أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - شهادات عن مناضل وطني، من العراق















المزيد.....

شهادات عن مناضل وطني، من العراق


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5992 - 2018 / 9 / 12 - 00:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شهادات عن مناضل وطني، من العراق
رواء الجصاني
---------------------------------------------------------------------
لا ادري لم راح التعود في الحديث عن التجارب الشخصية والنضالية، والسمات المتميزة، مثار ارتياب، وقلق، ولنقل عدم ارتياح على الاقل، من قبل الكتاب، او المعنيين على حد سواء، مع حالات الاستثناء طبعا... ولربما كان من بين الدوافع لتلك الحال: التواضع من جهة، أو الابتعاد عن الاضواء، والاحتراز من لـؤم البعض، وأشدّه من "الاعدقاء!" ....
وبعيد عن ذلك الحرج والارتياب، دعوني أتحدث لكم عن حالٍ عامة، وإن بدت شخصية، عن مناضل وطني، حزبي الالتزام، شيوعي الفكرة والاعتقاد. صديق منذ نحو ستين عاما، وما زال، وفي هذا اول ما يدفع للكتابة، أذ قلّت فترات صداقة تمتد لكل تلكم العقود دون منغصات وارتدادات سياسية، او اجتماعية او غيرها، وهي ربما طبيعية في أوضاع البلاد العراقية وتداعيات ما حلّ- ويحل – بها من ظروف ونكبات مجتمعية وسواها ..
ومن المؤكد ان يكون لأختياري ذلك الرجل الذي احيطه بالاضواء دون دراية منه، ولربما يكون الامر محرجا له، دوافع وأوليات، خاصة وهو ليس بذات حاجة لجاه وتاريخ، واظن انه قد شبع منهما حد التخمة، على مدى اعوامه السبعين، أو اكثر قليلاً، مجرباً وخائضا مختلف اشكال النضال: في العمل السري والعلني، كما والمسلح ..
وأول تلك الدوافع لأختيار"عليٍ" والحديث عنه، انه صار شيوعيا، وهو ذو ثراء، اي انه راح يناضل ومنذ فتوته ضد"طبقته" وحاله المادية، ليناصر حزبا يتبنى ويدافع عن الفقراء والكادحين أولاً، وصاحبنا ليس فقيرا ولا كادحاً، بل تاجرا، ومن عائلة اكثر من ميسورة.. ولكم ان تحكموا ان كانت تلك ميزة تتطلب التوقف عندها ام لا ..
ومن بين الدوافع التي تقود لهذا الحديث ايضا، ان "علياً" تميز بعلاقاته الاجتماعية الواسعة والمديدة، والمخلصة، وعلى سجيته وتربيته، لا تزلفا ولا تملقاً، ولا بهدف من تلك الاهداف التي كم جرى اعتمادها بذلك السبيل، من عديد من الناس، وما برحوا عليها، بل وأدمنوا فيها دون علاج ... وهنا ينبغي القول بأن تلك العلاقات قد ساعدته على طريق عطائه الوطني، والسياسي، بل وساهمت في تمكينه ليستمر في النضال الذي آمن به، والى اليوم كما ادعي .
ولعل القارئ هذه السطور قد أنتبه الى تأكيدي عامداً لأبراز وصف الوطني قبل السياسي في الحديث عن نضال "علي" وحياته، وهذه انتباهة لي منذ زمان، بأعتبار ان "الوطني" أعم وأشمل، بل وحاويا لكل التوصيفات الاخرى مثل "الشيوعي" او "السياسي" أو الحزبي" أو الرفاقي" وغيرها ..وعلى تلك الطريق سار "عليٌ" ليصبح وجها اجتماعيا، بشهادة الجميع، كما ادعي ثانية، ودعوا عنكم الجاحدين واقرانهم .
اما عن نضال صاحبنا فكنت في فترات عديدة منه، شاهد عيان عليه، من خلال عملنا "الحزبي" اوائل السبعينات الماضية، ولسنوات وسنوات. وقد تميز الرجل هنا ايضا، مثابرة، والتزاما، سواء في تنظيمه المحلي بالكاظمية، او بعدها في قيادة التنظيم الطلابي للعاصمة بغداد، والذي زاد تعداده لحين الهجمة الارهابية البعثية، اواخر عقد السبعينات الماضية الى نحو الف وخمسمئة رفيقة ورفيق، دون حساب المؤازرين والاصدقاء الذين يعدون بآلاف والاف.. وفي تلك السنوات تكلف "علي" بعضوية وفود طلابية وشبابية الى بلدان "اشتراكية" كما ودورة تثقيف واعداد حزبيين في موسكو، كما أتذكر. وقد تم كل ذلك ولم يتحدث الرجل الا لماماً عن تلكم المهمات، دعوا عنكم ان"يلوك" بها، كما آخرون عديدون!.
وبعد الهجمة البعثية الغادرة تلك، يصل الرجل الى براغ مؤقتا، اواسط عام 1979 مع زوجته، ليستريح قليلا، ويتزود بتوجيهات رفاقه، رافضا البقاء في الخارج، فيعود الى بغداد، بطرق مناسبة، وهو يحمل معه النسخة الاولى لأول بيان وتقرير مركزي، من الحزب الشيوي العراقي، على طريق انهاء الدكتاتورية في البلاد. وأشهد ان تلك المجازفة، في حمل ما حمله، لم تكن عقوبتها حينئذ سوى التصفية الجسدية، على الاقل! كما كنا نتندر، مستنكرين، اساليب القيادات البعثيـة ونظامها الارهابي .
ويستمر الرجل متنكرا ومتخفيا في بغداد، مناضلا ما استطاع الى ذلك سبيلا، ولسنوات، تاركا تجارته، وعمله، لينام في زاوية معمل هنا، او غرفة صغيرة هناك، مرتكزا على النباهة والقناعة والمثابرة، وكذلك علاقاته الاجتماعية التي أشرنا اليها في السابق.. ثم ليلتحق اواسط الثمانينات بتنظيمات الحزب المسلحة في كردستان، بتوجيهات تنظيمية، بعد اشتداد الخطر عليه. وكم هو مفيد ومطلوب منه ان يكتب بنفسه مطولا عن تلك التجربة، للتاريخ والاجيال، ليس للتباهي والافتخار فقط، خاصة وهو ذو الذاكرة "الحديدية" المعطاء.
اما حول الرجل وهو ضمن تنظيمات الانصار المسلحة، فيتحدث معايشوه، ومجايلوه بأنه كان بذات صفاته، النضالية والانسانية بقدر ما سمحت به الظروف هناك، والاجواء والمجالات المتاحة، وقد بقي في الجبل حتى حيّان موعد الهجرة الى الخارج، اواخر الثمانينات الماضية، ليتسلل مع رفاقه، وبتوجيهات مركزية، وليستقر بعد تنقلات في هذا البلد او ذلك، في مملكة السويد، مواصلا بقدر ما تمكن، والى اليوم في النشاطات الاجتماعية والديمقراطية والسياسية، وليحظى – والى اليوم ايضا- بأحترام اصدقائه ورفاقه وعارفيه، وهو على سجيته دون مبالغات ولا ادعاءات لا يحتاجه أمثاله، وأن قلّوا عددا. .
اخيرا سيتفاجئ صاحبنا، ولنكشف عن اسمه الكامل قبيل الختام، وهو: علي جواد الراعي، بهذه الكتابة، كما سيتفاجئ الكثير ايضا، لأننا تعودنا ان لا نكتب عن الأحياء، وفي تقليد لا أراه مبررا.. ولكن ها قد خرقنا العادة، ووثقنا لمناضل لا يحب الاضواء ولا الادعاء، ولكن الاضواء جاءت اليه في تقييم ليس لشخصه وحسب، بل لتجربة مناضل وطني، من العراق، شديد البأس في مواقفه وقناعاته، انساني النزعة، تواضعا وثقة بالنفس... ولمن سيقول انها شهادة مجروحة لأن "علياً" صديقا، اقول انها حقا مجروحة ولكن بخلاف المعنى المتداول، فقد حاولت ان تكون الكتابة بعيدا عن العاطفة، وعن العلاقة الحميمة، التي تعود لنحو ستة عقود، وتستمر، بحيوية السياسيين المتقاعدين! مثلما كانت في عهد المناضلين الشباب ذات زمان !.



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواء الجصاني: أغلاط، وربما مواقف .... وتوضيحات ورؤى
- رواء الجصاني : الجواهري ... ومواقف من الجحود والجاحدين///
- رواء الجصاني: وقفات سريعة عند الاحتجاجات الشعبية في العراق، ...
- واحدٌ وعشرونَ عاماً على رحيلِ الجواهري الخالد: ستبقى، ويَفنى ...
- أحدثكم عن : نضال وصفي طاهر .. أمرأة من العراق
- في الذكرى المئوية لميلاده: وصفي طاهر ... بين تموزيّن
- رواء الجصاني: لمحات من تاريخ عراقي، في ذاكرة براغ
- رواء الجصاني: الجواهري يناغي، ويناجي والدته : تَعالى المجدُ ...
- رواء الجصاني: الجواهري، حول مواقف المثقفين، التنويرية.. والت ...
- رواء الجصاني : الجواهري يؤرخُ لبعضِ سيرتهِ ... شعرا //
- محطات في سيرة فرات الجواهري .. وحياته، في ذكرى ميلاه الثامنة ...
- رواء الجصاني : الجواهريّ، يصمتُ مدوياً.. ويتصدى!
- مثقفونَ بكاؤون وندّابونَ، بلا نَظير !
- رواء الجصاني : شهاداتٌ، وسيرة ٌ، ومسيرة... في الذكرى السبعين ...
- رواء الجصاني : نموذجٌ عن ترويج بعضِ “المثقفين“ للطائفيةِ وال ...
- رواء الجصاني : هذا بعض ما كان بين الجواهري والشيوعيين؟!
- رواء الجصاني : الجواهريّ، حينَ تقتلهُ الاحزانُ !!!
- شهداء وراحلون عراقيون في ذاكرة سياسية وثقافية
- رواء الجصاني : شهداء أماجد، وراحلون نيّرون، في ذاكرة سياسي.. ...
- رواء الجصاني : شهداء أماجد، وراحلون نيّرون، في ذاكرة سياسي . ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - شهادات عن مناضل وطني، من العراق