطننا ربط وعقد ، بل الواجب ان ننسى خلافتنا وأنانيتنا ونجعل مصلحة الوطن والجميع أمام أعيننا ، حين نفعل وحين نخطب وحين نهمس في آذان الرفاق والأصحاب ، وننتهي من لغة التآمر والكراهية والحظ على الفتنة والتمرد على أسس الدولة ومؤوسساتها ، وعلى جميع المكونات ترك الثرثرة والكلام الفارغ والتوجه لبناء الوطن وإعماره ، فنحن بلد يستطيع النهوض سريعاً ومجدداً ولانحتاج كغيرنا لسنوات ، ذلك أننا نمتلك الإرادة والعزيمة ونمتلك الصبر والتعالي على المحن ، فلنتوجه جميعنا لتحديد مصير الوطن من دون حسابات ضيقة ومكاسب لا تسمن ولا تغني من جوع . وإن ثقتي ببعض الشباب الذين دخلوا المجلس النيابي ان يفرضوا لغة الوحدة ولغة الوطن الواحد ، وان يجسدوا بالعمل معنى ذلك كما ان ثقتي بالشعب المطالب بحقوقه ان يهدأ قليلاً فقد آن الآوان للتوجه نحو العمل ، وليعلم الجميع ان بلد خرج للتو من مجموعة حروب وفتن حري بنا ان نقف معه نضمد جراحه ولا نزيد الطين بله ، نعم كان هناك فساد في الإدارة وفساد في السياسة وفي الإقتصاد وفي كل شأن وناحية من شؤون ونواحي الوطن ، وكنا نأمل أن يُحاسب هؤلاء على ظلمهم لشعبهم ، وأن يسود القانون والنظام - ولكن لا رأي لمن لا يطاع - ، فضاع زمن الحساب وضاعت بوصلة التعريف بهوية ونوع المفسدين والفساد ، وكان السائد تلك المقولة العفنة - شيلني أشيلك - وفيها طم على كثير مما كان مفروضا فعله وعمله ، فتقلصت يد العدالة ولم تمتد إلاَّ على الضعفاء والمساكين ومن ليس بيدهم حيلة ، ولهذا نحن أمام إرادة لازمها العزم والحزم للتغيير من غير خوف ولا وجل ولا تطييب الخواطر ، خاصةً والبلد تنتظره مهمات جسام في ظل ما يحيط بالمنطقة والعالم ، وإن لم يكن من يتقدم المسيرة الرجل الرشيد القوي الأمين فلا خير بكل هذا العبث والفعل . المنطقة ستمر بهزة كبيرة وأكبر مما نتصور ، وسيكون هناك تغيير في قواعد اللعبة ، والتدارك قبل فوآت الآوان فعل يقوم به الراشدين من القوم ، فإلى هؤلاء أقدم التذكير والنصيحة أن أقطعوا الشك بالقين فلرب فرصة لم تعود ان لم تستغل على نحو صحيح وتام وناجز ، وهنا أشير عجلوا في تشكيل حكومة يكون للوطن فيها الصوت القوي ، فهي بحاجة له وهو بحاجة لها وأمر الحكومة العتيدة لا يجب ان يكون خاضع لمساومات وترضيات وإن كان ذلك كذلك ، عندها سيتراجع الوطن وتموت النار وليس هناك من ناجي بعد اليوم ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مفتوحة منا للأخ السيد مقتدى الصدر
-
أوهام الإنتخابات
-
دفاعاً عن الدكتور خالد منتصر
-
الإستفتاء في كردستان
-
جدل في تونس حول حقوق المرأة
-
ما بعد الموصل
-
بمناسبة عيد الفطر
-
داعش في طهر ان
-
مشروعية الإغتيال السياسي
-
لسنة 2017
-
حثالات تُثير الفتن
-
قانون الحشد الشعبي
-
بدعة صيام عاشوراء
-
تصحيح الإعتقاد في معنى ثورة الإمام الحسين
-
لماذا لا ينجح العراقيون ببناء دولتهم ؟
-
تجذير مشروعية عمل الحشد الشعبي
-
غضب فاشل في تركيا
-
ما بعد العيد
-
بيان صادر عن الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي بمناسبة الإن
...
-
تحرير الفلوجة
المزيد.....
-
الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك
...
-
شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا
...
-
الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح
...
-
تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه
...
-
الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
-
حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
-
استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا
...
-
الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ
...
-
بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|