أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سوسن بالضياف - أختار الحقيقة خاتما في إصبعي














المزيد.....

أختار الحقيقة خاتما في إصبعي


سوسن بالضياف

الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 05:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


..... بالأمس وأنا أتصفح كعادتي وقعت عيوني على دعاية مفادها " كيف تجعلين حبيبك أو زوجك أو خطيبك " خاتما في إصبعك ..... هذه العبارة لطالما ترددت على مسامعنا في مناسبات عدة من قبل النساء والرجال على حد سواء حيث العبرة في النهاية هي استعباد الآخر والسيطرة عليه سيطرة تامة .....
وقفت لبرهة من الزمن متأملة هذا الكلام وأفكر كيف يكون الإنسان سعيدا أو يعتريه ولو أدنى شعور بالسعادة وهو يسيطر على الآخر ويتحكم به كدمية بين يديه وكخاتم في إصبعه !!! .....

إن هذا الأمر متجذر وجذوره بعيدة المدى وصعب جدا نبشها لأنها نحتت في الذهن الجمعي لمجتمعاتنا : حيث أن المرأة المثالية هي التي تقول سمعا وطاعة دون أدنى اعتراض وحيث أن الرجل الذي تفتخر به المرأة هو الذي يطيعها ويلبي رغباتها ولكن !!!!!
ما فائدة أن يطيعني إنسان أو يتعبدني !!!! ..... كيف له أن لا يناقشني ولا أناقشه ونشعر بإنسانيتنا وبعقلينا وبأننا كيانان يجمعنا الحب لا الاستعباد !!!! ..... من الخاسر ومن الرابح في الأمر !!!! ..... أكيد أكبر خاسر هم طرفا العلاقة بحد ذاتهما فقط .....

ستطيعه المرأة ولن تتفوه بأدنى اعتراض ولكنها ستشعر بالأسى حيال نفسها وداخلها ولن يعلم بذلك ولكنها ستبحث عن طرف آخر لتشكي له همها ومعاناتها ..... هل سيكون سعيدا هو بذلك ويشعر بالفخر والرجولة لأنها تطيعه ولكنها تفعل ماتريد من وراء ظهره ..... أليس الأمر كان ليكون رائعا لو كان التفاهم والحوار سيد الموقف وكل طرف واضح للآخر وضوح الشمس !!! ..... أكيد لن أرضى إلا بإنسان حقيقي أمامي بكل عيوبه على أن يتصنع قناعا أمامي بالمثالية وأخسر كثيرا من الحقيقة التي لا أعرفها ..... وما الفائدة أن أجعله خاتما في إصبعي يرضيني ويقول نعم وحسنا وسيبحث عن إنسانيته وكيانه المفقود في مكان آخر ..... ألست هنا أكبر خاسرة : خسرت الحقيقة وخسرت الثقة وخسرته لأنه بوجودي يبحث عن أمان في مكان آخر .....

إن من أسس ودعائم أي علاقة في الحياة الصدق والصراحة والوضوح ومن حق أي إنسان أن يكون على بينة الآخر دون أدنى تدليس ويقرر بعدها ..... الصداقة هي أسمى العلاقات وهي التي توفر عادة هذه المساحة من الحقيقة لأنها أكثر علاقة فيها أقل المصالح عكس الحب والإرتباط ..... لكن الأروع لو اجتمع الحب والإرتباط بالصداقة ..... حيث الإنسان إن بحث عن مأمن له سيكون شريكه .....

إستعباد الآخرين بأي طريقة وبأي شكل ولو كان ناعما بالحب هو محاولة فاشلة لإثبات كيان يعاني نقصا يحاول تعويضه بالآخر ولا أحد يقبل على نفسه أن يكون وسيلة لإشباع مكبوتات الآخر النفسية الناقصة .....
الوضوح أقصر الطرق وأنجحها ..... لنتأمل قليلا في مقابل خسارتنا أمام مكسب ظاهري شكلي يشبع نشوة ما ثم سرعان ما يزول وعندها سندرك أننا خسرنا الكثير والكثير وقد لا تعوض تلك الخسائر عند اتساع فجوة الشروخ بين طرفين يجمعهما سقف واحد ولكل حياته الخاصة منفصلة تماما عن حياة الآخر ولا يعرف أحدهم عن الآخر شيئا سوى كيان جسدي أمامه .



#سوسن_بالضياف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لن أعلمه ﻹبنتي


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سوسن بالضياف - أختار الحقيقة خاتما في إصبعي