أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - حدث في غزة..!















المزيد.....

حدث في غزة..!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 02:20
المحور: كتابات ساخرة
    


حدث في غزة ......!
توفيق الحاج
(سيمفونية جوع طازجة بوقائع حقيقية لن اذكر اسماء أبطالها منعا للإحراج)
بدأت القصة صباح يوم من العشر الاوائل من ذي الحجة حيث تزدهرالتقوى فجأة وتكثر بركات وهيات التبتل والاستغفار والتسبيح كما في العشر الأواخر من طيب الذكر رمضان !
طرق.. على باب الدار وأنا اجهز كباية الشاي.. هرولت 30درجة وفتحت فاذا بمستورة خمسينية منقبة تصبح وتقول :ممكن اقابل زوجتك معلمتي ؟ فقلت اهلا بك وسهلا .. وصعدت بها لتقابل الحكومة المكفهرة خلقة فنحن والحمد لله على الحديدة ..عرفت من حديثهما انها (معلقة )من سنوات بلا نفقة وفي رقبتها طفلين وسبع بنات أصغرهن معوقة !
وتقسم انها تركتهم بدون عشاء ولا فطور وليس في البيت المستأجر شيء والمعوقة تصرخ من الجوع فهدأتها بإبرة مسكنة !
من عادتي ان اصدق كل مايقال الى ان يثبت العكس وخاصة اذا كان مرفقا بدموع مقهور ودعاء محتاج فالبيوت اسرار ساتراها الحيطان.. مع ان بعض الناس يعتبرني هكذامشروع استهبال او استغفال وانا أرد بثقة : اللهم ردني اليك اهبلا..و لا تردني خبيثا!..
أخرجت اااخر 70ش معي واعطيته للمستورة مبقيا 20ش لابنتي مواصلات للجامعة واشرت عليها ان تذهب لجيراني الطيبين ولا تعدم الخير فإمام جامعنا الطيب لا يمل الحديث عن الاحسان والمحسنين وكذلك صاحب المصنع وموزع الادوية وكانت النتيجة (حد الله) ما اعطوني شيء !
وقالت: سمعت عن محسن كريم من دار فلان يأتيه من الخارج خير الله فلتساعدني وتعرض حالتي عليه .. شعرت بالحرج .. فانا يا مستورة لم ولن افعلها لنفسي ولو مت جوعا .. والحت بمنطق ان صاحب الحاجة ارعن .. ودلتني على البيت فاذا به صديق لي غلبان انحس مني..خرج مشدوها فلعنت نفسي.. ودفع ما فيه النصيب!
المستورة تتصل على مرة اخرى وكاني (أحمد سعيد) أيام عزه في نبض البلد وتترك ابنتها الحردانة تشرح مشكلتها (أمها استدانت من حماتها أجرة البيت وزوج الحردانة حلف الا تعود الا بسداد المبلغ) !
وتعطي المايك لابنتها المعوقة التي تقول (الدقة حرقت قلوبنا .. وزهقنا دقة الفول كل يوم وقرفنا رجلين الجاج..نفسي ياعم أكل جاج زي الناس وأموت بعد هيك)!
ضحكت غلا ..وقلت انتو ما بدكوا ياعم محسنين ..انتو بدكو وزارة شئون بحالها !
فاكملت .. تصدق ياعم مالكة الدار تخبز ع فرن الطينة ورفضت تعطيني رغيف لي ولاخواتي ؟
قلت الله اكبر .وين حكام الرعية الله ينكبهم ..؟وين مشايخ المساجد الله يعدمنا اياهم ؟
وين لجان الزكاة الله يجحمها؟ وين التكافل ؟ وين المناديب؟ وووين عمر ؟! فقالت مين عمر ؟!.. قلت عمر عبد اللات يا عمو..
فكرت بأصدقاء لي في المتطقة... واتصلت باحدهم وهو رجل يشهد الناس باياديه البيضاء واخبرته بالامر الجلل.... فتعذر بال50% ولكنه وعدني ان يتصل حالا بلجنة زكاة ام قرص لتتصل بلجنةزكاة ام 44 وأكد ان لن يمر العصر الا وعمر قد وصل! وانتظرنا حتى العشاء ولم يصل احد.. فتعلل صادقا .. ان الخضر يطبقون الاية (أشداء على الكفار رحماء بينهم ) ونحن طبعا الكفارحسب أحدث التفاسير ! ومع ذلك سأتصل باصدقائي ونقدم للمستورة مانقدر عليه..!
البنت تتضور جوعا .. وتهاليل ما قبل العيد تصدح .. ونهرت المستورة عبر الجوال .. اطلعي على الجيران .. زي ما في جار سيء ..في جار طيب !.. لا تعدمي الخير في الناس
دقت على جار من عائلة ..... فاستقبلها وزوجته بشهامة مستهجنا مايسمعه وأعطاها من بيته ما استطاع اليه سبيلا واشترى لها جرة غاز وطحين وادوات مطبخ و...و... وترك زوجته ترتب معها مطبخها التعيس!
صرخت وكأني انتصر أخيرا على إحباطي : الحمد لله... الخير في وفي امتي الى يوم الدين!
شعرت بالفرح وهي تخبرني انها تتعشى الان مع بناتها بطاطا مسلوقة !
وشعرت بالغيظ وجارتها المالكة تقاسمها الغنيمة والا ستطردها من البيت !
ويأتي العيد.. مكفهرا غير سعيد ونفقد فيه (حنا مينا) ..ومن لا يعرف حنا مينا لايعرف لا بحر ولا مينا ولا مصابيح رزق !
اعتزلت الناس بفقري واحباطاتي بانتظار الفرج واذا بالمستورة تتصل وتخبرني انها ستاتي لتاخذ نصيبها من لحمتنا؟ فزعت أي لحمة ؟ واخبرتها ساخرا : لم نضح بعد ومعي 2ش سأشتري يها عجلا والباقي لمصروف اااخر الشهر!
كلمت صديقا كاتبا .. وتحمس كما سابقه وذهب للمستورة وشاهد الحال ببث مباشر ودون بياناته واعدا ولم يعد !
كلمت صديقا ثالثا يوم الاربعاء.. فاستجهن وقال: الله أكبر..معقول يحدث هذا عندنا ؟! ..طيب انا ح أعطيها من جمعية محسن كويتي اثنين ثلاثة كيلو لحمة وبعرف صاحب مخبز يعطيها ربطتين خبز.. واخدته معي وشاهد بعينه مكانا ضيقا ونحن نكاد نختنق من رطوبة اغسطس.. وبنت خجولة تقدم لنا كأسين من الماء البارد .. وهذا المشروب الممكن في بيت تغادره الفئران ..! وشاهدنا الثلاجة خاوية على عروشها وصديقي يهز رأسه .. وانا اقول في نفسى: ياترى هل يكون فيك ياصديقي شيئا من عمر؟
واتفقنا على ان يجهز ما وعد به يوم السبت 11ص .. وطوال الطريق أوكد عليه .. وعندي احساس غير مريح بالقادم
وياتي السبت.. ولاحس ولاخبر وجوال صديقي لا يرد .. وتتصل المستورة غاضبة وتتحسبن علي وعليه وتذكرت فيلم (معلش احنا بنتبهدل)... كتمت غضبي وخذلاني الثلاثي الأبعاد فاتصلت بصاحب دكان ليعطيها 20ش كدين مستحق علي وقلت لها : اشترى لبناتك حالا ربطتين خبز وفلافل ...وتقبلي اعتذاري !
المستورة تتصل ليلا وترددت في الرد زعلا على كرامتي المبعثرة .. ولكني رددت لاسمع منها وهي تبكي ان ابنتها المعوقة جمعت عظاما من المزبلة لاطبخها !وسالتها عما تداينته لها فقالت :اشتريت خبزا وبطاطا وبندورة ونزلت من السيارة لاشتري دقة ..وعدت فلم أجد أحدا! وطلبت ولو 20ش أخرى..
اتصلت على صديقي الكاتب رغم عتبي عليه لا كتشف انه أعطاها 50ش وكيلو لحمة !
كلمت دكتورا كبيراباسهاب عن الفيلم الهندي لعله يساعد فرد ببرود انجليزي وهو يتجشأ( وايش المطلوب مني؟).
كدت ابكي مما أرى.. وانا أسال نفسي :أين أخطأت؟!
هل في مساعدة مستورة غير شفافة ؟ أم في اللجوء الى أصدقاء فقراء بيضوا وجهي وأصدقاء أمراء صنع في تايوان سودوا وجهي؟ أم في الأمل بوهم متبخر اسمه مجتمع اسلامي.. ليس فيه عمر؟! وانما فيه ذئبان يتصارعان على افتراس بقايانا..كلاهما يريد تهدئة و أحدهما يريدها مع كامل التمكين والاخر يريدها مع استمرا الحكم المتين !
اللهم انت حسبنا ومولانا.. خلصنا ممن يريد بنا شرا وبك نستعين !



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب والسياسي..!
- شهادة لله..!
- كتاب..اااخر زمن!
- من كوشكة..الى تكتكة!
- ضاعت البلاد ومتحف العقاد..!
- خطاب حساس.. الى قائد حماس!
- عرضحال مواطن غلبان....!
- احتلال فوق احتلال!
- من جمعة الشكشوك الى جمعة الكاوشوك !
- عودة مين..والناس نايمين؟!
- الحمد لله.. يا ال حمد الله!
- ديوك ..وثعالب..!
- حمراء اليمامة..!
- رسالة.. الى الرئيس!
- قم واستقم..!
- ياااا سامعين الصوت..!
- خائف..في زمن الطوائف!
- ماذا تبقى لكم؟
- لا عنب الشام ولا تين اليمن..!
- تمكين مين..ياعم اسماعين!


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - حدث في غزة..!