أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - مظلات حماية للقرصنة غير واقية















المزيد.....

مظلات حماية للقرصنة غير واقية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5981 - 2018 / 9 / 1 - 11:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


مظلات حماية للقرصنة غير واقية
استخلص الدكتور فينكلشتاين المثقف المناهض للصهيونية قاعدة تحكم ممارسات الصهيونية في مجال الإعلام: "كلما اقترفت إسرائيل جريمة منكرة يسارع إعلام الصهيونية وأنصارها لنبش مقولة "اللاسامية الجديدة" يقذفون بها كل من يتناول الممارسات بالنقد . واختزل المثقف الأميركي البارز، نوعام تشومسكي، مجمل نشاط الإعلام (الميديا) في الغرب الامبريالي، دفاعا او هجوما، في "صناعة الموافقة". يراوغ ويزيف لتزيين ممارسات الدولة العميقة - "المؤسسة" ومرادفها "ملأ القوم" - النخب المهيمنة على عصب الدولة ويدبجون القرارات الاقتصادية والسياسية والإنتاج الثقافي ومجمل نشاط سلطات الحكم بما فيها المجالس التشريعية. مهارة الدعاية الإسرائيلية تتجلى في نواميس وطقوس تظهر إسرائيل ضحية، حتى لو قتلت الأطفال، انها دوما في حالة دفاع عن النفس. بنفس ماكينة التزييف المشار إليها شرعت إسرائيل، بعد إصدار قانون القومية العنصري، حملتها "تصنع الموافقة" على قانون قومية الدولة.
معروف أن إسرائيل نصبت قبة حديدية ضد الصواريخ من الخارج، وأيضا نصبت قبل ذلك بعقود قبة من الإعلام المسخر طبقا للقاعدة المرسومة. دأبت حملات التشهير باللاسامية على "صناعة الموافقة " على نظام عنصري تكتمل فيه مواصفات الأبارتهايد المدان بموجب القانون الدولي. تحت قبة نظام الحماية اشتطت إسرائيل في عربدة القوة الى أن فرضت ضمن قانونها الأساس، تحويل أراضي الفلسطينيين لليهود "قيمة صهيونية سوف تواصل الدولة ممارستها وتشجيعها". فماذا يتبقى للفلسطيني من حقوق فوق أرض وطنه التاريخي؟! أليست ميديا امبريالية الغرب الغرب حقا صناعة موافقة و مظلة واقية للقرصنة الإسرائيلية؟
سخر من وظيفة الميديا الغربية الصحفي البريطاني روبرت فيسك؛ إذ نقل عن مادلين اولبرايت، وزيرة خارجية الولايات المتحدة سابقا ، قزمت بتعبير "مستفِزة " ممارسات اغتصاب الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات اليهودية ومصادرة هويات المواطنين الشخصية واعتقال الأطفال والاعتقالات بالجملة وهدم البيوت . وإذا قام فلسطيني بهجوم اعتبر عملا إرهابيا ؛ اما ما يقوم به اليهود فهي "صدامات مميتة".
يتجلى تعدد المعايير في امواقف من الدول: فيما يتعلق بسوريا تهديد صريح بتوجيه ضربات عنيفة ردا على ما يزعم (نوايا) استخدام الكيماوي ضد المدنيين؛ وبصدد جرائم فعلية تقترفها السعودية في اليمن مجرد عتاب "ليس من مبرر" قتل الأطفال بالجملة؛ اما بصدد إسرائيل فجميع جرائمها تدخل في خانة "دفاع عن النفس"!! في الحالات الثلاث تحكم المصلحة الأميركية، بما يمنح المصداقية لتقييم كل من تشومسكي وفينكلشتاين وفيسك وعشرات الكتاب والمفكرين في انحاء العالم .
قبيل اغتيال رابين وقف نتنياهو يحرض الجمهور ضده: لم استطع ردعه في البرلمان(منع المصادقة على اتفاق أوسلو) فاردعوه انتم!! وحيال لجوء النواب العرب لنفس الإجراء – التوجه مع لجنة المتابعة العربية الى الجمهور إثر فشلهم في ردع قانون قومية الدولة المجحف بناخبيهم –زعق نتنياهو ومؤسسة الحكم الإسرائيلية بحملة تنديد وتخوين ودعوات طرد من الكنيست. ومع هذا يتهم إعلامهم الآخرين بازدواجية المعايير.
استهل الكاتب الأميركي شيلدون ريتشمان مقاله بالسؤال: أين هي ازدواجية المعايير في موضوعة انتقاد إسرائيل؟ كتب في مقالة نشرها يوم 27 آب /أغسطس كتب ريتشمان: اذكروا دولة أخرى غير إسرائيل تحتل أرض شعب آخر ولا تقر بحقوق الشعب الذي تحتله ، وبصورة منهجية تمارس التمييز ضد ربع مواطنيها ، وتحصل على معونات عسكرية سنويا قيمتها مليار دولار من دافع الضرائب الأميركي، ولها قوة ضغط واسعة النفوذ جاهزة لتلطيخ سمعة كل من ينتقدها ، مدعية أن جيشها هو الأكثر أخلاقية في العالم، وتصر على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟! يداهمون البيوت منتصف الليل ينتزعون الأطفال من فرش النوم، يعتقلونهم لفترات غير محدودة، ويعذبونهم او يطلقون النار عليهم او يكسرون عظامهم حين يتظاهرون سلميا ضد الاضطهاد النازل بهم. التنقل بين المدن يتم بموجب تصاريح، وتقطع الطرق التي يسلكها الفلسطينيون نقاط مراقبة وتفتيش. الفلسطينيون ممنوعون من دخول مناطق معينة او السفر على طرق خاصة باليهود. يتم تدمير البيوت عقوبات جماعية ومصادرة الأراضي من مالكيها العرب لتعطى لليهود. في غزة معسكر اعتقال كبير كالذي أقامه النازيون من قبل. فما هي النظرية التي تلتظم هذه الأفعال؟
فند ريتشمان الادعاء الصهيوني بانتماء اليهود كافة لإثنية ممتدة الصلة بأرض إسرائيل القديمة: تردد الدعاية الصهيونية ان اليهود من نسل عرق واحد وهذا تزييف . جماعات من أعراق مختلفة وثقافات متباينة اعتنقوا اليهودية طوعا وكرها . صاروا يهودا من حيث الديانة بينما اجدادهم لم يطأوا مطلقا الشرق الأوسط.
وتدخل الصحفي الإسرائيلي جوناثان كوك يعري اصطفاف إسرائيل على الصعيد الدولي. ينطلق من تقييم تشومسكي - صناعة الموافقة- فيرصد في مهارة الدعاية الصهيونية المضادة داءها الوبيل في نفس الوقت ، يودي بمريضه في نهاية المطاف للتهلكة. تتعين المهارة في الواقع بالاندماج مع ما دعاه الكاتب " فضيحة تمسك بخناق بريطانيا –او بالأدق النخبة البريطانية- في دمجها السخيف اليهودية بالصهيونية ودولة إسرائيل". يحشر الكاتب زيوف الدعاية الامبريالية في خانة رطانة مارقة، لغو وهراء لمجتمع إقصاء، يسفر بالنتيجة عن لغتين ومجتمعين يتصارعان: "معسكران لا يتحدثان نفس اللغة ولا يقفان على أرضية واحدة ، تفصل بينهما هوة واسعة" - معسكر الواحد بالمائة يملك الاحتكارات والميديا والسلطة، وبه تندمج دعاية الدفاع عن الأبارتهايد، ومعسكر التسعة والتسعين بالمائة الذي باسمه يتحدث جوناثان كوك. فالهجوم الصهيوني المضاد " ليس دفاعا عن حياة اليهود البريطانيين، إنما الدفاع عن سلطة الاحتكارات البريطانية"؛ إذ يطال حزب العمال البريطاني وقائده جيريمي كوربين، "كمن يهدم جسرا لوقف زحف الجيش المنتصر". كوربين مناضل عريق ضد العنصرية، وهو مع حزبه متهمون باللاسامية، طبقا لتعريف اللاسامية وضعه " التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست"، وأخذت بالتعريف منظمة بريطانية أطلقت على نفسها "لجنة حماية يهود بريطانيا من اللاسامية وما يتعلق بها من مخاطر"، وكلتا المنظمتين صهيونيتان.
"الاتهام باللاسامية سلاح لإحراج اليسار" عنوان مقال للكاتب ميشيل باركر تصدى مباشرة لفضح التواطؤ بين السلطة السياسية في بريطانيا والصهيونية ، نشر في الثاني من شهر أب / أغسطس 2018: بدات الحكاية بمنظمة يهودية محافظة تدعي تمثيل يهود بريطانيا، وإعلام يزعم تمثيله للرأي العام البريطاني. نشرت المنظمة بيانا أشارت فيه إلى "مشكلة التحدث بمسئولية والسبب أن لاسامية حزب العمال تتقزم حيالها كل ما عداها من مشاكل عنصرية لأن مصدرها ثقافة اليسار المتطرف التي ينتمي إليها جيريمي كوربين ومستشاروه وانصاره المقربون. تلك الثقافة تهيمن الآن على حزب العمال". يقول الكاتب باركر "وهذا كذب والقائمون على المنظمة يعرفون أنهم يكذبون" ؛ ففي تقرير نشر في شهر أيلول /سبتمبر2017 بعنوان "اللاسامية في بريطانيا العظمى المعاصرة : بحْثٌ في المواقف تجاه اليهود وإسرائيل"، شاركت نفس المنظمة في تمويل أبحاثه، تبين " لدى النظر في الطيف السياسي للمجتمع البريطاني يتبين ان اكبر مجموعة لاسامية تتألف من اولئك الذين يعتبرون أنفسهم اليمين المتطرف جدا . في هذه المجموعة نسبة 14 بالمائة يحملون مواقف لاسامية متصلبة و52 بالمائة يحملون موقفا واحدا على الأقل . اما اليسار المتطرف وكل جماعات اليسار فليسوا اكثر عداء للسامية من الجمهور العام". رغم التناقض المفهوم بين التقريرين اكتسب التقرير الثاني أهمية فائقة لدى معسكر الواحد بالمائة ، مالك الاحتكارات المالية والإعلامية وروجها على اوسع نطاق،،
الصهيونية وحلفاؤها ممعنون في التحدي ويزعقون بالشكوى . وفي الولايات المتحدة ينأى جمهور الشباب اليهودي بنفسه عن دولة إسرائيل وينضم الى حملة العدالة لشعب فلسطين او حملة مقاطعة إسرائيل. قلق الصهيونية من تداعيات الاتجاه الكاسح في الولايات المتحدة عبرت عنه حملة ضارية ضد جولة النائب عايدة توما –سلمان، قوامها محاضرات ولقاءات سياسية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة تهدف إلى تجنيد الرأي العام الدولي لأخذ خطوات تصعيدية ضد قانون القومية العنصري. ترد النائب على الحملة: "يبدو أن نشاطنا على المستوى الدولي ضد قانون القومية يرعب الرؤوس المدججة بالعقلية العنصرية... واضح أن حكومة نتنياهو تهاب الفضيحة أمام الرأي العام العالمي كدولة تؤسس لنظام ابرتهايد وفصل عرقي وعنصري، وفعلًا فإن ردود الفعل المثلجة للصدر والإقبال الكبير على المحاضرات، يؤكد ان تخوفات نتنياهو وثلّة العنصريين، في موضعها"،ترد النائب على الحملة.

التجاوب يتعاظم في العالم كله مع مطلب العدالة لشعب فلسطين.

I



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الأبوي إ شكالية التخلف في المجتمع العربي- الحلقة الأخ ...
- النظام الأبوي إشكالية التخلف في المجتمع العربي-4
- تهدئة تحت سيف قانون يهودية الدولة؟!
- إشكالية التخلف في المجتمع العربي-3
- إشكالية التخلف في المجتمع العربي(2من4)
- إشكالية التخلف في المجتمع العربي(1من4)
- الفصل قبل الأخير من مسرحية الصراع على فلسطين
- صفقة القرن ثمرة الانحطاط السوقي للسياسات الأميركية
- الراحل برنارد لويس مثقف الحرب الباردة والليبرالية الجديدة و ...
- أعظم خطر يهدد البشرية -2
- أعظم خطر يهدد البشرية
- هي الفاشية عنصرية دموية مندمجة عضويا بالامبريالية
- أول أيار في حقبة الليبرالية الجديدة
- مخططات تدميرسوريا نظاما ومجتمعا-2
- دور الولايات المتحدة في تدمير سوريا-1
- نصائح احمد صبحي منصور تحابي الاحتلال وتغفل مسروعه الاقتلاعي
- نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -4
- نضائح الدكتور احمد صبحب منصور المحترم -3
- نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -2
- نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم 1


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - مظلات حماية للقرصنة غير واقية