أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رفيقة عثمان - ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء















المزيد.....

ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5992 - 2018 / 9 / 12 - 21:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قراءة في كتاب: "ميلاء"، للكاتبة سعاد المحتسب، 2018، دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمّان
بقلم: رفيقة عثمان
صنّفت الكاتبة الجنس الأدبي في كتابها الجديد (بالنصوص)، كما كُتب على الغلاف؛ تجنُّبا من التصنيف الأدبي غير الصحيح، نظرا للنصوص المكتوبة فهي تعتبر نصوصا نثريّة، وليست شعريّة؛ حيث لا تنطبق عليها مواصفات الشعر، ولا القصّة أو الرواية، ولا حتّى الأقصوصة.
كافّة النصوص المكتوبة للكاتبة المقدسيّة سعاد المحتسب، كما أعتقد ظهرت كخواطر، أو مذكَّرات، أو عبارة عن تعبيرات ذاتيَة، دوّنتها الكاتبة، كرد فعل للمعاناة التي واجهتها في حياتها؛ تبدو غالبيَّة النصوص انعكاسًا لمعاناة الكاتبة، وما مرَت به، من آلام وإيذاء اللذين حولها، وما واجهته من صدمات وخيبات أمل، وانتكاسات، وفقدان طفلٍ لها؛ وجدت الكاتبة القلم والأوراق مُنفذها الوحيد للتنفيس عن ذاتها، وقوَّة لإرادتها وتحدّيها؛ لمواجهة الصّعاب بطريقة جريئة وصريحة.
اختارت الكاتبة عنوانا للكتاب باسم "ميلاء"، معنى كلمة ميلاء في قاموس لسان العرب:
"هو اسم معناه الشجرة الكبيرة ذات الفروع المائلة، وتعني أيضا (القريب)، أو تعني جميلة الجميلات، وهذا المعنى في الأصل العربي، وهناك تحليل آخر لاسم ميلاء، وهو اختصار لكلمة مأخوذة من الاسبانيّة، من كلمة - Milagrous - ومعناها (المعجزة)".
انّ اختيار الكاتبة للعنوان لم يكن عبثا، أو بالصدفة؛ يبدو أنّ الكاتبة أرادت إسقاط المعنى الحقيقي لشخصيّتها، لتي وصفتها بجميلة الجميلات، كما ورد في قصيدة (يحدث)، "وتنظري مرة أخرى للمرآة وتخاطبيها، مساء الخير يا جميلة، كم أنت جميلة، جميلة رغم بشاعة الحياة" صفحة 39. وصفت الكاتبة ميلاء بالعطاء غير المحدود؛ كالشجرة المعطاءة مثل اسمها، وفروعها متدليَّة من ثِقل الثمار عليها؛ وتزداد عطاءً وقوّة مهما عاندتها الرياح العاتية، هكذا هي ميلاء. "ميلاء قلبها مجرّة من حب"، " ميلاء يخزها الشوك، وتزرع وردًا، وترسم على وجوه الأطفال ميناء وتموت غرقا". صفحة 24.
تحت عنوان ميلاء، تناولت الكاتبة أربع عشرة فقرة، وأسقطت عليها مشاعرها، مخاطبة إياها، في مضامين مختلفة، تبثّ فيها الكاتبة أوجاعها، ومعاناتها، وعن صلابتها، وجمحها، وتصدّيها للمعادين وانتصارها، كما ورد صفحة 18؛ " كلّما كان الليل يفرش حلكته كانت ترسم نجمة". لم تأبه لوصم الآخرين بنعتهم لها بمطلّقة صفحة 18. تبدو النقمة ظاهرة على الحياة، والمجتمع، وظلم النساء؛ غالبة على نصوص الكاتبة " إنّنا في زمن العهر". صفحة 98. "ميلاء شرقيَّة مدجّجة بالغضب" صفحة 34. " العقائد التي تحلّل أربعا وتحرّم الحب، والشرف الذي باسمه تُذبح النساء، والنساء اللواتي يبعن الحب باسم الزواج، والزواج الذي يخلق أجيالا من البؤساء.". صفحة 38.
وصفت الكاتبة "ميلاء"، بأنّها معطاءة دون أن تُجازى بمقابل، وتعتبر هذا السلوك خيبة، لكنّها في نهاية كل فقرة، تنتصر لنفسها، وتلقي الخيبة على الذكر المُخاطَب " أنت انحنيت، أنت الخيبة، يا عزيزي". صفحة 22. الأطفال ميناء وتموت غرقًا". صفحة 24. أنهت الكاتبة فقرات "ميلاء"، بأنها نجت من المحنة كما ورد صفحة 31: " وحدها عرفت الحقيقة ولوحدها آثرت الخلاص، ونجت من هذه الاكذوبة اللعينة". كذلك صفحة 90: " لكنّني عرفت كيف أنحت بأظافري الأبواب، وكيف أكون أوّل من يقصُّ شريط الوصول". لا شكّ أن نظرة الكاتبة تسودها التشاؤميَّة، والسوداويَّة بالحياة، فهي ناقمة على الجنس الذكوري بشكل واضح. يبدو هذا واضحا في معظم النصوص النثريّة، كما ورد صفحة 93؛ " وأكّدت لي أنّ وراء كلّ امرأة مقهورة رجل نذل".
استخدمت الكاتبة لغةً فصحى بليغة منمّقة وجميلة؛ للتعبير عن الذَات؛ إلّا أنّها لم تستخدم علامات الترقيم بالنصوص بتاتا، كما ورد بعض "التناص" في كتاباتها، وخاصّة من القرآن الكريم، مع التحريف للغتها الخاصّة كما ورد صفحة 16؛ " ان الرجال كاذبون وأنّ الحبّ في أعينهم رجس عظيم". كذلك صفحة 28: " ونادى فوق سور عكّا حي على الحياة". صفحة 55؛ " حيّ على الحياة". صفحة 94؛ "وأشهد أنّ لا شريك في قلبي غيرك". وما إلى ذلك.
أنهت الكاتبة فقرات "ميلاء"، بأنها نجت من المحنة كما ورد صفحة 31: " وحدها عرفت الحقيقة ولوحدها آثرت الخلاص، ونجت من هذه الاكذوبة اللعينة". كذلك صفحة 90: " لكنّني عرفت كيف أنحت بأظافري الأبواب، وكيف أكون أوّل من يقصُّ شريط الوصول".
لفت انتباهي نص (هلا بالخميس)، صفحة 117؛ كتبت الكاتبة " لن أغرّد هلا بالخميس، فكل ايامكم خميس، وانا أحب السبت المقدّس"، كما يبدو بأنّ الكاتبة سعاد؛ قصدت بأن تغرّد خارج السّرب، فاختارت هلا بالسّبت؛ والمعروف بأنّ يوم السّبت هو يوم مقدّس عند الشعب اليهودي؛ والتفسير حول هذا القول؛ ربّما أرادت الكاتبة أن تستثني نفسها من شعبها؛ وذلك من شدّة الظلم، وعدم إنصافها، ومن شدّة القهر، عبّرت بهذا المفهوم.
ما يثير الاهتمام بنصوص الكاتبة، هو تكرار رثاء فقيدها الطفل، والتعبير عن حزنها الشّديد، وتأثّرها طوال الوقت؛ هذه النصوص كانت لها تأثيرات قويَّة على الأحاسيس، والتعاطف مع الأمّ الكاتبة. (ريشة) صفحة 83، "أن أعيش فضيلة الوفاء فأتمزّق وأن أحيا بدونك فيسحقني الذنب وتعوي الذكريات عاليا في فناء روحي".
الصبغة المقدسيّة ظهرت في النصوص، عبّرت الكاتبة عن كونها مقدسيَة، ومدى المعاناة التي تواجهها كمواطنة مقدسيَّة، في حياتها اليوميَّة؛ وخاصَّةً في ظل احتلال، كما ورد 69، في القدس.
تبدو العاطفة في النصوص جيّاشة، مختلطة المشاعر، ويسودها الحزن، والغضب، والنقمة، مشاعر ثائرة؛ كما تظهر مشاعر الأمومة، والانتماء للوطن، لم التقط مشاعر الفرح في هذه النصوص؛ إلّا أنَّني استشفّ ما وراء هذه النصوص، بوجود عاطفة قويَّة نحو التّحدّي والصمود أمام الصعاب.
خلاصة القول: أبدعت الكاتبة في التعبير عن نفسها، وعن المعاناة النسائيّة الاجتماعيّة، والسياسيّة، ِوالنحويّ، بحاجة إلى مراجعة. وُفّقت الكاتبة في اختيار العنوان؛ للتعبير المجازي، وتشبيه المعنى بصاحبة القلم، أو الشخصيَّة البطلة في النصوص.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة
- رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية
- قراءة في كتاب: -شهرزاد ما زالت تروي-
- كتاب -ثقافة الهبل بين الدراسة العلمية والأدب
- سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري
- طير بأربعة أجنحة والنّواحي النفسية
- هواجس نسب أديب حسين والجمال
- قراءة في رواية: -قلبي هناك-
- قراءة في كتاب: يوميَّات الحزن الدامي
- السيرة الذَاتيَّة في حضرة القدس
- الشخصيَّات المعتوهة، والمجنونة، والمضطربة نفسيًّا في رواية-و ...
- قراءة في رواية الأديبة سحر خليفة: في ندوة اليوم السابع- ندوة ...


المزيد.....




- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رفيقة عثمان - ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء