أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أوس حسن - البعد الثوري والفكري في رسالة النبي محمد إلى العالم















المزيد.....

البعد الثوري والفكري في رسالة النبي محمد إلى العالم


أوس حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 12:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


البعد الثوري والفكري في رسالة النبي محمد إلى العالم

أوس حسن


كان نبي الإسلام محمد في جزيرة العرب،كغيره من الأنبياء والرسل يملك من القيم الروحية والتأملية أكثر ما يملك من العقيدة
كانت الرسالة المحمدية في الجزيرة العربية،هدفها الإنسان ومشاكله على الأرض
كان محمد ثائرا ومتمردا ضد السلطة والطبقية في المجتمع المكي،نصيرا للعبيد والمظلومين والمستضعفين. من هنا بدأ وهج رسالته بالاتساع ،وبدأ الحلم يحلق بجناحين ذهبيين على جزيرة العرب.
إن ما جاء به محمد من فكر ثوري متمرد على الأعراف السائدة والقوانين في مكة خاصة والجزيرة العربية عامة، جعل من هذه القبائل المتناحرة والمتنازعة ذات كيان يحددها موقعها الجغرافي ويلبي غرائزها في الغزو والقتال وحب التملك. لم يكن في بادىء الأمر أنصار لمحمد سوى المسحوقين والعبيد في المجتمع المكي،والذين حرمتهم مكانتهم الاجتماعية من التمتع بحريتهم في الحياة.فجاء الإسلام يعبر عن حقيقة الجوهر الإنساني،وعن تشظيات الأحلام الثورية في نفوس التوحيدين قبل مجيء الرسالة المحمدية .
ولأن العداءكان مستحكم بين بني أمية وبني هاشم قبل الإسلام. رأى رجال السياسة والسلطان في قريش أن ظهور نبي من بني هاشم يهدد مصالحهم الإقتصادية والسياسية،ويؤلب عليهم عبيدهم ومواليهم،ويفرق بين ابناء العائلة الواحدة؛ أمر جلل وعظيم يجب التخلص منه قبل أن يستفحل ويقضي عليهم،فحورب محمد وأنصاره ولقوا أشد أنواع التعذيب والتنكيل على يد جبابرة وطغاة مكة،فقرروا الهجرة إلى المدينة ليصبح الإسلام أول دين يتحول إلى حركة ثورية مسلحة ذات بعد انساني وفكري بمفهومها الحالي. وسنرى كيف أن آل البيت وأنصارهم من الثوار حذوا حذو النبي في التمرد على السلطة الظالمة وتحطيم الموروثات السائدة،مضحين بأجسادهم وأهلهم وأموالهم من أجل بقاء هذا الفكر خالدا مضيئا ً على مر الأزمان والأجيال وعلى رأسهم الحسين وأصحابه وأهل بيته.
ربما لا يقتنع عاقل أن للاسلام بعد آخر راسخ في قيمه ومنظومته الفكرية،هو البعد الثوري الذي ألهم الإنسانية وفتح لها آفاقا ً حالمة. لم يكن الإسلام سلطويا ولم يدع لسلطة أو جاه أو منصب. وخير دليل على هذا هو فتح مكة وعودة الغريب إلى أرضه وأهله،فعفا محمد عن جلاديه وعن قاتليه،وأبقى السيادة لصاحبها مع كامل أملاكه وأمواله، لكن النفوس لم تهدأ وبقيت الأحقاد مطمورة في دواخل النفوس،وخصوصا من كان له قتلى في بدر.معركة بدر تلك المعركة التي تعتبر فاصلا بين زمنين وبداية لأحقاد وكوارث واغتيالات ما زلنا نعاني منها في وقتنا الحاضر. لم يكن الأنصار وأهل مكة على توافق تام فكانوا دائما في نزاع فكري ومنافسة خفية،وضغائن مكبوتة كانت تتجلى بين حين وآخر في مكة .
ولعل النبي لو عمر بعد فتح مكة زمنا ً طويلاً لاستطاع أن يمحو تلك الضغائن،وأن يوجه نفوس العرب وجهة أخرى.
توفي الرسول بعد قتح مكة بقليل،دون أن يرسم معالم سياسية واضحة للأمة التي جمعها،لأن الرسول في الأصل كان معلماً وملهماً،فعادت الضغائن للظهور وبدأت الأحقاد تنفث سمها وزعافها في جسد هذه الأمة، من هذه الثغرة الخطيرة استطاع أبو سفيان وأولاده الدخول وتسيد قمة هرم الإسلام السياسي، للإنتقام من محمد ورسالته ومحو اسمه المبارك من سجل القديسين والأحرار.
تعتبر مؤامرة سقيفة بني ساعدة من المخاوف التي تهدد الهوية الإسلامية،فهي تطرح اشكالية المسكوت عنه في التاريخ،والمتجاوز عنه من قبل وعاظ السلاطين
يقول طه حسين في كتابه"في الشعر الجاهلي":-
(وفي الحق أن النبي لم يكد يدع هذه الدنيا،حتى اختلف المهاجرون من قريش والأنصار من الأوس والحزرج في الخلافة أين تكون...؟؟ ولمن تكون ....؟؟
وكاد الأمر يفسد بين الفريقين لولا بقية من دين وحزم نفر من قريش والقوة المادية،فما هي إلا أن أذعنت الأنصار وقبلوا أن تخرج منهم الإمارة إلى القريش ،وظهر أن الأمر قد استقر بين الفريقين،وأنهم أجمعوا على ذلك لا يخالفهم فيه أحد،إلا سعد بن عبادة الذي أبى أن يبايع أبا بكر،وأن يصلي صلاة المسلمين،وأن يحج حجهم،وظل يمثل المعارضة ..قوي الشكيمة،ماضي العزيمة حتى قتل غيلة في بعض أسفاره . )
تعتبر خلافة أبي بكر الصديق،التي كانت فوضى وفلتة حسب تعبير عمربن الخطاب (كانت بيعة ابي بكر فلتة وقى الله شرها) بداية حقيقية لارتباط الاسلام بالسياسة والملك والحكم وظهور حركات المعارضة والتمرد، دون أن يغيب عن أذهاننا أن أبا بكر كان قد صاحب الرسول أيام الكفاح وهو الآن رغم حكمه المشكوك في أمره،إلا أنه كان يهدف إلى توحيد كلمة العرب ورص الصفوف في دولة فتية خرجت من البداوة لتسود العالم فيما بعد.
وسار الحال أيام خلافة عمربن الخطاب على نفس نهج أبي بكر،إلا أن عمر كان أكثر حزماً وصرامة فيما يخص أمور الرعية،وقيل أنه نهى عن رواية الشعر الذي تهاجى به الأنصار وقريش أيام النبي،وتقول بعض الروايات أن عمر مرّ ذات يوم،فإذا بحسان في نفر من المسلمين ينشدهم شعرا فأخذ بأذنه وقال:-أرغاء كرغاء البعير؟ فقال حسان :-إليك عني يا عمر فوالله لقد كنت أنشد في هذا المكان من هو خير منك فيرضى.
وكان علاقة عمر بن الخطاب مع بعض الصحابة ليست حسنة وطيبة الذكر،وخصوصا أولئك المستضعفين الذين لم يملكوا سلطانا وعشيرة قوية وقوة مادية تثبت أركانهم في الأرض،وهم نفسهم كانوا قد تعرضوا لعذاب شديد وتهجير وتحقير من قبل سادة قريش،كعمار بن ياسر ..وآخرين ومن غير قريش مثل أبي ذر الغفاري .....
وعمر بن الخطاب قرشيا،تكره عصبيته أن تزدرى قريش وتنكر ما أصابها من هزيمة ومنكر، لكنه كان سياسيا بارعا حاول ضبط أمور الرعية ووفق نوعا ما إلى مراده.
أما في في خلافة عثمان ومرورا بمعاوية بن ابي سفيان ويزيد،فقد تحققت الفكرة السياسية الخالصة لأبي سفيان،وأصبح وأولاد وأحفاد سادة قريش في الجاهلية هم سادة الإسلام،ومن هنا بدأ العمل السياسي الحقيقي في الإنتقام والتخريب ووتزوير كلام الرسول لصالح السياسة والكرسي وعندما لم ينجحوا في قتل محمد أيام الإسلام ولا الثأر منه لأشياخ بدر،قتلوا أولاده وأحفاده وآل بيته في مجزرة بشعة يندى لها جبين العالم وتخر لها الأرض حزنا وكمدا .
وتتالت بعدها التشويهات والتحريفات ووظف الدين خالصا لخدمة العشيرة والكرسي،وفي الخفاء وفي جلسات اللهو والسمر في البلاط الأموي،كان الشعراء والقصاصون يجتهدون في إثبات ما كان لبني أمية من مجد مؤثل في الجاهلية،ويلقون أشعار الهجاء ضد النبي والأنصار.
************************************************
الإسلام الذي نعيشه اليوم إسلاماً دموياً،إسلام الملوك والسلاطين الغزاة،الإسلام الذي لا يعترف بالآخر ويلغي كيانه ووجوده الإنساني،إسلام العنف والموت والكبت الجنسي،الذي يستمد وجوده من ظلامه المقدس ومن تاريخ عفن مؤطر بالدماء.
فكانت داعش عبارة عن مركب هجين أو إفعوان مرعب خلقته موروثاتنا،وطرائق تفكيرنا المليئة بالوهم وهستيريا العقل.
الحرية الحقيقية هي التي كانت تخيفنا وتقض مضاجعنا وتلوي آذان ضمائرنا الراكدة والمتعفنة.
، خوفنامن الحداثة ،كانت من أكثر المخاوف التي تؤرقنا وتزيل ضباب الوهم عن المشهد المؤلم والبائس الذي يتكرر كل يوم وكل لحظة.

داعش هي حتمية لمخاوفنا من اشكالية المسكوت عنه في تاريخنا،لم نستطع يوماً أن نواجه الخوف الذي كبر فينا يوما بعد يوم،حتى أصبح وحشاً كاسرا مبرمجا تسيره القوى العظمة، لتنفينا خارج الجغرافية وتستعمرنا بزمن ورقي فرض علينا فرضا ولا نستطيع الفكاك منه..

الإسلام هو رسالة محمد للعالم القديم والجديد، رسالة تحمل قيم الثورة والفكر والتسامح، رسالة محمد رسالة في الحرية، للإنسان ومن أجل الإنسان.




#أوس_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجمع الرفض الشعبي يواصل وقفاته الاحتجاجية في مدينة السليماني ...
- -الدكتور ..كاوة محمود : الأحزاب الحاكمة في الإقليم أحزاب رأس ...
- - تجمع الرفض الشعبي يدين الأعمال القمعية التي قامت بها حكومة ...
- - تجمع الرفض الشعبي في السليمانية ينذر حكومة الإقليم باللجوء ...
- في جبهة الحرب
- الوعي الخلاق..ومرجعيات العنف في الثقافة السائدة
- تنويه وتحذير ..السرقات الأدبية ومواقع وصحف متواطئة مع السارق ...
- ( داعش ..أسطورة الوهم والحتمية المرعبة )
- (الشاعر الكردي صلاح جلال يتعرض لعملية اختطاف وابتزاز من قبل ...
- ( أم الربيعين ..السقوط المدوي والكارثة الكبرى)
- ليل الغرباء (إلى الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي في ذكرى ...
- -ثقافة النخبة بين الداء والدواء-/(الرحيل خارج الاسوار)
- (( سأولد من حلمي قبل أن تقتلني ذبابة عابرة ))
- الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني في السليمانية ينظم حملة توا ...
- الشعر بين نبوءة النفس وعتمة الاغتراب
- قصائد للبيع حضارة للإيجار
- (من مذكرات خمسون عاما ً من الرحيل بين المنافي ) للشاعر العرا ...
- صناعة العنف
- فجر النهايات
- صناعة الوهم عند العرب هل هي موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة؟


المزيد.....




- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...
- قانون جديد يسمح للألمان بتغيير جنسهم كل عام!
- تغييرات جديدة وعاجلة في الحكومة المصرية
- وسائل إعلام: شي يطرح أمام شولتس 4 مبادئ على طريق حل الأزمة ا ...
- مصر.. قرار بشأن ابنة أهم رجال عصر مبارك
- مصر.. أول ظهور لقاتل حبيبة الشماع بعد الحكم عليه بالسجن 15 ع ...
- فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين
- إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني وطهران تحذرها


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أوس حسن - البعد الثوري والفكري في رسالة النبي محمد إلى العالم