أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - مذبح الصلاة يجب أن يبقى طاهرا














المزيد.....

مذبح الصلاة يجب أن يبقى طاهرا


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 00:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها مرجان بن أسعد بن مرجان السراوي الدنفي (أب سكوه/شوهم بن سعد أب سكوه هستري هدنفي ١٩٤٣ ) بالعبرية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة، الذي نقّحها، اعتنى بأسلوبها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢٣٦١٢٣٧، ١ أيّار ٢٠١٧، ص. ٧٦٧٧. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية) بالخطّ اللاتيني.

بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل وتتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّريْن، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).

”بيع الكنيس القديم في نابلس

قبل ولادتي ببضع سنوات بيع الكنيسُ القديم في نابلس ومعظم بيوت الحيّ، التي كانت آيلة للسقوط، لجيران السامريين. تخلخلت بيوت الحيّ القديم من جرّاء الهزّة الأرضية عام ١٩٢٧، وتوفّرت للسامريين إمكانية تشييد منازل في غرب نابلس فتركوا بيوتهم القديمة. بقي السامريون يُصلّون في كنيس نابلس حتى أواخر ثلاثينات القرن العشرين. بعد تشييد الكنيس الجديد بيع مبنى الكنيس القديم المتخلخل لعائلتين عربيتين، رمّمتا جدرانه المتصدّع وقسّمتاه لمسكنين ضيّقين معتمين. وفي أحد الأيّام الأولى لسكناهما في البناية حدث، أن كانت المرأة حائضًا، فرشت الفراش داخل مِحراب البناية، الذي كان قبل مدّة قصيرة ”مذبح“ الكنيس القديم.

ليلة بلا نوم

ما أن وضعت المرأة رأسها على الوِسادة حتّى شعرت بأنّ شخصًا ما يسحب فراشها وينفضه بشدّة، بينما هي مستلقية عليه. قامت المرأة مذعورة، التفتت هنا وهنا ولم تر أحدا. عادت للنوم ونفض فراشها ثانية. بالطبع، مرّت عليها ليلة كلّها رعب وذعر. صلّت أن يحُِلّ الصباح لتتمكّن من معرفة كُنه الأمر. والعجيب أنّ لا أحد من أهل بيتها النائمين، قد أحسّ بالأمر، والمرأة خجَلت من إبلاغهم خوفًا من أن يظنّوا أنّ جنونًا قد مسّها. تكرّر الأمر في الليالي القادمة. بعد تردّد كبير وخوف أخبرت المرأة زوجَها عمّا يحدُث لها. نصح الزوج زوجته بأن تتوجّه إلى القاضي لعلّه يعرف كنه الأمر.

عرف القاضي السرّ يقينًا. القاضي الذي عرف جيدًّا جيرانه السامريين، تابع طقوسهم، كان من ضمن الذين طلبوا منهم أن يُخفضوا أصوات صلاتهم يوم السبت، لئلا يُزعجوا الجيران المسلمين، قال لزوجته إنّ ما يحدُث لها ناتج عن كونها حائضًا عند فرشها فراشها في مكان أقام فيه ملائكة إله السامريين. ارتعبت المرأة جدًّا، في ذلك المساء نقلت فراشها الدنس من مكان ”المذبح“ إلى مكان آخر في البيت الضيّق. في تلك الليلة نامت المرأة براحة تامّة بدون أيّ إزعاج. إذا زرت اليوم ذلك البيت تجد أن مكان ”المذبح“ خالٍ، لا شيء فيه. لا أحد يرغب في إزعاج راحة ملائكة العُلى.



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال (ق)
- كلمة في -قُبلة بكامل شهرزادها-
- حول دافيد بن غوريون واللغة العبرية
- إحرصوا على تكريم الميّت
- نظرات في -قانون القومية-
- صبحي الطيّب
- حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال (ف)
- حول صناعة الكتاب في فنلندا في عصر الإصلاح
- قيامة الموتى في مستعمرة مَتْسليح
- الحاجّ الذي لا يشرب الخمر
- حٍكم، أقوال وأمثال في كلّ مجال
- أللا أحاد في ذُرية النبي محمد
- لمحة عن لغة اللادينو
- الكوسا التي ليست فيموسمها
- لمحة عن ديوان النكية والمسيرة وديوان آخر
- -العربية:قواعد وتمارين- بقلم فاروق أبي شقرا
- حِكم، أقوال وأمثال في كل مجال (ع)
- راحة الملك عبد الله
- حول الفيلسوف المبشّر، رامون لول والعربية
- مصيبة الأبناء وفرح أبناء الأحفاد


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - مذبح الصلاة يجب أن يبقى طاهرا