أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أحاديث نصف عاقِلة














المزيد.....

أحاديث نصف عاقِلة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5981 - 2018 / 9 / 1 - 23:30
المحور: كتابات ساخرة
    


سألني حمكو المجنون : هل تعرف ماهو أحقر شئٍ في الوجود ؟
قُلت : لا أعرف .
قال مُتحمِساً : أنهُ الإعلام العالمي المُهيمِن . ذاك الإعلام المُجرِم الخبيث .
قُلت : كيف ؟
قال : أنهم يوجهون الرأي العام حسب هواهم ... فيركزون على نقطةٍ ثانوية ، ويتجاهلون عمداً نقاطً أخرى أكثر أهمية .
قُلتُ مُماحِكاً : لم أفهم يا حمكو .. هل ممكن التوضيح أكثر ؟
قالَ مُتنرفِزاً : خُذ يا سيدي ... كُل الأخبار يتصدرها الخوف من إستخدام السلاح الكيمياوي خلال معركة أدلب المُرتقبة . وهذا نفاقٌ وقذارة ! . وكأن البراميل المتفجرة والصواريخ والمدافع لا تقتل . أنهم يقولون بصورةٍ غير مُباشِرة : إذبحوا الناس بالرصاص والقنابل والنار ولكن لا تستخدموا الكيمياوي ، فذلك حرام .. هل سمعتَ بِعُهرٍ أكثر من هذا ؟! . ولماذا نتحدث عن أدلب .. هاك قصة من عندنا : أيهما أكثر شُهرة وتأثيراً : قصف حلبجة بالكيمياوي أم عملية الأنفال ؟ ضحايا كيمياوي حلبجة خمسة آلاف شخص ، وضحايا الأنفال أكثر من مئة وثمانين ألف غالبيتهم العظمى نساء وأطفال ورجالٌ مدنيين . ان سَفَلَة الإعلام الموّجَه العالمي وأذنابهم المحليين ، يثيرون الصخب حول الكيمياوي لكي يطمسوا الجرائم الكُبرى .
مّدَ حمكو يدهُ وأخذَ قنينة الماء التي كُنتُ على وشك إرتشافها ، وشربها حتى آخر قطرة ، ثم رمى القنينة الفارغة .. وكُنتُ متعوداً على مثل هذه التصرفات التي تبدرُ منه . مسحَ شفتيهِ بِكُم قميصه ، وسألني :
هل تعرف مَنْ هي الدول الأكثر غباءاً في منطقتنا ؟
قُلتُ : لا أعرف .
قالَ : آها .. هي الإمارات العربية المتحدة وقَطَر ! . باللهِ عليك ... السعودية لها طموحات بتمثيل المسلمين في العالم ولا سيما السُنّة ، نكايةً بإيران الشيعية وطموحاتها في تصدير الثورة . وهي أي السعودية متورطة منذ عقود بالتواطؤ مع الولايات المتحدة ، بتشكيل الجماعات الإرهابية وتمويلها لمحاربة الإتحاد السوفييتي في أفغانستان وهلم جّرا . وواصلت نهجها بالتدخل السافر في العراق و مصر وليبيا ثم سوريا واليمن .
لكن قَطَر .. هذهِ الدويلة المجهرية ، الغنيةِ جداً ، والمرتاحة بوجود قواعد أمريكية على أراضيها .. ماالحكمة في دعمها للجماعات الٌإرهابية ، بل وإرسالها لطائرات حربية لقصف ليبيا وسوريا واليمن ؟ هل هنالك غباءٌ يُضاهي غبائهم ؟ دويلة نفوسها ضئيل جداً واردها من النفط والغاز هائِلٌ جداً ... ماالداعي لتورطها في نزاعات سخيفة ؟ .. نعم رُبما الإمارات المتحدة ، تفوقها غباءاً ! .. قُل لي كيف ؟ : السعودية لها حدود طويلة مع اليمن ، وتّدعي بأن الحوثيين يُهددون أمنها ... لكن الأمارات ليس لها حدود مع اليمن ، فما الغاية وما التبرير ، لإرسالها الجيوش والطائرات إلى اليمن ؟ الإمارات الغنية والمَحمية من بريطانيا والولايات المتحدة ، الإمارات بنفوسها القليل جداً وأموالها الطائلة .. هنالك في الإمارات الملايين من الهنود ومُختلف الجنسيات الأخرى الذين يعملون ويخدمون الإماراتيين المُدللين ... فأي جُنونٍ يدعو الحكومة الإماراتية للتدخُل في شؤون البلدان الأخرى ؟! .
إرتاحَ حمكو للحظات ، ثم أردف : أتعرف مَنْ هُم أغبى أنواع البشر عندنا هنا ؟
قُلتُ : كلا لا أعرف .
قال : طبعاً لا تعرف .. لكنني سأقول لك : هُم هؤلاء المتحمسين للأحزاب .. جميع الأحزاب . هؤلاء المستعدين لحمل السلاح والتضحية بأنفسهم في سبيل الحزب . في حين بأن هنالك أمثلة كثيرة ، بأن الذين فعلوا ذلك أي ضّحوا بأنفسهم .. ذهبتْ دمائهم هدراً .. كيف ؟ سأقول لك : آلاف الشباب من مختلف الإتجاهات السياسية ، قُتلوا في معارك وصراعات عبثية ، بينما تصالح وتصافح وتحالف وتباوس ، قادة تلك الأحزاب المتصارعة ، بعد فترة قصيرة .. وذهبتْ أرواح الضحايا " بُوله بْشَط " ! .
نظرَ حمكو إليّ شَزراً وقال : يقولون عّني حمكو المجنون .. لكنني لستُ أحمقاً .. أمْ هل أنا أحمقٌ فعلاً ؟
قُلتُ : لا أعرف .
قالَ غاضباً : الذنبُ ليس ذنبك .. ذنبي أنا .. ضّيعتُ وقتي بالحديث معك ، وكّلما أسألك شيئاً تقول : لا أعرف ... أنتَ المجنون وليس أنا . وداعاً ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات برلمان الأقليم 30/9/2018
- كَرو .. وفرهود
- مُجّرَد معركة
- إفعلوها داخل الخَيمة
- واقِعٌ مُضطَرِب
- أردوغان ... الزعيم الأوحَد
- - علي شيش -
- اللحنُ والكَلِمات
- وادِيان
- باي أستاذ
- بيس ... بيس !
- شُهداء
- دِعاية إنتخابِية
- أثرِياء وسُعداء
- السياسي .. حينَ يُحّرِك شفتيهِ
- الخَلاص
- إسمٌ .. على غَيرِ مُسّمى
- أوهام
- لا أؤيِد سياساتِكَ .. لكني لستُ عَدُواً لك
- على هامِش إنتخابات 12 أيار


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أحاديث نصف عاقِلة